أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح زنكنه - حكايات من ذاكرة الرعب (2)















المزيد.....

حكايات من ذاكرة الرعب (2)


صلاح زنكنه

الحوار المتمدن-العدد: 8439 - 2025 / 8 / 19 - 18:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إعدام جماعي لعائلة آلوس البهادلي
حكاية أخرى من الحكايات الأسطورية في عصر صدام سفاح العراق، والتي نسجتها زبانيته من محترفي الجريمة وسفك الدماء والقتل الجماعي والذين بزوا كل الجلادين والسفاحين والقتلة عبر التاريخ ليسجلوا بذلك سبقا حقيقياً في سجل الإجرام والإرهاب في أبشع صورهما في أرجاء المعمورة.

وها نحن نستذكر معاً قصصاً وصوراً من أحوال الزمن العصيب الذي مر بالعراق والعراقيين الذين ذاقوا المرارة والويل على ايدي جلاوزة صدام، ووحوش العصر الحديث، بل الوحوش والضواري أكثر رحمة ورأفة منهم, الذين يتلذذون برائحة الدم وزهق الأرواح، لنؤرخ بعضاً من تفاصيل محنة المناضلين والأباة والشرفاء من الذين قارعوا هذا النظام الاستبدادي الدموي بوسائلهم الخاصة ودفعوا حياتهم ثمنا لمواقفهم.
إليكم هذه الحكاية الغرائبية التي يرويها المواطن (فرحان كشكول حبيب البهادلي) بحرقة وألم كشاهد عيان على جريمة إعدام عائلة عراقية متكونة من (۱۸) فرداً، وهي عائلة المواطن (آلوس حسوني البهادلي) أحد وجهاء مدينة الزعفرانية في بغداد متزوج من امرأتين وله منهما عشرة أبناء وثلاث بنات.

يقول السيد فرحان (الذي قضى عشر سنين من شبابه في سجن أبو غريب) أن الحاج آلوس كان رجلاً طيباً وبسيطاً ومحترما بين أهالي الزعفرانية يساهم في حل مشاكلهم ويقدم يد العون والمساعدة للمحتاجين منهم وقد أسس (جامع الرسول) في المنطقة مع نخبة من أعيان ووجهاء المدينة في ستينيات القرن الماضي حيث كان يقيم عزاء الإمام الحسين (ع) ويشرف على المواكب الحسينية وسائر الطقوس والشعائر الدينية, وكان يدعوا إلى أعمال البر والإحسان دون الانضمام إلى أي حزب سياسي، كان بمثابة مؤسسة اجتماعية ودينية وخيرية لما له من فاعلية وحضور.

1- اعتقال الابن الأول وإعدامه.
كان (رسول) أبرز أبنائه يعمل موظفاً في وزارة الأوقاف, تربى مع اخوته على أخلاق أبيه واكتسب صفاته إلا أنه تميز بالصلابة والجرأة حيث كان يؤلب الناس خفية على النظام وأساليبه الإجرامية, ويعري رموزه ويشخص جرائمه وحماقاته, تم اعتقاله عام (١٩٧٩) من قبل جهاز الأمن مع عدد من أخوته ومجموعة كبيرة من الشباب (بتهمة الانتماء لحزب الدعوة) وحكم عليه بالسجن المؤيد, ثم اطلق سراحه ضمن قرار العفو العام, لكنهم عاودوا اعتقالهم ثانية عام (١٩٨٠) ومارسوا معه شتى صنوف التعذيب الجسدي حتى أن ضابط الأمن وهو المجرم (على الخيكاني) أعترف ببسالة رسول وشجاعته, حيث قال عنه بأنه (أشجع شجعان الزعفرانية) وقد ذكر هذا الضابط أنه أثناء اعتقال رسول سحب هذا الأخير مسدسه الشخصي وحاول قتل رجال الأمن إلا أنهم هجموا عليه وجردوه من المسدس وقيدوا يديه وعصبوا عينيه ووضعوه في السيارة, لكنه أبى أن يستسلم بسهولة, فراح يرفس السائق بقدميه, حتى كادت السيارة أن تنقلب، وحين وصل إلى مديرية أمن الثورة (معقل الأحرار حسب السيد فرحان) عذبوه بشكل وحشي بواسطة الكهرباء وقلع الأظافر والكي بالنار وخلع الكتفين، وبالرغم من كل ذلك وقف شامخاً في المحكمة وتهجم على الدكتاتور (صدام) وشتم الحاكم (مسلم الجبوري) وقذفه بحذائه قائلاً له (سوف تدفعون ثمن جرائمكم في يوم ما، وساعتها من يرحمكم أحد أيها السفلة)
وهكذا حكم عليه (الجبوري) بالإعدام، وبعد أيام سلموا جثته إلى أهله، وكانت معالم وجهه ممسوحة تماماً أثر التعذيب, وقد منعوا أهله من إقامة شعائر العزاء حينها.

(۲) اعتقال الابن الثاني واعدامه.
هكذا يواصل السيد فرحان حديثه المترع بالأسي والشجن قائلا : بيد أنهم لم يكتفوا بذلك حيث قام جلاوزة صدام باعتقال (حسن) الابن الثاني للحاج آلوس من زوجته الثانية, والذي لا يقل صلابة وشجاعة عن أخيه رسول، ولما لم تنفع كل صنوف التعذيب الوحشي من النيل من شكيمته, جربوا معه وسيلة دنيئة أخرى في التعذيب النفسي والضغط الاجتماعي, حيث اعتقلوا عائلة (آلوس) بالكامل بما فيهم الشيخ آلوس الطاعن في السن (٨٠ عاماً) وزوجتيه وابنتيه وجميع أبنائه دون استثناء, وراحوا يعذبون أمه وأم رسول وأختيه أمام عينيه.

ثم يضيف بحسرة : لقد كنت شاهداً حقيقياً على هذه الواقعة البشعة لأنني كنت معتقلا مع حسن الذي علمنا نحن السجناء السياسيين دروساً في الإباء والتحدي وعدم الرضوخ لطغيان الجبابرة, أجل كنت أرى والدة رسول تجلس القرفصاء قرب غرفة التعذيب بأمر من الجلادين، وهي تسمع صراخ وأنين أبنائها وبناتها, ولا تستطيع فعل شيء سوى البكاء والدعاء.
هكذا استخدموا كل الطرق والأساليب اللاأخلاقية مع حسن وأخوته وعائلته لكي يجبروه على الاعتراف وينالوا من كبريائه, حتى انهم لم يسمحوا له بالجلوس والاسترخاء كلما فرغوا من تعذيبه, كانوا يشدون يديه بالباب وقوفا ولساعات طويلة لينال منه التعب والاجهاد والاعياء حد الإنهاك والهلاك.

وأخيرا مات أثناء التعذيب الوحشي ثم اجهزوا على البقية الباقية من العائلة واعدموهم جميعا الواحد تلو الآخر باستثناء أم رسول التي افرجوا عنها، وما آن وصلت البيت الفارغ من ساكنيه, حتى تقيأت دما وماتت على الفور وهي تحمل الرقم (١٨) في العائلة المناضلة المنكوبة والتي لم ينج منها سوى الطفلة الرضيعة ذات الشهرين (غفران رسول آلوس) لتكون شاهدة على وضاعة وبشاعة ودموية هذا النظام الاجرامي ووصمة عار في جبينهم إلى أبد الدهر.

ونحن بدورنا نتساءل, أين جثث هؤلاء الشهداء وغيرهم من أبناء العراق الشرفاء الذين اغتالتهم الأجهزة الأمنية القمعية الصدامية، وأين رفاتهم منذ عام ۱۹۸۲ سوى المقابر الجماعية التي امتلأ بها البلد.
وهذه قائمة بأسماء أفراد العائلة المغدورة, لنحاجج وندين أولئك الأوغاد والسفلة من أزلام صدام الذين عاثوا فسادا ودمارا وخرابا في العراق.
1- آلوس حسوني البهادلي
2- زوجته الثانية أم حسن
3- رسول آلوس
4- زوجة رسول / حياة كاظم حسن اللامي
5- حسن آلوس
6- منصور آلوس
7- علوان آلوس
8- كاظم آلوس
9- علي آلوس
10- كريم آلوس
11- عباس آلوس
12- زوجة عباس / أمل فارس ثنوان
13- محمد آلوس
14- يحيى آلوس
15- أمل آلوس
16- حياة آلوس
17- طه آلوس
18- زوجة آلوس الأولى (أم رسول) التي ماتت كمدا.
جريد الاتحاد 15 / 1 / 2005



#صلاح_زنكنه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايات من ذاكرة الرعب (1)
- صلاح زنكنه / الكتابة عندي كينونة حتمية ومسؤولية أخلاقية وفكر ...
- سماحيات 36
- صلاح زنگنه / حفّار المجاز ورجل الأسئلة المتمردة
- صلاح زنكنه / قلت كل شيء بوضوح تحت انظار السلطة
- مكاشفة مهمة
- ثلاث شهادات محبة
- الإرهاب جذره ديني
- صناعة الأنبياء
- متى تكف الأحزاب عن توجيه الثقافة ؟
- مانشيتات وتصريحات صادمة عبر حوارات ساخنة أجريت معي.
- تلفزيون الإله / قصة قصيرة
- خاتمة الأسفار / اقصوصة
- سماحيات 35
- ويحدوثونك عن السيادة
- سماحيات 34
- سمات الحداثة في (هذا الولد مولع بالنساء) لصلاح زنكنه
- إضاءات في شأن السوري
- سماحيات 33
- رؤية نقدية فلسفية لقصيدة (لا شيء يبقى بعد حين) لصلاح زنكنه


المزيد.....




- صيحات الجينز الجديدة.. فساتين وسترات وحتى إطلالات السجادة ال ...
- إسرائيل تستهدف احتلال قطاع غزة بالكامل وتحضير ما بعد الحرب
- شيتاجونج في بنغلادش: أكبر مقبرة للسفن في العالم
- مروان البرغوثي يعود إلى واجهة التضامن الشعبي والدولي
- نداء عاجل: حياة مروة عرفة في خطر وتحتاج لرعاية صحية عاجلة
- استدعاء 60 ألف جندي احتياط.. وزير الدفاع الإسرائيلي يقرّ خطة ...
- -يورونيوز- عند معبر رفح.. سائقو المساعدات يأملون في دخول غزة ...
- مشروع استيطاني كبير في الضفة وبرلين تنتقد التصعيد العسكري ال ...
- تصعيد بين إسرائيل وأستراليا على خلفية الاعتراف بالدولة الفلس ...
- القضاء الفرنسي يفتح تحقيقا إثر وفاة مدوّن فيديو ينشر مقاطع م ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح زنكنه - حكايات من ذاكرة الرعب (2)