أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم المعموري - رسالة هامة الى حكومة لبنان والمقاومة .. السلاح كوسيلة للمقاومة والدولة ضامنة














المزيد.....

رسالة هامة الى حكومة لبنان والمقاومة .. السلاح كوسيلة للمقاومة والدولة ضامنة


جاسم المعموري

الحوار المتمدن-العدد: 8437 - 2025 / 8 / 17 - 09:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في زمنٍ تتشابك فيه المصالح الإقليمية والدولية، يصبح التدخل في أي صراع محلي مفتاحًا لبوابة أزمات أعمق وأشد تعقيدًا. حزب الله، ككيان فاعل يمتلك سلاحًا ونفوذًا سياسيًا واجتماعيًا، وجد نفسه تحت ضغوط داخلية وخارجية هائلة بسبب تدخله في حرب غزة. هذه الضغوط ليست مجرد تحدٍ عابر، بل تمثل لحظة حاسمة في تاريخ لبنان والمنطقة بأكملها، تطرح تساؤلات جوهرية عن دور القوة والهوية والسيادة.
يعيش حزب الله حالة من التوتر بين ضرورة الحفاظ على سلاحه كرمزٍ لقوته ولحماية المقاومة , وبين الضغوط السياسية والدولية التي تسعى إلى نزع هذا السلاح بخجة منع لبنان من الانزلاق إلى حالة من الصراع الداخلي المفتوح، الذي قد يهدد استقراره. هذه المعادلة تحمل أبعادًا تأويليةعميقة فهل السلاح هو تعبير عن الهوية والمقاومة أم هو بذرة للدمار الداخلي؟
من منظور رؤية القوة والسيادة، يمكن القول إن السلاح هنا يمثل حق السيادة الداخلي للحزب، وهو جزء من مشروع وجوده. لكن في الوقت ذاته، يصبح هذا الحق مهددًا حين يتحول إلى أداة ضغط عليه من الداخل ومن الخارج، ما يخلق حالة انقسام داخلي حول ماهية لبنان كدولة وما إذا كان يحتمل تعدد القوى المسلحة أو يجب أن يكون فيها سلطة واحدة, وان الضغوط المتصاعدة قد تدفع إلى نتائج كارثية، إذ أن نزع السلاح بالقوة أو فرضه من الخارج قد يؤدي إلى تفكك الداخل اللبناني، وتحول الأوضاع إلى حرب أهلية أو صراع مسلح بين الأطراف المختلفة.
أي محاولة لإلغاء أو تقييد القوة التي يمثلها حزب الله دون إيجاد تسوية سياسية تحترم موقفه ووجوده، قد تُشعل نيران حرب داخلية لن تتوقف، تنذر بانتشار أوسع للصراع في المنطقة، وربما تحرّك الفصائل والجهات الخارجية في مسرح متعدد الأبعاد, وذلك لان حزب الله ككيان اساسي للمقاومة في المنطقة لا يعمل بمعزل عن المحيط الإقليمي والدولي، وبالتالي فإن أي صراع داخلي يتعاظم في لبنان سيكون له ارتدادات مباشرة على استقرار المنطقة برمتها. الحروب التي تشتعل في لبنان تفتح الباب لصراعات إقليمية، تُسقط المنطقة في دوامة من العنف، لا نهاية لها، تحكمها مصالح الدول الكبرى وأجندات القوى الإقليمية.
في ظل هذه المعادلات المعقدة، يبدو أن الحل الوحيد الممكن هو قبول واقع تعدد القوى المسلحة، ضمن إطار سياسي يمنح حزب الله دورًا شرعيًا يعترف به على أساس حماية لبنان من العدوان الخارجي وليس كقوة منافسة للدولة. يقول الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ( لا سيادة دون مقاومة ) وهذا صحيح لما يحاط بلبنان من مخاطر جمة , فمن الجنوب ثعابين نتياهو الزاحفة ومن الشرق والشمال ضباع الجولاني العطشى للدماء, وبين هذا وذاك اخطار اشد واكبر. ففي الوقت الذي يصرح فيه نتياهو امام العالم انه يحلم ويؤمن باسرائيل الكبرى , تستمر عصابات الجولاني بتهديد لبنان , وكل هذا صحيح ولكن مكن اعتماد نموذج يُشبه النظام السويسري في التعامل مع الكيانات أو الجماعات المسلحة، حيث تُدمج هذه القوى في نظام ديمقراطي مع ضمانات سياسية وقانونية واضحة، ويتم الاتفاق على حدود وأدوار واضحة للسلاح في ظل سلطة مركزية تحترم الجميع.
وان هذا الحل يتطلب ما يأتي
حوار داخلي لبناني شامل يضم كل الأطراف السياسية والاجتماعية، ويُرسخ مبدأ الدولة التي تمثل الجميع.
تفاهم إقليمي ودولي حول دور حزب الله في المستقبل، يعترف بحق المقاومة ضد العدوان، لكنه يقيد دور السلاح داخل إطار دفاعي محدد.
آليات مراقبة دولية وإقليمية تضمن تنفيذ الاتفاقات دون فرضها بالقوة، مما يقلل من احتمالية الانزلاق إلى حرب داخلية.
انساحب كامل لقوى العدوان والاحتلال الاسرائيلي من كل الاراضي اللينانية المحتلة.
ضمانت دولية موثوقة ضمن قرار من الامم المتحدة بعدم عدوان اسرائيلي او غيره على لبنان.
مساعدات دولية لاعادة الاعمار وانعاش الاقتصاد اللبناني ضمن بنية تحتية راسخة وقوية.
ان ما تواجهه لبنان والمنطقة اليوم مفترق طرق يعكس صراعًا بين الرغبة في السلام والاستقرار، وواقع القوة والنفوذ الذي يصعب تجاوزه يتطلب من الجميع السعي الجاد لايجاد حلول من هذا القبيل ,وان الضغط على حزب الله لنزع سلاحه دون التوصل إلى حل سياسي حقيقي يراعي مصالح الأطراف، سيغذي دوامة من العنف لا تنتهي, والحكمة تعلمنا أن القوة بدون تروي هي طريق إلى الدمار، وأن الحلول السياسية لا تُنتزع بالقوة، بل تُبنَى بالحوار والتفاهم، خصوصًا في مجتمعات معقدة كلبنان. لذا، فإن تحقيق التوازن بين قوة حزب الله والحكومة اللبنانية هو السبيل الوحيد لتجنب حرب جديدة، وضمان مستقبل أكثر استقرارًا للمنطقة كلها. يتبع ضمن دراسة مستفيضة!
جاسم محمد علي المعموري
17-8-2025



#جاسم_محمد_علي_المعموري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجهان لواقع واحد .. بوتن وترامب في عالم مضطرب.. رؤية شاملة
- بين الأمل في السلام ومخاطر التصعيد النووي .. ترامب وبوتين يل ...
- نداء عاجل للتحرك الدولي الفوري.. قتل الصحفيين جريمة كبرى
- ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) تسبيح الملائكة
- مفاهيم قوى التحرر في العالم ونظرتها الى الحرية
- ضرورة صناعة طبقة وسطى من حيث الدخل في العراق
- بطاقة سكن في جهنم
- اللقب ومعضلة وزير الداخلية
- قبلَ أن ينشقّ القمر
- سوء الادارة في المؤسسات الحوزوية
- ال سعود والانقلاب العسكري التركي الفاشل
- ياداعشي أين المفرْ
- من مذكراتي عن اهل الفلوجة الكرام .. *
- ستورقُ في الرمال لنا نمورُ
- نداء الى جميع الاحرار والمثقفين في العالم لشجب واستنكار اعدا ...
- مشتاق لك – شعر شعبي عراقي
- لو كشف لي الغطاء ما ازددت وطنية
- المسلمون ألد أعداء الاسلام
- تمرد ايها الشعب العراقي
- طغاة ال سعود يحمون الطغاة


المزيد.....




- الضياع في الكهوف.. كيف فشل أقوى جهاز استخباري في فهم أفغانست ...
- معبر رفح يشهد أول زيارة لمسؤول فلسطيني رفيع منذ اندلاع الحرب ...
- 5 مخاطر غير متوقعة لتناول البروتين بكثرة
- خبير ألماني يدق ناقوس الخطر إذا سيطرت روسيا على كامل دونباس ...
- ترامب: يوم كبير في البيت الأبيض.. وإنهاء الحرب بيد زيلينسكي ...
- دروس أوروبية لزيلينسكي.. كيف يتحدث مع ترامب -دون استفزازه-؟ ...
- كوابيسك ليست عشوائية.. ماذا تحاول أن تخبرك؟
- بين الخيانة والاستسلام: ماذا يعني تسليم دونباس لروسيا؟
- والدة محتجز إسرائيلي تبث مقطع فيديو لابنها في الأسر
- لاريجاني: إيران لا تتدخل في شؤون لبنان الداخلية


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم المعموري - رسالة هامة الى حكومة لبنان والمقاومة .. السلاح كوسيلة للمقاومة والدولة ضامنة