في الحياة ما يستحق الذكرى23

عبدالرحيم قروي

الحوار المتمدن-العدد: 8437 - 2025 / 8 / 17 - 00:30
المحور: سيرة ذاتية
    

في اواسط سبعينيات القرن الماضي وكنا نمثل النخبة من تلاميذ الثانوي بوادزم . نتحلق حول الراديو كاسيط. الوسيلة الوحيدة المتوفرة لاشعاع الثقافة النضالية إضافة إلى اللقاءات السرية للشبيبة. نرهف السمع وندون كلمات القصيدة حتى حفظناها واصبحنا نرددها في كل حين بعيدا عن اعين العساسة والواشين البركاكة من عيون السلطة . مغلقين علينا ابواب دكان الوالد بزنقة الحدادة . نستمع للقصيدة ونحن في عز الحماس في سرية تامة حصلنا عليها عن طريق تسريبات التنظيم السري ان ذاك لمنظمة الى الامام العتيدة . الشريط تم تسجيله في احدى انشطة اوطم في المدرسة المحمدية للمهندسين في اوج عطاءها النضالي .
البالا والفاس
1-
البالا والفاس
وتمارة فاتت القياس
اخدم واسكت
ما كاين باس
راه كل كلمة
بقطيع الراس
البالا والفاس
وتمارة قهرات الناس
اخدم واسكت
وفمك دير ليه لجامو
اخدم واسكت
عمرك فابور بعتي أيامو
اخدم واسكت
راه الباطرون هذا كلامو
وزمانك هذا احكامو
أنت بهيمة بنظام مسحوق
والباطرون ما عندو سوق
عايش عصرو هذا وخلاص
وأنت كل شي أيامك تعكاس
وتمارة وتهراس الراس
الناس تتخلص بالساعة
وأنت بالعطش عندك الخلاص
وزيد وزيد ما كاين باس
2-
من الجوع هزك بوتفتاف
وف تمارة طاحو لكتاف
كيفاش يمكن يفهمك الشاف
هو وصحابو في البيرو
والسكريتير والسكريتيرة
والنائب ديالو ووزيرو
وناس أخرين غيرهم غيرو
كلهم مجمعين في البيرو
كاعدين على الضامة والكاس
والنهار طالع من ظهور الناس
من ظهر هذاك وهذا
يعني الكزار وظهر الخضار
ومالين الحليب والصيادة
والماكنية والحدادة
كاع ظنونا بلادا
جراو بغاو لينا لهراس
وزيد وزيد ما كاين باس
3-
البالا والفاس
وتمارة فاتت القياس
اخدم واسكت
ما كاين باس
راه كل كلمة بقطيع الراس
واللي حاول مرة يفهم
وحل فمو بغا يتكلم
واجبد حديث الطلبة
ولا التلميذ والنقابة
هذاك لابد غدا حاصل
هذا لا محصلش دابا
ينعتوه من الناس اللي سابو
والحبس والسيلون عقابو
والمشنقة بعض المرات
ومرت اخرا السم والرصاص
تحكموا وطغاو فينا الأرذال
فابور باعونا للأمبريال
كل زينة بعشرة دريال
وبالخرصة والخلالة
والسماسرية والدلالة
وبالعبارات والقياس
وزيد وزيد ما كاين باس
حتى لاين ما كاين باس
هذاك هو الباس بعينه
والله ما قفلتيه لا فورتيه.

3-10-1974
من ديوان: البالة والفاس

#عبدالرحيم_قروي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل