أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - بين نسق الخيانة وهبوب الذات الأنثوية .. قراءة في رواية ( رياح خائنة ) للكاتبة فوز حمزة للناقد عبد الكريم حمزة عباس














المزيد.....

بين نسق الخيانة وهبوب الذات الأنثوية .. قراءة في رواية ( رياح خائنة ) للكاتبة فوز حمزة للناقد عبد الكريم حمزة عباس


فوز حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 8436 - 2025 / 8 / 16 - 13:19
المحور: الادب والفن
    


في روايتها رياح خائنة الصادرة عن دار الصحيفة العربية – بغداد – عام 2024 – بواقع 210 صفحة من القطع المتوسط ، تمضي (فوز حمزة) في تفكيك البنية العاطفية والاجتماعية لعالم مشحون بالخذلان، حيث لا تهب الريح على أشرعة الأمل، بل تأتي عكس الاتجاه، محمّلةً بالخذلان والانكسار.

عنوان الرواية يحمل دلالته الرمزية العميقة، إذ تحيل الرياح إلى ما لا يمكن ضبطه أو التنبؤ به، بينما الخيانة تقترن بما هو شخصي/حميمي، مما يشي منذ البداية بصراع داخلي متأجج في قلب شخصيات الرواية.
اعتمدت الكاتبة بنية سردية تتماهى مع التمزقات التي تعاني منها شخصياتها، فجاء السرد متعدد الأصوات، متقاطع الأزمنة، متداخل الحكايات، الرواية هنا ليست خطًا مستقيمًا يتتبع مصير شخصية وحيدة، بل هي أشبه بشبكة سردية تتقاطع فيها الذوات المجروحة، وتتماس فيها المسارات الفردية ضمن فضاء اجتماعي لا يتوانى عن سحق الهويات الهشة.

ثيمة الخيانة تتنوع ما بين الخذلان الأسري والمجتمعي و الديني ،الكاتبة لا تتعامل مع الحكاية من منظور ضحية وجاني فقط، بل تسعى إلى مساءلة البنية الأخلاقية التي تسمح للخيانة بأن تكون خيارًا أو مخرجًا أو حتى نمط حياة.
تكتب( فوز حمزة ) بلغة شاعرية كثيفة، محمّلة بالتوتر العاطفي، مليئة بالصور والمجازات، وكأنها تسعى من خلال اللغة إلى ترميم ما تهشّم في الوعي، اللغة هنا ليست مجرد وسيلة للحكي، بل أداة مواجهة ضد العطب الداخلي، الجُمل المقطّعة، والمونولوجات الطويلة، والانحرافات التأملية، جميعها عناصر تكشف عن وعي الذات الكاتبة بمركزية اللغة في صناعة الدراما الداخلية.

الرواية لا تنظر إلى الخيانة بوصفها فعلًا معزولًا أو طارئًا، بل تتعامل معها كبنية، كمنظومة متجذرة في نسيج الحياة اليومية فالشخصيات لا تخون لأن لديها نزعة مدمّرة فحسب، بل لأن السياق الاجتماعي يهيئ لها المناخ المناسب، من التسلط الذكوري إلى القيم المزدوجة التي تسمح بعبور الأخلاقي إلى ما هو مصلحي أو لحظي.

على الرغم من أن الرواية تنطلق من زاوية أنثوية واضحة، إلا أن الكاتبة لا تقع في فخ الشعارات الجاهزة أو الأيديولوجيا المباشرة بل هي تكتب من الداخل، من أعماق الذات الأنثوية المتألمة، دون أن تُلزم القارئ بموقف مسبق فهي لا تهاجم الرجل من حيث هو، بل تنتقد العقلية الذكورية التي تنتج الخيانة كوسيلة للهيمنة.
رياح خائنة ليست مجرد رواية عن امرأة خُدعت أو رُميت خارج سياقها، بل هي شهادة سردية على هشاشة العلاقة بين (الأنا والآخر) في زمن تتعدد فيه الأقنعة ، وتضيع فيه بوصلة الوفاء.

الرواية تقرأ الواقع بعين ناعمة لكنها دامية، وتمنح القارئ فرصة تأمل الخراب دون أن تسقط في الميلودراما أو البكائية، انها كتابة معجونة بالألم لكنها لا تخلو من شجاعة المواجهة و التعرية.



#فوز_حمزة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واقعية المكان في رواية ( رياح خائنة ) للكاتبة فوز حمزة .. مص ...
- غباء اصطناعي
- غمزة سعاد
- من قلة الخيل
- مُلهم من ورق
- جيران آخر زمن
- ( في العمق ) محاورة بين الكاتبة فوز حمزة والناقد أحمد مبارك ...
- رسالة إلى رجل لا أعرفه
- زوجي الخامس
- على ساحل فارنا
- سياحة ذهنية في عرض النص .. دراسة نقدية لرواية ( رياح خائنة ) ...
- انطولوجيا الجسد في مجموعة أمي وذلك العشيق أشواق النعيمي
- هل تصدقين ؟
- قراءة في المجموعة القصصية ( أمّي .. وذلك العشيق ) للقاصّة فو ...
- ثغرها والحياة
- أربعة في الظلام
- من يوميات أبو تكتك
- هي وذلك الفستان
- نافذة من رأسي
- مكالمة بعد منتصف الليل


المزيد.....




- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟
- روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة
- تجربة الشاعر الراحل عقيل علي على طاولة إتحاد أدباء ذي قار
- عزف الموسيقى في سن متأخرة يعزز صحة الدماغ
- درويش والشعر العربي ما بعد الرحيل


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - بين نسق الخيانة وهبوب الذات الأنثوية .. قراءة في رواية ( رياح خائنة ) للكاتبة فوز حمزة للناقد عبد الكريم حمزة عباس