أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - غمزة سعاد














المزيد.....

غمزة سعاد


فوز حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 8293 - 2025 / 3 / 26 - 11:59
المحور: الادب والفن
    


ما إن رأيتُها في المحفل الأدبي حتى تذكرتُها. إنها سعاد، زميلتي في المدرسة الثانوية، كنا نلقبها أنا وزميلات الصف بـ ( سعاد ندمانة ) لأنها دائمًا ما كانت تردد ( أنا ندمانة لدخولي الفرع الأدبي ).
سعاد كانت تكسرُ المنصوب، وتسمحُ للممنوع من الصرف أن ينصرف وليس لديها فكرة عما تفعله أخوات كان بالمبتدأ والخبر، وحينما سألتها ذات مرة كيف تحصلين على درجة عالية في درس اللغة العربية وأنتِ لا تفرقين بين شعر المتنبي وبين شعر السياب؟ غمزت وهي تشير برأسها إلى الأستاذ سعيد مدرس المادة.
انتهى الدرس بسماعنا صوت الجرس ومعه انتهى حديثنا دون أن أفهم وقتها سر غمزة سعاد.
قلت لها بعد تبادل القبل والاحضان: لم تتغيري كثيرًا، ما زلتِ جميلة كما عرفتكِ.
ضحكتْ ومشاعر رضا ارتسمتْ على ملامحها وسرعان ما سألتني: كيف عرفتِ بموعد جلسة الاحتفاء بمناسبة صدور ديواني الأول.
صُدمتُ لما سمعتُ، وكي أجنب نفسي الإحراج، نظرتُ إلى الـ ( البوستر ) المعلق داخل الصالة وفيه صورتها لأتأكد مما قالته.
فكرتُ في إخبارها أنني لم أكنْ أعرف ذلك، بل أن حضوري كان بناءً على دعوة صديقة أخرى، لكن سرعان ما تراجعتُ لئلا أمسي لصراحتي (ندمانة مثلها ) ، أيضًا انشغالها برد السلام لأحد من الحضور أنساها حديثنا، فما كان مني إلّا مباغتتها بسؤال لم يستطع فضولي أن يكتمه، فقلت لها بنبرة صوت تعبر عن الاستغراب: كيف أصبحتِ أديبة؟
حاولتُ أن أخفف من وطأة السؤال، فتابعتُ على الفور: أقصد متى اكتشفتِ موهبتكِ؟
نظرتْ إليّ نظرات ذات مغزى واضعة سبابتها على خدها الأيمن وإبهامها تحت ذقنها رافعة أحد حاجبيها ثم اقتربتْ مني حتى شعرتُ بأنفاسها تلامسُ أذني لتهمسَ: المواهب قد تبقى مدفونة زمنًا طويلًا حتى يأتي الوقت المناسب لتتفجر.
لا أخفي عليكم أن كلمة ( تتفجر ) كان لها وقع كبير في نفسي.
ساد صمت قصير بيننا، لكنني في النهاية، تظاهرتُ بالموافقة على رأيها لأنني فعلًا كنت مقتنعة بهذا الرأي، الموهبة قد تتفجر إن كان هناك فعلًا موهبة، لكن مع سعاد الوضع مختلف.
حاولتُ قراءة أشعار زميلتي قبل بدء الجلسة كي أكوّن فكرة عنها، قصائد سعاد جعلتني أشعر كأنني كنت أهرول في غابة ليس لها مخرج بينما الظلام يحلُ فوق كل شيء!.
جلستْ سعاد بجانب المحاور الذي راح يقرأ سيرتها الأدبية الحافلة ولم ينس أن يشير إلى منجزها الإبداعي الذي سينقذ الأمة من ويلات الاستعمار الحديث والقديم وسيحدث تغييرًا
جذريًا في سيكولوجية الفرد العراقي في الألفية الثالثة ولم يغفل المحاور أن يذكر أن أشعار سعاد صفعة في وجه العلمانية والعلمانيين سيظل التاريخ يذكرها وأخيرًا شبه كتاباتها بالشمعة في نفق مظلم.
في نهاية الحفل، بينما سعاد كانت تتسلم الشهادة التقديرية، صفق الحضور لها وأنا معهم وحرص الجميع على التقاط صورة جماعية توثق هذه الذكرى.
نادتني سعاد وهي ما تزال تحت وطأة انفعال الفرح والبهجة تحمل باقة ورد من أحدهم قائلة وهي تشير لرجل يقف بجانبها: تعالي كي أعرفك على الأستاذ، أنه شاعر كبير، احزري من يكون!
وحينما قرأتْ في وجهي علامات الجهل به، أضافتْ وابتسامة ماكرة بانتْ على شفتيها مع غمزة من عينها اليسرى: إنه الأستاذ سعد شقيق الأستاذ سعيد.



#فوز_حمزة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من قلة الخيل
- مُلهم من ورق
- جيران آخر زمن
- ( في العمق ) محاورة بين الكاتبة فوز حمزة والناقد أحمد مبارك ...
- رسالة إلى رجل لا أعرفه
- زوجي الخامس
- على ساحل فارنا
- سياحة ذهنية في عرض النص .. دراسة نقدية لرواية ( رياح خائنة ) ...
- انطولوجيا الجسد في مجموعة أمي وذلك العشيق أشواق النعيمي
- هل تصدقين ؟
- قراءة في المجموعة القصصية ( أمّي .. وذلك العشيق ) للقاصّة فو ...
- ثغرها والحياة
- أربعة في الظلام
- من يوميات أبو تكتك
- هي وذلك الفستان
- نافذة من رأسي
- مكالمة بعد منتصف الليل
- مفاجأة غير متوقعة
- لوحة عائلية
- قبل المحو


المزيد.....




- طبيبة نرويجية: ما شاهدته في غزة أفظع من أفلام الرعب
- -ذي إيكونومست- تفسر -وصفة- فنلندا لبناء أمة مستعدة لقتال بوت ...
- لن تتوقع الإجابة.. تفسير صادم من شركة أمازون عن سبب تسريح نح ...
- حزب الوحدة ينعى الكاتب والشاعر اسكندر جبران حبش
- مسلسلات وأفلام -سطت-على مجوهرات متحف اللوفر..قبل اللصوص
- كيف أصبح الهالوين جزءًا من الثقافة السويسرية؟
- كيف يُستخدم علم النفس -الاحتيالي- كسلاح لقمع الإنسان وتبرير ...
- لندن تحتضن معرضاً لكنوز السعودية البصرية لعام 1938.. وأحفاد ...
- -يوميات بوت اتربى في مصر- لمحمد جلال مصطفى... كيف يرانا الذك ...
- كيف كشفت سرقة متحف اللوفر إرث الاستعمار ونهب الموارد الثقافي ...


المزيد.....

- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - غمزة سعاد