أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عايد سعيد السراج - قبر














المزيد.....

قبر


عايد سعيد السراج

الحوار المتمدن-العدد: 8436 - 2025 / 8 / 16 - 01:04
المحور: الادب والفن
    


العالم قبر -الفصل الأول -1- من مسرحية شعرية. طويلة.
بين الحوار يوجد موسيقا… وتداخلات لأصوات مبهمة وبعض جمل. غير واضحة … وإضاءة تناسب الحوار متغيرة
هذه كلها تظهر أثناء عرض المسرحية.
( حوارية)

:هي تقول القبر حياةْ

قلت : أسَئـِمْـت ِ

قالت: نعم

قلت: أقَـرِفْـت ِ

قالت: نعم

قلت : أَمـت ِ

قالت: نعم

قالت - عشت ُ بين الأحياء الأمواتْ

وأيقنتُ أن الموت حياة

قلت : أجَـرَّبْـت ِ القبرْ

قالت : بالصبرْ

قلت : مامعنى الصبر

قالت : أن تموت وتعرف أنك مَـيْـتْ

قلت : والحياةْ

قالت : أن يكون كلّ ناسك أموات ْ

: فَـتَصبّـرتُ كثيراً

وتفكرتُ كثيراً

وقلت في نفسي ماذا يعني القبر ؟

قالت: القبر هو الصبرْ

والقادم مما لاتعرف من أيام

وتعيش الوهم حقيقة

ويضيع عمرك بالأوهام

وتعيش في ذات اللحظة عَـمـَّا نسيته الأيامْ

وتعرف كم ضاق بك العيش وضاق بك النطق وما عاد يجدي كلام ْ

قلتُ: لماذا القبر أجيبي؟

قالت : دود ٌ وجلمودٌ وبقايا ذكرى وهمومْ

شعوب تتصارع لدخول القبرْ

قتل ٌ وفؤوس ٌ

لارحمة فيه ولاناموس ْ

وحوشٌ تتعارك لتحيا

وأطفال جوعى داشرة ، وكلاب تنهش ُ جثثَ الأحباب ْ

نساء تعوي لإرضاء السيد

أجساد تتصاهل فيها الريح

دمٌ يتخثر في الطرقات

ناس ٌ تُـزاور بعض- وتسن سكاكين ْ

حرابٌ تبقر بطون حوامل ْ

سواطير ٌ تتلذذ بتقطيع اللحم ِ البشريْ

مجانين ٌ وسكارى

مرضى يعادون الرحمة ، ويعادون الله

شباب ٌ مردٌ يتهاوون مفجوعين من هول القبر ْ
عواجيز ٌ ملعونون يبصقون دماء
قلتُ وماذا ياشيشباء؟
قالت: محشوون بالقطن العفن وبالخسة ْ

رؤوس ٌ يتنابت فيها الأموات

مقطعة ٌ تتهارشُ كالأيدي المقطوعة تحركها الريح

أنوف ٌ تبصق ُ وجعا ً

وعيون ٌ تتبول ُ صديدا ً وبكاء ْ

أحشاء ٌ تتناثر ُ في محيط القبر ْ

والدودُ النهم يصيح ْ

ماذا أرسلت لي الريح ْ

لازلتُ مفجوعاً مفجوع ْ

؛ سيدتي هل قلت ِ الرِّمْس ْ

قالتْ : نعم لقد عشت بداخله أمسْ

ثعابين وعقارب

ووحوش تنهش أجساد المخلوقات بهمس ْ

والناس تصرخ بلا أصوات ْ

ولا صوت للأحياء الأموات ْ

" لا يوجد أحد يعيش بثبات ٍ ونبات ْ "

الكل يخفي السر ْ

ومن بيته يُهَجَّـر ْ

والرَّم قولي لي مالرَّمْ؟

قبو مظلم ْ

لو تعلم ْ

آه ٍ لوتعلم ْ

كم فيه من الجرذان وخنافس من الرعب تتكلَّم ْ .
قلت ُ :وهل لكلِّ هذه المخلوقات في الدنيا ضريح ْ

قالت ْ : كلهم كلهم فالدنيا كل الدنيا ضريـحْ

وبأشكال مهولة ْ

ورأيت بعض البشر ككلاب ٍ لهم نباح مبحوح ْ

هذا جزاء من قتل أخاه بسلاح ْ

فالأمر صريح ْ

هذا ماقالته ُ لي َ الريح ْ

ذئاب تنهش قلوبهم وهم أحياء ْ

مثل جهنم …. مثل جهنم

أبداً أبداً لا موت ولا حياة ْ

ونزلت ُ إلى أسفل ٍ - سبع درجات ْ

في عُـمْـق ِ عُـمْق ِ اللَّحد هناكْ

ورأيت ُ رأيْت ُ سبع سماوات طِبـَاقا

كل ّـ سماء فيها

أشباه بشر ْ

بأظافر من حجرٍ وعقول ذبابهْ

أظافر تقتلع حناجرهم ْ

من ظلم الناس وعاش بالكذب يفاخر

وهم لانوم لهم ْ

فالنوم " عليهم " محرم ْ

والوخز بأضلعهم بأظافر من نار

هؤلاء هم التجار ْ

من غشّ وباع الوطن والناس الاحرار ْ

وكان السمسار ْ

بين خونة الوطن والتجار ْ

قالت : ماأوجع هذا الرَّمْ

كان حَفِـيـْراً هذا الرَّمْس ْ

: وقالت رأيت ُ أشباه بشر بعيونٍ حمرٍ ومناقيرٍ

كأفاعي "الأناكوندا " لهنّ رجوم شياطين ْ

ينامون على هجع ٍ وخوف ٍ

قبورهم. أفران وسيوف ْ.

ذوقوا ماجنت أياديكم من خذلان المعروف ْ

: قلت وماذا؟

: قالت. أشباه بشر يحصون آلامهم وخيباتهم ويسمون هذه حياةْ
ويدافعون عنها
لا إحساس لديهم
فالإحساس والألم يتساويانعندهم - وكذلك كل الرغبات ْ
: قلت وماذا؟
: قالت. عين تتناقر مع عين أخرى

والعينان لهما إنفان طويلان

وأقدام تهرس بعض

أقدام مهروسة ومدببة تهرس بعض

وعصافير حية تشوى بالنار

ورؤوس مقطعة تصرخ بصوت يشبه نهيق حمير.

والكل يلطم ياويلاه الكل يلطم حظه الصوت صريخ .

المهووسون المكلوبوبون يتمادون بنهش أكباد البعض

والأرواح لها أزيز النحل

والكل يصرخ بأصوات يأكلها الريح .

: من أسماء القبر باللغة العربية.
الرَّمْ .. الرَّيْم. .. اللٍَّحدُ … الحَفِير… الضَّريح.. الجدث… القبر. .. الشق… اللحد….. الرَّمْس…. الرَّجَم… الجَنَن.. مِنهال…. Grave.

Nederland. 30/6/2021
. ( يتبع)



#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جوهر المعنى
- من ورد قلبك أيتها الأنثى
- أمٌ تلتقط بقايا أقدام الأطفال
- حزن المشتاق
- كن كما تريد
- أمي وتوحش السرطان
- راح العمر يازغيرةْ
- موجة في بحر ذاكرتي
- سمة القطيع
- الفتنة مهمتهم
- ماأجمل الأنثى
- الشهيد
- تجار الدين والسياسة
- هل الطاغية إنسان
- اغتصاب الناشطاة السوريات
- سمة أعداء الحياة
- الجرذ القذر
- وردٌ لحمص
- على ساق واحدة يقف الفرات
- الفراتي


المزيد.....




- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار
- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟
- روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عايد سعيد السراج - قبر