أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فراس عوض - فراس عوض يكتب: انت نرجسي.. انتي ناشز














المزيد.....

فراس عوض يكتب: انت نرجسي.. انتي ناشز


فراس عوض
كاتب وباحث سياسي واجتماعي، ماجستير في دراسات الجندر، نقابي وناشط حقوقي

(Feras Awd)


الحوار المتمدن-العدد: 8435 - 2025 / 8 / 15 - 18:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


انت نرجسي... وانتي ناشز...

كيف حوّلنا التشخيص والحكم الشرعي إلى سلاح في الخلافات اليومية

بقلم: فراس عوض

اصبحنا نغيش في زمن غريب، تمام و نستيقظ على وابل من المصطلحات والعلاقات والفيديوهات التي تعج بها وسائل التواصل و غيرها، و التي صارت أشبه بالرصاص الطائش في أحاديثنا. كلمة "نرجسي" التي كانت تصف اضطرابًا نفسيًا دقيقا، تحولت إلى سلاح جاهز في يد كل من تريد إدانة رجل لم يوافق مزاجها او مزاجه، أو لم يمنحه ما يطلبه من اهتمام. لم يعد أحد يتوقف ليتأكد او يتسائل: هل هو فعلًا مصاب بالنرجسية ( أي اضطراب الشخصية النرجسية). كما يعرفها علم النفس ؟ أم أننا فقط نبحث عن كلمة قاسية نعلّقها على صدره لننتصر في جدال دائري تافه؟

وفي المقابل، كلمة "ناشز" التي جاءت في الفقه لتحديد حالة زوجة ترفض واجباتها الشرعية بلا مبرر، او تريد حقوق بدون واجبات، انقلبت إلى تهمة جاهزة تُرمى على كل امرأة تعترض أو تقول "لا".، أو تضع حدودًا لعلاقتها. صرنا نمزج بين المعنى الأصلي والمزاج الآني، فتتشوه المفاهيم و نفرغها من جوهرها..

والأدهى أن حياتنا أحيانًا لا تعرف فرقًا حقيقيًا بين الطرفين.. من يطلق الاتهام على الآخر، قد يكون هو نفسه صورة أخرى منه. في الحقيقة، كثيرًا ما يكون كلاهما نرجسيًّا أو ناشزًا، أو على الأقل يلتقيان في نفس الدائرة المغلقة من الاتهام ورد الاتهام. و غالبا يقابل الرجل النرجسي، ان كان كذلك امرأة حدية او امرأة هستيرية أيضا ، وهما اضطرابات شخصية خطيرة ، غالبا تتواجدان لدى النساء اكثر منه عند الرجال، فجميع تلك المصطلحات يقررها العلم، وليس مزاج لحظي، و المهم أنه ما لم يقرر أحدهما أن يجنح إلى السلم في ذلك الخلاف والتراشق، ولو قليلا، ويخرج من قوقعة الجدال الدائري، فسوف يتحول إلى مرآة تعكس ملامح من يهاجمه، حتى لو أقسم أنه مختلف عنه. قمت يقابل الأسلحة بابتسامة لا يقل سوء عن الآخر.

كم من مرة أقسم أحدنا أنه يكره صفة معينة في شريكه، ثم بمرور الوقت وتحت ضغط الردّ بالمثل، وجد نفسه يمارسها بحذافيرها؟ الغضب يستدعي الغضب، والمبالغة في الاتهام تستدعي المبالغة في الدفاع، حتى يصبح كل حوار حلبة صراع، وكل كلمة قذيفة، والبيت ساحة معركة تذوب فيها الحقيقة وسط ضجيج الأصوات.. من أجل الصراع لا التوافق،

المصطلحات، سواء جاءت من كتاب علم النفس أو من كتب الفقه، لم تُخلق لتكون أدوات انتقام..هي مفاهيم لها ثقلها وحرمتها ودقتها و وقتها، والعبث بها يفقدها قيمتها. أن نصف شخصًا بصفة، فهذا يعني أننا نختصره في كلمة واحدة، ونلغي كل ما وراءها من مشاعر وتجارب وتعقيدات. وهذا أخطر من الخلاف نفسه.

الذكاء الحقيقي ليس في إتقان رمي التهم، بل في معرفة اللحظة التي يجب أن نتوقف فيها.. أن ندرك أن الانتصار لا يكون بإخضاع الآخر تحت مسمى جارح، بل بإيجاد مساحة نتحدث فيها دون أقنعة ودون سكاكين لغوية.. لأن الكلمة، حين تتحول إلى أداة طعن، قد تُنهي علاقة كاملة، وتترك جرحًا لا يندمل حتى لو سكتنا بعد ذلك.

قبل أن نرفع لافتة "نرجسي" أو "ناشز"، فلنسأل أنفسنا: هل نحن نبحث عن الحق فعلًا؟ أم عن الغلبة والانتصار؟ وهل نحن مختلفون حقًا عن من نتهمهم، أم أننا نسخة أخرى منهم لكن بألوان مختلفة؟ الجواب على هذا السؤال قد يكون هو الخطوة الأولى لكسر الدائرة، والخروج من اللعبة قبل أن تبتلعنا تمامًا.. فلنعود للمعاملة بالأصل لا بالمثل ، في الخلاف، إلى أن يتبين عكس ما تقول او نصل لا سمح الله الى طريق مسدود، لا ينفع معه الحوار الهين اللين والتسامح، ولكل مشكلة حل اخلاقي.



#فراس_عوض (هاشتاغ)       Feras_Awd#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلنعطي العلاقات وقتها
- بين قهوتين... ومصير: مقهى البازلاء رواية من نار الحبر ونور ا ...
- نساء غزة والأردن: النسوية المقاومة وتحطيم الهبمنات امام النس ...
- الإعلان الدستوري السوري، مدني ام ديني ام علماني!!
- مع المقاومة ولا لوقف اطلاق النار
- جميعها أسباب لنهاية الحرب خلال فبراير
- مهزلة الاحتلال في مائة يوم
- الذكاء النسوي..
- يسقط المجتمع الأبوي والأمومي أيضا
- لذة الحب...
- الذكاء النّسوي..
- فراس عوض : جارة العميد
- ذكاء نسوي
- دك معاقل العلم أمام فهلوة الاعلام والساسة الكورونية
- الكورونا السياسية والتهويل الاعلامي الطبقي
- يوم المراة العالمي.. نشوء النسوية الأردنية وملاحظات
- سن اليأس أم الثقافة اليأسة!
- الأردن.. محاكمة برلمانية لجسد المرأة
- فراس عوض يكتب:أن تكن أجمل
- تلازم مناهضة العولمة والاصلاح السياسي


المزيد.....




- السعودية.. إحباط تهريب حوالي 29 كيلوغراما من الكوكايين -مخبأ ...
- فيديو لوزير إسرائيلي -استهزأ- فيه بمروان البرغوثي يثير غضبًا ...
- -انسحابنا سيغضب الله-.. سناتور أمريكي: دعم إسرائيل واجب ديني ...
- ناشط مؤيد لإسرائيل في فرنسا: تل أبيب تخسر حرب السرديات على و ...
- كيمياء العلاقات ـ هكذا يتحكم -هرمون الحب- في عواطفنا تجاه ال ...
- حزب الله يتهم الحكومة بتسليم لبنان إلى إسرائيل
- بعد رفض الحزب تسليم السلاح.. ما تداعيات القرار على الداخل ال ...
- من هارلم إلى الخليل.. تاريخ طويل من تضامن السود مع الفلسطيني ...
- القصة الكاملة عن اختفاء صحفي أميركي في سوريا منذ 13 عاما وحت ...
- استمرار مكافحة حرائق الغابات في سوريا


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فراس عوض - فراس عوض يكتب: انت نرجسي.. انتي ناشز