أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فراس عوض - فراس عوض : جارة العميد














المزيد.....

فراس عوض : جارة العميد


فراس عوض
كاتب وباحث سياسي واجتماعي، ماجستير في دراسات الجندر، نقابي وناشط حقوقي

(Feras Awd)


الحوار المتمدن-العدد: 6576 - 2020 / 5 / 28 - 03:54
المحور: الادب والفن
    


عندما كنت في الرابعة والعشرين من عمري، كنت أدرس في احدى الكليات المتوسطة، ودائما استمع لأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب من الحاسوب الذي على مكتبي في الكلية، خلال اوقات فراغي وقرائتي، كان يستغرب زملائي الاستاذة الكهول انني اسمع لأم كلثوم في هذا العمر، متسائلين عن السبب، فاجبتهم انني في صغري كنت احب الشعر جدا، و دائما اشارك في المبارزات الشعرية وجلسات الأنس والموسيقى، وهذا ربما ساهم في صناعة ذائقتي السماعية الفنية، وكبرت معي، فالاصل انك تتذوق لا تسمع، ونمط حياتك يساهم في صقل ذائقتك و وذوقك، كان ذلك كفيلا لتقربي من العميد، الذي كان يثني على ذائقتي و على الفن الجميل، فيتغير أسلوبه معي ويصبح أكثر لطفا ، و يعطيني ما اريد غالبا، لكن لا انكر ايضا انني كنت متميزا، على الاقل بشهادة الزملاء والعميد، يوما ما، جاء العميد فلمحني أسمع لكاظم الساهر، فعقد حاجبيه عابسا و تغيرت ايمائاته! كاظم بالنسبة له فاسق وهابط، فقد كان ذلك الجيل الذي ينحدر منه العميد يعادي الحب غالبا، وليس كاظم بحد ذاته، فالحب بالنسبة له غالبا شيئا من الرذيله والإثم، فاصدر امرا لمنع الاساتذة من استخدام الحاسوب، الا لغاية علمية، فكنت سببا لاحتقان بعض الاساتذة آنذاك، ذهبت عابس الوجه إلى مكتبي وجلست، كتبت مقالا حينها عن الحادثة والحب وكاظم والفن، أعبر فيه عن استيائي الشديد، وابرز فيه جمالية الحب والفن في الآن ذاته ، قرأه العميد، فاستدعاني الى مكتبه، اعتقدت انه سيوبخني، لكن لم آبه بذلك حينها، طرقت باب مكتبه، وجلست الى جواره، نظر إلي بتعجب، وبدأ كلامه الهادئ المنمق، كانت كلماته تمتزج بالحنين لأيام الزمن الجميل، مستهلا حديثه عن ام كلثوم تارة وعبد الوهاب تارة أخرى ، فتبين لي فيما بعد انه كان عاشقا لجارته، وليس للفن الأنيق بحد ذاته! في تلك اللحظة، كان يظهر بهيئة ذلك المتيم الهرم والمراهق في الآن ذاته، كانت نظراته وتنهيداته يبدو عليها الشوق لشيء ما من زمن "الأيام اللي فاتو"، فلا شك ان وراء كل أغنية ذكرى جميلة. حينها، سمح لي، من دون الاساتذة ان اسمع ما اشاء ، واصبح صديقا جميلا لي.. خرجت من مكتبه سعيدا، وانا اتمتم واقول في نفسي: شكرا لك يا جارة العميد في ذلك الزمن الجميل، في زمن جارة الوادي، وشكرا لحبك، فلولاك لخسرت لطف العميد على الأقل، و ربما وظيفتي على الأكثر.. شكرا بحجم ذلك الحب الذي أمتد الى قلبي أيضا:)



#فراس_عوض (هاشتاغ)       Feras_Awd#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكاء نسوي
- دك معاقل العلم أمام فهلوة الاعلام والساسة الكورونية
- الكورونا السياسية والتهويل الاعلامي الطبقي
- يوم المراة العالمي.. نشوء النسوية الأردنية وملاحظات
- سن اليأس أم الثقافة اليأسة!
- الأردن.. محاكمة برلمانية لجسد المرأة
- فراس عوض يكتب:أن تكن أجمل
- تلازم مناهضة العولمة والاصلاح السياسي
- رمزية احتجات لبنان الناعمة
- الاعلام وجرائم قتل النساء في المجتمع المحافظ
- نسوية في مواجهة الذكورية والأنثوية
- عندما تكون المرأة ضد المرأة؟
- النسوية والنسوية المنكسرة!
- الذكاء النسوي
- هل ترضاها لأختك؟ مفاهيم حول الذكورة والأنوثة
- النسوية في الأسرة والسياسة والفكر
- الثورة في السياسة والاسرة والحب
- أن تكون عاطفيا كامرأة!
- فراس عوض يكتب: لذة الحب
- الفعل التواصلي في المجتمع الشبكي


المزيد.....




- مازال هناك غد: الفيلم الذي قهر باربي في صالات إيطاليا
- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فراس عوض - فراس عوض : جارة العميد