أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فراس عوض - نسوية في مواجهة الذكورية والأنثوية














المزيد.....

نسوية في مواجهة الذكورية والأنثوية


فراس عوض
كاتب وباحث سياسي واجتماعي، ماجستير في دراسات الجندر، نقابي وناشط حقوقي

(Feras Awd)


الحوار المتمدن-العدد: 6288 - 2019 / 7 / 12 - 10:10
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ليس هناك أفظع من أنثى تستهزئ وتسخر من انثى ومن حقوق المرأة نكاية بها و لنيل إعجاب الذكور، حتى على حساب قضية تضطهدها شخصيا وتميز ضدها، فتقع في شرك نقاش وذهنية خالية من عذابات النساء! هؤلاء أشد خطرا على المرأة من أي ذكر في مجتمع ذكوري، وأثرهن ومساهمتهن في انتاج الثقافة الذكورية او التمييزية الاضطهادية أكبر بكثير من اي ذكر يحمل ذات التوجه، فرق كبير بين ان تناقشي فكرة لقناعتك الداخلية، وبين أن تناقشيها لتحظي باعجاب من حولك، وهذا الفرق بين نقاش النخبوي ونقاش الشعبوي، فالعقلية الجمعية الانثوية بحد ذاتها ترفض الظلم والتسلط والقهر، حتى لو أظهرت العكس، وان ما يجمع النساء من اجل حريتهن وكبريائهن يجب ان يكون اكثر مما يفرقهن ويزيد معاناتهن ويكسر آمالهن.

صحيح انني دائما يتم اتهامي انني مناصر للمراة ومتحيز لها، ولكنني في واقع الأمر، اتحيز للمساواة بين عناصر المجتمع باكمله، حتى لو آمن بفكرتي مواطن واحد، وفي الحقيقة، من يظن انني احيانا عندما اكتب عن قضايا المراة لأحظى باعجابهن، فابشرك انك مخطئ، فمعظم نساء مجتمعنا يميلون مع الذكور، ويضهدون حتى الرجل الذي يطالب بحقوقهن، وعادة ما اختلف معهن، حتى ممن يدرسن او يعملن في مجالات تتعلق بحقوق المراة، فالكثير منهن تتسربل الى لا وعيهن الثقافة الذكورية او غالبا يجاملن في قناعاتهن، القضية بالنسبة لي، هي قضية مجتمع وتقدم وحداثة مجتمع وقضية انسانية، وتاريخيا، فإن المجتمعات التي تقدمت وازدهرت، هي المجتمعات التي ارست العدالة وتساوى افرادها في الحقوق والواجبات ونعمت بالحرية والحياة، وتآخى ذكورها وإناثها، وعم السلام بينهم. بل ان الجندر والمساواة من اهم مؤشرات التنمية التي يقاس من خلالها تقدم و تطور وتحضر اي مجتمع.
لا يكفي ان تكون ناشطا دون الدفاع عن حقوق كافة الفئات من اجل مواطنة واحدة للجميع ومجتمع تسوده قيم العدالة والحرية والمساواة، وفي الحقيقة، لو اردت نيل رضى النساء، لما اقحمت نفسي بهذه الأمور ، فمعظم النساء ذكوريات، و معظم مجتمعنا تسوقه المصالح لا المبادئ، والنساء معظمهن يسيروا كما المجتمع مع مصالحهن، حتى بوجود افكار تحد من مساواتهن، فلا تفترض ان تعجب بك امراة لانك تناصر حقوقها، فالعكس صحيح، والامر لا علاقة له بالجنس، فهناك رجل يؤمن بالمساواة ورجل لا يؤمن بها، والنساء كذلك، بل ان مخاسري من هذه المناصرة تفوق اي مكتسبات أخرى، بل لا يوجد أي منافع على المستوى الشخصي، بل أن عملي كله لا علاقة له بالمراة ، والرجل النسوي معاناته قد تكون اكبر من إمرأة يضهدها مجتمع ذكري، ويواجه مجتمع ذكوري حوله يفوق طاقته، ويتهم بابشع الإتهامات كالدياثة وقلة الرجولة.. الخ من ألفاظ ومسميات لا اخلاقية، ويخسر الكثير ويتم نبذه في أحيان كثيرة.
فلسفة المساواة و الحقوق المدنية ايديولوجيا كأي ايديولوجيا، هناك من يؤمن بها وبثقافة حقوق الإنسان وهناك من يحاربها ويعتبرها غزو فكري وحرب على الاسلام و و.. الخ، ولكن، في الحقيقة، لم تحصل المراة في دولنا على حق واحد، حتى لو على مستوى حق التصويت والترشح للانتخاب تاريخيا قبل خمسون عاما، الا من خلال ضغط ونضالات الحركات النسوية والمؤمنين بثقافة حقوق الإنسان، وقيس على ذلك بقية الحقوق، حتى حق قيادة المراة للسيارة في السعودية أسوة بالرجل!!
تاريخيا، لم تخرج ايديولوجيا ذاتية من مجتمعنا تطالب بحق للمراة بشيء أسوة بالرجل، كالحق بالعمل والتعليم والصحة والحقوق الاقتصادية كحق التملك والبيع والشراء والحقوق السياسية كالتصويت والترشح وتبوؤ المواقع.. الخ، بل دائما يتم اتهام حركات حقوق الانسان والحركات النسوية انها غزو فكري وثقافي والخ من مسميات، و في الواقع، لا يوجد من يطالب بحق المرأة في شيء سواهم!! ، وما هذه الاتهامات سوى صراعات سياسية، تخوضها الاطراف اليمينية الأخرى سواء الدينية او المحافظة من اجل مصالحها السياسية على حساب حقوق الانسان وحقوق المراة، وعلى حساب الإنسانية ككل، وصراع على السلطة ومن اجل الهيمنة وتسجيل الحضور السياسي، حتى لو كان على حساب انتهاك الحقوق، من حيث يدرون او لا يدرون، فمن الطبيعي أن تجد المرأة وجسدها دائما محورا للصراع والإمضاءات والإمضاءات المضادة وتسجيل الحضور والخطاب السياسي.



#فراس_عوض (هاشتاغ)       Feras_Awd#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تكون المرأة ضد المرأة؟
- النسوية والنسوية المنكسرة!
- الذكاء النسوي
- هل ترضاها لأختك؟ مفاهيم حول الذكورة والأنوثة
- النسوية في الأسرة والسياسة والفكر
- الثورة في السياسة والاسرة والحب
- أن تكون عاطفيا كامرأة!
- فراس عوض يكتب: لذة الحب
- الفعل التواصلي في المجتمع الشبكي
- المرأة..الثائرة الخفية
- فراس عوض يكتب: صديقي والجنس الآخر
- اعدام الشرف


المزيد.....




- لأول مرة في التاريخ.. امرأة تتولى منصب رئيس جهاز MI6 في بريط ...
- الاعتذار وحده لا يكفي .. ورقة رصد حول وتحليل لخطابات الاعتذا ...
- نتنياهو يتوعد إيران بسبب -قتل النساء والأطفال-
- مصر.. جريمة اغتصاب سيدة معاقة تهز البلاد
- استقبل الآن تردد قناة كراميش 2025 الجديد على النايل سات لمتا ...
- فوق السلطة: طقوس اغتصاب أطفال تهز إسرائيل ونتنياهو متهم برعا ...
- أيهما أقوى ذاكرة: النساء أم الرجال؟ ولماذا؟
- ” سجلي فورًا متترديش” خطوات التسجيل في دعم ساند للنساء 1446 ...
- دور المرأة المقدسية في إدارة الجمعيات الخيرية -حين يصبح الع ...
- ليبيا..أمر بالقبض على -أحمد الدباشي – العمو- في صبراتة بعد ت ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فراس عوض - نسوية في مواجهة الذكورية والأنثوية