أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فراس عوض - عندما تكون المرأة ضد المرأة؟














المزيد.....

عندما تكون المرأة ضد المرأة؟


فراس عوض
كاتب وباحث سياسي واجتماعي، ماجستير في دراسات الجندر، نقابي وناشط حقوقي

(Feras Awd)


الحوار المتمدن-العدد: 6204 - 2019 / 4 / 18 - 11:11
المحور: حقوق الانسان
    


عندما تكون المرأة ضد المرأة


ان طريق التحرر والمساواة للمرأة العربية وعرا وشائكا بما فيه الكفاية، ولكن لا أخفي سرا ان قلت المرأة العربية تقف عائقا في طريق هذا التحرر، وأنها في موقفها تجاه الصراع الاجتماعي، كحسناء، تقف على منصة من بعيد، تشاهد اقتتال رجلين يتنافسان على الفوز بها ، وهي تراقب بصمت، تبتسم لمن سيظفر بها! اعتادت المرأة ان تقبل النقد من التيار المعادي للمرأة ولحقوقها وتقدمها، وتغضب اذا وجه لها النقد من التيار المناصر لها ، الذي يعبر عن غضبته تجاه خمولها، فتجدها تستلقي منتظرة من الرجل ان يطالب بحقوقها، بل تجد ان من الطبيعي ان يطالب بالنيابة عنها، ولا تخوض غمار الحرب الى جانبه، بل تتفاجئ بمن يدعوها ان تنزل على الساحة وتقاتل من أجل حقوقها، ليس القتال مع النساء ضد الرجال ولا مع الرجال ضد النساء، بل مع الاتجاه الذي يريدها فاعلة ضد الاتجاه الاخر، اتجاه الظلام والملح والظمأ، الذين لا يريدون لها التقدم والبقاء، بل اعادتها الى عصر الجواري والحريم، وفي ظروف مجهدة وصعبه، يشعر هذا الفريق التقدمي المتنور بالضعف امام الفريق الرجعي المعادي الذي يكيل له التهم بالخروج عن القيم والاخلاق والدين ويتهم بالكفر والزندقة، وينبذ وتسوء علاقاته، وينتقد حتى من المرأة نفسها، فتراه يصرخ ويهيب بالمرأة ، ويقسى عليها كي تتخلى عن سلبيتها، لا ضير بطبيعة الحال ان يكون هناك فريقا من الرجال التقدميين والحداثيين والمتنورين الذين يريدون المرأة ان تكون عنصر فاعل في المجتمع لا مفعول به، منتج لا مستهلك، لطالما تحدثنا دائما ان قضية المرأة لا تتعلق بها وحدها، بل هي قضية وحداثة مجنمع بالمجمل، هؤلاء النسوة اعتدن ان يأخذن حقوقهن على اطباق من ذهب وعلى انغام الكمنجات، بل لا ابالغ ان قلت ان بعضهن لا يقاتلن ويناضلن الا ضد الرجل المناصر لهن، فيجد نفسه هدفا لهجوم المرأة ذاتها الذي اخذ بيدها وشجعها على خوض نضالها التحرري، فترى انعكاس ذلك في سلوكهن في الحياة العامة بزملائهن المناصرين وفي اسرهن، وهكذ ا يتجلى خطر الرهان و المنافسة من ان تنتقل من المجتمع الى ساحة البيت، قتنقلب من نضال ضد معسكر اعداء التحرر والتقدم الى شجار نكدي ضمن الاسرة التقدمية، وسرعان ما يأتي الرجل الرجعي التقليدي لصاحبه التقدمي، فيقول له: أرأيت؟ هذا ما قلناه و حذرنا منه..هذا ما جنيته من تحرر المرأة: تسلط الزوجة ونكدها!
ان مناصري المرأة، يدافعون عن حقوقها ليس لكونها كائن شكله جميل، بل الامر يتعلق بالحياة والتنمية والنهضة والتقدم، كيف يمكن لمجتمع نصفه ميت ان يتقدم؟وكيف لمجتمع مبتورنصفه ان يلتحق بركب الدول المتقدمة؟ لقد آن الاوان ان تسمع المرأة النقد من مناصرها قبل ضدها، ومن صديقها قبل عدوها، بل عليها ان تنقد ذاتها، وترسم طريقا جديدا بعيدا عن النرجسية والبرغماتية، بعيدا عن العيش بالماضي الذي يريدونه كما هو، شأنهن كشأن الطفل الذي لا يريد أن يكبر، يريد اباه ان يظل حيا يقدم له ما يريد، هذا ما عليهن فعله ان ارادوا الحرية والمساواة الحقيقية الغير مقرونة بالوصاية



#فراس_عوض (هاشتاغ)       Feras_Awd#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النسوية والنسوية المنكسرة!
- الذكاء النسوي
- هل ترضاها لأختك؟ مفاهيم حول الذكورة والأنوثة
- النسوية في الأسرة والسياسة والفكر
- الثورة في السياسة والاسرة والحب
- أن تكون عاطفيا كامرأة!
- فراس عوض يكتب: لذة الحب
- الفعل التواصلي في المجتمع الشبكي
- المرأة..الثائرة الخفية
- فراس عوض يكتب: صديقي والجنس الآخر
- اعدام الشرف


المزيد.....




- طهران.. اعتقال عميلين للموساد الإسرائيلي متلبسين وبحوزتهما م ...
- اعتقال عناصر خلية إرهابية قرب طهران والعثور على معدات لتصنيع ...
- طهران.. اعتقال عميلين للموساد الإسرائيلي متلبسين وبحوزتهما م ...
- عشرات الآلاف يتظاهرون في لاهاي الهولندية ضد حرب غزة
- المغرب مشغول وليس غائب
- عشرات الآلاف يتظاهرون في لاهاي للمطالبة بوقف حرب الإبادة بغز ...
- مركز حقوقي عربي: إسرائيل تطلق الإثنين سراح بقية ناشطي أسطول ...
- أقارب مقاتلي داعش الألمان المعتقلين في سوريا يطالبون برلين ب ...
- منظمة حقوقية: مقتل 406 أشخاص وإصابة 654 آخرين في الهجمات الإ ...
- هيئة البث العبرية: اعتقال إسرائيليين اثنين للاشتباه في تعاون ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فراس عوض - عندما تكون المرأة ضد المرأة؟