أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فراس عوض - سن اليأس أم الثقافة اليأسة!














المزيد.....

سن اليأس أم الثقافة اليأسة!


فراس عوض
كاتب وباحث سياسي واجتماعي، ماجستير في دراسات الجندر، نقابي وناشط حقوقي

(Feras Awd)


الحوار المتمدن-العدد: 6506 - 2020 / 3 / 5 - 02:55
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لفتتني احدى الفتيات صدفة، بمداخلة في ندوة عن فترة توقف الحيض(الطمث) في سن الاربعين او بعده او قبله عند المرأة، كانت تتحدث عن هذا السن بشيء من القلق والحزن وكأن اليأس يبدو عليها في تلك اللحظة، وتسميه :سن اليأس! باعتقادها انها ستعيش بائسة بعد الاربعين! ان حديثها بجد ذاته يدعوا لليأس، ولا ننسى ان الكثير يسموه غالبا "سن اليأس"! يا لها من تسمية مؤلمة ومجحفة بحق النساء.

وفي الواقع، فان انقطاع الطمث عند المراة في سن الاربعين او اكثر، شيء طبيعي وبيولوجي وضرورة كونية لانقطاع الحيض وتوقف الحمل، وفترة عمرية انتقالية كفترة البلوغ وكأي مرحلة بيولوجية تتخللها أعراض نفسية وبيولوجية مؤقتة تجهلها كثير من النساء وشركائهن.

ان الثقافة التي تسمي هذه المرحلة "سن اليأس" هي ثقافة بالية ومشوهة؛ فهذا المفهوم بالأصل مفهوم سياسي طبقي أبوي عبودي منذ آلاف السنين، باعتبار المرأة أداة أو ماكنة للانجاب وتحدد قيمتها ومكانتها الاجتماعية بهذه الوظيفة، وان توقفت عنها، فانها تدفن اجتماعيا واقتصاديا وأدبيا، فبذلك هو مفهوم عبودي بحت.

وللأسف أن تجد هذا المفهوم عند المثقفين، و هذا ليس غريبا، فغالبية المثقفين يطغى عليهم الفكر و الثقافة الذكورية، بل أن أحد الشعراء يقول :الفتاة للزواج والولد للعمل..ويتكرر المصطلح على لسان الكثير من اعلاميين ومثقفين ومثقفات مع ايمائات يائسة عند ذكره!

وكون المفهوم ثقافي، أي نابع من الثقافة بمفاهيمها التي يقررها و يحددها المجتمع و يعطي معانيها للأشياء والأشخاص، فيختلف فهم المصطلح وتقبله من ثقافة لثقافة أخرى، سوى في دولة ما او في العالم، فلا يعقل أن تتقمص فتاة او امرأة هذا المفهوم وتصبح يائسة لنهاية عمرها او ان المجتمع لا يحترمها بعد هذا السن او لا تكون منتجة لمجرد توقف الدورة والحمل!! او ان تسقط على نفسها معاني الخمول والبؤس والشيخوخة وتتمثلها.

ان أنشط وأجمل النساء تجدهم بعد هذا السن، تجدهم في قمة التألق والحيوية والنضج والانتاج، وان الرشاقة والحماس والشباب ليس له عمر.

هناك ثقافات تحتفل بهذا السن كالاسيويات، تعتبره وقت التحرر من الحمل، وربما الاميركية تقلق منه كون الثقافة الرأسمالية الاميركية هي بالأصل ذكورية وتعطي للمفهوم المعنى السلبي الذي تنظر له المراة بعيونها، والافريقية لها منظورها الحركي للمفهوم كذلك، فالمفهوم يعتمد على ثقافة المجتمع والمرأة والرجل ونظرتهم لهذه المرحلة كمرحلة انتقالية طبيعية بيولوجية دون اعطائها اي معنى سلبي.

لا وجود لمصطلح "سن اليأس" سوى في عقول يائسة بائسة ويابسة، ولا يوجد لليأس عمر ولا جنس ولا عرق، فربما يكون شعور في لحظة ما، يصيب أي انسان ذكرا او وانثى، لسبب بيولوجي او غير بيولوجي، فسن انقطاع الطمث او الحيض هو سن النشاط والتجدد والتألق والحيوية والحب والألق وجميع معاني الجمال، هو سن الأمل، والأمل باق بقاء الإنسان.. إن المرأة كائن جميل في كل مراحلها وحالاتها ويكتمل جمالها برجل ومجتمع يقدر ذلك.



#فراس_عوض (هاشتاغ)       Feras_Awd#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأردن.. محاكمة برلمانية لجسد المرأة
- فراس عوض يكتب:أن تكن أجمل
- تلازم مناهضة العولمة والاصلاح السياسي
- رمزية احتجات لبنان الناعمة
- الاعلام وجرائم قتل النساء في المجتمع المحافظ
- نسوية في مواجهة الذكورية والأنثوية
- عندما تكون المرأة ضد المرأة؟
- النسوية والنسوية المنكسرة!
- الذكاء النسوي
- هل ترضاها لأختك؟ مفاهيم حول الذكورة والأنوثة
- النسوية في الأسرة والسياسة والفكر
- الثورة في السياسة والاسرة والحب
- أن تكون عاطفيا كامرأة!
- فراس عوض يكتب: لذة الحب
- الفعل التواصلي في المجتمع الشبكي
- المرأة..الثائرة الخفية
- فراس عوض يكتب: صديقي والجنس الآخر
- اعدام الشرف


المزيد.....




- لأول مرة في التاريخ.. امرأة تتولى منصب رئيس جهاز MI6 في بريط ...
- الاعتذار وحده لا يكفي .. ورقة رصد حول وتحليل لخطابات الاعتذا ...
- نتنياهو يتوعد إيران بسبب -قتل النساء والأطفال-
- مصر.. جريمة اغتصاب سيدة معاقة تهز البلاد
- استقبل الآن تردد قناة كراميش 2025 الجديد على النايل سات لمتا ...
- فوق السلطة: طقوس اغتصاب أطفال تهز إسرائيل ونتنياهو متهم برعا ...
- أيهما أقوى ذاكرة: النساء أم الرجال؟ ولماذا؟
- ” سجلي فورًا متترديش” خطوات التسجيل في دعم ساند للنساء 1446 ...
- دور المرأة المقدسية في إدارة الجمعيات الخيرية -حين يصبح الع ...
- ليبيا..أمر بالقبض على -أحمد الدباشي – العمو- في صبراتة بعد ت ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فراس عوض - سن اليأس أم الثقافة اليأسة!