أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فراس عوض - الأردن.. محاكمة برلمانية لجسد المرأة














المزيد.....

الأردن.. محاكمة برلمانية لجسد المرأة


فراس عوض
كاتب وباحث سياسي واجتماعي، ماجستير في دراسات الجندر، نقابي وناشط حقوقي

(Feras Awd)


الحوار المتمدن-العدد: 6501 - 2020 / 2 / 28 - 23:19
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


كانت ولا زالت قضية المرأة قضية سياسية، ويشكل جسدها فضاء تنقش عليه الإمضاءات والإمضاءات المضادة، و تتصارع عليه التيارات السياسية، وربما مناقشات اللجنة القانونية للنواب اليوم تبرز هذه الحالة الصراعية بأبعادعها الثلاثة بأكمل صورة، بعد مد وجزر ومناكفات ونكايات حول اضافة مصطلح "التحرش الجنسي" بدلا من "الاعتداء الجنسي" لقانون العمل.

بينما اتابع مداولات النواب لتلك المناقشات، لاضافة بند يتعلق بالتحرش الجنسي في مكان العمل، لفتني تيارين، أحدهما يبرز الظاهرة و آخر يقلل من شأنها، وهذا بلا شك يمثل صراع بين تيار تقليدي وديني محافظ يريد إخفاء النسب الحقيقية للظاهرة وتسخيفها وتصغيرها ظنا منه انه يخدم القضية من جهة، ولارضاء قواعده الشعبية من جهة أخرى ونكاية بالطرف الآخر من جهة ثالثة، والمفارقة الغير غريبة، أن امرأة تتربع على هرم هذا التيار ، و بين التيار التغييري المدني الذي يعترف بالظاهرة لتسليط الضوء عليها لمعالجتها وإيجاد حلول لها وسن التشريع اللازم لمواجهتها من أجل رفعة وتقدم المجتمع، ويتربع على هرمه رجلين.

لا يوجد مجتمع وفئة متحضرة مهما كانت تقبل التحرش، لا دينية ولا مدنية ولا عشائرية، خاصة أن الظاهرة مثبتة و هناك مراكز ومؤسسات وجامعات أجرت دراسات وافية حولها، وبينت نسبها المرتفعه والتي تحتاج الى تشريع وقانون كاف و واف، فالحل لأي مشكلة يبدأ بالاعتراف بها، القضية وطنية تتعلق بسد الثغرات التشريعية وتعزيزها و وأد الثقافة التي تنظر للمرأة نظرة دونية ليكون مجتمع أخلاقي حضاري يحترم نفسه ويحترم المرأة ويحترم الحنسين بعضهم بعضا على أساس أساس قيمي انساني حقوقي.

الطبطبة لا تجدي، و الظاهرة موجودة في أماكن وعالم العمل كما هي موجودة في شوارعنا وازقتنا ومدارسنا وجامعاتنا، و الضحايا في مكان العمل عادة لا يقدموا شكوى وليس بالسهولة اثبات التحرش، ولا خيار امامهن الا ترك العمل، وكانها عقوبة ثانية، ما يجعل منها ظاهرة باطنية خفية، ولا يوجد تشريع واضح يجرم ويعرف التحرش كمصطلح واضح وأوسع من الاعتداء علميا، نظرا لتعدد أشكاله وأنواعه و وسائله. أكثر من دراسة وطنية ذات منهجية علمية دقيقة تثبته وتعرفه ولا مجال للهروب والطبطبة بحجة المحافظة، ان الدول التي تنتهج الطبطبة مآلها الفشل، والساسة الذين يطبطبون على الظواهر السلبية ظنا منهم أنهم يحافظون على المجتمع أيضا مآلهم الاندثار، فالأصل بالمجتمعات التقدم وليس العكس.

التحرش بأنواعه في مكان العمل وغير مكان العمل جريمة والسكوت عنه هو الذي يسيء للمجتمع وليس إعلانه والاعتراف به كظاهرة تستوجب العلاج وسن التشريع المناسب والتوعية والتثقيف، التهاون التشريعي هو تشجيع للمتحرش ليستمر بهذا السلوك المسيء للمجتمع قبل المرأة، فهو قضية وجريمة مجتمعية وليست فردية، ولا يكون الدفاع عنه بالانكار وتجريم الضحية أو تلويمها على ممارسة حياتها الطبيعية، فمن حقها العمل في بيئة آمنة ولائقة، ومن حقها ممارسة حياتها الطبيعية وأن تعمل بالمكان والزمان الذي تريد ولا يحق لأحد التحرش بها وبسط سلطته عليها وإعطاء الحق لنفسه أن يسيء لها لفظيا أو يتحرش بها جنسيا بأي شكل من الأشكال، سواء بالمعاكسات والتعليقات والايماءات أو اللمس أو بعبارات خادشة للحياء أو الملاحقة أو التحرش الإلكتروني أو الهاتف ...الخ. سواء صاحب العمل او الزملاء او المراجعين او اي كان.
لا دين ولا أخلاق ولا قيم تعطي الحق لإنسان عاقل أن يتحرش و يسيء لإنسان مثله مهما كان السبب، ولا مبدأ ولا عقل يستوعب ان تعارض نائبة في موقع سياسي اضافة مصطلح "التحرش" للقانون كمصطلح أكثر تقدمية وأشمل، وهي الأقرب لبنات جنسها والأدرى بمعاناتهن، فهي في الحقيقة تتحدث بذهنية وايديولوجية خالية من عذابات النساء لكسب شعبوية لا مصلحة للوطن فيها، في الوقت الذي يطالب الرجال أنفسهم باضافة المصطلح لحماية المرأة والعامل وكرامتهم وصون حقوقهم المادية و المعنوية وحمايته من الانتهاك في بيئة عمل صديقة وآمنة للمرأة والعامل.



#فراس_عوض (هاشتاغ)       Feras_Awd#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فراس عوض يكتب:أن تكن أجمل
- تلازم مناهضة العولمة والاصلاح السياسي
- رمزية احتجات لبنان الناعمة
- الاعلام وجرائم قتل النساء في المجتمع المحافظ
- نسوية في مواجهة الذكورية والأنثوية
- عندما تكون المرأة ضد المرأة؟
- النسوية والنسوية المنكسرة!
- الذكاء النسوي
- هل ترضاها لأختك؟ مفاهيم حول الذكورة والأنوثة
- النسوية في الأسرة والسياسة والفكر
- الثورة في السياسة والاسرة والحب
- أن تكون عاطفيا كامرأة!
- فراس عوض يكتب: لذة الحب
- الفعل التواصلي في المجتمع الشبكي
- المرأة..الثائرة الخفية
- فراس عوض يكتب: صديقي والجنس الآخر
- اعدام الشرف


المزيد.....




- “415 ريال عماني spf.gov.om“ كيفية التسجيل في منحة منفعة الأس ...
- -علم زائف-.. المكسيك تسعى إلى حظر علاج يتعلق بتغيير الجنس وي ...
- “لولو خلعت سنتها!!”.. تردد قناة وناسة 2024 WANASAH TV لمشاهد ...
- ملكة جمال ألمانيا من أصل إيراني تتعرّض لحملة تنمّر
- قوة روسية تنقذ امرأة وأطفالها من قصف مدفعي ومسيّرات أوكرانية ...
- مقتل امرأة عراقية مشهورة على مواقع التواصل.. وأجهزة الأمن تح ...
- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فراس عوض - الأردن.. محاكمة برلمانية لجسد المرأة