لبيب سلطان
أستاذ جامعي متقاعد ، باحث ليبرالي مستقل
(Labib Sultan)
الحوار المتمدن-العدد: 8433 - 2025 / 8 / 13 - 08:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
1. حول معنى ومحتوى هذه الحرب
ليس من قبيل المبالغة القول ان مستقبل اوربا بل وعلاقات العالم بأسره ستعتمد على مجريات ونتائج الحرب الروسية الاوكرانية ، ويمكن لبعض هذه النتائج ان تغير وبشكل جوهري شكل العالم بتكتلاته وعلاقاته وصورته وتطور النظام الدولي اللاحق والذي يمكن اجماله بين طريقين الرجوع لعصر الامبراطوريات العظمى كما كان بداية القرن 20 ( أي تراجع اكثر من قرن للوراء ) او الاستمرار بالسير قدما بنموذج الدول والانظمة الليبرالية على غرار دول الاتحاد الاوربي، وهذين الخيارين هو ما يمثل واقعا معنى اندلاع هذه الحرب ويحدد محتواها الحقيقي ، فهو وليس صراعا اقليميا على محافظات حدودية بين روسيا واوكرانيا ، او درء لتوسع حلف الناتو شرقا كما يتم الادعاء به ، بل هو في جوهره درءا لتوسع نموذج النظم الليبرالية شرقا ليصل روسيا وما بعد روسيا جنوبا وشرقا، الامر الذي ربما لايعيه الكثيرون، ولكنه هو الواقع من مدلول ومحتوى هذه الحرب من دون مبالغة فيه. واقعا انه صراع بين ايديولجيتين قومية امبراطورية بقيادة روسيا ( واميركا اليوم بعد ترامب صعود وتحوله لعقائد الامبراطورية القومية ) من جهة، وليبرالية يقودها الاتحاد الاوربي بما يمثله من ودساتيروقوانين ونظم ليبرالية تعاظم شأنها عالميا كنموذج سائد تمدد لكافة ارجاء القارة منذ انتهاء الحرب الباردة وانحلال الاتحاد السوفياتي. ان اهمية نتائج هذه الحرب تكمن انها ستحدد من الذي سيتراجع ومن الذي سيصعد في العالم، نموذج النظم القومية الامبراطورية (يقوده اليمين القومي المتطرف) او الليبرالي ( الذي يقف مع تعميق الديمقراطية الاجتماعية في النظم السياسية والعولمة للتركيز على التطور الاقتصادي والمصالح المشتركة بديلا للصراع الايديولوجي والسياسي والجغرافي الذي ساد العالم حتى نهاية الحرب الباردة) . سيعتمد مستقبل العالم على ظروف وكيفية تطور وانهاء الحرب الاوكرانية كونها واقعا حربا بين هذين المعسكرين، سيحدد بكيفية انهاء هذه الحرب ومن سيكون المنتصر فيها. لقد ان هذه الحرب العالم فعلا في مرحلة جديدة تختلف عما كانت عليه علاقات العالم قبلها ، وذلك حتى قبل انتهائها ، كما وسيشهد تطورات لاحقة عميقة كنتائج تعتمد على كيفية انتهائها او انهائها . ولهذا الادعاء اسبابا موضوعية تدعمه، ومنها الظواهر والتجارب التاريخية المماثلة التي مربها العالم قبل مئة عام بالتمام، وهي مرحلة مابعد الحرب العالمية الاولى ، وادخلت العالم بمرحلة جديدة . بدأت بتشكل نظم قومية متطرفة كالنازية والفاشية القومية تؤمن بالتوسع واستعادة ممتلكات الامبراطوريات الخاسرة الالمانية والنمساوية التي كانت تسيطر على معظم دول شرق ووسط وجنوب اوربا ونالت استقلالها، ولكنها ادت لصعود النظام النازي وشن حروبا لاسترجاع الممتلكات الامبراطورية باسم اعادة مجد وشرف المانيا بارجاع مجد الامبراطورية الجرمانية وممتلكاتها النمساوية. ويمكن تشبيه وضع روسيا بعد خسارة الحرب العالمية الباردة بوضع المانيا بعد خسارة الحرب العالمية الاولى. احست روسيا وادعى بوتين ان كرامتها ومجدها قد استهين بتفكك الاتحاد السوفياتي الى 15 جمهورية مستقلة و6 دول شرق اوربا بعد انتهاء الحرب الباردة ، ومثلما ادعى هتلر ان مجد وكرامة المانيا قد استهينت ادعى بوتين بنفس الامر، وان الرب قد الهمهما وارسلهما بمهمة اعادة مجد الامة وعزة الامبراطورية ، ومنها التناظر الايديولوجي ، كلاهما اتخذ من الطروحات الجيوسياسية ايديولوجية له ( وهي ايديولوجية اعادة تكوين الامبراطوريات الكبرى بالمعنى الجغرافي والتاريخي كما طرحه هتلر بالامس والمتداول اليوم من الرئيس الروسي بوتين، وبنفس الشعار كان اعادة مجد المانيا بالامس واعادة مجد روسيا اليوم بعد قرن. ولاشك ان انحياز الولايات المتحدة للتيار القومي الامبراطوري الذي يمثله صعود ترامب وبنفس الايديولوجيا للجيوبوليتيك ونفس الشعار القومي اعلاه "اعادة مجد اميركا " اكسب بعدا واضحا لنمو واتساع ووزن جبهة الفكر القومي الامبراطوري المضاد لليبرالي التحرري الذي كانت تقوده نفس اميركا بعد الحرب الباردة حيث كان يعمل لصالحها ووفق دستورها واليوم يبدو انه لم يعد صالحا لها كما يدعي الشعبوي ترامب ( ان اميركا يتم استغلالها واستغفالها ) ولم يكن تحولا استراتيجيا مخططا له بقدر ما هو موجة شعبوية طارئة . وكما كانت الحرب الباردة صراعا بين نموذج الليبرالية الغربية الاشتراكية السوفياتية ، فنحن نرى ان المعركة الحالية والقادمة، والتي نرى بدايتها الان في اوكرانيا ، هي واقعا تدور بين ايديولوجيتين القومية الامبراطورية التي تقودها روسيا والليبرالية الاوربية الغربية ، ويشكل انحياز اميركا ترامب للتيار القومي الامبراطوري ( الامبريالي) منعطفا هاما ،فهو الحدث الاهم في التحول الذي يجري في العالم اليوم ببدايات بروز وتشكل انظمة دولية تؤمن بايديولوجية الجيوبوليتيك لتقاسم النفوذ في العالم وفق منطق الامبراطوريات ، اي كما كان قبل اكثر من قرن، حيث حكمته خمسة امبراطوريات كبرى واليوم حلت الصين محل اليابان واردوغان حل محل السلطان ( اقامة امبراطورية اخوانية متحضرة في الشرق ووسط اسيا كما يطرح اردوغان ) والباقي على حاله تقسيم اوربا والعالم بين روسيا واميركا وبريطانيا والمانيا وفرنسا ، هذا هو التوجه العام واللغة المشتركة بين ترامب وبوتين وتشينغ بينغ واردوغان وايران واحزاب اليمين المتطرف الفرنسي والالماني التي تنتظر الصعود للحكم خلال هذا العقد او الذي يليه لاعادة تشكل العالم وفق الجيوبوليتيك الامبراطوري اي تعيده كما كان بداية القرن العشرين. واقعا العقبة الوحيدة اليوم امام اعادة تشكيل العالم وفق التقاسم الامبراطوري هو ليبرالية الاتحاد الاوربي التي بفوز لوبان في فرنسا والبديل في المانيا ستنهيه ومنه سيعبد الطريق له، كما وسيساعده الطريقة التي سيتم بها انهاء حرب بوتين في اوكرانيا، فهي التي ستعلن واقعا اي طرف سينتصر ويسود وهل سيهزم الطرف القومي ام الليبرالي ، ومنه اهمية ومعنى هذه الحرب ونتائجها التي تضع العالم واقعا على مفترق الطرق مستقبلا.
لنناقش ونحدد كيف سيكون شكل العالم وفق نتائج انهاء او تسوية الحرب الروسية الاكرانية ( وهناك فرقا بين الانهاء والتسوية فالاولى انتصارا لاحدى الكتلتين والثانية التوصل لهدنة بينهما مما يعني الدخول في حرب باردة جديدة بين الكتلة الامبراطورية ( وهي تتقول بالقومية والمصالح الوطنية في خطاباتها الداخلية) والكتلة الليبرالية التي يمثلها واقعا الاتحاد الاوربي.
2. نظرة في تأثير سيناريو الانهاء والتسوية لحرب اوكرانيا على العالم
بعد ايام سيلتقي ترامب وبوتين في الاسكا للمداولة في سيناريو انهاء او تسوية الحرب في اوكرانيا ، وهي ربما ستكون كمداولات يالطا قبل انتهاء الحرب الثانية بين روزفلت وتشرشل مع ستالين لتقسيم اوربا. بوتين سيمثل ستالين ولكن الغرب هذه المرة ممثل بترامب الذي يشارك بوتين عقائده القومية الامبراطورية وليس الغرب على شاكلة روزفلت وتشرشل الذي يمثل ما اسموه بالعالم الحر ( الليبرالي) ، وواقعا كلا بوتين وترامب يرى من اشد اعدائهم هي الليبرالية . واذ يعي الاتحاد الاوربي جيدا هذا الامر فهو سجل اعتراضه مسبقا على اية نتائج يخرج بها هذا اللقاء بغيابه وغياب اوكرانيا عن طريقة لانهاء الحرب او تسوية سياسية واضحا سيعطي ترامب فيها تنازلات لبوتين تعلنه منتصرا بكسبه ارضا احتلها بالقوة مقابل بقاء اوكرانيا دولة مستقلة ستقضم لاحقا من بوتين ( العافية بالتداريج بالعراقي اي على مراحل بالفصيح) وفق صفقة اكبر لتقاسم النفوذ في العالم وفق ايديولوجية الجيوبوليتيك الامبراطورية ( وهي الايديولوجيا المشتركة لكلا ترامب وبوتين). ومنه اغلب الظن ان ما سيتم طرحه من نتائج هو تسوية مؤقتة ( في احسن احوالها احتفاظ بوتين بالمناطق التي احتلها من اوكرانيا مقابل قبوله الكريم بوقف القتال ، وهي تمثل واقعا انتصارا لبوتين كونها تحمل شبه اعتراف بعائدية هذه المناطق لروسيا مقابل ترك اوكرانيا دولة مستقلة قائمة لا احد يعرف ما مستقبلها ويبدأ العمل للتخلص من زيلينسكي وتنصيب رئيس لين موال لترامب وبوتين). ان هذا السيناريو هو الاكثر رجوحا وهو مايريده ترامب وبوتين كبداية الطريق للتخلص من الاتحاد الاوربي الليبرالي الفاشل ( ودليل فشله بخسارته حرب اوكرانيا) ومنه تكون الطريق معبدة لاعادة رسم خارطة العالم وفق امبراطوريات الجيوبوليتيك.
ان العيب في هذا السيناريو انه غير مقبول من كلا التيار القومي المحافظ والليبرالي في اميركا واوربا ( بدء من الدول التي تجاور روسيا في اوربا والتي تعتبر ان مصيرها مرتهن بنتائج حرب اوكرانيا واذا تم ابتلاعها اليوم من روسيا سيتم ابتلاعها غدا منها او من المانيا اذا وصل البديل مثلا). ورغم انه السيناريو الاكثر ترجيحا اليوم لوقف العمليات الحربية الا انه سيكون حلا مؤقتا ركيكا دون شك سينتهي سرعان مايجد بوتين ان الامور ليست لصالحه او مغادرة ترامب لرئاسة اميركا ورجوع انحيازها للتيار اللببرالي الاوربي ضد القومي المبراطوري لترامب. هذا هو سيناريو التسوية الاقرب اليوم ، اما سيناريو الانهاء فهو ليس في متناول بوتين وهذه ثلاثة سنوات لم يتقدم بعد باخموت بغير عشرين كيلومترا لاغير مع خسارة نصف مليون جندي وعليه خسارة خمسة ملايين اخرين للوصول الى كييف خلال ثلاث سنوات حتى في حالة عدم تقديم اسناد من ترامب الولايات المتحدة حتى انتخاب رئيس جديد سيقلب الطاولة على بوتين وعلى جماعة ماغا اليمينية القومية المتطرفة لترامب وضربها للمؤسسات والتقاليد الدستورية الاميركية الليبرالية في جوهرها.
وهناك مجابهة حاسمة اخرى تقف بوجه ترامب وبوتين هو ان تجمعا واسعا من الدول الاوربية الكبيرة تضم بريطانيا والمانيا وفرنسا والسويد وفنلندا وبولندا والنرويج والدانيمارك اضافة لدول البلطيق الثلاث ترفض اي نصر لبوتين على حساب اوكرانيا ولن تسمح بخسارة اوكرانيا كون ذلك كما تعتبره يمس امنها القومي مباشرة ومنه ستعمل لافشال اي مخطط تراه كسبا لبوتين وطريقا لتصفية اوكرانيا وقد يصل الامر حتى بارسال قوات منها لحفظ استقلال اوكرانيا مما قد يؤدي لاصطدام بين بوتين وتحالف الراغبين الذي اعلنته بريطانيا على يد يد رئيس وزرائها ستارمر وسانده ماكرون وفريدريك ميرتز في المانيا وقد يؤدي لصدام مباشر بين الناتو وروسيا في اوكرانيا ينقل هذه الحرب لافاق جديدة ويقينا لاتستطيع روسيا المنهكة في اوكرانيا خوضها وتنقلب موازين القوى رأسا على عقب على فرض ان ترامب يكون محايدا ويخرج من الناتو باعتبار ان المسألة اوربية لاشأن لاميركا بها. هذا السيناريو سيؤدي لهزيمة البوتينية ومنها هزيمة ساحقة لتيار الجيوبوليتيك الامبراطوري الذي يقوده اليوم مع ترامب.
وربما اهم نقطة ضعف اخرى في سيناريو التسوية هذا هو طريقة الانهاء الدائم لها والذي سيقترحه ترامب وبوتين على شكل محادثات سلام وهي طريقة لتنصيب رئيس موال لبوتين ومنه ابتلاع اوكرانيا برغبتها وهو امرا يعيه الاوكران ومنه عودة القتال وتصميمهم في المضي في القتال والدفاع عن دولتهم ومدنهم بدعم من دول "تحالف الراغبين" اعلاه خصوصا وقد خسر الاوكران نصف مليون انسان وهاجر ربع السكان ودمرت مدنهم ولن يتنازلوا لبوتين بكيلومتر الا بدفع عشرين او ثلاثين الفا من جنوده ( وواقعا هذا هو معدل خسائره لكل كيلومتر ومنذ ثلاثة سنوات) فهم يدافعون عن ارضهم وكرامتهم وحرياتهم ولن يخضعوا لقيصر جديد.
من هذه السيناريوات يبدو واضحا ان حسابات بوتين وترامب بكسب هذه الجولة المؤقتة بتثبيت حقوق بوتين في الارض التي احتلها كانتصار لجبهة الامبراطوريات العظمى في طريق ابتلاع اوكرانيا وحتى لو بدا على الورق انه مشروع سلام ولكنه واقعا مشروع حرب مستمرة مادامت هناك شرايين ايديولوجية للاستحواذ واعادة قامة الامبراطورية الروسية العظمى تستولي على الكريملن اوعلى الاقل يمكن القول ان الفصل في هذه الحرب لن يأتي مادام بوتين في السلطة وما دامت اهم دول الاتحاد الاوربي متمسكة باستقلال وحرية واوربية اوكرانيا بدل ترويسها او بوتنتها.
ومنه يبرز الحل الوسط والدائم ربما ان يتم تنازل من الطرفين ،تتنازل اوكرانيا عن اراضيها التي احتلها بوتين مقابل تنازل الاخير عن الحلم باستعادة اوكرانيا للتاج القيصري وموافقته على انضمام اوكرانيا للاتحاد الاوربي والناتو كضمانة لمستقبلها ، هذه تسوية ممكنة ستؤدي لوقف العمليات الحربية لتتحول لحرب باردة ، روسيا ومعسكرها الهزيل بعد رحيل ترامب ممثلة لتيار ايديولوجية الجيوبوليتيك لليمين القومي المتطرف ، والاتحاد الاوربي ممثلا لتحالف التيار الليبرالي والتيار القومي المحافظ وكما جرت الحرب الباردة ستضطر روسيا للتخلي عن عزلتها ولكن بعد صراعات عنيفة تخوضها في كافة ارجاء العالم ستخنقها عاجلا خصوصا وهي ليست بقوة الاتحاد السوفياتي.
ان الحرب الاوكرانية هي فعلا مفترق طرق للعالم وعلى طريقة انهائها يعتمد مسارسيره اللاحق. ان بوتين وترامب وماشاكلهما يحاولان اعادة ادارة العالم وفق اتفاقات الامبراطوريات الامبريالية كما جرت في الحرب الباردة وهي الاتفاقات الامبريالية القائمة على مبدأ ما لبوتين لبوتين وما لترامب لترامب ولا تعدي على حقوق الاخر ..حلما طالما راود بوتين وها هو ترامب يحققه له ولكنهما ايضا يتشاركان بمرض وضعف واحد عنوانه ان عهد الامبراطوريات الامبريالية قد ولى وانهار ولن يرجع فالشعوب صغيرها وكبيرها قد وعت ان حرياتها لن تقوم الا على انقاض الامبراطوريات وهو امرا سيجعل من اميركا ان لم تنهي ترامب ( وهو امرا قادم قريبا ) ومن روسيا ان لم تنهي بوتين ( وهو امرا مرتهنا بنهاية حرب اوكرانيا) في تضاد مع كل العالم،خسارة فادحة لكليهما ونصرا للعالم وسير شعوبه تجاه الحريات ونظم الديمقراطية وانحسار الايديولوجيات المتطرفة.
#لبيب_سلطان (هاشتاغ)
Labib_Sultan#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
