|
لماذا يخسر اليسار الوطني العراقي في الانتخابات
لبيب سلطان
أستاذ جامعي متقاعد ، باحث ليبرالي مستقل
(Labib Sultan)
الحوار المتمدن-العدد: 8332 - 2025 / 5 / 4 - 18:13
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
موجز مختصر تقدم هذه المقالة الجواب الاقصر لعنوانها من امرين الأول ان اليسار الوطني العراقي لم يشارك فعلا ولليوم في هذه الانتخابات كي يخسر ( فلا قائمة منفصلة بذاتها طرحت له كي يصوت لها الناس) والثاني انه لم يطرح برنامجا انتخابيا يتضمن حلولا ملموسة لاهم القضايا التي تواجه الناس كي تنتخبهم وتكسب خصوصا المقاطعين ،وهم بنسبة تفوق 80% من الناخبين، الرافضين باغلبهم للمحاصصة الطائفية . ان الغرض من هذه المقالة هو تحليل هذين الامرين الذين يمكن اعتبارهما ما يقف وراء خسارة هذا التيار الواسع والعريض في المجتمع العراقي الذي يخسر في الانتخابات لصالح الاحزاب الدينية والطائفية والعشائرية التي نجحت في اقامة نظام الحصص والمحاصصة المافيوية لتقاسم الغنيمة ( السلطة والميزانية ) . وتحلل الدراسة الاسباب الموضوعية والذاتية التي تسبب العجز في الفوز وتخرج بنتائج ونقاط محددة ،ربما هي محرجة، لليسار العراقي ولكنها موضوعية ان اراد الفوز في الانتخابات ، ومنها ودعوته ان يعالج قضية الانتخابات كأهم مسؤولية وطنية ، وليس نشاطا سياسيا عابرا بل واقعا ذو هدف اعلى بتحمل مسؤولية تخليص الدولة والمجتمع العراقي من فساد المحاصصة الطائفية . 1.القصة المختصرة لانتخابات العراق تجري انتخابات برلمانية دورية في العراق منذ عام 2006 ، و جرت لحد اليوم خمسة دورات انتخابات برلمانية واربعة لمجالس المحافظات ،وهو امرا يبدو مشجعا ان هناك على الاقل ظاهرة تغيير سلمي للسلطات عبر انتخابات برلمانية، ولكن الواقع يقول ان اي تغيير لم يحصل فعلا، فلا توجد معارضة فازت وتم تسليم السلطة لها ، بل مجرد تغيير شكلي لنظام غريب عجيب لاتجد له مثيلا في العالم الا نادرا ويدعى نظام المحاصصة حيث يعتبر الكل فائزون ، ولكل منهم حصته في الحكومة من الوزارات وهي تعني حصة من الميزانية ليسرقها الوزير الذي تستوزره مافيات الطائفة. ومنه قاطع الناخبون الانتخابات ووصلت نسبة المشاركة الى دون العشرين بالمئة ، ومنه فلا شرعية حقيقية لا للبرلمان ولا للحكم ولا للحكومة في العراق لو اخذ بمعنى الشرعية الديمقراطية حقا بانها تصويت غالبية الشعب لاختيار حاكميه . انها في العراق ممارسة شكلية لاغير لاعادة انتاج المحاصصة وليست لانتخاب حكومة وطنية لبناء هذا البلد الغني ولكنه المهدم الفقير المنكوب رغم عظم موارده النفطية. انه فساد نظام المحاصصة. انها سرقة شبه علنية للمال العام باسم تمثيل الطوائف والاطياف الكبرى الثلاث من ثلاثة قادة مافيات باسم الشيعة والسنة والكرد. هذه هي باختصار قصة الانتخابات وتشكيل الحكومات في العراق ومعها قصة الفساد الحكومي والسياسي في العراق الذي ترك البلد الغني بموارده وطاقاته البشرية والمائية والزراعية والنفطية مهدما من دون بنى تحتية ودون انتاج صناعي واقتصاد ريعي يعتمد على موارد النفط ويستورد اغلب غذائه ودوائه وادواته اليومية دون انتاج وطني ، مدنه هرمة مهدمة ومستشفياته فقيرة مخربة ومدارسه تعج بثلاث وجبات وبطالة متفشية ولافرصة للعمل سوى التوظيف في الدولة بعد دفع رشوة وبوساطة طائفية اوحزبية ومنه ترهل الجهاز الوظيفي الحكومي واصبح خرافي العدد وبالملايين ( عدد موظفي العراق يكاد يساوي عددهم في اميركا ) ويستهلك هذا الجهاز قرابة 80% من الميزانية العامة (التي هي من واردات تصدير النفط لاغير من الموارد ) ، و 20% الباقية تسرق علنا من الوزراء والاحزاب المتقاسمة للسلطة تحت باب استثمارات لاتنفذ بل تسرق بصفقات عقود فساد وليس الفشل في حل قضية الكهرباء والسكن وبناء الطرق والسدود والبنى التحتية سوء الخدمات العامة والصحية والتعليمية الا بسبب هذا الفساد وانعدام الكفاءة حيث المناصب تعطى من رؤساء النفايات وفق استحقاقات الطائفة . ولابد من طرح سؤال ، اين اختفت الوطنية العراقية وكتلتها المعارضة للمحاصصة الطائفية؟ هل لاتوجد كتلة سكانية وطنية تؤمن بالهوية الوطنية وتصوت لها لأقامة حكومة عراقية وطنية ونزيهة وكفوءة لا تصوت وفق الانتماء الطائفي او العرقي ؟ ان هذه الكتلة موجودة اليوم دون شك وربما تشكل الاغلبية (والبرهان عليها هو مقاطعة 80% للانتخابات لرفضها نموذج حكم المحاصصة الطائفية ، واثبتت انتفاضة تشرين ذلك ايضا حيث وقف معها اغلب الشعب العراقي ، انها اثبتت ان الاغلبية تنادي بالوطنية ). سنركز على هذا السؤال الهام لمعرفة اسباب الاختفاء وألاخفاق في الانتخابات ، ونتناولها على محورين احدها لمعرفة العوامل الموضوعية والظروف التي وجد المجتمع العراقي فيها نفسه بعد 2003 وساهمت في هذا الاخفاق الوطني، ولكن نوضح ايضا ان هذا العامل بدء بالتضاؤل تدريجيا وبرزت الاسباب والعوامل الذاتية لفشل الاحزاب والحركات الوطنية للفوز ومجابهة كتل المحاصصة الطائفية . سنناقشها تحت منفصلا ونستخلص منهما نتائج مفيدة نحو رسم استراتيجية لخوض الانتخابات والفوز فيها.
2. الاسباب الموضوعية لفشل الاداء الانتخابي للتيار الوطني اليساري ان اية دراسة موضوعية لواقع المجتمع العراقي بعد عام 2003 لابد وان تلتقط حقيقة لتدمير وتراجع الهوية الوطنية العراقية وعلى كل الجبهات كأهم اثر تركته الديكتاتورية القمعية البعثية الصدامية بعداربعين عاما من حكمها. ويكفي القضاء الفعلي على الطبقة المتوسطة العراقية بافقارها وتجويعها نتيجة الحروب والقمع والحصار على ذلك ، فهي الطبقة المتعلمة المدنية التي تقف وراء تطوير الفكر والثقافة الوطنية والمدنية امام التمسك بقيم الطائفية والعشائرية التي ترى محيطها في الريف والتي اتى بها صدام وفرضها على المدينة والمدنية العراقية. فالطبقة المتوسطة هي عماد تطوير الثقافة والهوية الوطنية في كل المجتمعات سواء النامية او المتطورة في العالم . وادت الحروب الصدامية والحصار والتجويع والقمع والافقار وافساد الذمم والتشريد لتدمير كيان هذه الطبقة وتمزيقها ومنه وسادت وبضعفها وغيابها سادت ثقافة الطوائف والعشائر والانكفاء للتدين على المجتمع العراقي ، اي تم واقعا فرض ثقافة وتراث وتقاليد الريف على المدينة ، تم كل القمع الفكري والاجتماعي والاقتصادي لهذه الطبقة تحت راية القومية العربية ومفاهيم الامة العفلقية الصدامية الملفقة التي بفشلها تلرجعت للعشائرية . وصل المجتمع العراقي لعام 2003 وهو في قمة الضعف والفقر والتشتت والانهاك من حروب مدمرة وحصار وافقار واذلال معنوي ومعيشي دمر كيان هذه الطبقة ومعها الهوية والثقافة الوطنية بالكامل تقريبا وحولها النظام لشراذم نجا منها من مجد الديكتاتورو حاشيته خنوعا اواجبارا او رشوة ومناصب، اوهرب معظم رموزها من الشرائح المثقفة خصوصا لخارج العراق ، ومن لم يخضع ويخنع ولم يهرب فتمت تصفيته في سجون واقبية النظام الامنية. جرى ذلك على مدى اربعين عاما ومنه تقوضت وتاكلت الدولة والثقافة الوطنية تدريجيا . ان تدمير الهوية الوطنية العراقية والانتماء الوطني هو ما استفادت منه الاحزاب الدينية الطائفية والعشائرية بعد عام 2003 حيث وجدت الجو مهيأ لها فالقواعد الاجتماعية منقسمة لطوائف وعشائر ومنها ادعت تمثيلها وحمايتها ( تماما كما تقوم حمايات المافيات لاتباعها بغياب دولة تحمي مواطنيها سواسية ) ومنه يمكن فهم لماذا اصبح فوزها في الانتخابات بعد عام 2006 سهلا وميسرا ، وخصوصا بعد اتفاقها من بعد انتهاء احترابها الاهلي الرهيب الذي دار بين 2004- 2008 واتفقت على تقاسم الحكم (الكعكة ) وفق نظام المحاصصة وظهور قادة مافيات طائفية واصبح واقعا يفرض نفسه منذ انتخابات عام 2010 ولا زال لليوم قائما ، بل وتكرس اكثر بقوة المال الخرافي الذي سرقته والسلاح الذي شرعنته. وعليه فلا مناص ولا جزع ان لم يفز التيار اليساري الوطني العراقي في الانتخابات بغياب قاعدة وطنية عريضة تسنده، فبعد صدام توجهت الناس للاديان والطوائف حيث تعرف ذاتها اكثر واسهل لها من شعارات الوحدة والحرية والاشتراكية والجبهات التقدمية وماشابه. ولكن بالفشل الواسع والفساد المريع لنظام المحاصصة بعد دورتين لعامي 2010 و2014 بدء يتناقص دور هذا العامل الموضوعي تدريجيا وبدأ يبرز ويتصاعد بوضوح الرفض الواسع لنظام المحاصصة ( ولعل اوضح دليل عليه هو مقاطعة 80% من الناخبين للانتخابات اعوام 2018 و2021 وهو دون شك مؤشر قوي لفئة واسعة من المجتمع ترفض المحاصصة ورفضها هو موقفا لصالح البديل الوطني العراقي ) . ولكن تدريجيا ايضا بدء يتضح ان هناك عوامل ذاتية تخص التيار الوطني العراقي ذاته ادت ولازالت تؤدي للفشل الانتخابي وعدم تمكنه من كسب هذه الاغلبية المقاطعة ، وعدم فوزه في اية انتخابات بنسبة معتبرة دليل كاف عليه وسنتناولها بالتفصيل تحت . وتحت باب العوامل الموضوعية لفشل التيار الوطني العراقي ايضا لا بد من الاشارة ان العراق لايمتلك حزبا وطنيا عراقيا منظما يطرح بناء الهوية والنظام الوطني الديمقراطي هدفا له والوطنية ايديولوجية له. فالنظام القمعي البعثي قد قضى عمليا على اية فرصة لتشكيل احزابا وطنية عراقية بهذا المعنى ، ولم ينجو الاقرب منها للوطنية سوى الحزب الشيوعي العراقي فهو الاقرب بتاريخه السياسي الي الدفاع عن الوطنية العراقية ( فهو واقعا جابه التيار القومي الناصري والبعثي بعد ثورة تموز 1958 مدافعا ومحافظا على وطنية العراق من ابتلاعه على يد ناصر اوعفلق ). ولكن الحزب الشيوعي رغم ذلك يبقى حزبا ايديولوجيا يأخذ بطروحات الماركسية الينينة لاقامة طروحاته وحلوله هذه ليست بالضرورة تلتقي مع طروحات ومنهج وطني مستقل يطرح بناء العراق على اسس وطنية ديمقراطية ( مقابل الاسس الماركسية اللينينية ) .ويمكن ايراد الفروقات مثلا في قضية بناء الاقتصاد الوطني ، والموقف من الرأسمالية الوطنية ودور الطبقة المثقفة الوسطى "البرجوازية" كأساس لبناء المجتمع الديمقراطي وتطوير الثقافة والهوية الوطنية ( ولغرض التوضيح لاغير فلا احد يصدق وحتى بين المثقفين الشيوعيين ان"الطبقة البروليتارية " هي من يطورها بل هي مجرد اطروحات فلسفية اقتصادية لماركس ترجع لبدايات الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر في اوربا ، فالبروليتاريا المسكينة ملتهية بتدبير امور عيشها اليومي ولا قدرة لها على التنظير عدا تحمل هذا البطر " البرجوازي " للطبقة المتوسطة بتطويرالثقافة الوطنية والديمقراطية) . على ان الطيف الوطني اليساري واسع بفئاته ولا بد ان يكون منفتحا وصوته وطنيا موجها لاوسع طبقات المجتمع للفوز في الانتخابات. ولكن موضوعيا وتاريخيا فان الاقرب لمنهج وطروحات الوطنية العراقية هو الحزب الشيوعي العراقي خصوصا بغياب حزب وطني عراقي منذ عام 1962 (أي منذ ان جمد الحزب الوطني الديمقراطي اعماله )، وبعد سقوط النظام الصدامي عام 2003 كان هو الحزب العلماني الوحيد المنظم المتبقي في الساحة العراقية ويتمتع باحترام شعبي لتضحياته ولصموده بوجه الديكتاتورية ونزاهة اعضاءه وتاريخه الوطني ، وفعلا كان قد تبنى الحزب طرح سياسة ومنهج الدفاع عن الوطنية والحريات، وهو لا يزال يطرح ذلك اليوم ايضا ، ومنه فالتعويل كان واقعا عليه منذ عام 2003 للم شمل التيار الوطني واليساري العراقي بكافة مدارسه وتياراته واجتهاداته لطرح قائمة وطنية منفصلة له في الانتخابات ومعها برنامج وطني عملي واضح، ولكن ذلك لم يحصل لليوم. وهنا يبرز دور العامل الذاتي في عدم التمكن من تكوين هذه الكتلة الوطنية وخوضها للانتخابات بقائمة منفصلة وبرنامج عملي يستطيع كسب الناس لمواجهة المحاصصة الطائفية. سنشخص ونناقش هذه العوامل الذاتية التي منعته ومنعت تشكيل قائمة للحركة الوطنية واليسارية في العراق من انجاز هذه المهمة ( أي مهمة التخطيط للفوز في الانتخابات البرلمانية التي تجري في العراق منذ عام 2006). ولكن قبلها لا بد من التوقف قليلا للتمحيص في معنى واهمية االانتخابات البرلمانية. 3. لماذا المشاركة في الانتخابات البرلمانية وأهم اسس الفوز فيها تعتبر الانتخابات البرلمانية اهم حدث سياسي في كل دولة ومجتمع ، حيث تتبارى المدارس الفكرية والسياسية والاجتماعية فيها ، وهي واقعا تتبارى ببرامج وحلول عملية وتروجها واسعا ومن خلال الاعلام للجمهور لكسب اكبر نسبة من المصوتين . ولا تراها تتبارى ببرامج ايديولوجية تبعد الناخبين المستقلين عنها ( وهم الاكثرية الساحقة في اي مجتمع) ، بل ببرامج خدمية ومعيشية ملموسة لكسبهم وتركز اساسا على حلول لقضايا المجتمع المعاشة المعاصرة . يشكل فن ادارة هذه القضية اساس الفوز لكسب تصويت غالبية المصوتين ، والفوز يأتي من خلال واقعية الحلول والنجاح الاعلامي في ترويجها واسعا بين الجمهور المستقل وتثبت لهم انها افضل من حلول وطروحات غيرها من الاحزاب المنافسة بما ستجلبه لهم من فوائد ومنافع وحلول . فالمنافسة هي على اساس البرامج والحلول الملموسة التي تمس حياة الناس بشكل مباشر. عكسه الانصراف وعدم المشاركة في الانتخابات سيعزل الاحزاب عن المجتمع ويحولها الى اشبه بحلقات صوفية مؤدلجة او نوادي فكرية وليست احزابا مسؤولة تخوض معارك بناء بلدانها تعمل لكسب التفاف وتعاطف اوسع الناس معها سواء كانت فائزة في السلطة او خاسرة تكون في المعارضة لتلعب دورا بناء في كلتيهما. واسقاطا على واقع مجتمعنا العراقي فتكتسب المشاركة اهمية بالغة كون المجتمع العراقي جديد العهد بالديمقراطية والانتخابات تستغل اليوم لتكريس انقسام المجتمع والمحاصصة الطائفية لتشكيل حكومات فاسدة وفاشلة . ومنها تبرز اهم المهام وهي تعديل توجه الديمقراطية لمنع الفساد المستشري من نموذج المحاصصة الطائفية السياسية وحكم المافيات . ومنها واضحا لا بد من المشاركة بقائمة منفصلة واضحة بذاتها تمثل منهج اليسار الوطني العراقي واضحا ( وليس تحت قوائم قومية لعلاوي او تحت عباءة السيد مقتدى كما جرى ) ، وتخوض الانتخابات ببرنامج خدمي تنفيذي ملموس الحلول والنتائج، وليس بخطاب سياسي ، والترويج للقائمة وحلوله للناس تشكل اهم واجبات الاحزاب والتكتلات الوطنية واليسارية العراقية لتشكل كتلتها وتهيئ بتخطيط مدروس وتعبئ كل طاقاتها للاعداد للانتخابات للفوز فيها . وواقعا لايوجد اي بديل للتغيير والاصلاح الوطني والديمقراطي والاقتصادي في العراق غير خوض الانتخابات البرلمانية والفوز فيها وبذل كافة الجهود للنجاح في ايصال الاغلبية او اكبر عدد من ممثلي الوطنية واليسار العراقي للبرلمان. ان المشاركة في الانتخابات ليست خيارا بل اهم مهمة للاحزاب كي تبرر وجودها اساسا ، والتخطيط والاعداد للفوز فيها هو واقعا جوهر ومضمون عملها الاساس ، على الاقل قبل عام كامل قبل الانتخابات، وقبلها باعوام بدراسات مستفيضة لاعداد برنامج تنفيذي بحلول عملية (كحلول لمشاكل الكهرباء والبطالة وتوفير فرص العمل والسكن والاكتفاء الزراعي ودعم الريف وتطوير الخدمات وقبر الفساد امثلة لاهم مكونات هذا البرنامج الانتخابي) ومنه ترفع الشعارات الرئيسة والوعود الزمنية بالكم والعدد بالحلول لترويجها من خلال الاعلام الواسع لهما . هذه واقعا هي اهم اسس خوض الانتخابات والفوز فيها. انها دون شك غير اسلوب ومنهجية العمل السري الذي يركز على التنظيم لحلقات حزبية سرية تصدر بيانات سياسية كالتي يتم ممارستها تحت عهد الديكتاتوريات، بل تمثل منهج عمل مختلف تماما ، وهذا هو ما لاتجيده لليوم ولا تعيه تمارسه الاحزاب والكتل الوطنية اليسارية العراقية وخصوصا الحزب الشيوعي العراقي باعتباره المعول عليه في اقامة الكتلة الوطنية اليسارية الرئيسية لخوض الانتخابات. لابد وان يعي القارئ ان الوصول لهذه الحالة ( طرح قائمة منفصلة بذاتها وبرنامج وطني ذو حلول عملية ملموسة ) تحتاج لنضج ديمقراطي سياسي ويتطلب من الاحزاب والكتل الوطنية العراقية جملة اصلاحات ذاتية تخص تغييرا جذريا في المنهج والبرنامج والادوات لفهم الانتخابات واهميتها الحاسمة لاصلاح الاوضاع في العراق ، ومنها التخطيط والعمل على الفوز بها لاعادة الثقة بالذات والهوية والقدرة الوطنية العراقية وللمجتمع العراقي ككل. ان الانتخابات هي اساسا تمرين مجتمعي لايصال الصوت والبرنامج الوطني لاوسع طبقات المجتمع وبحلول ملموسة ووطنية ،وليس ايديولوجيا، كي يفهمه الناس ويتلمسه ويقبله. لنتناول بتفصيل اكثر وتعمق مناقشة العوامل الذاتية باعتبارها السبب الاساس اليوم في خسارة التيار الوطني اليساري في الانتخابات البرلمانية .
4. مناقشة الاسباب الذاتية للخسارة الانتخابية اذا كانت الاسباب الموضوعية التي تمت مناقشتها اعلاه بتدمير الهوية الوطنية والطبقة الوسطى المثقفة والمتعلمة العراقية هي من افقد اليسار الوطني رصيده الاجتماعي الواسع وتكوين قاعدته الانتخابية خلال اول دورتين انتخابية عامي 2006 و 2010 ، فان الدورات التي بعدها قد شهدت تحولا في المشهد وباتت الاغلبية في المجتمع العراقي ترفض نظام المحاصصة الطائفية واثبت اليسار الوطني العراقي ولاسباب ذاتية خاصة به فشله في الوصول لهذا الجمهور الواسع المتذمر الرافض لنظام المحاصصة الطائفية ودفعه للتصويت له ( ويشكل هذا الجمهور اكثر من 80% من الناخبين). وهنا هي الظاهرة الغريبة التي يمكن وصفها بكلمتين : توفرت القاعدة الوطنية الانتخابية ولكن غاب عنها من يمثلها في الانتخابات البرلمانية . فشل اليسار الوطني في التقاط هذه الظاهرة ولم يحسن استخدامها لكسب غالبية من المقاطعين. هناك اسبابا ذاتية لابد من تشخيصها ومناقشتها حالت وستحول مستقبلا عن كسب هذه الفئة الواسعة او جزء منها على الاقل للتصويت لابد من اصلاحها وايجاد حلول لها كي يتمكن من الفوز في الانتخابات البرلمانية . من بين اهم العوامل الذاتية التي ادت لفشل هذا التيار خلال الدورات الانتخابية الاخيرة يمكن تشخيص واثبات ثلاثة اسباب رئيسية: ألأول :غياب فهم منهجي لاهمية الانتخابات البرلمانية واعطاءها الاهمية اللازمة كأهم حدث وواجب ومهمة وطنية للاحزاب والتكتلات الوطنية اليسارية العراقية، فهي كانما عبء عليها او نشاطا عابرا وليست اهم قضية ومهمة اجتماعية سياسبة تلعب دورا اساسيا في التغيير والاصلاح لطريقة البناء والادارة للدولة العراقية ككل. الثاني : عدم التمكن من لم اطياف واسعة من التيارات الوطنية واليسارية العراقية ( وطني مستقل، ليبرالي ، شيوعي ، علماني، ديني ليبرالي ، متنور ، تشريني، الخ ) ويستقي منهم اسماء وعناصر وطنية معروفة في مناطقها بالكفاءة وبالنزاهة والاخلاص والسمعة الطيبة لتخوض الانتخابات تحت قائمة انتخابية وطنية منفصلة خاصة بهذا التيار الوطني اليساري. الثالث : العجز عن طرح برنامج وطني عملي ذو حلول ملموسة بالزمن والكم والنوع يعالج اهم القضايا التي تواجه المجتمع العراقي ( والتي طرحها اعلاه). تشكل هذه النقاط الثلاث، وربما اخرى غيرها، اهم ركائز العامل الذاتي الذي ادى للفشل في خوض والفوز في الانتخابات البرلمانية. ولو قمنا بتحليل هذه الاسباب والتعمق فيها لوجدنا انها مترابطة مع بعضها سببيا ويمكن ارجاع جذورها جميعها الى وجود فرقا بين التوجه الوطني العام والتوجه الايديولوجي الحزبي تجاهها ، وهو مايشكل اهم عائقا تجاوزها او ايجاد حلول لها ومنه لم يجد المجتمع العراقي لليوم امامه قائمة وطنية او برنامج الوطني الذي يجمع الاحزاب والكتل المدنية والوطنية ببرنامج مشترك واقعي وملموس ومفهوم وذو بصمة وطنية واضحة وجلية ليصوت له المقاطعون ( الاغلبية) ويجددون مبررا لهم للذهاب والتصويت عليه. لنأخذ على سبيل المثال تجربة أهم واكبر حزب يساري وطني عراقي، الحزب الشيوعي العراقي، وهو الحزب العلماني الوطني الوحيد المتبقي في العراق بعد انقلابات العسكر والبعث ، وصمد امام كل الظروف القاسية والضربات الكثار ومنه لازال يتمتع باحترام المجتمع بكل طبقاته لنزاهة اعضاءه ووطنيتهم وتضحاياتهم الجسام، فهو لم يطرح تكتلا وبرنامجا وطنيا عراقيا صرفا يمثل صوت كل الوطنيين العراقيين ويكسب عامة الناس من كافة الاصناف للتصويت لهذا البرنامج والجامع للجميع ، بل هو تحالف عام 2008 مع كتلة مزرقشة قومجية وطائفية وروائح بعثية لعلاوي، وبعدها تحالف مع مقتدى الصدر ومنهما فقد ميزة طرح برنامج وطني منفصل يخوض به الانتخابات ببصمة واضحة وخط وطني يساري عراقي واضح ( وكان بامكانه التحالف مع علاوي او الصدر في البرلمان بعد فرز نتائج الانتخابات ليكون اما معارضة او ضمن اغلبية بدل الاشتراك ببرنامج من تحت قبعة علاوي وعبائة السيد ).وجاء الحدث الاقصم بامتناعه عن المشاركة في انتخابات عام 2021 وذلك مباشرة بعد انتفاضة تشرين الوطنية التي خلقت ظروفا مناسبة لصعود التيارات الوطنية والمدنية والمناهضة للمحاصصة الطائفية واجبرت البرلمان العراقي على اصدار اول قانون انتخابي يأخذ بالدوائر الجغرافية الانتخابية وبها تمكنت كتلا مدنية ووطنية عراقية ناشئة من الجنوب ( تحديدا من مدينة الناصرية ) ومن كردستان ( تحديدا السليمانية ) بايصال قرابة 30 نائبا ولو شاركهم الحزب الشيوعي ببرنامج وطني موحد لحاز ومعه اصوات التشرينيين جميعا حصة كبيرة ( بدليل نجاح الناصرية والسليمانية) ولاستطاعت التحالف مع كتلة الصدر وتقوض احزاب الميليشيات الطائفية السنية والشيعية. هذه السيرة تشير الى امرين اولها قلة الخبرة في خوض انتخابات برلمانية و لا تجيد العمل العلني قدر السري زمن الديكتاتورية، ولاتجيد مخاطبة الناس الغير متحزبة ( وهم الهدف والاستهداف لنيل الاصوات في االانتخابات) . ولكن الاهم هو عدم القدرة على تكوين وطرح قائمة منفصلة للتكتل الوطني وطرح برنامج وطني عملي مفهوم وملموس للناس لحل مشاكلها ( وهي كثيرة منها الكهرباء وتحسين ظروف المعيشة وتوفير فرص العمل والسكن ومحاربة الفساد ومنع السلاح خارج الدولة وغبرها ) والتوجه للتصويت له باعتباره طريقا ملموسا لها فيه حلولا واقعية لمشاكلها التي هي مشاكل البلد. ولو قمنا بتحليل امرعدم رغبة الحزب الشيوعي لخوض الانتخابات منفصلا لوجدنا ان العامل النفسي وليس الموضوعي قد لعب دورا هاما هنا، وامتناعه عن خوض انتخابات عام 2021 هو دليل عليه، وهو خاطئ طبعا ان اعتبر عدم فوزه يسيئ لسمعة ومكانة الحزب الشيوعي التاريخية ،فالاوجب كان تحليل التجارب السابقة وتشخيص حلولا للفوز. فطرح برنامج وطني واقعي وتسويقه واسعا وايصاله لاوسع طبقات المجتمع . هناك سؤالا هاما يطرح نفسه، لماذا عجز اليسار الوطني والمدني العراقي وعلى رأسه الحزب الشيوعي العراقي ذو التنظيمات في كل محافظات العراق ، بتكوين كتلة موحدة وطرح قائمة وطنية وبرنامج خاص وطني خاص بهذا التيار بدل الاختفاء وراء علاوي والسيد ؟ ان الجواب على هذا السؤال يقودنا لطرح ومناقشة نقطة التحدي التي تجابه الحزب الشيوعي سواء بتعامله مع القضايا التي تواجه المجتمع العراقي أومع بقية التكتلات المدنية والوطنية والليبرالية والمستقلة العراقية. وللاختصار في فهم قضية هذا العجز فتشريحها يقود ان جذر المشكلة يكمن في فهم الفرق بين التوجه الايديولوجي الحزبي الضيق والتوجه الوطني المنفتح ، وفي البرنامج الانتخابي ايضا هناك فرقا بين الحلول التي تفرضها الايديولوجيا والحلول المستقلة العلمية والعملية التي يفرضها الواقع ، فهما لدى الحزب الشيوعي واحدا، ظانا ان الحلول التي تقول به الطروحات الماركسية هي نفسها حلولا وطنية وهذا هو الجذر في العجز عن طرح برنامج عملي وطني واسع يفهمه الناس ويجد له صدى لهم وحلولا لمشاكلهم . يجد الناس برنامجا مليئا بالشعارات السياسية وكلمات " ندين ونطالب " و خاليا من حلول ووعود والتزامات زمنية وكمية ونوعية وأي امر ملموس يجعل الناس تتجه لتصوت له اي للكتلة الوطنية التي تتبناه .لنتوقف قليلا لنقارن الفرق بين الخطاب الايديولوجي العام والخطاب الوطني ذو الحلول والالتزامات الملموسة. لناخذ مثالا حل قضية الكهرباء في العراق والتي تشكل اولوية لدى الناس كونها تؤثر على حياتهم مباشرة وتكلفهم مبالغ كبيرة خصوصا في الصيف. تقرأ في الخطاب المؤدلج " ندين فشل ومماطلة الحكومة في حل ازمة الكهرباء ونطالب بايجاد حلول سريعة لهذه الازمة المستفحلة" ، وقارنه ببرنامج تنفيذي يطرح " نلتزم ببرنامج لتوفير الكهرباء 24 ساعة يوميا وخلال مدة لاتتجاوز 3 سنوات " . الاخيرة تجد لها فهما وصدى ودعما من الناس والاولى لغة انشائية مؤدلجة ( ندين ونطالب ) لا تغني ولاتسمن ، مع العلم ان التزام مثل حل مشكلة الكهرباء وتجهيز 24 ساعة خلال 3 سنوات هو هدف قابل للتحقيق فعلا واتى وفق دراسة مفصلة قام بها كاتب هذا المقال نفسه وقدمها لوزارة الكهرباء في عهد ثلاثة وزراء ولم يحصل غير وعود بدراستها ولم يطبق منها لليوم ولو جزء.طبعا هؤلاء الوزراء يقارنون الحلول بما يدخل لهم من مداخيل سريعة فيستوردون توربينات غازية وبوصولها لام قصر ويقبض كل وزير حصته وحصة من وضعه بالمنصب ومنه يستريح فمن يضمن بقاؤه في المنصب. ويأتيك كاتب ماركسي نشر مؤخرا مقالة يضع مشكلة الكهرباء في العراق على تآمر امبريالي على العراق وذكر وشركات سيمنس وجنرال الكتريك ، وقد سبقه بسنوات هادي العامري مصرحا في الكوت "الاميركان مايخلونا نحل مشكلة الكهرباء ". هل يجد المواطن فرقا بين خطاب الماركسي والسلفي ، فكلاهما يطرح بما تقتضي به الايديولوجيا ، ومنه لايجب ان نتعجب ان لايصوت الناس للحزب الشيوعي فهم لايرون حلولا بل ترديدا مؤدلجا. ومثل هذا الطرح الايديولوجي ينسحب على تناول كافة قضايا الاقتصاد والبطالة والتشغيل ومكافحة الفساد. لنأخذ مثالا اخر من دراسة اخرى تقترح الاخذ بنموذج الصين قدم لوزارة الصناعة في تحويل مؤسسات صناعية راكدة فاشلة عالة على الدولة بفصلها عن وزارة الصناعة وتحويلها لمشاريع تنتج لشركات دولية (بطاريات تايرات ادوية الخ ) وتتمتع بدعم حكومي وتوفر للدولة ملياري دولار هي ميزانية وزارة الصناعة اضافة لتشغيل عشرات الالاف من الشباب وتزيد من الدخل القومي . اول من عارض هذا الحل الوطني هم مدراء وزارة الصناعة والسبب مفهوما طبعا للقارئ، ولكن ثانيهم هم الماركسيون باعتباره يمثل تمددا للرأسمالية العالمية والامبريالية . الامثلة اعلاه توضح الفرق بين المنهج الوطني ذو الحلول العلمية الملموسة وطروحات مستقاة من منهج ايديولوجي ومنه يمكن فهم سبب العجز عن طرح برنامج وطني ذو حلول ملموسة في خوض الانتخابات اضافة لقائمة منفصلة تجمع مختلف مشارب التيار الوطني واليساري العراقي ، انه عامل ذاتي بلا شك يتطلب الاصلاح والانفتاح ووضع الايديولوجيات جانبا في صياغة البرامج الوطنية .فوضع حلول مدروسة ومفصلة لحل مشاكل الكهرباء والبطالة وخلق فرص العمل، وحل مشكلة السكن، ومحاربة الفساد ، والاكتفاء الزراعي الوطني هي ليست مباراة ايديولوجية لتختصر بشعارات ( نطالب وندين) بل تأتي ببرنامج "نلتزم بتننفيذ " بحلول تكون مبنية على دراسات تتطلب انشاء مكاتب متخصصة داخل الاحزاب الوطنية من اكفاء وطنيين مستقلي التوجه في اعدادها على اسس علمية وليست مؤدلجة (اي مفبركة كي تناسب المقولة المؤدلجة) . بلاشك هناك تحديات كثيرة تواجه العوامل الذاتية في كل الاحزاب والتيارات الوطنية العراقية كي تخوض الانتخابات موحدة وبرنامج بحلول ملموسة تلقى صدى لها وقبولا واسعا كي يتم كسب الاغلبية التي تقاطع اليوم. 5. الخلاصة للفوز في الانتخابات من المطالعة اعلاه يمكن استخلاص نقاط ومهام تشكل استراتيجية عامة تهدف لكسب الاغلبية المقاطعة للمحاصصة (وهي 80% باعتبار ان 20% هم اما مستفيدون منها او مؤدلجين بطائفية اطيافها ) هي: 1. خوض الانتخابات بقائمة وطنية منفصلة ونخبة وطنية واسعة . 2. طرح برنامج انتخابي وطني يركز على حلول تنفيذية ملموسة تقوم باعداده نخبا علمية كفوءة متخصصة من كفاءات العراق لا يأخذون بطرح ايديولوجي بل بوطني علمي واقعي ملموس وقابل للتنفيذ. 3. اعداد قائمة مرشحين معروفين محليا في كل محافظة ومدينة وقضاء بالسمعة الطيبة والكفاءة والنزاهة بغض النظر مستقلين او متنورين او من النشطاء شرط قريبين من الناس ومعروفين لهم.
للنهوض بهذه المهمة على اليسار الوطني العراقي بكافة اطيافه ( وطني مستقل، شيوعي، ليبرالي، شبابي، علماني ، تشريني الخ) وضع الاجتهادات والخلافات الفكرية والتحزب جانبا والاتفاق على نخبة تقود الانتخابات وتخطط للفوز بها على المحاصصة ومنها ارجاع الهيبة والقوة والسمعة للوطنية العراقية المغدورة . لابد من انهاء الانضواء ( الاختباء ) تحت قوائم قومية او عباءة صدرية ( فهذه يمكن التحالف معها بعد الفوز في الانتخابات وليس قبلها ) . لابد لهذه النخبة ان تخطط وتعمل بمنهج يؤدي لبناء حملة انتخابية ناجحة لكسب المقاطعين الرافضين للمحاصصة والفوز لأعلاء شأن الوطنية العراقية ومنهجها الوطني الاصلاحي الموجه لبناء العراق اساسا على اسس الكفاءة والنزاهة والمساواة في المواطنة العراقية المشتركة. واخيرا لابد من الاعتراف ان التيار الوطني واليساري العراقي لايخسر اليوم في الانتخابات بسبب قلة الوطنيين في العراق بل لعجزه عن خوضها باستراتيجية مدروسة وصحيحة وبرنامجا ذو حلول ملموسة للمواطنين. د. لبيب سلطان 3/5/2025
#لبيب_سلطان (هاشتاغ)
Labib_Sultan#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
انهيارسياسات ترامب بعد مئة يوم في الرئاسة
-
فهم حضارة العالم المعاصر-2
-
فهم حضارة العالم المعاصر-1
-
أين يلتقي الماركسيون العرب والسلفية الاسلاموية
-
هل ستقود بريطانيا انقاذ العالم مجددا من الفاشية
-
حلول الريفيرا والمناجم وخيال السريالية الفاشية
-
شهادة بولادة محور ترامب - بوتين
-
قراءة الغرائز السياسية في ترامب شو
-
مطالعة في نشأة الديانات الابراهيمية
-
عرس لبنان ودلالاته الكثيرة
-
دستور جولاني
-
أرفع راسك فوق انت سوري حر*
-
صورتين للصين
-
مداولة في وقائع اسقاط نظام الاسد
-
ظاهرة هوكشتاين
-
مخطط ترامب للانقلاب
-
الولائية مشروع لاجهاض حل الدولة العلمانية ( تشريح محور المقا
...
-
بحث في دهس الولائية على الوطنية (تشريح محور المقاومة ـ2)
-
تشريح محور الممانعة والمقاومة
-
حول كتابين في معرض بغداد الدولي
المزيد.....
-
إيرلندا: الوقفة التضامنية الأسبوعية مع الشعب الفلسطيني في مد
...
-
ضغوط إقليمية متزايدة على الفصائل الفلسطينية.. حماس تسلّم الج
...
-
الفصائل الفلسطينية تبارك الضربة النوعية اليمنية على مطار ’ ب
...
-
جمال عبد الناصر: إرث مختلف عليه وجدل لا ينتهي
-
ب???و?چووني ??و??سمي ي?کي ئاياري 2025 ل? سل?ماني / ه?ر?مي کو
...
-
أستراليا.. حزب العمال الحاكم يفوز في الانتخابات العامة
-
رومانيا: الناخبون يصوتون لاختيار رئيسهم واليمين المتطرف في م
...
-
هل يقدم حزب العمال الكردستاني حقًا على حلّ نفسه؟
-
حزب اليسار في ألمانيا يدعو إلى استبدال -الناتو- لأنه لا مستق
...
-
خالد البلشي نقيبًا للصحفيين للمرة الثانية
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|