|
مداولة حول حرب اية الله وناتنياهو ونتائجها
لبيب سلطان
أستاذ جامعي متقاعد ، باحث ليبرالي مستقل
(Labib Sultan)
الحوار المتمدن-العدد: 8381 - 2025 / 6 / 22 - 09:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
1. حول اهمية السلاح النووي لأيران شن ناتنياهو هجومه المرتقب ومنذ سنوات مستهدفا تدمير برنامج ايران النووي والذي سيؤدي في النهاية لامتلاكها للسلاح النووي ( ورغم ادعاء الجمهورية الاسلامية ان برنامجها سلمي ولكن ذلك اخفاء تقية ولو كان كذلك لاكتفت بتخصيب اليورانيوم الى نسبة 3% ولما احتاجت لبناء وحدات تخصيب لنسبة 60% وفي انفاق على عمق 90 مترا تحت الارض مثل موقع فوردو الذي اخفته لثلاثة سنوات، فمنه واضحا ان ايران تسعى ببرنامجها لامتلاك قنبلة نووية او على الاقل لتطوير كافة اجزائها وحواملها الصاروخية لتكون جاهزة وخلال اسابيع حالما يأمر اية الله بذلك اوفي غفلة يكون العالم مشغولا بقضية فتعلن ايران ان تجربة ناجحة قد تمت في صحراء لاهور). يحتاج اية الله للقنبلة النووية ( يمكن تسميتها قنبلة ال البيت) لعدة اسباب ، فهو ليس اقل شأنا من باكستان ( قنبلة اهل السنة والجماعة) ولا الهندوس في الهند ولا اليهود في اسرائيل ولا البوذيين في الصين ولا الكاثوليك في فرنسا اوالارذثوكس في روسيا ولا البروتستانت في بريطانيا واميركا فكل الملل والاديان والمذاهب لها قنابلها تحميها فلم حرام على البيت . وعدا هذا الجانب المخفي العقائدي عند الايرانيين لرفع شأن ومكانة اسلام ال البيت عليهم السلام وعداه فهو يحتاجها لامرين اخرين اولهما لتثبيت اركان حكمه على قاعدة خرسانية كدولة اسلامية ناجحة يحسب لها حسابها دوليا وتمنع اي عدوان خارجي عليها ( ولو امتلكتها لما حصل هجوم صدام في السابق ولا اليوم من ناتنياهو) والسبب الثاني لايقل اهمية لتمكينه من بسط نفوذه على كامل منطقة الهلال الخصيب وصولا للمتوسط فهو الامام النائب الذي يقود امبراطورية اسلام ال البيت لحين ظهور الامام المنتظر وكلاهما ليس اماما محليا بل لكل الامة لاقامة العدل وفق مبادئ الاسلام الاصيل ، اسلام آل البيت الطاهرين وتصبح مركز التنويرالاسلامي ومركز الامبراطورية الاسلامية الناهضة معا . تجلس هذه العقائد في عمق اية الله ومنها تم طرح ولاية الفقيه لاقامتها واثبات تفوق اسلام ال البيت امام الاسلام المزيف عبر التاريخ وارجاع الاسلام لاصله والحق لاهله ( لال البيت) ومنه جوهر التحدي ببعديه التاريخي والعقائدي لاقامة امبراطورية ال البيت .وهذه هي الترجمة الاقرب لايديولوجية ومنهج ولاية الفقيه من حيث اهدافها وتطلعاتها ومهامها التاريخية الكبيرة لانجازها على يد اية الله النائب عن الامام الغائب لاقامة وبسط امبراطورية الاسلام الصحيح الاصيل لتحدي اسلام التزوير والتزويق ألسلطوي الذي ساد منذ فجر الاسلام . اصبحت هذه المهمة هي أهم مهام واهتمام وتخطيط الدولة الايرانية لبناء القدرات الداخلية الاقتصادية والعسكرية والاذرع الاقليمية لاقامة امبراطورية او دولة اسلام ال البيت تحت قيادة ولاية الامام الفقيه . ويأتي تطوير القنبلة النووية ضمن السعي لتقوية القدرات لحماية ايران اولا ودولة اية الله امبراطورية اسلام ال البيت مستقبلا والتي ستقوم عاجلا ام اجلا. 2. حول اهمية فلسطين لأيران ولآية الله تدخل قضية فلسطين هنا في الموضوع كون تحريرها سيكون هو البرهان الحاسم القاصم لاثبات اي اسلام هو الصحيح ( وواقعا هذا هو جوهر الجوهر لدعوة اية الله ومهمته كما هي في قراءة متأنية في اعمق اعماقه بارجاع الحق لاهله). القضايا الكبرى مثل اقامة دولة امبراطورية تحت حكم اسلام ال البيت تحتاج لحدث عظيم وانتصار جلل لحل قضية كبرى تهم كل المسلمين كتحرير القدس من براثن الصهاينة ومنها اهمية دعوة تحرير كل فلسطين ، فهي ستجهز ذلك الاثبات القائم الحاسم في الفرق بين الاسلامين امام اعين كل العالم والمسلمين ، الفرق بين اسلام حقيقي ثوري يسير على خطى ال البيت تحت شعار ثورة الحسين"هيهات منا الذلة " يعيد للامة الامة كرامتها المهدورة و الاسلام الرسمي المتزلف لاهل السنة والجماعة الذي يفتي لنصرة امراء المؤمنين من حكام وملوك التطبيع مع عدو اهان امة الاسلام ، ومنه تكتسب قضية فلسطين اهميتها الكبرى لاية الله ولايران الاسلامية ( فالتحدي الكبير اي اسلام هو الصحيح لايحل بالخطب الرنانة على المنابر بل ايهما ينجح في قضية كبيرة تهز الامة باجمعها كتحرير فلسطين) . ومنطقا واقعا لو تمكنت الجمهورية الاسلامية من هزيمة اسرائيل وتم الانتصار على العدو الصهيوني فهل يبقى امرا غامضا امام المسلمين اي اسلام هو الصحيح ، انه نصرا ما بعده من نصر، وعدا احقاق حق اسلام ال البيت فهو سيقود لاقامة امامة الامة تحت اية الله واقامة دولة اسلام ال البيت على طول امتداد المشرق العربي للمتوسط والى الخليج ، وتنهار عروش نظم الملوك الذين حكموا الامة منذ فجر الاسلام زورا تحت اسم اسلام اهل السنة والجماعة. فقضية فلسطين هي الامر الحاسم القاصم التي تبرهن وفي الواقع الملموس ان اسلام ال البيت هو الحق وليس الاسلام السلطوي المتخاذل. من هذه العقائد والتحديات الكبيرة اصبح بناء عوامل القوة العسكرية وتطوير القنبلة الذرية هو الشغل الشاغل لاية الله والجمهورية الاسلامية حيث لايمكن تحرير فلسطين والعدو يمتلك سلاحا نوويا ومنه لابد من تحييده بسلاح مواز . وعليه فهناك علاقة وثيقة متكاملة بين العقائد والسلاح والهدف اجتمعت جميعها في قضية فلسطين ومنها اهميتها الحاسمة لاية الله وللجمهورية الاسلامية. ولا بد هنا من الاشارة ان اية الله ليس وحده من وعى اهمية قضية فلسطين لاقامة دولته الواسعة الموسعة بل سبقه صدام وقبله ناصر ، جميعهم يعرفون اهمية قضية تحرير فلسطين لتحرير كل الامة ومن ثم تنصيبهم قادة لها ، ولكن يبدو ان اية الله فعلا هو اكثرهم اخلاصا وعملا وتنظيما وتطوير لقدرات الامة لهزيمة اسرائيل وتحرير القدس الشريف. واقعا فلسطين مغرية فتحريرها يؤدي للسيطرة على كل المنطقة ومنها فهي الحلم المشترك والكل يستخدم قضية فلسطين لحشد الامة لمبايعته حاكما عاما للامة.
3. حول الصراع بين اية الله وناتنياهو نحن امام قوتين عقائديتين يمينيتين تتصارعان على النفوذ والهيمنة لملئ فراغ في المنطقة احداهما اية الله مسلح بعقيدة سلفية دينية والاخر مسلح بعقيدة اليمين القومي الصهيوني المتطرف، الاول يريد القضاء على الثاني لملئ الفراغ والثاني يريد هزيمة الاول واضعافه ليملأ هذا الفراغ، تحت يافطة الدفاع عن النفس والحق بالوجود، وهو مجرد يافطة لاغير رغم انه نجح في استخدامها وتسويقها كذلك للعالم ، ولكنها واقعا يافطة لاخفاء مشاريع اوسع واحلام اكبر تحتها. اليافطة عند اية الله قضية تحرير فلسطين ليقيم امبراطورية اسلام ال البيت في المنطقة. في جوهره هو صراع للسيطرة بين قوتين يمينية متطرفة للسيطرة على امور المنطقة وايهما له اليد الطولى عليها . لربما يجادل البعض كيف يمكن مقارنة نظام ديمقراطي علماني لدولة صغيرة محاطة بالاعداء مثل اسرائيل بدولة دينية سلفية كبيرة كأيران ؟ هنا يوجد نوع من التسطيح والتمسكن الذي طالما استخدمه ناتنياهو انه لايفعل شيئا غير الدفاع عن شعبه من درء التهديد بالافناء وازالة شعبه من الوجود من على هذه الارض الصغيرة المحدودة التي تسمى اسرائيل، ولكنه تقريبا يأتي بنفس خطابات ودعوات هتلر ان المانيا مسكينة حقا ،فارضها صغيرة وشعبها ممزق ودوره كقائد عظيم للامة هو لتوحيدها ودحر اعدائها ليدافع عن مصالحها ومجدها . واقعا ان عقائد هتلر القومية اليمينية المتطرفة ليست حكرا له بل مشتركا بين رواد وحاملي عقائد اليمين القومي المتطرف ومنه لاغرابة ان خطابات ودعوات ناتنياهو وحتى بوتين واية الله بل وحتى ترامب تكاد تكون نفسها مكررة ، وعند ناتنياهو مترجمة من الالمانية الى العبرية. انها في الجوهر عقائد واحدة يشترك بها اليمين القومي والديني المتطرف اما الاخراج والشكل والتبرير فهذه تفاصيل خاضعة للمكان والزمان والثقافة المحلية واغلبها يأتي غطاء لاخفاء الاهداف الشخصية والقومية التي يحلم بها هؤلاء مشتقة من عقائدهم ومن حاجة الامة لقائد عظيم. وزيادة في دعم هذا الادعاء، هل يختلف عداء هتلر لليهود مثلا عن عداء ناتنياهو للفلسطينيين ، وهل ضم السوديت يختلف عن الضفة الغربية ، وهل التصفية الوحشية لسكان غزة وحصرهم جوعى في مدن محاصرة مخربة وقصفها يوميا يختلف عن حصار غيتو وارشو او احدى معسكرات الاعتقال والتصفية النازية للسكان اليهود في اوربا. هناك ربما فرقا واحدا بين ناتنياهو وهتلر ان اليهود في اوربا لم تكن لهم مدنهم الخاصة ليبيدها فلجأ لمعسكرات التجميع للتجويع والابادة، ومثلها اقامها اليوم ناتنياهو في غزة ، ولكنه تفوق على هتلر في دعايته، كما لم يكن هتلر بارعا مثل ناتنياهو ليدجن حركات صهيونية لتقوم بمهاجمته ليبرر منها الاعمال القذرة ضد اليهود، فاقه ناتنياهو في تدجين واستخدام حركات وقصف عصفوري لحماس والجهاد وحزب الله ليقول للعالم انظروا انا مهدد بوجودي من الفلسطينيين والعرب وبتمويل من اية الله ، وداخليا نحن مهددون جميعا وانا منقذ الامة وحاميها ومنها هذه قرابة 25 عاما جالس على الكرسي واسرائيل ذات الاحزاب والحريات والصحافة الحرة يرؤسها واقعا الفهوهرر . لم يع لليوم لا المثقف ولا العقل العربي اللعبة المزدوجة لناتنياهو فهو يحارب حماس واذرع اية الله مثل حزب الله من جهة ولكنه يحتاجهما لابقاءه واليمين القومي المتطرف الاسرائيلي في السلطة ومنه استمرارية التطرف والتنمر الصهيوني لالغاء اية محاولة لاقامة دولة فلسطينية. اعود للصراع بين اية الله وناتنياهو لنستخلص انه صراع للسيطرة على المنطقة والنفوذ. 4. حول مآلات الحرب الحالية والمخرجات المحتملة للصراع شن ناتنياهو هجومه الجوي المفاجئ الواسع على ايران يوم 13 حزيران مستهدفا المواقع الاستراتيجية للتخصيب النووي وبرامج الصواريخ، وهذه هي المرة الاولى التي تتم المواجهة العسكرية بين الطرفين وهي حربا جوية مباشرة بينهما. واليوم وبعد مرور عشرة ايام يمكن القول ان ايران خسرت الجولة وعملياتيا فالحرب قد انتهت بحصول سيطرة جوية شبه كاملة على اجواء ايران وفق الخبراء وبتدمير اغلب المرافق المستهدفة. وككل حرب لابد وان تنتهي بتفاوض وامام ايران خيار واحد لاغير وهوالقبول بتصفية برنامجها النووي والا سيستمر ناتنياهو بالقصف وتدمير ماتبقى من المرافق بغياب دفاع جوي يواجهها . ولكن الملاحظ انه ومنذ بداية الهجوم، والذي يعتبر خرقا واضحا للقانون الدولي لسيادة الدواوفق ميثاق الامم المتحدة ، ولليوم ،لا تجد عمليا هناك ادانة دولية لناتنياهو ولم يجتمع مجلس الامن لطلب وقف الهجوم ، وحتى لم تسمع ادانة للهجوم من روسيا والصين اقرب حلفاء اية الله ، واكتفت بابداء القلق من اتساعها وكأنما العالم مجتمعا على رفض امتلاك ايران للسلاح النووي ومنه غض النظر عن عدوان وعمليات ناتنياهو لتدمير البنى التحتية له ، كما ونفس الصمت تجده على مستوى الرأي العام فلم نشهد تظاهرات خرجت في لندن وبرلين وباريس لتدين عدوان ناتنياهو الواضح وذلك دلالة واضحة انه فاز بكسب الرأي العام الذي يرفض امتلاك اية الله لسلاح نووي واعتبر رواية ناتنياهو انه تهديد وجودي للشعب اليهودي في المنطقة ومنه غاب الاحتجاج لهذا الخرق باعتباره دفاعا عن الوجود. واقعا وجدت ايران نفسها منعزلة حتى من اقرب حلفاءها في روسيا والصين وحتى يقال انهما خانا ايران في محنتها بل وورطوها بتوقيع اتفاقيات استراتيجية من النوع الورقي. ولو اخذنا الموقف في العالم العربي فالرسمي منه ابرق برقيات تضامن منافق مع ايران وذلك لازالة الحجة لاغير (خصوصا الخليجية التي سارعت بالابراق لايران لتبرئة الذمة كي لاتستهدفها صواريخها بحجة وجود قواعد امريكية عليها ) اما الاحزاب بكافة اطيافها فادت الواجب واصدرت بيانات استنكار، وعداها فكل شيئ جار وفق مايريد ويشتهي ناتنياهو من تدمير لاهداف حتى يقبل اية الله بشروط اميركية اوربية بوقف برنامج التخصيب اولا وربما معها شرطان بتحديد برنامجه الصاروخي وسحب تمويل وامداد اذرع اية الله في المنطقة ولكن الاهم للغرب وللعالم هو الحصول على صفر او حتى التفاوض على وقف التخصيب الى 3% وتحويل البرنامج النووي الى استخدام سلمي وبمراقبة دولية. ولكن دعونا نناقش امر ومالات هذه الحرب من تأثيرها على المنطقة مستقبلا. ويمكن عموما الخروج بنتيجتين تخص مصالح المنطقة تحديدا . الاول ان اندحار طرف لايخدم المنطقة حيث سيستأسد الاخر عليها، وعكسه، فاندحار الطرفين واضعافهما هو الافضل للمنطقة وشعوبها كونه صراع بين طرفين كل منهما يسعى للسيطرة عليها . ولكن الوقائع تشير اليوم ان ايران واقعا قد خسرت الحرب ( كونها فقدت السيطرة على اجوائها لصالح ناتنياهو كما تم تناوله اعلاه) ونتيجة هذه الحرب اصبحت واضحة ويمكن اختصارها ان اية الله سيخرج منها نسرا ضعيفا مقصوص الجناح اي اية الله بدون برنامج نووي ، فهل هذه النتيجة لصالح المنطقة وشعوبها ؟ دعونا ننظر ونمتحن الامر من عدة جوانب لنصل لنتيجة . اولها لننظر في فرضية استئساد ناتنياهو ( الذي تم التنبيه اليه اعلاه بضعف اية الله) والواقع ربما يدحض هذه الفرضية لاعتبارات ان العالم العربي عموما يرفض ناتنياهو ودولته كليا وعليه فلايمكنه التمدد جغرافيا لاقامة امبراطورية ( تماما عكس اية الله فلو قدر له وامتلك سلاحا نوويا وانتصر فرضية ستجد العراق وسوريا ولبنان واليمن وفلسطين وحتى دول الخليج قد ابتلعت ووضعت تحت عبائة السيد الفقيه الذي حرر القدس من الصهاينة فمن يجرأ لغير المبايعة ) ومنه فاستئساد ناتنياهو لتكوين امبراطورية مسألة غير واردة كون محيطه معاد ولايملك يهودا في المنطقة خارج فلسطين ومنه فهو محصورا في زاويتها ( وهنا لا بد من ذكر فرق جوهري بين البيانات المعلنة وما هو في العقل الرسمي العربي ان دحر اية الله لهم هدف مشترك مع ناتنياهو على الاقل يمكنهم عقد صفقة تطبيع معه حتى لو ادت لانهاء القضية الفلسطينية ان اضطروا فهي انقاذا لهم ولشعوبهم من ان يقعوا تحت اضلاف خيول امبراطورية اية الله المنتصرة القادمة لهم بعد تحرير القدس). لنأخذ جانب استئساد ناتنياهو على الشعب الفلسطيني نفسه لحرمانه من اقامة دولته المستقلة ( وهو اهم عنصر في عقائد ناتنياهو واليمين الصهيوني المتطرف وهدفه السياسي الاعلى ) . لنناقش هذا الامر من زاوية تفكيك لغز اللعبة التي مارسها ناتنياهو على مدى 25 عاما والتي يمكن تسميتها "اللعبة المزدوجة الادوار ". فمن ناحية هو يهدد ويضرب حماس وجهاد اسلامي وحزب الله ( لاخراجه بطلا قوميا منقذا للامة ومحافظا عليها من خطر ابادتها كما يصرح لشعبه ولكل العالم) ولكن نفس ناتنياهو لايمكنه الاستمرار بالحكم والكرسي دونهم ، فهو يحتاج لهم ، وكلما ازدادت حدة الخطابات والوعيد والتوعيد والتهديد هو افضل له ( ويكفي ان اموال حماس من قطر كانت تصرف من مصارف اسرائيلية تحت موافقته وانظاره) ، اجاد ناتنياهو هذا اللعب المزدوج الضرب حينما يحتاجه والسلم حينما يحتاجه ايضا ودعهم في الحالتين يتوعدون ويهددون فعليه الحصاد في الحالتين ( وهذا يفسر بقاؤه في الحكم اكثر من عشرين عاما رغم فساده في بلد كانت تتبدل حكوماته حتى خلال 6 اشهر) . ان ناتنياهو يعلم جيدا ( وهو امرا لايعيه اشباه المحللين والمثقفين والسياسيين كونهم اما مؤدلجين عميان او منافقين مرتزقين من التثوير ضد الصهيونية بينما هي الكاسب والرابح من الطرفية ) انه لا طريقة له للتخلص من خمسة ملايين فلسطيني متمسكين بارضهم وثقافتهم العربية الاسلامية غير باحدى وسيلتين تشجيع منظمات كحماس وجهاد وحزب الله ونظما ديكتاتورية قامعة كأسد وصدام واية الله تطلق الخطابات بالوعيد والتهديد كي يتخذها تبريرا لحرمان الشعب الفلسطيني من دولته ( فهؤلاء سيستخدمونها لابادة اسرائيل والشعب اليهودي) كما هو يعلم جيدا ان خير وسيلة لاضعاف الدول العربية هو تسليط هؤلاء لحكمها او التحكم بها فتصبح دولا ديكتاتورية منخورة ضعيفة يسهل الانتصار عليها ليسجل نصرا له ويبقي شعوب المنطقة مهزومة متخلفة مقموعة . من جديد انها اللعبة المزدوجة يضربها ويحتاجها بنفس الوقت ومنه لعبة محكمة نتيجتها لا دولة فلسطينية تقام ويقدمها للعالم هل يمكن ان يقيم دولة فلسطينية لتديرها مستقبلا حماس،انه يعني ان العالم حكم علينا بالابادة لو قبلنا؟ فهو يريد حماس ( لاضعاف وتدمير السلطة الفلسطينية في الضفة والحيلولة دون امتدادها لغزة) ، ويحتاج حزب الله ( لاضعاف لبنان) كما واحتاج النظام الصدامي بالامس لتدمير العراق وزجه في حروب اقليمية باسم تحرير فلسطين واليوم اخذت هذا الدور الميليشيات الايرانية بتدميره ، ومثلها احتاج للاسد ليدمر سوريا، والنتيجة التي نخرج منها ان استئساد ناتنياهو على الشعب الفلسطيني سينتهي متى تم انهاء لعبته المزددوجة والتي تعني انهاء دور كلابه وبدرجة ادق ضباعه المسلطة على الشعوب العربية والتي تعوي ليل نهار بتحرير القدس وارجاع فلسطين ( ومعهم من ينظر لهذه الضباع انها اصبحت تحارب وتواجه الامبريالية العالمية بينما هي واقعا تعض وتفترس وتدمر شعوبنا ) . والنتيجة العامة التي نخرج بها ان اضعاف اية الله سيعني اضعاف وقطع اذرعه في المنطقة كما وان قص جناحي اية الله بانهاء برنامجه النووي ( اي واقعا ترجمته انهاء برنامجه الامبراطوري في المنطقة) سيفسح المجال ربما ( طبعا ان تم وعي اللعبة المزدوجة لناتنياهو واعتقد ان السلطة الفلسطينية تعيها وتعرفها جيدا غير بقية العرب) وتحويل الدور لاطفال الحجارة ان يعودوا بانتفاضاتهم كما كانت عام 87 لتسقط ناتنياهو داخليا وتفضح ادعاءاته الكاذبة امام العالم ان اسرائيل مهددة بالوجود ( تحت ذريعة خطابات حماس والجهاد والسيد نصر الله وخطب الامام الفقيه ) ، واقعا لو ترك الامر للشعب الفلسطيني دون هذه الضباع النابحة لما رأينا اليوم ناتنياهو مستأسدا بل لظهر بوجهه الفاشي المكشوف امام شعبه وامام العالم. لربما تتاح اخيرا للمنطقة اليوم فرصة هذا الخيار لحل القضية الفلسطينية سلميا على يد انتفاضات والنضال السلمي للشعب الفلسطيني نفسه لاقرار حقوقه واقامة دولته المستقلة المدنية المسالمة هو اهم درس نستخلصه اليوم من الصراع والحرب الدائرة بين اية الله وناتنياهو. د. لبيب سلطان 22/ 6/2025
#لبيب_سلطان (هاشتاغ)
Labib_Sultan#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مشترك ألحرب الجنونية على اوكرانيا وغزة
-
لماذا يخسر اليسار الوطني العراقي في الانتخابات
-
انهيارسياسات ترامب بعد مئة يوم في الرئاسة
-
فهم حضارة العالم المعاصر-2
-
فهم حضارة العالم المعاصر-1
-
أين يلتقي الماركسيون العرب والسلفية الاسلاموية
-
هل ستقود بريطانيا انقاذ العالم مجددا من الفاشية
-
حلول الريفيرا والمناجم وخيال السريالية الفاشية
-
شهادة بولادة محور ترامب - بوتين
-
قراءة الغرائز السياسية في ترامب شو
-
مطالعة في نشأة الديانات الابراهيمية
-
عرس لبنان ودلالاته الكثيرة
-
دستور جولاني
-
أرفع راسك فوق انت سوري حر*
-
صورتين للصين
-
مداولة في وقائع اسقاط نظام الاسد
-
ظاهرة هوكشتاين
-
مخطط ترامب للانقلاب
-
الولائية مشروع لاجهاض حل الدولة العلمانية ( تشريح محور المقا
...
-
بحث في دهس الولائية على الوطنية (تشريح محور المقاومة ـ2)
المزيد.....
-
متى أصدر ترامب أمره النهائي بضرب إيران؟ مسؤول بالبيت الأبيض
...
-
-عدوان همجي-.. بيان لحزب الله بعد ضربات أمريكا على حليفته إي
...
-
رئيس إسرائيل لـCNN: لم نجر أمريكا إلى الحرب.. بل اختارتها لم
...
-
فيديو متداول للقصف الأمريكي على منشآت إيران النووية.. هذه حق
...
-
بعد الضربة الأمريكية.. علي شمخاني مسشار مرشد إيران: -اللعبة
...
-
لقطات قبل وبعد.. صور أقمار صناعية تظهر دمار منشآت إيران النو
...
-
في ظل أزمات الرئاسة والمحاكمات.. البرازيل تشتعل بسبب دمى -ال
...
-
عشرات الضحايا في تفجير انتحاري نسب لـ-داعش- داخل كنيسة في دم
...
-
سيناريوهات تدخل حزب الله بعد الضربة الأميركية على إيران
-
دول عربية تعرب عن قلقها بعد الضربات الأميركية على إيران
المزيد.....
-
كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف
/ اكرم طربوش
-
كذبة الناسخ والمنسوخ
/ اكرم طربوش
-
الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر
...
/ عبدو اللهبي
-
في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك
/ عبد الرحمان النوضة
-
الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول
/ رسلان جادالله عامر
-
أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب
...
/ بشير الحامدي
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|