جاسم المعموري
الحوار المتمدن-العدد: 8431 - 2025 / 8 / 11 - 07:07
المحور:
القضية الفلسطينية
في لحظة مأساوية جديدة ارتكبت إسرائيل جريمه بشعة بقتل الصحفيين أنس الشريف ومحمد قريقع مع طواقمهم الفنية، في استهداف متعمد وواضح لحرية الصحافة وحقوق الإنسان. هذا العمل الإرهابي لم يكن سوى حلقة جديدة في مسلسل الدم الفلسطيني الذي لا ينتهي، حيث تُمارس أبشع أشكال الفتل والإرهاب ضد المدنيين العزل، ولا سيما الصحفيين الذين يؤدون رسالتهم النبيلة في كشف الحقيقة.
إن هذه الجريمة تكشف الوجه الحقيقي للاحتلال الإسرائيلي، الذي لا يتوانى عن استهداف من يوثقون المعاناة والجرائم في غزة، المدينة التي تعيش مأساة إنسانية يومية لا توصف، تحت حصار خانق، وقصف جوي وبري متواصل، راح ضحيته آلاف الشهداء من المدنيين، بينهم أطفال ونساء وكبار السن. غزة ليست فقط ساحة معاناة، بل هي شهادة حية على الانتهاكات المستمرة التي ترتكبها إسرائيل بكل وقاحة.
ندعو قادة العالم، الأمم المتحدة، المنظمات الحقوقية، والشعوب الحرة في كل أنحاء العالم إلى التحرك فوراً وإدانة هذه الجرائم الإرهابية بشكل صريح وواضح. لا يمكن السكوت على استهداف الصحفيين، الذين هم صوت الحقيقة وضمير الإنسانية. المطلوب هو اتخاذ خطوات عملية وحازمة، تشمل فرض عقوبات فورية على الاحتلال، تقديم المسؤولين عن هذه الجرائم إلى العدالة الدولية، وضمان حماية الصحفيين والمواطنين الفلسطينيين.
إن العالم أمام مسؤولية تاريخية وأخلاقية لاتخاذ موقف حاسم، لا سيما في ظل التواطؤ الدولي المستمر الذي يتيح لإسرائيل الاستمرار في ارتكاب هذه الجرايم دون محاسبة. دماء أنس الشريف ومحمد قريقع لن تذهب هدراً، وستبقى شاهدة على ضرورة الكفاح من أجل العدالة والحرية لشعب فلسطين
ان هذه الجريمة البشعة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق صحفيين فلسطينيين يحملون راية الحقيقة، ويقدمون أرواحهم فداءً لنقل الصورة الحقيقية لمعاناة شعبهم في غزة, هي جريمة حرب واضحة , جريمة قتل الصحفيين أنس الشريف ومحمد قريقع وطاقمهم الفني ليست مجرد حادثة عابرة أو نتيجة "أخطاء ميدانية" كما يحاول الاحتلال دائماً التبرير، بل هي عمل ممنهج ومتعمد، يندرج ضمن استراتيجية الاحتلال الرامية إلى إسكات صوت الحقيقة وقمع حرية الإعلام، وطمس جرائمه بحق الفلسطينيين تحت شعار الأمن الإسرائيلي
أنس الشريف ومحمد قريقع لم يكونا سوى شاهدين على معاناة شعبهم المحاصر، وموثقين لواقع غزة المأساوي الذي يئن تحت وطأة الحصار الخانق والحصار الإنساني الذي لا يقل وطأة عن القصف. قتلهما مع طاقمهما الفني، الذين عملوا بكل احترافية وشجاعة، يعكس بوضوح الوجه القبيح للاحتلال، الذي لا يرحم ولا يراعي أبسط القوانين والمواثيق الدولية التي تحمي الصحفيين في مناطق النزاع.
هذه الجريمة تضاف إلى سجل طويل من الانتهاكات التي تمارسها إسرائيل ضد غزة وشعبها الأعزل، حيث يعيش أكثر من مليوني نسمة في ظروف مأساوية. لا يمر يوم دون سقوط شهداء وجرحى نتيجة القصف المتواصل على الأحياء السكنية، على المدارس، والمستشفيات، ومخيمات اللاجئين، في انتهاك صارخ لكل الأعراف الدولية والقانون الإنساني. غزة اليوم ليست فقط محاصرة سياسياً واقتصادياً، بل محاصرة بالدم والدموع، حيث الأطفال يموتون من الجوع والمرض نتيجة الحصار المستمر وقطع الخدمات الأساسية.
إن قتل الصحفيين في هذا السياق هو إعلان حرب على حرية الإعلام، وعلى العالم الذي يحاول أن يرى ما يجري على الأرض. إسرائيل تسعى بكل ما تملك من وسائل لتعتيم الحقائق، ومنع العالم من التعرف على حجم المعاناة الإنسانية، ومن نفض الغبار عن جرائمها المستمرة. هذا الاستهداف الممنهج للصحفيين هو محاولة بائسة لتفريغ القضية الفلسطينية من أبسط وسائل الدعم الدولي: المعلومات والحقائق.
ومرة اخرى , ندعو المجتمع الدولي بكل مؤسساته، والأمم المتحدة، ومنظمات حقوق الإنسان، إلى القيام بمسؤولياتهم الأخلاقية والقانونية، والوقف الفوري لهذه الانتهاكات، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه. لا يمكن السماح لإسرائيل بأن تستمر في استهداف الصحفيين، وهم من خط الدفاع الأول عن الحقيقة، وعلى المجتمع الدولي أن يفرض عقوبات حقيقية على الاحتلال، ويرسل رسائل واضحة بأن قتل الصحفيين لن يمر دون عقاب.
المأساة في غزة لا تحتمل المزيد من الصمت. إن الحصار المفروض على غزة منذ أكثر من عقد يؤثر بشكل كارثي على كل نواحي الحياة، من نقص حاد في الغذاء والدواء،( تجويع ممنهج ) إلى انقطاع دائم للكهرباء، وعدم توفر المياه الصالحة للشرب، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة إلى أرقام غير مسبوقة. المستشفيات تعاني من نقص المعدات الطبية والأدوية، والأوضاع الصحية تتدهور بسرعة، في ظل تفشي الأوبئة والأمراض المزمنة، مع غياب شبه كامل لوسائل العلاج.
وفي ظل هذا الواقع، يتحمل الصحفيون الفلسطينيون عبء نقل الصورة الحقيقية لعالم يغمض عينيه عن معاناة شعب محاصر، وهم يخاطرون بحياتهم من أجل توصيل الصوت المظلوم، ويواجهون القتل العمد الذي يعبر عن وحشية الاحتلال التي لا تعرف حدوداً.
إن هذه الجريمة ليست فقط استهدافًا لصحفيين، بل هي استهداف لضمير الإنسانية وقيم العدالة والحرية التي يجب أن تحكم العالم. يجب أن تتوحد الشعوب الحرة والهيئات الحقوقية والقوى السياسية في مختلف الدول للضغط على الاحتلال، وفرض حظر أسلحة، ووقف الدعم المالي والعسكري الذي يسمح له بمواصلة جرائمه.
نحن نعيش لحظة مفصلية، وعلى العالم أن يختار موقفه , هل سيكون شاهد زور على المأساة، أم سيكون قوة ضاغطة لوقف العدوان؟ إن دماء أنس الشريف ومحمد قريقع ودماء آلاف الضحايا في غزة يجب أن تكون وقودًا لإشعال حركة عالمية حقيقية من أجل العدالة والحرية.
إننا اليوم نقف عند مفترق طرق أخلاقي وإنساني. لا يمكننا السكوت على هذه الجرائم، أو تجاهل الصراخ الذي ينبعث من تحت الركام في غزة. ندعو المجتمع الدولي إلىفرض عقوبات اقتصادية وسياسية صارمة على إسرائيل حتى توقف عدوانها, ونطالب - وبكل اصرار- الى ما يلي:
محاكمة قادة الاحتلال أمام محكمة الجنايات الدولية على جرائم الحرب.
تشكيل لجنة دولية لحماية الصحفيين وتوفير آليات سريعة للرد على انتهاكاتهم.
رفع الحصار فوراً عن غزة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل.
دعم الصحفيين الفلسطينيين وتأمين سلامتهم، لأن صوتهم هو صوت الحق.
وفي النهاية، ندعو الجميع، قادة الدول والشعوب والهيئات الحقوقية، إلى إعلان حالة الطوارئ الإنسانية في غزة، وإرسال فرق دولية لحماية المدنيين والصحفيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية الطارئة دون عوائق، وإدانة هذه الجرائم الإرهابية التي تنتهك كل القوانين الدولية.
لن ننسى غزة، ولن ننسى دماء الشهداء التي تسطر صفحات التاريخ بحروف من نور, ولن ننسى أنس الشريف ومحمد قريقع، ولن نسمح أن تمر هذه الجرائم دون محاسبة. العدالة قادمة، وصرخة فلسطين لن تخمد , ونعلن تضامننا الكامل مع أهل غزة الذين يواجهون أبشع المحن، ونؤكد أن قضية فلسطين لن تُنسى، وأن العدالة قادمة لا محالة. هي صرخة فلسطينية تحث العالم على الكفاح من أجل العدالة، وصوت مدوٍ في وجه الظلم والاحتلال.
جاسم محمد علي المعموري
10-8-2025
#جاسم_المعموري (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟