أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الخليل علاء الطائي - [ طنطل البعث في الإنتخابات] – الخليل علاء الطائي –















المزيد.....

[ طنطل البعث في الإنتخابات] – الخليل علاء الطائي –


الخليل علاء الطائي

الحوار المتمدن-العدد: 8429 - 2025 / 8 / 9 - 08:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


[تعقيب على مقال الكاتب علاء اللاّمي (البعث العراقي الشبح الحاضر في الإنتخابات) المنشور في الحوار المتمدن في العدد: 8425- تأريخ – 5/8/2025-]
قد لا يستسيغ القارئ الكريم هذا العنوان لصيغته الساخرة. نؤكد أن الموضوع أبعد من السخرية. فالطنطل هو التسمية الشعبية المعرفة عند العراقيين للشبح, وهو شبح لاوجود له حتى في دنيا الأشباح, إنما هو من إختلاق المُخيّلة الشعبية المحكيّة للأطفال والسذّج من الناس الذين يؤمنون بالشخصيات الخرافية. المهم أن حزب البعث بعدما سقط من السلطة في (2003) صار من صنف الطناطل التي تحضر في المُخيَّلة بين حين وآخر, بشكل خاص مع إقتراب كل إنتخابات تشريعية, أو ضمن الموجات الإعلامية التي تسوقها الفضائيات المُخصصة لوضع العراق. ومن أنشطتها إستضافة شخصيات تُحلل الوضع العراقي من وجهة نظرها, أو إستضافة شخصيات بألقاب قيادي بعثي وغير ذلك. طرح الكاتب مقاله حول هذا الموضوع وإقتراب الإنتخابات المقررة في شهر تشرين الثاني القادم. وكما يقول الكاتب عن أخبار(ومحاولات مُنظَّمة يقوم بها الحزب المذكور لإختراق الإنتخابات, وقد تحدثت الأنباء عن حملة إعتقالات وعمليات إعتقال لمشبوهين ومتهمين في المحافظات الجنوبية خصوصاً.)
لأهميَّة الموضوع ورصانة أُسلوب الكاتب في تحليل وضع العراق الحالي, إرتأينا إبداء بعض الملاحظات حول حقائق تأريخية معروفة يجري طرحها بشكل تعميمات سريعة متكررة في المواقع والصحافة, وتنطوي على تناقضات. ولذلك سأكتفي بنقل رأي الكاتب وقد أحتاج إلى تفنيده من قبل الكاتب نفسه. يقول إن إعجاب العراقيين بحاكمهم الدموي وراءه أسباب ( الأكيد إن إعجاب العراقيين للبعث وقياداته وتجربته الدموية في الحكم لن يكونا هما السبب, أو التفسير. قد نجد شيئاً من الحنين أو التمني لإستعادة مظاهر حياتية كانت سائدةً في عراق ما قبل الإحتلال. ظهرت منذ العهد الجمهوري في 14 تموز 1958 وإستمرَّت وتطورت حتى فرض الحصار الغربي والعربي على العراق سنة 1991, ومن هذه الأمور سيادة الأمن والإستقرار لعامّة الناس, وندرة الفساد الحكومي, وكثرة المشاريع التنموية الصناعية والزراعية وحالة النهضة العمرانية والحضارية في مجالات التعليم والصحة والفنون والدفاع الوطني وصيانة إستقلال وسيادة الجمهورية العراقية..) إنتهى الإقتباس.
مَن يقرأ هذا النص يستنتج أن الكاتب لم يكن داخل العراق طوال هذا الزمن. فمن يتخيَّل أن العراقيين كانوا يحبون (البعث وقياداته الدموية) فالكاتب في سطور أخرى تالية يُناقض نفسه فيقول( من جانبه ظل البعث العراقي بعد إسقاطه من الحكم راكباً " بغلة العزّة بالإثم"... رافضاً أن يعتذر وينحني لشعبه عن تجاوزاته وجرائمه التي تفاقمت خلال حكم صدام حسين, ولم يجرؤ حتى على تقديم دراسة نقدية ذات مصداقية لهذه التجربة...لذلك ليس سهلاً أن تجد مُثقفاً أو كاتباً بعثياً أو قريباً من البعث يصف " حكم البعث" بأنه ذو طابع دكتاتوري وشمولي ومغامرات حربية.) جميع البعثيين الذي كتبوا عن تجاربهم داخل حزب البعث, لم يتطرقوا للجرائم الكبرى التي إرتكبها حزبهم, ومنهم مَن شارك فيها, ويُعاد سردها كبطولات وبمصطلحات مُنافقة مثال ذلك ما يكتبه البعثي السابق جعفر المُظفر حين يُسمي جرائم الإغتيالات ب(النضال العضلي) أو (النشاط العضلي على حساب النشاط الفكري) وفي الحقيقة أن هذا النشاط الدموي نابع من فكر إرهابي ويمثل إستراتيجية وليس تكتيكاً, فإذا توقف القتل في مكان فهو مستمر في مكان آخر, وإذا توقفت الجرائم بسبب ضعف أو مناورة بعثية فإنها سوف تعود في موعد آخر محسوب بالدقَّة, مصحوباً بالتبريرات والمقالات المسمومة التي يكتبها مرتزقة البعث في صحفهم, والأمثلة كثيرة وخاصةً ما يتعلق بمخططات حزب البعث في التحالفات مع الأحزاب الأخرى. الملاحظة الثانية أن الكاتب يُشير إلى فترات الرخاء والأمن والسلام والتنمية منذ ثورة تموز 1958و لغاية فرض الحصار على العراق في 1991. وهذا الخلط يوحي للأجيال الجديدة بعد 2003 ولغير العراقيين وكأن هذه (السعادة والحياة الجميلة) هي من صنع البعثيين., إلى أن فُرض الحصار. والحقيقة أن تلك العقود من تأريخ العراق بدأت بإنجازات ثورة تموز المعروفة, وكان حزب البعث في موقف التآمر مع إسقاط حكومة الثورة ونجحوا في 8شباط 1963. ولم يُنجزوا مشرعاً واحدا خلال الشهور المظلمة التي حكموا فيها سوى سفك دماء آلاف الشيوعيين.وبعد 1963 ولغاية 1968 كان الحكم للقوميين الناصريين ولا وجود يُذكر للبعثيين. إلى أن حانت ساعة تغيير النظام القومي في العراق من قبل أمريكا فوقع الإختيار على شرذمة قليلة العدد كانت تُسمى (جماعة البكر) لإستلام السلطة في مسرحية ذكرها البعثيون الذين شاركوا فيها ومنهم صلاح عمر العلي في مقابلاته مع دكتور حميد عبد الله. للأمانة يجب القول أن السنوات الأربع الأولى التي أعقبت إنقلاب 1968 كانت تُمهِّد لبرنامج طويل الأمد من الإستقرار والتنمية ووضع العراق على الطريق الصحيح, في تلك السنوات إنهالت الأموال الطائلة على العراق بسبب إرتفاع أسعار النفط بعد التأميم, وحصلت مشاريع في شتى المجالات وقد أشاع البعثيون بأنها ( تنمية إنفجارية) ولم يُدركوا الأسباب العلمية الإقتصادية التي ستنعكس على فوضى التنمية بدون تخطيط, فإنعكست النتائج بشكل سلبي وجرى تنظيم ندوات علنية لما سُميّ (إنخفاض الإنتاجية) وقد برز فيها صدّام حسين [النائب] ليقود المناقشات مُستهدفاً إذلال الوزراء والخبراء ومديري المصانع والكهرباء وكافةّ المشاريع, ولم يتطرقوا إلى السبب الحقيقي وراء إنخفاض الإنتاجية وهو حزب البعث الذي جعل مؤسسات الدولة بقيادة البعثيين الذين يفتقر مُعظمهم للمؤهلات العلمية في تلك الفترة, وبإمكان الباحثين في هذا الشأن أن يُراجعوا سجلاّت الوزارات والمصانع وأسماء القائمين عليها. لم يكن هناك فساد في الدولة العراقية منذ العهد الملكي, أو كان موجوداً على نطاق ضيِّق وفي الشريحة الفقيرة من الموظفين كالشرطة مثلاً. كان الشرطي يُلقَّب (أبو واشر) والواشر يعني الدرهم تعطيه للشرطي لتمرير معاملة أو تسريع طلب.. إنتهى العقد السبعيني بصعود صدام حسين إلى المركز الأول في الدولة والحزب والجيش بعد التصفيات الداخلية المعروفة في قاعة الخلد وعاد مسلسل الدماء في تصاعد ليشمل حتى البعثيين في التصفيات الجسدية, وشاعت أساليب ما كانت معروفة في سلوك المسؤولين العراقيين وهي حراسة المسؤول بالحمايات, وهي من النخبة (العضلية) والإجرامية ومن الأشقياء وقطّاع الطرق. ولم تقتصر هذه الظاهرة على شخص صدام بل تحولت إلى تقليد يُمارسه من هم بدرجات أدنى في الحزب.
عن أي أمان وأي سلام في تلك الفترة؟
مع ستراتيجية تسقيط المُجتمع بأسره ليكون بعثياً وعسكرة الأجيال الصاعدة ووضع الجيش في خدمة الحزب, فُقد الأمان حتى في صفوف البعثيين أنفسهم. كان الخوف يُهيمن على كل طبقات المُجتمع العراقي. بدأ صدام عهده بموجات دموية ثم إعلان الحرب على إيران, والأسباب واهية والغاية منها إلغاء إتفاقية الجزائر (1975) التي وقَّعها صدام مُكرهاً مع شاه إيران. وبقرار إنتهازي بعثي لضرب الثورة الإيرانية في أيامها الأولى مع تفكك الجيش الإيراني وإعدام قادته, ولم تستقر أمور إيران الداخلية بعد.
إستُنزفت ثروات العراق بسبب الحرب. كان العراق مدعوماً من دول الخليج والدول العربية (السنيَّة) التي وجدت في العراق ذراعها الطائفية لضرب الثورة الإيرانية الشيعية. في نفس الوقت تدمير قدرات البلدين إقتصادياً وبشرياً, حتى شعر صدام أنه الخاسر لامحالة في إستمرار الحرب وإن المستفيد الأكبر هم دول الخليج, فبدأ يكتب الرسائل إلى رفسنجاني طالباً الجلوس على مائدة المفاوضات (ست رسائل نشرتها إيران بهذا الخصوص وعرضها الدكتور حميد عبد الله في برنامجه - تلك الأيام -). بعد الحرب دخل العراق حربه الثانية مع الدولة التي ساندته في حربه الأولى, وأيضاً لاتوجد مبررات منطقية لهذه الحرب. كانت هناك أسباب حقيقية مسكوت عنها حتى الحزب لايعلمها وهي: أولاً التغطية على خسائر العراق في حرب إيران, ولخبطة الأوراق, وإلغاء أي تفكير في المراجعة لحرب إستمرت ثماني سنوات. السبب الثاني أن الجيش العراقي خرج من الحرب قوياً وخصوصاً الحرس الجمهوري, الذي لم يُشارك في حرب إيران, فقد كانت أفواج المُجندين الفقراء وقوداً لها, وبات الحرس الجمهوري يُشكل عبئاً على صدام ومن الضروري تفكيك هذا الجيش وإدخاله في حرب, مخافة أن ينقلب على النظام. بعد ذلك يبدأ مسلسل تدمير العراق بشكل موجات قصف وحصار قبلل دخول القوات الأمريكية والدول المُتحالفة معها لإسقاط النظام. إستثمر النظام البعثي موجات القصف لذرف الدموع على الضحايا من المدنيين, على غرار البكائيات المُنافقة أثناء القصف الإيراني. وإستثمر الحصار لتحويلة إلى سلاح ضد الفقراء, وإذلال العراقيين في نفس الوقت تقوية النظام وجهوزيته لقمع أي تحرّك من قبل الشعب. في هذه الفترة إنتشر الفساد بأوسع نطاق, بل إتخذَّ طابعاً رسمياً. كانت العطايا الشهرية و(مكرمات) السيد الرئيس تُوزع على الحزبيين, وحين تشمل الموظفين فإنها تتخذ صفة (منحة أصدقاء السيد الرئيس) والمعنى أنها تتعامل مع الموظف لا بصفته الوظيفية التي يُحددها القانون بل بوضعه في خانة الولاء الشخصي لصدام, وهذه المكرمة (أربعة آلاف دينار شهرياً تكفي لشراء طبقة بيض) لاتشمل الجميع. فالبطالة والتضخم وإنتشار الجرائم وإكتضاض السجون من صفات تلك المرحلة. ومن مظاهر إنعدام الأمن شيوع ظواهر غريبة يُمارسها البعثيون في سيارات حكومية لقطع الطرق وتسليب المواطنين, على أنها عصابات, وتُتخذ تلك الأعمال لتبرير حملات القمع على المناطق الشيعية والأحياء الفقيرة في مدن الوسط والجنوب وغيرها. أمّا عن تدهور النظام الصحي يكفي أن نشير إلى أن المواطن إذا إحتاج إلى عملية جراحية عليه أن يشتري قنينة المُغذي من الشرطي بباب المستشفى.
المهم سقط النظام البعثي غير مأسوف علية.
يكرر الكاتب علاء اللاّمي مفردة (الإحتلال) بالصيغة التي تتردد في الإعلام الفلسطيني عن الإحتلال الإسرائيلي. الإحتلال بغيض في جميع الأحوال, لكن مشكلة الشعب العراقي تكمن في ظلم نظام حزب البعث, وكيفية الخلاص منه, ولو كان البعث مؤمناً ببناء وطن للجميع, ووضع ستراتيجية لإرساء العلاقات الديمقراطية والتبادل السلمي للسلطة؛ وفصل السلطات الثلاث وإستقلال القضاء لما وقف العراقيون يتفرجون على سقوط النظام بالدبابات الأمركية. الديمقراطية لا وجود لها في قاموس حزب البعث قال البعثي القيادي السابق عبد الجبار محسن الشطب (حزب البعث غير مؤهل للديمقراطية), وقد يلجأ إلى ديمقراطية شكلية أو مؤقتة في حالات الضعف وخطر السقوط, ثم ينقلب على الديمقرطية (وأصحابها). وقال بعثي آخر عرّفته الفضائيات على أنه عضو قيادة قطرية أو قومية سابق قال( إن مشكلتنا – البعثيين- في أننا لم نخلق مُعارضة حقيقية) هذا هو المنطق البعثي الذي يؤمن بنظرية (الحزب القائد) الذي يصنع المعارضة الشكلية في الوقت المُناسب ويقمعها في الوقت اللاّحق. المُعارضة الحقيقية, كما هو الحال في أوربا والعالم المُتحضّر هي التي تخلق نفسها في أجواء سياسية وحقوقية لايفهما حزب البعث؛ ومن شروطها الإعتراف بوجود الآخر وإحترام جميع الآراء, ومنع إحتكار السلطة وإبعاد الجيش والقوات المسلحة عن الإنتماءات للأحزاب, فهذه الفئات مُحددة بالقانون وتطبيقه وحمايته.
حاول حزب البعث خلق أحزاب, بما فيها أحزاب كردية, ولم يصنع حزب شيوعي وإكتفى بتقاليد التصفية والتسقيط للشيوعيين.
يضيف الكاتب علاء اللامي ( لقد بدأ الإسلاميون الشيعة وحلفاؤهم من الساسة الأكراد في الحكم بقانون قمعي هو قانون "إجتثاث البعث" على غرار تقاليد "إجتثاث النازيّة" ويبدو أن الحاكم الأمريكي للعراق الُمحتل بريمر هو مُقترِح هذا القانون, مثلما كان هو صاحب قرار حل الجيش العراقي... بدلاً من أن يختطّوا طريقاً تصالحياً وطنياً وإنسانياً سبق أن إختطّته شعوب أُخرى في عهود إنتقالية كشعب جنوب إفريقيا وتجربته في " لجنة الحقيقة والمصالحة".. وهي لجنة 1995 وقادها رئيس الأساقفة توتو بإقتراح ودعم من زعيم اليسار المُنتصر على العنصرية مانديلا.) نقول لابد من وجود قانون يُنظِّم التعامل مع أجهزة النظام السابق في أي بلد يحصل فيه تغيير جذري كالذي حصل في العراق, فالعراق كان دولة منظمة إرهابية كل فرد في أجهزتها له دور في القتل وإرتكاب الجرائم وعلى مدى ثلاثة عقود وأكثر خلّفت آلاف الضحايا من الأسر والأفراد ومن السياسيين والأقليات والطوائف. ويتطلب الأمر إجراء محاكمات عادلة وعلنية أمام الشعب ليستوضح الطبيعة الحقيقية لمستويات الجرائم التي إرتكبها النظام. السيد علاء اللاّمي يرد بنفسه على رأيه حين يقول(أن البعث لم ينحني ولم يعتذر لشعبه عن الجرائم الدموية التي إرتكبها). للشعب العراقي سابقة تأريخية مع عقليّة حزب البعث وسياساته في الغدر والأنتقام وذلك يُذكرنا بمقولة الزعيم عبد الكريم قاسم (عفا الله عمّا سلف) وعفا عن البعثيين الذين حاولوا إغتياله. يُفضّل الكاتب أن تكون المصالحة على الطريقة (الجنوب أفريقية) والمقاربة ساذجة حين تُطرح من قِبل عدد من الكتّاب ذوي النظرة التحليلية العلمية, ذلك أن الفارق شاسع جداً بين الحالتين (البعثيية والعنصرية الجنوب أفريقية) فلو جمعنا كل جرائم النظام العنصري هناك وجدناها لاتعادل نسبة واحد بالألف من جرائم حزب البعث العراقي الذي مثَّل لطخةً سوداء في تأريخ الإنسانية جمعاء. مع ذلك جرت المصالحة على أرض الواقع وأنتجت نظام المُحاصصة المذموم من الجميع. المُصالحة قسَّمت السلطات الثلاث على الشيعة والسنة [البعثييين] والأكراد, وإذا تابعنا تطبيقاتها إستنتجنا أن السنّة [البعثيين] لعبوا الدور الأهم في تعطيل القوانين عن طريق البرلمان الممنوح لهم, بينما يصطفون مع كل نشاط إرهابي في العراق, وفي كل منطقة أو قرية أو مدينة وكانوا يعلنوها صراحة بدورهم في الإعتصامات السنية في ست محافظات ومهدوا وإشتركوا مع داعش في إسقاط تلك المحافظات وأصبحوا قاب قوسين أو أدنى من دخول بغداد, ويتذكّر المُتابعون قول واحد من شيوخهم (أمامنا أسبوعان لدخزل بغداد والنجف وكربلاء) ولا يحتاج الإنسان إلى ذكاء ليفهم أن نصرهم القادم سيكون إبادة الشيعة. هذه المصالحة مازالت تعمل بالديمقراطية المفروضة من أمريكا. وهي نقطة ضعف النظام بنظر البعثيين ونافذة الإختراق التي يتسلل منها إرهابهم وفسادهم. فهل كان قانون إجتثاث البعث قمعياً؟ وكيف تكون المصالحة؟ المحاكمات التي أُجريت إقتصرت على الجرائم الجنائية ولم تشمل الجرائم السياسية ولم تحصل إعتقالات للبعثيين بصفتهم الحزبية منذ إسقاط حكمهم, بل لم يُجرَّد البعثيون من أسلحتهم, فالمعلوم أن كل بعثي كان مُسلحاً من قبل الحزب, وكان لهم تنظيمات عسكرية, لم يشملها أي قانون. هذه هي الأسباب التي تجعل البعض يعتقد أن حزب البعث هو (رقم صعب) في الإنتخابات. هناك حملة في هذا الإتجاه؛ تركيز الحديث في الإعلام على (الفساد/ الفشل/ غياب الخدمات/ تدهور النظام الصحي..) في نفس الوقت تشديد الكلام وإستضافة (المحللين) من خبراء المخابرات الأمريكية على موضوعين أساسيين في هذه المرحلة هما ضرب إيران (خصوصاً برنامج أحمد الأدهمي – رأس السطر- فضائية التغيير) وحل الحشد الشعبي وتشترك في هذا الموضوع جميع الفضائيات العراقية غير الرسمية. لأن الدرع الواقي يتمثَّل في هذا الحشد وهو الرقم الصعب الذي تخشاه أمريكا والبعثيين والسنَّة وإسرائيل وغيرهم.
لم يبقَ إلاَّ التطبيق الساذج لشعار(عفا الله عمّا سلف) والعفو عن المجرم رقم واحد وزمرة الجلاّدين وإعادتهم إلى الحكم.
في هذه النقطة يرى الكاتب أن المُحاكمات التي أُجريَت لرأس النظام وعدد من أفرادة كان يجب أن تتناول النظام بكامله وفتح جميع الملفات, فكيف نُطابق هذا الرأي مع مطلب العفو على الطريقة (الجنوب أفريقية)؟ يضع الكاتب كلاًّ من الجلاّد والضحية في كفةٍ واحدة, فهو يرى (أن البعث يتحمّل مسؤلية ثقيلة عمّا وصل إليه العراق اليوم لأنه إجتَثَّ وإستأصل كل القوى الوطنية والإستقلالية بالقمع الدموي السافر وترك الأرض يباباً لاتنمو فيها إلاّ الأعشاب الإنتهازية وطحالب الإرتزاق والعمالة للأجنبي.) فيضرب الإثنين بحجر واحد. يكرر قضية الوجود الأجنبي ويجعلها سبباً لرفض أي إصلاح بما في ذلك الأنتخابات (أمّا أُكذوبة الإنتخابات المكوناتية فلم يعد يهتم بأمرها العراقيون في بلد يحتضر وجودياً ويُهيمن عليه الأجنبي وخير لكل مواطنيه من بعثيين وغير بعثيين أن يفكروا بأمور أكثر أهميةً وجدوى وتخليص العراق من أنياب وحوش الفساد والتخلّف والتبعية للآجنبي.). يطلب من العراقيين جميعاً التحالف مع البعثيين لإسقاط نظام الحكم الحالي (الشيعي) وهي النبرة التي نسمعها من الفضائيات البعثية والناطقين بإسم البعث و مفادها (الآن يجب ترك الخلافات والإصطفاف حول هدف واحد هو إسقاط حكومة الفساء..إلخ) البعثيون يبحثون عن السلطة, مهما كانت الوسائل؛ يتحدثون عن بلد مُحتل من قبل أمريكا ويطلبون العون الأمريكي لإعادتهم إلى الحكم, وهذا هو هدفهم ولهم سوابق في التأريخ الحديث في تنفيذ المخططات الأمريكية في الإنقلابين البعثيين السابقين. ويعتقدون أن أمريكا إذا أقدمت على تغيير النظام في العراق لصالح السنَّة والخليج وإسرائيل, وضرب إيران والشيعة في المنطقة, فقد تحتاج لحزبهم في هذا المسعى, بصفتهم بندقية للإيجار.
إذن الحل كما يراه علاء اللامي في(إنقلاب بعثي) برعاية أمريكية (هيمنة الأجنبي) هذا المسعى التآمري يجري التخطيط له في إجتماعات داخل أمريكا وبعض الدول العربية وفي مدن شمال العراق. البعثيون ماعادوا يرفعون الشعارات الديماغوجية عن فلسطين و العمالة للأجنبي, , لأن بعض رؤوسهم يعيشون في أمريكا أو تحت رعايتها. وإستبدلوه بالعمالة لإيران وذيول إيران في المنطقة.



#الخليل_علاء_الطائي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور البعث في جريمة 8 شباط 1963
- يترحمون على عهدهم الأسود
- [الجمعة الدامية 8 شباط 1963 الدرس الذي لم نتعلمه ]
- مؤتمر أربيل وصفقة القرن
- الإستفتاء قنبلة صوتية دخانية
- مأزق السعودية والأوراق الخاسرة
- درس 3 تموز للتأريخ
- إلى الكاتب جعفر المُظفر
- عود الثقاب الذي أشعل الحريق
- قوانة البوابة الشرقية من جديد
- [ لماذا لانقترح إسم رئيس الوزراء ]
- العشائرية ورقة عثمانية بعثية
- البعث وراء الأكمة وبين السطور
- الثالث من تموز عام 1963..درس للتأريخ
- 8 شباط 63/ الدرس الذي لم نتعلمه
- توقيت الإستفتاء في الإقليم
- مظاهرات اليوم.. إعتصامات الأمس
- الشيوعيون العراقيون بين كاسترو وصدام
- [التكتيك البعثي قبل وبعد 8 شباط الأسود]
- [نفط الشعب للشعب مو للحرامية]


المزيد.....




- عارضات لا وجود لهنّ.. الذكاء الاصطناعي يقتحم عالم الموضة
- أمريكا والصين تتفقان على تمديد الهدنة التجارية لمدة 90 يومًا ...
- الوضع الأمني وإعادة الإعمار في سوريا على طاولة البحث بين دمش ...
- بي بي سي تقصي الحقائق: هل أصبحت الجريمة في واشنطن العاصمة -خ ...
- قصف إسرائيلي يقتل العشرات في غزة بينهم 6 من منتظري المساعدا ...
- قبل قمة ألاسكا.. قادة أوروبا يؤكدون حق أوكرانيا في تقرير مصي ...
- المذكرة التوجيهية لمشروع قانون المالية لعام 2026: تأكيد على ...
- وثائق للبنتاغون: إدارة ترامب تدرس تشكيل قوة رد سريع لمواجهة ...
- اتحاد الشغل بين التصعيد والتردد في مواجهة السلطة بتونس
- نتنياهو يُلزم بالمثول أمام المحكمة 3 مرات أسبوعيا ابتداء من ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الخليل علاء الطائي - [ طنطل البعث في الإنتخابات] – الخليل علاء الطائي –