أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ازهر عبدالله طوالبه - حين تصبح التكنولوجيا شريكًا في الجريمة: مايكروسوفت، إسرائيل، وفلسطينيّ بلا صوت-














المزيد.....

حين تصبح التكنولوجيا شريكًا في الجريمة: مايكروسوفت، إسرائيل، وفلسطينيّ بلا صوت-


ازهر عبدالله طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 8426 - 2025 / 8 / 6 - 19:21
المحور: القضية الفلسطينية
    


نُشر اليوم في صحيفة الغارديان تقريرٌ صادم، لكنه لم يكن مفاجئًا. صادمٌ بوقائِعه، غير مفاجئٍ بواقِعه. فالعالم الّذي يُراقبُ الأطفال الفلسطينيين وهُم يموتونَ جوعًا في غزّة، دونَ أن يرفّ له جِفن، لن يهتزّ حين يَعلم أنَّ مُكالمات الفلسطينيين تُسجّل وتُحلّل وتُخزّن على خوادمٍ عملاقة تابعة لمايكروسوفت، تُدار من آلافِ الكيلومترات، لتكونَ وقودًا في ماكينةِ الاحتلال.

مايكروسوفت، هذه الشَّركة التي تقِف في طليعةِ صِناعة "الذكاء الاصطناعي"، والّتي تتغنّى دومًا بقيمِ الشفافيٍة والأخلاقيّاتِ الرقميّة، باتت وفقَ ما جاء في التقرير طرفًا فاعلًا – سواء بوعي أو بتواطؤ أو بإهمالٍ جسيم – في نظامِ مُراقبة إسرائيلي غاشم، يستهدف الفلسطينيين بشكلٍ مُمنهَج، ويُعيد إنتاجَ سطوته الأمنيّة من خلالِ تحليل بياناتهم الشخصيّة، وأحاديثهم، وأوجاعهم.

وحدة "8200"، إحدى أخطر وحدات الاستخبارات الإسرائيلية، وضعت يدها على أداةٍ جديدة: منصة Azure السحابية، والّتي تُتيح لها تخزين وتحليل نحو مليون مكالمة في الساعة، من غزة والضفة الغربية، وتبني خريطة استخباراتيّة كاملة عن شعبٍ أعزل، يعيش تحت الاحتلال، وتحت القصف، وتحت العين.

السؤال هنا ليس تقنيًّا، بل أخلاقيّ، ووجوديّ:

ما الّذي يجعل حياة الفلسطينيّ مُباحة لهذا الحد؟
كيف وصلت بنا الأنظِمة التكنولوجيّة إلى أن تكونَ جزءًا من آلةِ القتل، بدلَ أن تكون حصنًا للحقوق؟
وهل بقي هناك فارق بين الجُندي الذي يُطلق النار على الطفل، والمُهندِس الذي يكتُب كودًا يُساعد على استهدافه؟

لقد كان واضحًا، منذُ سنوات، أنَّ العديدَ من الشركات التكنولوجيّةِ الكُبرى باتت تخضع لـسطوةِ لوبيّاتٍ صُهيونيّةٍ نافذة، تدّفعها إمّا إلى الصّمت، أو إلى المُشاركة الفعليّة في منظومةِ السيطرة والهيمنة. وهذا ما يكشفه هذا التقرير بصراحة: "لا حيادَ في التكنولوجيا حين يتعلّق الأمر بفلسطين."

فـ"الحياد"، كلمةٌ جميلةُ نظريًا، لكنَّها في أرضِ الواقع تُصبح موقفًا حينَ يتعلّق الضحايا بالفلسطينيين. فحين يُستهدف المدنيّون، ويُلاحق المرضى، وتُراقَب النساء في مكالماتهنّ، ويُحتفظ بهذه البيانات لاستخدامها في عملياتٍ عسكريةٍ لاحقة… فلا مجال حينها للقول: "لسنا طرفًا".

على العالم أن يُدرك أن جريمةَ الاحتلال ليست فقط في دمار البيوت والمجازر، بل في سرِقة الصّوت، والذاكرة، والحياة الخاصّة، وتحويل الإنسان الفلسطينيّ إلى ملفٍ قابلٍ للمُعالجة والتّحليل، لتحديدِ مكان موته القادم بدقّةٍ أعلى.

كلّ من شاركَ في هذا النظام، أكانَ بفعلِه المُباشر، أو بصمتِه، هو طرفٌ في الجريمة.

ومايكروسوفت، اليوم، مُطالَبة، ليسَ فقط بالتحقيق في ما ورد، بل بـإعلانِ موقفٍ واضح، إن كانت ما تزال تدّعي الانحياز للعدالة الرقمية.
وموظفوها، والمُجتمع الدولي، والمستهلِكون الأحرار، عليهم أن يُعيدوا السؤالَ الأخلاقيّ إلى الواجهة:
هل نُريد أن ندعمَ شركة تُسهِم في جعل التكنولوجيا أداة قمع، بدل أن تكونَ أداة تحرّر؟

أم سنُبرّر كلّ شيء، كما نفعل دائمًا، حين يكون الدم فلسطينيًّا، والصوت فلسطينيًّا، والضحية فلسطينيًّا؟



#ازهر_عبدالله_طوالبه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في قلب الصراع: إيران بين الضّغط الأميركيّ وخيارات القوّة.
- الأردن بينَ النيران، لكنّها لن تلتَهِمهُ.
- إسرائيل كقاعدة استعماريّة وأداة للهيمنة.
- رسالة للأشقّاء السوريين.
- الصراع في سوريا المنطقة: صفقاتٌ خفيّة وتحدّيات مصيريّة.
- الهيمنة الغربيّة على حوض المحيط الهندي: قراءة تاريخية وتحليل ...
- برغماتيّة ترامب وموالاته للحركة الصهيونيّة.
- علينا أن نّفكّر بمنطق.
- ماذا علينا أن نفعل بعد صرخَة -آرون-.
- لنُراهن على ذاتنا، ولنتوقّف عن تقديس أداة الفُرس.
- المُقاومة وتصريحات وزراء الخارجيّة العَرب..
- فرحةٌ للوطَن ومِن ثمّ لنا.
- معمعة التخبُّط والمتاهات: الكيان الصهيونيّ أنموجًا.
- خذلناهم، لكنّهم سينتَصرون، وسيعيدون رسم خريطة العالَم.
- مِن جريمةٍ إلى أُخرى.
- صراع الذكاء الصناعيّ والغباء البشريّ
- الشهادات العلميّة للمُجتمع، والعلم لمن أراد.
- -الفزعات العشائرية والمناطقية داخل الجامعات.-
- -داء الإنغلاق على الذّات الذي لا دواءَ لهُ -
- الكوارِث ما بين دناءة وإنسانيّة مُقدّمي المُساعدات


المزيد.....




- ألمانيا وبريطانيا توقّعان عقدًا مشتركًا لاقتناء أنظمة مدفعية ...
- -الحياد لم يعد كافياً-.. مسؤول عسكري سويسري سابق: أوروبا أما ...
- بسبب شيخوخة السكان.. هل ترفع ألمانيا سن التقاعد مجددًا؟
- كأس الأمم الأفريقية: فوز تاريخي لموزمبيق أمام الغابون 3-2
- إسرائيل تقتل 706 من عائلات الصحفيين في غزة
- كيف ينقذ استحواذ -غروك- شركة -إنفيديا- من أزمة شرائح الذاكرة ...
- سباق نووي تحت الماء بين الكوريتين.. كيف علق مغردون؟
- ?فيتامين -د-.. أهميته ومصادره
- الصحافة ستكون ملاذ الهاربين من ضجيج خوارزميات وسائل التواصل ...
- ظهور متحور جديد للإنفلونزا الموسمية بأوروبا وأميركا.. ومغردو ...


المزيد.....

- قراءة في وثائق وقف الحرب في قطاع غزة / معتصم حمادة
- مقتطفات من تاريخ نضال الشعب الفلسطيني / غازي الصوراني
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والموقف الصريح من الحق التاريخي ... / غازي الصوراني
- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ازهر عبدالله طوالبه - حين تصبح التكنولوجيا شريكًا في الجريمة: مايكروسوفت، إسرائيل، وفلسطينيّ بلا صوت-