كاظم الحناوي
الحوار المتمدن-العدد: 8425 - 2025 / 8 / 5 - 16:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من المعروف ان جابر الأنصاري أول من زار الإمام الحسين عليه السلام بعد ان إغتسل من نهر الفرات وذهب إلى المرقد الشريف وهو في حالة من الحزن والجزع ...فقد كان تاريخ وصوله يوم 20 صفر.
لكن ظاهرة المسير على الأقدام (المشاية) لا يمكن اعتبارها تقليد حديث العهد، حيث حدده البعض في أواخر الستينات..
من مئات السنين كانت المجاميع تتوجه إلى مدينة كربلاء قادمة من المحافظات القريبه على ظهور الدواب وهم من ميسوري الحال وكانت ترافقهم اعداد من الفقراء في خدمتهم سائرة على الأقدام من أجل تأدية زيارة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام. ورغم تقدم وسائل النقل في الخمسينات من القرن الماضي الا ان الوضع لم يتغير..
من خلال تاريخ المسير الى كربلاء لزيارة الامام الحسين عليه السلام ما يحكى عن أن كثيرا من العلماء وميسوري الحال عندما يخرج لطلب ذلك كان يمشي ولا يركب وإذا عرض عليه الناس أن يركب معهم إكراما له يرفض ويقول ما كان لي أن أركب وأنا ذاهب لأربعينية الامام, كذلك هناك الكثير من الروايات أن هناك من الزوار كانوا من خارج العراق طالبهم الناس أن يتخذوا دابة تعينهم فرفضوا منتظرين الثواب.
والسؤال هو: لماذا يرفض هؤلاء أن يركبوا، أليس فى ذلك أخذا لأسباب الله التي يسرها لنا؟.
ثانيا: أليس فى ذلك تيسيرا أكثر فى الوقت ومن ثم يتسنى وقت آخر لأمور أخرى يتقربون بها إلى الله أو ينفعون بها الناس، وثالثا: أليس فى ذلك راحة الجسد وذلك فيما ليس فيه حرام؟
وما نعتقده ان هذا التقليد جاء لأن الألم الذي بقي في صدور المحبين، فلم يحضر احد لتشييع جنازة الإمام الحسين عليه السلام لأن يزيد وزبانيته فرقوا الرأس عن الجسد وقتلوا الاتباع لذلك وجد محبي اهل البيت في الأربعين إعادة تشييع للجنازة فيدل ذلك كله على استحباب المشي إلى كربلاء في الأربعين وأن ذلك أفضل من الركوب، ولكن ذلك مقيد بما إذا لم يشق المشي مشقة ظاهرة ويضعف ويقعد عما هو أولى منه وأفضل، أو يكون مفوتا لما هو أحب إلى الله، فإن الله تعالى لا يحب أن يترك الأحب إليه بفعل ما هو دونه، وأن يكون الركوب أفضل لمن يجهده المشي لهرم أو ضعف بحيث يمنعه ما يناله من تعب الخشوع والحضور في الأربعين.
واستمرت هذه المراسيم حتى عام 1975م وهو تاريخ منع المسير من قبل السلطة الحاكمة. واستمر المشي على شكل افراد بالخفاء حتى سقوط نظام صدام بعد السقوط اصبح عمل جمعي مليوني منظم وكبير جدا…
#كاظم_الحناوي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟