|
المختار من الفتوحات المكية (21) محيي الدين بن عربي
محمد بركات
الحوار المتمدن-العدد: 8425 - 2025 / 8 / 5 - 14:02
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
• نزل ضيف من غير ملة إبراهيم عليه السلام بإبراهيم عليه السلام فقال له إبراهيم عليه السلام وحد الله حتى أكرمك وأضيفك فقال يا إبراهيم من أجل لقمة أترك ديني ودين آبائي فانصرف عنه فأوحى الله إليه يا إبراهيم صدقك لي سبعون سنة أرزقه وهو يشرك بي فتريد أنت منه أن يترك دينه ودين آبائه لأجل لقمة فلحقه إبراهيم عليه السلام وسأله الرجوع إليه ليقربه واعتذر إليه فقال له المشرك يا إبراهيم ما بدا لك فقال إن ربي عتبني فيك وقال لي أنا أرزقه منذ سبعين سنة على كفره بي وأنت تريد منه أن يترك دينه ودين آبائه لأجل لقمة فقال المشرك أوقد وقع هذا مثل هذا ينبغي أن يعبد فأسلم ورجع مع إبراهيم عليه السلام إلى منزله ثم عمت كرامته خلق الله من كل وارد ورد عليه فقيل له في ذلك فقال تعلمت الكرم من ربي رأيته لا يضيع أعداءه فلا أضيعهم فأوحى الله إليه أنت خليلي حقا. فينبغي للإنسان الطالب مقام الخُلة أن يحسن عامة لجميع خلق الله كافرهم ومؤمنهم طائعهم وعاصيهم وأن يقوم في العالم مع قوته مقام الحق فيهم من شمول الرحمة وعموم لطائفه من حيث لا يشعرهم أن ذلك الإحسان منه ويوصل الإحسان إليهم من حيث لا يعلمون فمن عامل الخلق بهذه الطريقة وهي طريقة سهلة فإني دخلتها وذقتها فما رأيت أسهل منها ولا ألطف وما فوق لذتها لذة فإذا كان العبد بهذه المثابة صحت له الخلة وإذا لم يستطع بالظاهر لعدم الموجود أمدهم بالباطن فدعا الله لهم في نفسه بينه وبين ربه هكذا تكون حالة الخليل فهو رحمة كله. فمن كانت عادته في خلق الله ما عودهم الله من لطائف مننه وأسبغ عليهم من جزيل نعمه وأعطف بعضهم على بعض فلم يظهر في العالم غضب لا تشوبه رحمة ولا عداوة لا تتخللها مودة فذلك يستحق اسم الخلة لقيامه بحقها واستيفائه شروطها لو لم يكن من عظيم الرجاء في شمول الرحمة إلا قوله الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى فإذا استقرت الرحمة في العرش الحاوي على جميع أجسام العالم فكل ما يناقضها أو يريد رفعها من الأسماء والصفات فعوارض لا أصل لها في البقاء لأن الحكم للمستولي وهو الرحمن ف إِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فابحث على صفات إبراهيم عليه السلام وقم بها عسى الله أن يرزقك بركته فإنه بالخلة قام بها ما هي أوجبت له الخلة فلهذا دللناك على التخلق بأخلاق الله وقد قال صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم بعثت لأتمم مكارم الأخلاق لأنها أخلاق الله فالحق ما قيل فيه إنه سفساف أخلاق بمكارم الأخلاق فصار الكل مكارم أخلاق فما ترك صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم في العالم سفساف أخلاق جملة واحدة لمن عرف مقصد الشرع فأبان لنا مصارف لهذا المسمى سفساف أخلاق من حرص وحسد وشره وبخل وفزع وكل صفة مذمومة فأعطانا لها مصارف إذا أجريناها على تلك المصارف عادت مكارم أخلاق وزال عنها اسم الذم وكانت محمودة. • يقول بعض العشاق فأبكى إن نأوا شوقا إليهم ..... وأبكي إن دنوا خوف الفراق الشوق يسكن باللقاء فإنه هبوب القلب إلى غائب فإذا ورد سكن والاشتياق حركة يجدها المحب عند اجتماعه بمحبوبه فرحا به لا يقدر يبلغ غاية وجده فيه. فلو بلغ سكن لأنه لا يشبع منه. فإن الحس لا يفي بما يقوم في النفس من تعلقها بالمحبوب فهو كشارب ماء البحر كلما ازداد شربا ازداد عطشا قال عليه السلام منهومان لا يشبعان طالب علم وطالب دنيا من حيث ما هو محب في تحصيل كل واحد منهما وما للعلم غاية ينتهي إليها فلهذا لا يشبع وكذلك الدنيا فإنها مشتهي النفوس والشهوة تطلبها وقد تجلى ذلك المشتهي في صورة قريبة تسمى دنيا فتعلقت الشهوة بها ثم تنتقل إلى الآخرة في الجنة فتتبعها الشهوة فلا تشبع أبدا لأنها صورة لا يتناهى أمدها ولولا الشهوة ما طابت الجنة فالشوق ما سكن والاشتياق ما بقي. وقد ورد خبر لا علم لي بصحته إن الله تعالى ذكر المشتاقين إليه وقال عن نفسه إنه أشد شوقا إليهم. هذا إن صح الخبر ولا علم لي به لا من الكشف ولا من رواية صحيحة إلا أنه مذكور مشهور وقد اتصفت الجنة بالاشتياق إلى علي وسلمان وعمار وبلال. ولو خطر لي هذا الخبر حين رأيت الجنة لسألتها عن شوقها لهؤلاء دون غيرهم فإنها أعرف بالسبب الذي أداها إلى الشوق لهؤلاء الأربعة وكذلك النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم قد رأيته مرارا وسألته عن أشياء وما خطر لي أن أسأله عن شوق الجنة لهؤلاء بل شغلني ما كان أهم علي منه والشوق علم ذَوْقٍ يعرفه كل مشتاق من نفسه. • حظ شيخ التربية من العلم بالله أن يعرف من الناس موارد حركاتهم ومصادرها والعلم بالخواطر مذمومها ومحمودها وموضع اللبس الداخل فيها من ظهور الخاطر المذموم في صورة المحمود ويعرف الأنفاس والنظرة ويعرف ما لهما وما يحويان عليه من الخير الذي يرضى الله ومن الشر الذي يسخط الله ويعرف العلل والأدوية ويعرف الأزمنة والسن والأمكنة والأغذية وما يصلح المزاج وما يفسده والفرق بين الكشف الحقيقي والكشف الخيالي ويعلم التجلي الإلهي ويعلم التربية وانتقال المريد من الطفولة إلى الشباب إلى الكهولة ويعلم متى يترك التحكم في طبيعة المريد ويتحكم في عقله ومتى يصدق المريد خواطره ويعلم ما للنفس من الأحكام وما للشيطان من الأحكام وما تحت قدرة الشيطان ويعلم الحجب التي تعصم الإنسان من إلقاء الشياطين في قلبه ويعلم ما تكنه نفس المريد مما لا يشعر به المريد ويفرق للمريد إذا فتح عليه في باطنه بين الفتح الروحاني وبين الفتح الإلهي ويعلم بالشم أهل الطريق الذين يصلحون له من الذين لا يصلحون ويعلم التحلية التي يحلي بها نفوس المريدين الذين هم عرائس الحق وهم له كالماشطة للعروس تزينها فهم أدباء الله عالمون بآداب الحضرة وما تستحقه من الحرمة. والجامع لمقام الشيخوخة إن الشيخ عبارة عمن جمع جميع ما يحتاج إليه المريد السالك في حال تربيته وسلوكه وكشفه إلى أن ينتهي إلى الأهلية للشيخوخة وجميع ما يحتاج إليه المريد إذا مرض خاطره وقلبه بشبهة وقعت له لا يعرف صحتها من سقمها كما وقع لسهل في سجود القلب وكما وقع لشيخنا حين قيل له أنت عيسى بن مريم فيداويه الشيخ بما ينبغي وكذلك إذا ابتلي من يخرج ليسمع من الحق من خارج لا من نفسه بمحرم يؤمر بفعله أو ينهى عن واجب فيكون الشيخ عارفا بتخليصه من ذلك حتى لا يجري عليه لسان ذنب مع صحة المقام الذي هو فيه فهم أطباء دين الله فمهما نقصهم شيء مما يحتاجون إليه في التربية فلا يحل له أن يقعد على منصة الشيخوخة فإنه يفسد أكثر مما يصلح ويفتن كالمتطبب يعل الصحيح ويقتل المريض فإذا انتهى إلى هذا الحد فهو شيخ في طريق الله يجب على كل مريد حرمته والقيام بخدمته والوقوف عند مراسمه لا يكتم عنه شيئا مما يعلم أن الله يعلمه منه يخدمه ما دامت له حرمة عنده فإن سقطت حرمته من قلبه فلا يقعد عنده ساعة واحدة فإنه لا ينتفع به ويتضرر فإن الصحبة إنما تقع المنفعة فيها بالحرمة فمتى ما رجعت الحرمة له في قلبه حينئذ يخدمه وينتفع به. فإن الشيوخ على حالين شيوخ عارفون بالكتاب والسنة قائلون بها في ظواهرهم متحققون بها في سرائرهم يراعون حدود الله ويوفون بعهد الله قائمون بمراسم الشريعة لا يتأولون في الورع آخذون بالاحتياط مجانبون لأهل التخليط مشفقون على الأمة لا يمقتون أحدا من العصاة يحبون ما أحب الله ويبغضون ما أبغض الله ببغض الله لا تأخذهم في الله لومة لائم يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ ويَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ المجمع عليه يُسارِعُونَ في الْخَيْراتِ ويعفون عن الناس يوقرون الكبير ويرحمون الصغير ويميطون الأذى عن طريق الله وطريق الناس يدعون في الخير بالأوجب فالأوجب يؤدون الحقوق إلى أهلها يبرون إخوانهم بل الناس أجمعهم لا يقتصرون بالجود على معارفهم جودهم مطلق الكبير لهم أب والمثل لهم أخ وكفؤ والصغير لهم ابن وجميع الخلق لهم عائلة يتفقدون حوائجهم إن أطاعوا رأوا الحق موفقهم في طاعتهم إياه وإن عصوا سارعوا بالتوبة والحياء من الله ولاموا نفوسهم على ما صدر منهم ولا يهربون في معاصيهم إلى القضاء والقدر فإنه سوء أدب مع الله هينون لينون ذوو مقة رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً في نظرهم رحمة لعباد الله كأنهم يبكون الهم عليهم أغلب من الفرح لما يعطيه موطن التكليف فمثل هؤلاء هم الذين يقتدي بهم ويجب احترامهم وهم الذين إذا رؤوا ذكر الله وطائفة أخرى من الشيوخ أصحاب أحوال عندهم تبديد ليس لهم في الظاهر ذلك التحفظ تسلم لهم أحوالهم ولا يصحبون ولو ظهر عليهم من خرق العوائد ما عسى إن يظهر لا يعول عليه مع وجود سوء أدب مع الشرع فإنه لا طريق لنا إلى الله إلا ما شرعه فمن قال بأن ثم طريقا إلى الله خلاف ما شرع فقوله زور فلا يقتدى بشيخ لا أدب له وإن كان صادقا في حاله ولكن يحترم. واعلم أن حرمة الحق في حرمة الشيخ وعقوقه في عقوقه فهم حجاب الحق الحافظون أحوال القلوب على المريدين فمن صحب شيخا ممن يقتدي به ولم يحترمه فعقوبته فقدان وجود الحق في قلبه والغفلة عن الله وسوء الأدب عليه يدخل عليه في كلامه ويزاحمه في رتبته فإن وجود الحق إنما يكون للادباء والباب دون غير الأدباء مغلق ولا حرمان أعظم على المريد من عدم احترام الشيوخ قال بعض أهل الله في مجالس أهل الله من قعد معهم في مجالسهم وخالفهم في شيء مما يتحققون به في أحوالهم نزع الله نور الايمان من قلبه فالجلوس معهم خطر وجليسهم على خطر. واختلف أصحابنا في حق المريد مع شيخ آخر خلاف شيخه هل حاله معه من جانب الحق مثل شيخه أم لا فكلهم قالوا بوجوب حرمته عليه ولا بد هذا موضع إجماعهم وما عدا هذا فمنهم من قال حاله معه على السواء من حاله مع شيخه. ومنهم من فصّل وقال لا تكون الصورة واحدة إلا بعد أن يعلم المريد أن ذلك الشيخ الآخر ممن يقتدي به في الطريق وأما إذا لم يعرف ذلك فلا، والنبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم قال للمرأة إنما الصبر عند الصدمة الأولى فقالت: إليك عني فإنك لم تصب بمثل مصيبتي وكانت قد جهلت أنه رسول الله ص. والمريد لا يقصد إلا الحق فإذا ظهر مقصوده حيث ظهر قال به وأخذه فإن الرجال إنما يعرفون بالحق لا يعرف الحق بهم. والأصل إنه كما لم يكن وجود العالم بين الهين ولا المكلف بين رسولين مختلفي الشرائع ولا امرأة بين زوجين كذلك لا يكون المريد بين شيخين إذا كان مريد تربية فإن كانت صحبة بلا تربية فلا يبالي بصحبة الشيوخ كلهم لأنه ليس تحت حكمهم وهذه الصحبة تسمى صحبة البركة غير أنه لا يجيء منه رجل في طريق الله فالحرمة أصل في الفلاح.
#محمد_بركات (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المختار من الفتوحات المكية (20)
-
المختار من الفتوحات المكية (19) محيي الدين بن عربي
-
المختار من الفتوحات المكية (18) محيي الدين بن عربي
-
المختار من الفتوحات المكية (17) محيي الدين بن عربي
-
المختار من الفتوحات المكية (16) محيي الدين بن عربي
-
المختار من الفتوحات المكية (15) محيي الدين بن عربي
-
المختار من الفتوحات المكية (14) محيي الدين بن عربي
-
المختار من الفتوحات المكية (13) محيي الدين بن عربي
-
المختار من الفتوحات المكية (12) محيي الدين بن عربي
-
المختار من الفتوحات المكية (11) محيي الدين بن عربي
-
المختار من الفتوحات المكية (10) محيي الدين بن عربي
-
المختار من الفتوحات المكية (9) محيي الدين بن عربي
-
المختار من الفتوحات المكية (8) محيي الدين بن عربي
-
المختار من الفتوحات المكية (7) محيي الدين بن عربي
-
المختار من الفتوحات المكية (6) محيي الدين بن عربي
-
المختار من الفتوحات المكية (5) محيي الدين بن عربي
-
المختار من الفتوحات المكية (4) محيي الدين بن عربي
-
لقاء محيي الدين بن عربي بابن رشد في قرطبة
-
المختار من الفتوحات المكية (3) محيي الدين بن عربي
-
المختار من الفتوحات المكية (2) محيي الدين بن عربي
المزيد.....
-
مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
-
الاحتلال يعتقل مواطناً من قرية فرخة غرب سلفيت
-
الإمارات تدين اقتحام باحات المسجد الأقصى وتحذر من التصعيد
-
عبارة -فلسطين حرة- على وجبات لركاب يهود على متن رحلة لشركة ط
...
-
رئيسة المسيحي الديمقراطي تريد نقل سفارة السويد من تل أبيب إل
...
-
هل دعا شيخ الأزهر لمسيرة إلى رفح لإغاثة غزة؟
-
-في المشمش-.. هكذا رد ساويرس على إمكانية -عودة الإخوان المسل
...
-
أي دور للبنوك الإسلامية بالمغرب في تمويل مشاريع مونديال 2030
...
-
قطر تدين بشدة اقتحام مستوطنين باحات المسجد الأقصى
-
-العدل والإحسان- المغربية: لا يُردع العدو إلا بالقوة.. وغزة
...
المزيد.....
-
علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب
/ حسين العراقي
-
المثقف العربي بين النظام و بنية النظام
/ أحمد التاوتي
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
المزيد.....
|