أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشار إبراهيم - فئران سكورسيزي المُحاصرة.. هل تمنحه الأوسكار؟..














المزيد.....

فئران سكورسيزي المُحاصرة.. هل تمنحه الأوسكار؟..


بشار إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 1818 - 2007 / 2 / 6 - 11:45
المحور: الادب والفن
    


يقوم زعيم عصابة المافيا في مدينة بوسطن (جاك نيكلسون)، بتربية طفل ورعايته وتنشئته، حتى يكبر (مات دامون)، فيُدخله في كلية الشرطة، ليتخرَّج ضابطاً، جاسوساً لصالح عصابة المافيا. في الوقت نفسه تلتقط الشرطة ضابطاً (ليوناردو دي كابيريو)، قادماً من عائلة إجرامية، لتدسَّه بعد أشواط من التدريب والمراوغة، جاسوساً في عصابة المافيا، بالقرب تماماً من زعيم العصابة نفسه.
ببساطة، وعلى هذا النحو، تبدو قصة فيلم مارتن سكورسيزي الجديد «المغادرون». ولكن المخرج السينمائي الكبير، المشهورة بأجوائه الدموية، وعنايته بالنقد اللاذع للمجتمع الأمريكي، سيحاول منح هذه القصة أبعاداً تفيض عن كونها مجرد قصة مثيرة، مشوقة، ربما سوف يفلسفها، فتغدو إطلالة على عالم المهاجرين الإيرلنديين، وهو القادم من عالم المهاجرين الإيطاليين، أو يتحوَّل الفيلم على هيئة انتقال هذا المخرج من مدينة نيويورك، التي ألف التجول في زواياها وشوارعها الخلفية، وعصاباتها، إلى مدينة بوسطن، هذه المرة!..
لكن الثابت أن الفيلم، سيتحوَّل نقداً لبنية المجتمع الأمريكي، ليس فقط من خلال سؤال وجود العصابات والمافيا، وحلبة العنف الدائرة، وحالات التمييز العنصري، والبذاءات التي لا تنتهي، بل أولاً من خلال أسئلة الهوية، والوجود، والبيئة، وأسئلة القانون والعدالة، والأسباب التي تهيئ المناخ لنشوء الجريمة، في مجتمع يعتبر نفسه يتحلى بأرقى أنواع الحضارة والمدنية.
في «المغادرون»، لا يتخلَّى مارتن سكورسيزي عن ولعه بالعنف، الذي يصل حدّ الدموية تماماً، عبر الرصاصات المزروعة في الرؤوس، والأشلاء المتناثرة، والموت الذي يحيق بشخصياته كافة. كما لا يتخلَّى عن ثنائية الوفاء والخيانة، الإخلاص والغدر، وتفاصيل المدينة المظلمة، والمظللة بالجريمة، والخيانات، والخطايا، والدماء، والأشلاء..
وعلى الرغم من أن هذا الفيلم مستقى من قصة فيلم «علاقات جحيمية» المنتج في هونغ كونغ، عام 2002، إلا أن المخرج بالتعاون مع كاتب السيناريو، وآلية اختيار بناء القصة، ذهب إلى أبعد مما شاءه الفيلم الآسيوي، ودخل في نسيج أفلام مارتن سكورسيزي، دون أي نتوء يذكر، بل إنه يكاد يكون واحداً من أفلامه الهامة، على مستوى التصوير والتمثيل والمونتاج، والموسيقى، كما على مستوى التفكير والفلسفة، والنهايات المريرة، وسؤال النقد الاجتماعي..
ما ينبغي الانتباه إليه، هنا ودائماً، أن مارتن سكورسيزي اختطَّ لنفسه، ومنذ مطلع السبعينيات، منهجاً سينمائياً مثيراً على مستوى المضامين، ملفتاً على مستوى البراعة الفنية والتشكيل البصري، فاستطاع أن يضع أسماء العديد من أفلامه على سجلِّ أفضل وأهم الأفلام في تاريخ السينما، وأن يحظى لنفسه باهتمام مميز، وذاكرة أثيرة، لدى المشاهدين والنقاد، على السواء.
وربما يكون منهج سكورسيزي السينمائي، ذاته، وموضوعاته، المثيرة للجدل، حدّ الغضب، وطرق تناولها، الأسباب الكامنة وراء عدم نيله، هو شخصياً، جائزة الأوسكار أبداً، بينما ترشَّح ورفع أكثر من ممثل عمل معه جائزة الأوسكار.
وهنا ننتبه أيضاً إلى أن سكورسيزي يبدي دائماً براعة تامة في إعادة إنتاج الممثل، واستخراج أفضل ما لديه، فعل ذلك مع روبير دو نيرو في «سائق التاكسي»، ومع شارون ستون في «كازينو»، والآن في فيلمه الجديد «المغادرون» يفعل ذلك مع كل من ليوناردو دي كابيريو، ومات دامون.. وكان قد أعاد وجه البهاء إلى دانييل دي لويس في «عصابات نيويورك»، وبريق جاك نيكلسون هنا في «المغادرون».
لم ينل سكورسيزي جائزة الأوسكار، من قبل، وربما هذه المرة، ومع فئرانه المحاصرة، بالتجسس، والخيانة، والموت، والغارقة في الدم، يستطيع الانتقال إلى منصة التتويج، فتكرم جائزة الإوسكار نفسها، بأن تضع طراز هذا المخرج على قائمة من حملوها، وتغني نفسها عن تكرار مأساة هيتشكوك.
إنه سؤال لن نعرف إجابته، إلا مع الشهر القادم، آذار 2007.
مارتن سكورسيزي
ولد عام 1942، في نيويورك، وهو أمريكي من أصل إيطالي.
تخرج من جامعة نيويورك، وعمل كاتباً للسيناريو، بداياته.
لم يحصل على جائزة الأوسكار، على الرغم من أنه ترشَّح لها خمس مرات.
فاز جائزة سعفة كان الذهبية، عن فيلمه «سائق التاكسي» عام 1976.
فاز روبرت دو نيرو بجائزة الأوسكار لأفضل ممثل رئيسي، عن دوره في فيلم «الثور الهائج» 1980.
أثار ضجة عظيمة بسبب فيلمه «الإغواء الأخير للمسيح» عام 1988.
أسس شركة لإحياء وتوزيع الأفلام القديمة الكلاسيكية، عام 1992.
اختير رئيساً للجنة التحكيم في مهرجان كان السينمائي عام 1998.
ترشِّح الممثل ليوناردو دي كابيريو لجائزة أفضل ممثل رئيسي، في مهرجان الأوسكار, عن دوره في فيلم «الطيار» 2004.
تمّ تكريمه في المغرب عام 2006.
نال جائزة أفضل مخرج في غولدن غلوب، عن فيلمه «المغادرون» 2006.
فيلموغرافيا مارتن سكورسيزي
(25 فيلماً)
من الذي يطرق بابي 1967، الشوارع الدنيئة 1970، بوكسكار بيرثا 1972، الأمريكي الإيطالي 1974، ألس لا تعيش هنا حتى الآن 1974، سائق التاكسي 1976، نيويورك، نيويورك 1977، الولد الأمريكي 1978، الرقصة الأخيرة 1978، الثور الهائج 1980، ملك الكوميديا 1983، بعد ساعات 1985، لون المال 1986، الإغواء الأخير للمسيح 1988، قصص نيويوركية 1989، رفقة طيبة 1990، رأس الخوف 1991، عصر البراءة 1993، كازينو 1995، كاندن 1997، رحلتي إلى إيطاليا 1999، إظهار الموتى 1999، عصابات نيويورك 2002، الطيار 2004، المغادرون 2006.



#بشار_إبراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة الفلسطينية.. كتابة وصورة
- الفلسطيني بين الواقع والرمز
- تظاهرة الوردة للسينما العربية المستقلة
- عندما يصبح الانتظار لعبة الفلسطينيين
- العالم كما يراه بوش
- إياد الداوود في ضيافة البندقية
- أسئلة السينما العراقية المعاصرة
- المخرج محمد ملص في جديده: (باب المقام).. أين المشكلة؟..
- عندما يصبح ال «انتظار» لعبة الفلسطينيين
- سينما الأصوات الصامتة في سوريا
- جديد مجلة «الوردة»: وماذا لو فاق أبو زهدي؟..
- تعاونية عمان للأفلام.. سينما الشباب في الأردن
- الفلسطيني يحضر بموته.. رحيل المخرج مازن غطاس
- عدنان مدانات.. بحثاً عن السينما
- هموم شباب لبنان في صورته السينمائية
- أسئلة شباب السينما المصرية المستقلة
- ثلاث سنوات على حاجز سوردا
- السينما المستقلة في سوريا
- مشاهد من الاحتلال في غزة1973
- ألمودوفار في سينما الرغبات


المزيد.....




- خاجي يبحث مع الممثل الخاص للأمم المتحدة التطورات في اليمن وغ ...
- - نوال السعداوى .. التمرد المبدع - كتاب جديد اعداد وتحرير من ...
- مسؤول تشادي يشيد بالعلاقات مع موسكو ويتحدث عن أهمية نشر الثق ...
- تسريح مذيع كوميدي شهير من عمله بسبب نكتة عن نتنياهو!
- هل أول أيام العيد حزين على المصريين؟.. توقعات ليلى عبداللطيف ...
- ملك الأردن يؤكد أهمية ترجمة مخرجات مؤتمر الاستجابة الإنسانية ...
- الحلقة 164 من مسلسل قيامة عثمان الحلقة 164 مترجمة المؤسس عثم ...
- Salah Addin 28 عرض مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 28 مترجمة ...
- أقوى أفلام كرتون مدبلجة .. تنزيل تردد قناة سبونج بوب نايل سا ...
- -القلب يعشق كل جميل-: أم كلثوم تغنّي فرحة الحج بلغة البسطاء ...


المزيد.....

- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشار إبراهيم - فئران سكورسيزي المُحاصرة.. هل تمنحه الأوسكار؟..