أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشار إبراهيم - تعاونية عمان للأفلام.. سينما الشباب في الأردن















المزيد.....


تعاونية عمان للأفلام.. سينما الشباب في الأردن


بشار إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 1425 - 2006 / 1 / 9 - 09:53
المحور: الادب والفن
    


لا يمكن النظر إلى مشروع «تعاونية عمان للأفلام»، وهي تمارس نشاطاتها السينمائية، وتنتج أفلامها، بإشراف المخرج حازم بيطار، إلا في إطار الاتجاه الواضح الذي بدا يعبر عن نفسه، منذ سنوات، في عدد من البلدان العربية، تحت عنوان «السينما المستقلة»، هذه السينما التي تبحث عن وجود، وتحاول خلق هوية خاصة، ومتميزة، بعيداً عن هيمنة سينما الشركات الإنتاجية الكبرى: «سينما القطاع الخاص»، أو «السينما التجارية»، التي تحرص على السيطرة والتحكّم بسوق العرض السينمائي العربي، وبالتالي فرض رؤيتها الخاصة لنوعية السينما، وموضوعاتها، وتعمل على إعادة تشكيل جمهورها، بالشكل الذي يتناسب مع الأفلام التي تنتجها.
وهو أيضاً الاتجاه السينمائي الذي يسعى، في الوقت ذاته، إلى الانفلات من هيمنة السينما التي تنتجها المؤسسات الرسمية الحكومية، في إطار ما بات يعرف بـ «سينما القطاع العام»، هذه السينما التي لا تخرج، في غالب إنتاجاتها، عن إطار الرؤية التي تحددها الحكومات والنظم، بشكل صارم، في سياق محاولاتها الدؤوبة للتحكُّم بالسياسة والاقتصاد والاجتماع، والفكر والثقافة والإعلام، وأدوات الاتصال الجماهيري، ومنها السينما، طبعاً..
سينما من الطراز الذي تنغمس «تعاونية عمان للأفلام» في العمل على تحقيقها، هي سينما لا تبتعد كثيراً عما حاولته من قبل «تعاونية بيروت للأفلام» في لبنان، أو «شركة سمات للإنتاج والتوزيع» في مصر، والعديد من المحاولات الفردية التي يبادر إليها عدد، يتنامى يوماً بعد يوم، من الفنانين السينمائيين العرب، بحثاً عن سبل للتعبير بالسينما عما يريدون، فيما لا تمكّنهم «السينما الخاصة»/«التجارية»، أو«العامة»، من قوله، لأسباب ليس أقلها اختلاف الهواجس!..
«تعاونية عمان للأفلام» وُلدت في هذا الإطار، مبادرةً من قبل مجموعة من السينمائيين الشباب، الباحثين عن فسحة للتعبير عبر الكاميرا، والنص السينمائي، الذي يقول شيئاً مما يريدون، أملاً يراودهم، أو ألماً يمضّهم.. أوهاماً، أو أحلاماً؟.. لا فرق!.. المهم أن يمتلكوا ناصية المبادرة، وأن يؤسّسوا أرضية مهيأة لأجيال صاعدة من الشباب السينمائي الراغبين في أن يواصلوا الدرب الذي لا بد له، وبالضرورة، أن يتلوّث بصعوبات البدايات، إخفاقاتها، ومعاناتها، وعراقيلها، وتوثّبها على الرغم من كل ذلك.. وأن ننتهي من إشكالية وجود جيل من السينمائيين الأردنيين بلا آباء!..
المهم في الأمر، أنه وعلى الرغم من أن ثمّة توجهاً حكومياً أردنياً لإنشاء مؤسسات سينمائية رسمية، مطلوب منها العمل في مجال إنتاج الأفلام السينمائية، إلا أن «تعاونية عمان للأفلام» تمضي في دربها متجاوزة الكثير من الصعوبات، مقترحة العديد من النصوص السينمائية، التي من الطبيعي أن تتفاوت جودتها الفنية، وبراعتها الإبداعية، لكنها تبقى دائماً في إطار المحاولة والتجريب، واقتراح الجديد على مستوى تناول الأفكار، وسبل التعبير عنها، وعلى مستوى طرائق السرد البصري، وتوظيف كل ما هو جديد على مستوى التقانة، من حيث التصوير والمونتاج والمزج (الميكساج)، مستفيدين من كاميرا «الديجيتال»، الصغيرة الحجم، السهلة الاستعمال، العالية الكفاءة، وبرامج الكومبيوتر التي تمنح خيارات واسعة، وجودة عالية، في التقطيع والتركيب والمزج، واستخدام الصوت والمؤثرات السمعية البصرية..
الآن، من المتفق عليه أن ليس ثمة سينما أردنية خالصة، على الرغم من وجود عدد من الأفلام الأردنية، التي أُنجزت في أوقات متباعدة من القرن العشرين، ولكن دون أن تشكّل سياقاً من الإنتاج السينمائي الأردني، وذلك على الرغم من المساهمة الأردنية الملفتة، على مستوى الإنتاج الدرامي التلفزيوني العربي عموماً، خاصة في ثمانينيات القرن العشرين.
وإذا كان البعض يعزو تعثّر السينما في مجتمعات تقليدية، من طراز المجتمع الأردني، لأسباب سوسيولوجية، تاريخية، وذلك على اعتبار أن فن السينما يرتبط بالحداثة، وما بعدها، فيما تتميز هذه المجتمعات بأنها مجتمعات محافظة، يغلب عليها الطابع البدوي، والريفي القروي، وبالتالي ليس من تناسب، أو قبول اجتماعي لهذا الطراز من الفن، فإن تجربة «تعاونية عمان للأفلام» تأتي لتؤكد أن جيلاً جديداً من الشباب هو على علاقة عميقة بتطورات العصر، ومستجداته، الفكرية والفنية التقنية، وهو على هذا النحو قادر على الدخول في عوالم الحداثة، وأنماط وأشكال تعبيراتها، دون إفلات الأصالة، التي يرى أصحاب هذا الرأي أنها تنتمي إلى الثقافة الشفوية المرسلة، معبرة عن ذاتها من خلال علو صوت وسعة انتشار الشعر، وفنون الخطابة..
في فهم من هذا الطراز، يمكن القول إن ظهور «تعاونية عمان للأفلام» هو شكل من أشكال التحديث في المجتمع الأردني، وفتح الباب أمام نمط من التعبير السمعي البصري، الذي يتيح إمكانية التعامل مع شؤون الحاضر، وذاكرة الماضي، واستشراف المستقبل، برؤية جديدة، أكثر عمقاً، وقدرة على الاتصال مع الآخر/المتلقي، بشكل خارج عن إطار المعتاد، والمُتعارف عليه، الأمر الذي يجعله بمثابة التدريب العملي الإبداعي الخلاق، للطرفين (المرسل/السينمائي، والمتلقي/المشاهد)، على السواء، وفي الوقت ذاته.
من المؤكد منطقياً، أن مجموعة الشباب الذين بادروا إلى تأسيس «تعاونية عمان للأفلام» لم يكن في نيّتهم أن ينتجوا سينما مألوفة ومعتادة، من الطراز الذي أسّست له عربياً السينما المصرية، وعالمياً سينما هوليود الأمريكية، وسينما بوليود الهندية، وإلا لما كان من الضروري تنكّب العناء، وهدر المال، وإضاعة الوقت!.. بل من المنطقي إدراك أن القائمين على هذا المشروع إنما أرادوا شيئاً مختلفاً، غير متوفّر في سوق العرض السينمائي، وغير متداول في طرائق السرد والتعبير والبناء..
تعزز هذه القناعة الرؤية المتأملة في الأفلام التي أنتجتها مجموعة «تعاونية عمان للأفلام» خلال العامين 2004/2005، والتي أمكن عرض بعضها في مهرجانات ومناسبات وأيام ثقافية أردنية محلية، ومهرجانات عربية وإقليمية ودولية، من طراز مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة، ومهرجان طنجة للفيلم المتوسطي القصير، ومهرجان مسابقة أفلام من الإمارات، ومهرجان دبي السينمائي الدولي، ومهرجان بيروت DC، أيام بيروت السينمائية، ومهرجان الشرق الأوسط في بيروت، ومهرجان قرطاج..
ففي فيلم «جرعة زائدة»، من إخراج عمار قطينة، روائي قصير (14 دقيقة)، تمثيل: مجد حجاوي، عمار عمري، يحيى عبد الله، سامح حجاوي، عمر صالح، ربيع زريقات.. وهو الفيلم الفائز بالجائزة الذهبية للفيلم الدرامي للهيئة العليا للإنتاج السينمائي الأردني 2005، وكذلك على جائزة الجمهور الذهبية لمسابقة مهرجان الأفلام الأردنية القصيرة. نجد محاولة سينمائية مستوحاة من روح، ومهداة إلى، فيلم «فهرنهايت 11/9» للمخرج مايكل مور.
الفيلم عبارة عن مونولوج طويل، تؤديه صحفية تُدعى «عريب» تعاني من ممارسات مدير الجريدة الجديد، المتخرج حديثاً من أمريكا، والذي يريد قلب الأوضاع في الجريدة، على اعتبار أن النظام القديم لا ينال رضاه. رئيس التحرير يلوم الصحفية بسبب كتاباتها في الجريدة، وتناولها الأخبار المزعجة: «إسرائيل عملت هيك.. أمريكا عملت هيك»!.. ويرى أن هذه الصحفية تعاني من الإحباط، ويقترح عليها إجازة مرضية، والذهاب لأطباء نفسيين، ويضعها أمام أحد خيارين، يتمثلان في: إما أن تتخلص من هذه الحالة، أو أن ينقلها إلى الأرشيف..
تبدو الصحفية «عريب» فعلاً في حالة من القلق، وتمارس التأمل للخروج مما هي فيه، وسنراها تذهب في الاتجاه الذي اقترحه رئيس التحرير، وهو محاولة التخلص من الإحباط الذي يراها تعاني منه، وذلك بالخضوع لحالة من العلاج النفسي على يدي «روحاني من تكساس، يشفي القلب والروح المعذبتين»..
يعتمد الفيلم على عناوين، مانشيتات عريضة، لصحيفة افتراضية اسمها «الحرية»، خياراً فنياً يتمكن من خلالها التعبير عما يريد قوله، أو الإيحاء به، وذلك لأن الفيلم اختار اعتماد أسلوب البوح (المونولوج)، والاستغناء عن الحوار (الديالوج)، الأمر الذي جعل قراءة المانشيتات، الأساسية والفرعية، جزءاً من بنية الفيلم، ومن الصعب لمن لا يقرأ هذه المانشيتات التواصل الكامل مع مقولات الفيلم. وهذا يشكل أحد العيوب الفنية في الفيلم، إذ من الصعب ترجمة المانشيتات الفرعية كافة، فتم الاكتفاء بترجمة المانشيتات العريضة الأساسية.
يحضر هذا الروحاني «من تكساس»، وتتزاحم الناس عليه، ونتيجة واسطة من قبل الرئيس التحرير، تذهب الصحفية لحضور جلساته، لتجد أن اثنين من زملائها، ممن يعملون في قسم الأخبار العالمية، قد سبقاها في الذهاب إليه.. وعلى الرغم من أن الروحاني أمريكي، خبراً ومظهراً، إلا أن المخرج يستخدم موسيقى هندية!..
وستخبرنا صحيفة «الحرية» مرة أخرى بقدوم «دكتور نفسي، من جامعة جورج واشنطن، يطوّر علاجاً فعالاً للإحباط»، فتذهب الصحفية «عريب» لوضع نفسها بين يديه، من أجل العلاج.. وتجد نفسها بين يديه عطشى، وبحاجة لشيء ما.. ما هو؟!.. تتوارد على الشاشة صور متعددة لأيقونات مختلفة، أمريكية الطابع: «Americola، Kat Koot، Happy Burger».. لكنها تستدرك، وتقول إنها تحتاج: «منسف كركي، فلافل، كنافة نابلسية، كبسة».. التي نلاحظ أنها أردنية، أو عربية، الطابع..
الصحفية القلقة، والموزَّعة ما بين إغواءات الأيقونات الأمريكية، وخيارات الأيقونات العربية، تجد نفسها، مرة أخرى، ذاهبة إلى متخصّص محلي بالعلاج النفسي، أرشدتها إليه «كوافيرة». المتخصص المحلي، يدعي أنه يستطيع الكشف عن المستقبل، لقاء أجور لا يقبلها إلا بالدولار الأمريكي!.. وسرعان ما نكتشف أنه ليس إلا مشعوذ، ونصاب صغير، في عالم الحيتان الكبيرة.
تنتقل الصحفية «عريب» من قسم الأخبار السياسية إلى قسم الرياضة، وتعزي نفسها بالقول: «بلا سياسية بلا هم»!.. لكن الأخبار السياسية تستمر بغزوها، على الأقل، عبر الفضائيات.. وإذ يقدم الفيلم مشاهد منتقاة من فيلم «فهرنهايت 11/9»، ويترك للصحفية مهمة التعليق والتساؤل، نجدها في النهاية تقدم استقالتها، وتلتحق بمؤسسة خيرية..
الفيلم يحاول بطريقة الكوميديا الساخرة، تناول موضوع غاية في الجدية، وهي العلاقة مع الآخر/الأمريكي، تحديداً، ومحاولته الجادة في مجال اختراق وسائل الإعلام ومجالاتها، وتغيير البنى النفسية، والهوية الثقافية وخصوصياتها، وإعادة صياغتها بشكل يتناسب مع الثقافة والهوية الأمريكية.
وفي فيلم «الترقيعة الأخيرة» من إخراج عمر صالح ورفقي عدنان عساف، تجربيي روائي قصير (14 دقيقة)، تمثيل: سامح حجاوي، عمار عمري، كريم زين، محمد شوبكي، ربيع زريقات.. نجد محاولة سينمائية غير مألوفة، من خلال تناول فكرة غريبة، جعلت البعض يعتقد أن هذا الفيلم بمثابة «أول فيلم أردني قصير، من فئة الخيال العلمي»..
وفي الحقيقة يبدو أن هذا الفيلم يتوجه إلى نوع خاص من المشاهدين، هم أولئك الذين يعملون، أو يعرفون المزيد عن «تكنولوجيا المعلومات»، وعالم البرمجيات، والحواسيب، إذ أن حكاية الفيلم تقوم على افتراض اشتعال صراع تكنولوجي بين «Microsoft» ومنظومة «windows»، من جهة أولى، ومجموعة «open source»، وما يتفرع عنها من برمجيات، من جهة أخرى.
فيلم «رجل القرار» إخراج عمر صالح، تجريبي روائي قصير (5 دقيقة). تمثيل: عمر صالح. يقوم أيضاً على مونولوج طويل، من خلال صوت رجل يخبرنا أن أحلى شيء عنده في الدنيا هو أن يتمتع بالمشي في المنتزه، بين الأشجار، خاصة في الربيع، وشمّ الهواء النقي، والتمتع برؤية السماء الزرقاء.. هذه هي الحياة عنده، وهو وفي هذه الحالة كان يمكن له اتخاذ القرار الصحيح!..
كانت الحياة حلوة، حتى أتى أحدهم!.. فانقلبت الأمور رأساً على عقب. لقد كان رجل الفيلم يتخذ القرارات بسرعة، قبل أن يأتي هذا الكائن، ويغزو حياته.. وبالتالي فإن الأمور أخذت في التعقيد منذ أن حضر.. لقد كان رجل الفيلم قبل أن يأتي هذا الكائن يناقش القرارات الصعبة مع «ضميره»، الذي اعتاد أن يسميه «صوت الحق».. كما كان يناقشها مع «شيطانه»، الذي يحب أن يُسمى «صوت البراغماتية»..
هذا الكائن يأتي على هيئة «كاوبوي»!.. استلب من رجل الفيلم الإرادة الحرة، ومنعه من الحوار مع ضميره، ومع شيطانه، على السواء.. «الكاوبوي» غليظ، شاطر بالتهديدات، وإعطاء التعليمات، لرجل الفيلم، دون أن يناقش معه القرارات، التي يجب أن يتخذها..
مرة أخرى، نجد أن فيلم «رجل القرار» يتناول العلاقة بين نحن والآخر، ولكن هذه المرة من خلال محاولة الآخر استلاب الإرادة الحرة، وحق تقرير المصير، للرجل الذي يغدو رمزاً لأمة..
فيلم «الموت بالشوكولاته»، من إخراج عمار قطينة، روائي قصير (3 دقيقة)، تمثيل: سامح حجاوي، حسام حمارنه، سلوى شخشير، سيرين أحمد، ميس حمارنه، ماريان ساحوري، عبير زاهده، يمان جندي.. من الطراز الكوميدي من خلال حكاية طريفة، حيث الدكتور سكر أبو حلاوة، مدير «المؤسسة العربية لإعادة تأهيل المدمنين على تناول الشوكولاته». المؤسسة تأسست عام 2000، وتفاعلت عام 2002. هدفها إعادة تأهيل المدمنين على الشوكولاته في منطقة عمان الكبرى..
يخبرنا الدكتور أبو حلاوة أن تاريخ المشكلة قديم قدم الإنسانية، وبالتحديد منذ بداية اكتشاف الشوكولاته.. كما يتحدث عن نجاح المؤسسة في أعمالها، ولكن هناك بعض الحالات التي لا يمكن السيطرة عليها.. على شريط الصورة نرى البعض يتناول الشوكولاته على الطريقة ذاتها التي يتم عبرها تناول المخدرات.. إنه إدمان الشوكولاته.. لنكتشف الطبيب نفسه يتناول الشوكولاته خلسة..
وتدور أحداث فيلم «رماد» من إخراج ربيع زريقات، روائي قصير (5 دقائق)، تمثيل: مجد حجاوي، عمر صالح، رانيا حداد، ربيع زريقات، محمد سقف.. في جو مخملي تسود عادة ممارسة التدخين القاتل، وتناول المشروبات الأكثر فتكاً بالصحة.. التدخين مستمر، والرماد يتناثر على كل الأشياء.. وأعقب اللفافات الميتة تجد مأوى لها في الكؤوس الشراب..
فيلم «السلاح صاحي» من إخراج أسيل منصور، روائي قصير (11 دقيقة)، تمثيل: عمر محمد، داليا الكوري، خالد أبو نعمة، هيثم العبادي، حازم بيطار.. يتناول حكاية الرجل «سالم»، حيث نراه يتأنق بهدوء، حيث يقوم بحلق ذقنه، ومن ثم يقوم بارتداء لباس عسكري، على أنغام أغنية «خلّي السلاح صاحي» الشهيرة للمطرب عبد الحليم، فيما القهوة بالحليب تعدها زوجته «ندى»..
إنه ينتقل من الحياة المدنية إلى الحياة العسكرية، والزوجة تبدو قلقة على زوجها، فيما هو يحاول أن يمحو قلقها، بأنه ليس الأول، ولا الأخير.. كان أخوه قد ذهب قبله، وزوجته تسأل عما قاله الأخ قبل أن يذهب!..
يخرج «سالم» بعتاده الحربي.. الجار يطلب منه ألا ينساه عندما يصبح بطلاً.. يركب شاحنة ويمضي.. في الشاحنة يسأله مقاتل هل هذه المرة الأولى؟.. فيجيبه: نعم. يسأله: هل أنت خائف؟.. يجيبه: نعم. يذهبان إلى الحرب.. يستشهد الصديق!..
وسنعرف في لحظة مباغتة أن الموضوع ليس إلا تصوير فيلم..
يأتي فيلم «حظ عاثر» من إخراج عمار قطينة، روائي قصير (5 دقيقة)، تمثيل: جون باهر، وطارق غزال.. ناطقاً باللغة الإنكليزية، وهو أمر نراه متكرراً في أكثر فيلم من الأفلام الجديدة التي يقدمها مخرجون أردنيون شباب. في فيلم «حظ عائر» ثمة هندي يتحدث على شريط الصوت، عن تجربته كسائق تاكسي.. وبالتالي فالمؤثرات الصوتية هندية الطراز، أغان وموسيقى..
هي بمثابة مذكرات لهذا السائق الهندي.. ومعاناته في عالم عربي غاضب.. أو هي حكاية سائق اسمه «عبدول».. استعصاءات السير على الطرق المزدحمة، والصراخ المتعالي من العرب، سائقي وراكبي السيارات.. ثمة تساؤل يراود عبدول: ماذا كان سيفعل المهاتما غاندي لو استمع إلى هذه الحكاية؟..
صفعة!.. ومن تراه سيحب المهاتما غاندي عندها؟..
في فيلم «سبب» من إخراج عمرو تركي، روائي قصير (1 دقيقة)، تمثيل: محمد القاق، محمد سقف الحيط.. ثمة مقولة تتلخص في أن ثمة سبب ما يمكن أن يكفي لتقتل شخصاً، مثلاً أن تطلب منه إحضار فنجان قهوة بدون سكر، فيأتي إليك بفنجان مترع بالسكَّر.. في هذا الفيلم الروائي القصير الذي لا يتعدى دقيقة واحدة، نرى رجلاً يخبرنا أنه يعمل في التصميم، يتحدث متأففاً، محبطاً من جدوى ما يفعله في مجال التصميم، ومبرراً لنفسه ما ارتكبه، حيث قتل الرجل الذي لم يمتثل لطلبه في إحضار الفنجان بدون سكَّر!..
أما فيلم «آلام القلب» من إخراج ميس وحسام حمارنة، روائي قصير (4 دقائق)، تمثيل: ميس حمارنة، مرام حمارنة، حسام حمارنة.. والذي تم اختياره لمهرجان مسابقة الإمارات للأفلام 2004، ومهرجان السينما العربية في مونتريال كندا 2005، وبانوراما مهرجان الإسماعيلية الدولي التاسع 2005. فهو يقوم على حديث منفرد، يقدمه كل منها، على نحو منفرد.. هي تتحدث عن رؤيتها للحياة الزوجية، وهو يتحدث عن رؤيته للحياة ذاتها.. كل منهما يمتلك وجهة نظر خاصة به للحياة المشتركة التي يعيشانها..
الزهق والملل، من ناحيتها.. الاستمتاع الهادئ، من قبله.. هو مقبل على الحياة، بطريقته الخاصة، وهي تتأفف من افتقادها للسعادة، على الرغم من حبها له.. المشكلة تكمن في اعتقاد كل منهما أنه يقف على الجانب الصحيح.. وتظهر المشكلة على هيئة شكوى كل منهما من تفاصيل صغيرة في حياتيهما.. مثل أن تنزعج هي من رائحة جوربيه، وأن يجعل هو الحق على أبوها لأنه سمح لها أن تدرس الفلسفة..
وإذ يسأل هو: أين المفاتيح حبيبتي؟.. تسارع هي إلى الجواب: في جيبك حبيبي!.. في دلالة على أن الحياة تستمر رغم كل شيء.
فيلم «3 غيتوات، أرض واحدة» إخراج سهاد الخطيب. وثائقي (12 دقيقة). يتناول الآثار التي خلقها الاحتلال الإسرائيلي على أرض فلسطين، خاصة بسبب الجدار الذي قام بتمزيق المكان الفلسطيني وتفتيته، بينما يؤكد فيلم «صور» لسهاد الخطيب أيضاً، أن الحياة تستمر، ولكن الذكريات عن الرفاق الذين سقطوا مازالت موجود، ومقدسة. وثمة إشارة إلى أن هذا الفلم مهدى إلى الناشطين الأردنيين، الذين كرسوا حياتهم وطاقاتهم لتحسين حياة الآخرين.
فيلم «الجدة اللطيفة» من إخراج يحيى العبد الله، روائي قصير (9 دقائق). يتناول الفيلم قصة شاب يعاني من عقد مترسخة من طفولته، بسبب ترسبات الثقافات السلبية السائدة، كالتخويف من الطبيب، أو من عناصر أخرى، كانت تأتي على شكل قصص، روتها له جدته وهو صغير.
وهكذا نجد أن «تعاونية عمان للأفلام» باتت خلال سنتين من عملها، تتكئ على ثروة من الأفلام السينمائية، المتنوعة المواضيع، والمتفاوتة المستوى والجودة الفنية، ولكنها جميعها محمَّلة بالنوايا الطيبة، والاقتراحات المدهشة، على مستوى تكوين الفكرة، أو صياغتها، وعلى مستوى أساليب السرد، والتعبير البصري.
و«تعاونية عمان للأفلام» من خلال كل ذلك، أخذت وستأخذ مكانتها في تاريخ السينما العربية، باعتبارها تجربة رائدة تستحق التقدير، فضلاً عن الدعم.



#بشار_إبراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسطيني يحضر بموته.. رحيل المخرج مازن غطاس
- عدنان مدانات.. بحثاً عن السينما
- هموم شباب لبنان في صورته السينمائية
- أسئلة شباب السينما المصرية المستقلة
- ثلاث سنوات على حاجز سوردا
- السينما المستقلة في سوريا
- مشاهد من الاحتلال في غزة1973
- ألمودوفار في سينما الرغبات
- فلسطينيات بعيون إسرائيلية
- عطش.. الذات الفلسطينية.. في المرآة السينمائية
- فيلم (ارتجال) لرائد أنضوني.. ميوزيكال دافق من فلسطين إلى فرن ...
- هل تصلح الناقدة السينمائية ما أفسده المدير التلفزيوني؟..
- في «القارورة» لديانا الجيرودي.. «بضع حكايات» عن المرأة والحر ...
- قبلتان.. على اسم برهان علوية
- عن المخرج جان شمعون
- عبد الله المحيسن والسينما السعودية
- عن فيلم «الجنة الآن» للمخرج هاني أبو أسعد


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشار إبراهيم - تعاونية عمان للأفلام.. سينما الشباب في الأردن