أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حبيب مال الله ابراهيم - وسائل التواصل الاجتماعي… جسر يوحد اللهجات والثقافات














المزيد.....

وسائل التواصل الاجتماعي… جسر يوحد اللهجات والثقافات


حبيب مال الله ابراهيم
أكاديمي وباحث في مجال علوم الإعلام والصحافة

(Habeeb Ibrahim)


الحوار المتمدن-العدد: 8425 - 2025 / 8 / 5 - 01:48
المحور: الصحافة والاعلام
    


لم تعد الحدود الجغرافية أو اختلاف اللهجات حاجزاً أمام تواصل الشعوب. بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، صار الحديث بين شاب من الدار البيضاء او القاهرة وآخر من بغداد أو صنعاء أمراً طبيعياً، كما لو كانوا أبناء حي واحد. في العالم العربي، انتقلت الكلمات والعبارات من لهجة إلى أخرى بسرعة قياسية، وانتشرت وصفات الأكلات المحلية من الخليج إلى المغرب العربي، بل وازدادت حالات الزواج العابر للحدود نتيجة هذا التقارب الافتراضي.
وفق استطلاع مؤشر الرأي العربي لعام 2022، يرى أكثر من ثلثي المشاركين أن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الثقافة والمجتمع إيجابي، رغم اختلاف حجم هذا التأثير من بلد لآخر. ومن الأمثلة البارزة، الانتشار الواسع للأغاني القصيرة عبر تيك توك، حيث بات من المألوف أن تسمع أغنية باللهجة المصرية أو اللبنانية في شوارع الجزائر والخرطوم ونواكشوط، والعكس صحيح، في مشهد يعكس اندماجاً ثقافياً غير مسبوق.
المشهد ليس عربياً فقط. ففي العالم التركي، الممتد من إسطنبول إلى باكو وعشق آباد وطشقند، باتت المسلسلات التركية أقوى أداة لتوحيد الذائقة الشعبية. تركيا، التي أصبحت ثاني أكبر مصدر للمسلسلات عالمياً، صدرت في عام 2022 نحو 100 مسلسل إلى أكثر من 150 دولة. دراسة حديثة أظهرت 44% من السياح العرب الذين زاروا تركيا فعلوا ذلك لأول مرة بعد متابعتهم المسلسلات التركية، بينما 26% منهم شاهدوا أربعة مسلسلات أو أكثر حتى النهاية.
لكن الدراما ليست وحدها من تقوم بهذا الدور؛ فالشباب من الدول الناطقة بالتركية ينشطون بكثافة على منصات مثل تيك توك وإنستغرام، لإنتاج فيديوهات قصيرة مشتركة يقارنون فيها بين لهجاتهم المختلفة، ويشرحون معاني الكلمات، ويعرضون الفروق في العادات والتقاليد. من أشهر الأمثلة مقاطع تحدي اللهجات التي يتبادل فيها الأتراك والأذربيجانيون العبارات اليومية ويكشفون التشابه والاختلاف، وهي فيديوهات لاقت رواجاً واسعاً على يوتيوب وتيك توك. كما يبرز صانع المحتوى التركي من أصول أذربيجانية يوسف أكتاش المعروف والمغنية الأذربيجانية ناهيده باباشلي التي تلقى مقاطعها الغنائية باللهجة المحلية لباكو متابعة واسعة في تركيا.
وفي العالم الناطق بالإسبانية، لعبت الموسيقى والدراما دوراً مشابهاً. أغنية “Despacito” للفنان البورتوريكي لويس فونسي، مثلا، تجاوزت 8 مليارات مشاهدة على يوتيوب، وأصبحت معروفة من مدريد حتى بوينس آيرس، ما جعل كلماتها تتردد في كل الدول الناطقة بالإسبانية. وعلى نتفليكس، حقق المسلسل الإسباني البروفيسور شعبية جارفة في أميركا اللاتينية، حتى أن معدلات السياحة إلى إسبانيا ارتفعت بعد 2019 نتيجة هذا التأثير الثقافي.
أما في العالم الفرانكوفوني، فقد تحولت الأغاني الفرنسية الممزوجة باللهجات المغاربية إلى ظاهرة ثقافية. فنانون مثل ماستر جيمس وسولكينغ جمعوا بين الفرنسية والعربية في أغان تجاوزت ملايين المشاهدات على يوتيوب، لتصبح مشهورة في باريس والجزائر وتونس والمغرب على حد سواء. كما تشكل المهرجانات السينمائية الكبرى، مثل مهرجان كان في فرنسا، منصات تلتقي فيها إبداعات من أوروبا وأفريقيا والمغرب العربي، ما يعزز الروابط الثقافية بين الشعوب الناطقة بالفرنسية.
من اللهجات العربية والأغاني القصيرة على تيك توك، إلى المسلسلات التركية وتحديات اللهجات على إنستغرام، وصولاً إلى أغاني الريغيتون والمسلسلات الإسبانية، والراب الفرانكوفوني الممزوج بالعامية المغاربية، باتت وسائل التواصل الاجتماعي تنتج ثقافة عابرة للحدود. اليوم، يمكن لأغنية أو مسلسل أو فيديو قصير أن يجمع ملايين الناس حول العالم، مهما فرقتهم الجغرافيا.



#حبيب_مال_الله_ابراهيم (هاشتاغ)       Habeeb_Ibrahim#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انهيار النخب: حين يسقط الوهم وتنكشف الحقيقة
- أقاليم للأقليات… أم أوطان تتسع للجميع؟
- تركيا بعد حزب العمال الكردستاني: معالم مرحلة جديدة وتحولات إ ...
- علم التربية الإعلامية Medienpädagogisch
- كيف يُمكن للإعلام أن يُضّر الأطفال
- السينما والدراما المصرية، الى أين؟
- الرأي العام
- المُساءلة الإعلامية
- ثورة الإعلام الترفيهي
- أمين المَظالِم الصحفي
- جيل وطني من المهد
- -اصفع والدك-، -اطمع في زوجة جارك-، -تطاول على الأنبياء-: نكت ...
- قوة وتأثير وسائل الاعلام في المانيا
- هل وسائل التواصل الاجتماعي سيئة بالنسبة لنا؟
- البيت القديم
- عقدة الذنب الالمانية
- تحالفات الشرق الأوسط الحديدة
- قطرات الندم
- إستقلال إقليم كوردستان .. سيناريوهات ومواقف
- توازن القوى في الشرق الأوسط


المزيد.....




- مصدر لـCNN: وزيرة العدل الأمريكية توجه بالتحقيق مع مسؤولين ف ...
- مصدر يكشف لـCNN موقف المؤسسة العسكرية الإسرائيلية من -توسيع ...
- القضاء الإسرائيلي يجمّد قرار حكومة نتنياهو بعزل المدعية العا ...
- ديمقراطيون يوجّهون رسالة إلى إدارة ترامب تطالب بالاعتراف بال ...
- هل تحدث زيارة ويتكوف لروسيا اختراقا لإنهاء حرب أوكرانيا؟
- الدعم السريع في الرمق الأخير
- عندما يصبح الحليب سلاحا محظورا.. غضب بالمنصات على موت أطفال ...
- ما أسباب تفوق الجزائر على أوغندا في كأس أفريقيا للمحليين؟
- الاستخبارات التركية توصي ببناء الملاجئ والاستعداد للحرب مع إ ...
- طحالب قادمة من المحيط الهادي تغزو شواطئ بالجزائر


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حبيب مال الله ابراهيم - وسائل التواصل الاجتماعي… جسر يوحد اللهجات والثقافات