أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حبيب مال الله ابراهيم - قوة وتأثير وسائل الاعلام في المانيا















المزيد.....

قوة وتأثير وسائل الاعلام في المانيا


حبيب مال الله ابراهيم
(Habeeb Ibrahim)


الحوار المتمدن-العدد: 6053 - 2018 / 11 / 13 - 19:13
المحور: الصحافة والاعلام
    


بقلم كريستيان كلينك (صحفي الماني وباحث في قسم الصحافة بالجامعة الكاثوليكية في إيشستات إنغولشتات). مقالة باللغة الألمانية
ترجمة د.حبيب مال الله ابراهيم
لأكثر من عشر ساعات في اليوم، يستخدم المواطن الألماني وسائل الإعلام المتمثلة بالصحف والمجلات والكتب المطبوعة والالكترونية وبرامج الراديو والتلفزيون والتسجيلات الصوتية والألعاب (بلي شتيشن وإكس بوكس) والإنترنت. عشر ساعات في اليوم لرجل في متوسط العمر، يعني أنه يقضي 32 عاماً من عمره في استخدام وسائل الإعلام. تقضي النساء سنتين إضافيتين اَي 34 عاماً. بالطبع، يجب على المرء أن يضع في الإعتبار ان هناك مشاهدين كبار في العمر لا يهتمون كثيراً بوسائل الاعلام، وهناك أشخاص تعودوا على الاستهلاك المتوسط لوسائل الإعلام. بالإضافة إلى ذلك، هنالك من يقومون بقراءة الصحف أثناء تناول الفطور، ويشاهدون اخبار التلفزيون أثناء تناول العشاء، او يقوممو اثناء السياقة باستخدام (قارئ الكتب) (Lesegerät)، كما يستمعون الى برامج الراديو في السيارة.
استولت وسائل الإعلام على حياتنا اليومية، اذ تُستخدم هذه الوسائل من قبل جميع الفئات العمرية والمستويات التعليمية والاجتماعية، رُغم وجود اختلافات، لا سيما فيما يتعلق باختيار المحتوى. ازدادت مدة استهلاك وسائل الإعلام بشكل مطرد، فقبل عشرين عاماً كان متوسط استهلاك وسائل الاعلام يزيد قليلاً عن ست ساعات في اليوم.
تتدخل وسائل الإعلام بنشاط في المجتمع: فهي تعطي للقوى السياسية فرصة للدفاع عن آرائها، وتساعد في العثور على المجرمين، وجمع التبرعات في الكوارث الإنسانية، وتتحقق من خدمات الفنادق. تؤثر وسائل الإعلام على إدراكنا للواقع. "ما نعرفه عن المجتمع، بل عن العالم الذي نعيش فيه، مصدره وسائل الإعلام". يقول الفيلسوف وعالم الاجتماع الامريكي (نيكلاس ليما): "لم نعد ننتظر رسول يأتي على ظهر الخيل بفارغ الصبر ليجلب لنا الأخبار من بعيد؛ فالأخبار تتدفق باستمرار ومن كل مكان. يجب أن نغلق وسائل الاعلام وهرب على الفور إلى مكان هادئ للابتعاد عن رسائل وسائل الاعلام اذا أردنا".
لقد حدث تطور في وسائل الإعلام بامتداد التاريخ الإنساني، طبقاً لأبعاده الزمنية والمكانية؛ ظهرت في مدينة لايبزغ بالمانيا أول صحيفة في العالم عام 1650 وسرعان ما انتشرت الصحف في العالم. وظهر اول بث إذاعي حي عام 1920. في عصر القنوات الإخبارية والإنترنت، لم يعد هناك موعد نهائي للتحرير: فعندما كانت الطائرة المختطفة الثانية في 11 سبتمبر 2001 في طريقها الى مركز التجارة العالمي في نيويورك، كانت محطات التلفزيون تنقل الحدث مباشرة وكان بالإمكان رؤية الصور أيضًا على الجانب الآخر من الكرة الأرضية دون تأخير.
يستطيع الانسان في كل مكان استلام ما تبثه وسائل الاعلام في الوقت نفسه. باستطاعة القرّاء تصفح الجرائد والمجلات ومواقع الإنترنيت في أي مكان من العالم: على مقعد في الحديقة، في السرير، في الطائرة. يستطيع جيل الشباب المولعين بالتكنولوجيا استهلاك جميع وسائل الاعلام باستخدام الهاتف المحمول لأدائه وظائف مختلفة. أصبح التعامل مع وسائل الإعلام أمرًا شائعًا وطبيعيًا بالنسبة لنا.
ماذا تفعل وسائل الإعلام؟
يعد مصطلح "وسائل الإتصال" متعدد الاستخدامات؛ وسائل الاتصال بالمعنى الواسع هي كل الوسائل اللازمة للاتصال الإنساني، مثل الكلام واللافتات، فضلا عن ناقلات المواد، من لوحات الكهوف إلى شبكات البيانات والحاسبات الصغيرة. أما وسائل الإعلام فهي قنوات الاتصال الجماهيري التي انتشرت بسرعة منذ اختراع الطباعة الى اليوم. كان الابتكار التقني والعمليات الاجتماعية مثل محو الأمية وانتشار الديمقراطية والتحضر والتصنيع بمثابة محرك للثورة الإعلامية.
قدم (جيرهارد ماليتزكي) تعريفاً للاتصال الجماهيري وهو الأكثر شيوعًا في الدراسات الإعلامية؛ "هو الشكل الذي يتم فيه نشر البيانات بشكل علني، من خلال الوسائل التقنية، بشكل غير مباشر ومنفرد لجمهور مشتت". يشير ذلك إلى الميزات الأساسية لوسائل الإعلام:
1.يصل المحتوى، الذي يتم نشره عن طريق الكتابة أو الصورة أو الصوت، إلى عدد غير محدد من الأشخاص، أي المتلقين.
2.توجد مسافة مكانية أو زمانية أو زمانية زمانية بين طرفي الاتصال؛ يتم استبعاد تغيير الأدوار بين المرسل والمستلم.
وبمساعدة هذا التحديد، يمكن تمييز وسائل الإعلام بسهولة عن الاتصالات الفردية التي لها بُعد شخصي. في الشبكة العنكبوتية، الاتصال الفردي والجماهيري ينموان معا. في وسائل التواصل الاجتماعي مثل "الفيس بوك" ، يقوم المستخدمون بترك الرسائل على "صفحاتهم" الشخصية، والتي غالباً ما تكون موجهة لصديق محدد. حتى لو كان الاتصال فردي ومحدد بشكل لا لبس فيه. لكن مع ذلك، فإنهم يمتلكون شخصية المتصل الجماهيري، وهذا هو الوقت الذي يستطيع فيه أي شخص قراءة هذه الرسالة. اذ يمكن للمتلقي بسهولة أن يقوم بدور المرسل.
وسائل الإعلام تستوفي الوظائف المنسوبة إليها في مجتمع ديمقراطي. هناك فرق بين الوظائف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. تتمثل الوظيفة المركزية لوسائل الاعلام بنقل المعلومات. يجب أن تضمن وسائل الإعلام أن يفهم الناس السياقات السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو البيئية، وأن يفهموا الديمقراطية وأن يكونوا على دراية بالسياسة حتى يتمكنوا من المشاركة بأنفسهم. ولكي يكون الأمر كذلك، يجب على وسائل الإعلام أن تقدم تقارير كاملة قدر الإمكان، بشكل موضوعي ومفهوم.
تتمثل وظائفها الاجتماعية بالتواصل بين أنماط السلوك والأدوار والمعايير والقيم الاجتماعية. فهي تساعد الناس على إيجاد طريقهم في عالم يزداد تعقيدًا. وأخيرا وليس آخرا، يجب على المستخدمين الاسترخاء بمساعدة وسائل الإعلام ونسيان هموم الحياة اليومية. كما تتمثل المهام الاقتصادية لوسائل الإعلام بنقل المعرفة التي تساعد المستهلكين على اتخاذ قرارات الشراء.
في معظم الأحيان، تتم مناقشة المهام السياسية لوسائل الاعلام من قبيل وسائل الإعلام ودورها في ترويج الدعاية السياسية. يتطلب اتخاذ القرارات السياسية من قبل المواطنين أن تقوم الأحزاب وجماعات المصالح بتقديم ومناقشة مواقفهم. تنقل وسائل الإعلام أيضا المزاج السياسي للمواطنين. بالإضافة إلى ذلك، لوسائل الاعلام وظيفة النقد والمراقبة. تجعل وسائل الإعلام من الممكن انتقاد حكام السلطة بالتعبير عن آراء المجاميع السياسية ومجموعات المصالح الأخرى، كما تنتقد وسائل الإعلام الأوضاع السائدة من خلال التحقيق في المظالم واكتشافها والتعليق عليها. لهذا السبب يتحدث المرء عن وسائل الإعلام كـ "قوة رابعة".
لكي تؤدي وسائل الإعلام هذه المهام بانصاف، يجب أن يكون الصحفيون أحراراً في البحث والنشر. تعتبر حرية الصحافة من التشريعات المهمة التي تم تضمينها في القانون الأساسي منذ تأسيس جمهورية ألمانيا الاتحادية. تتحدث قوانين الصحافة عن "المهمة العامة" وهي مهمة جمع ونشر الأخبار المتعلقة بالحياة العامة، أو اتخاذ المواقف، أو توجيه الانتقاد، أو المشاركة بطريقة أو أُخرى في تكوين الرأي. لكن في ديمقراطيتنا، تكون الدولة أقل تقييدًا لحرية الصحافة. فبدلاً من ذلك، تمنع القيود الاقتصادية وسائل الإعلام من تحقيق وظائفها الاجتماعية على النحو الأمثل.
-من الذي يدير وسائل الإعلام في المانيا؟
عندما تفاوضت القوى المنتصرة في الحرب العالمية الثانية على نظام إعلامي جديد لمناطق احتلال ألمانيا الغربية، اتفقت على تبني نموذج هيئة الإذاعة البريطانية BBC. أي خدمة البث العام وليست المملوكة للدولة، ولكنها مدعومة من قبل عامة الناس وممولة من جميع المستمعين والمشاهدين مقابل رسوم، والتي تبلغ حاليًا 17.98 يورو شهريًا لجهاز راديو وتلفزيون للأسرة الواحدة في المانيا، أو ما يزيد مجموعه عن 7 مليارات يورو في السنة يتم توزيعها على المؤسسات الإعلامية حسب كثافة جمهورها.
هنالك العديد من مراكز البحوث والهيئات التي تقيم رسائل وسائل الاعلام، اذ هنالك مراكز تقيس تأثير وسائل الاعلام. في البداية كان Landesrundfunkanstalten الهيئة الوحيدة للبث الاعلامي. بالإضافة إلى برامجها الإذاعية قامت بتأسيس قناة ARD لبث برامج تلفزيونية ابتداء من عام 1952. وتأسس التليفزيون الألماني الثانيZDF عام 1963. اليوم، هناك مجموعة كبيرة من القنوات الإذاعية والتلفزيونية في ألمانيا. تمتلك المؤسسات العامة 22 قناةً تلفزيونية، بما في ذلك القنوات المتخصصة التي تركز على التقارير الثقافية والأخبار أو على مجموعة مستهدفة محددة، مثل الأطفال. هناك أيضا العشرات من القنوات التلفزيونية الخاصة التي تبث برامجها باللغة الألمانية من ألمانيا وخارجها (سويسرا والنمسا لان المواطنون يتحدثون اللغة الألمانية)، والتي يمكن استقبال بثها في ألمانيا.
تتنافس قنوات ARD و ZDF و RTL فيما بينها، وقد حصلت هذه القنوات الثلاث على حصة سوقية تتراوح بين 12.5٪ و 14٪ في السنوات الأخيرة وتبلغ حصة قناة Sat.1 حوالي10٪.
تضم مجموعة قنوات RTL ، وهي شركة تابعة لشركة Bertelsmann الإعلامية العملاقة عدة قنوات تلفزيونية هي: RTL و RTL II و Vox و Super RTL و n-tv. تملك عائلة المحطة الثانية قنوات: Sat.1 و ProSieben و Kabel eins و N24 و 9Live. كانت هذه القنوات تعود في السابق إلى الإمبراطور الإعلامي ليو كيرشز، الذي كان قد حقق الكثير من المكاسب في تجارة الأفلام.
تمتلك المحطات التلفزيونية الخاصة نسبة أقل من برامج الأخبار ضمن الوقت الكلي للبرامج. في Sat.1 ، تم بث حوالي 60٪ من الترفيه الخيالي وغير الخيالي عام 2008، و 35٪ في قناة ZDF. تجذب الأفلام المزيد من المشاهدين الشباب. يمكن مشاهدة التقارير السياسية بشكل رئيسي في قناتي ARD و ZDF، في حين أن قناتي RTL و Sat.1 تركزان على مجلات التابلويد أو ما تسمى بـ docusoaps - والافلام الوثائقية والتقارير عن الأشخاص الذين يتعاملون مع المشاكل اليومية.
حتى في الصحافة الالمانية، لا تزال آثار السياسة الإعلامية للحلفاء ظاهرة الى اليوم. حتى عام 1949، كانت قوات الاحتلال لها الحق بالموافقة على منح التراخيص لاصدار الصحف والمجلات. العديد من الصحف المرخصة مثل: „Süddeutsche" و Die Welt و Bild و "Frankfurter Rundschau" لا تزال من الصحف اليومية المهمة على المستوى الوطني. اليوم هناك صحف إقليمية ذات توزيع كبير ايضا مثل "Westdeutsche Allgemeine Zeitung" (WAZ) ، و "Rheinische Post" و "Stuttgarter Zeitung". على عكس فرنسا وبريطانيا العظمى، لا تتركز الصحف الرئيسة في جمهورية ألمانيا الاتحادية في العاصمة برلين، بل موزعة على جميع الولايات الفيدرالية.
في ألمانيا، هنالك 1511 صحيفة، من صحيفة „Bild“ التي تصدر بثلاثة ملايين نسخة يومياً إلى "Ostheimer Zeitung" ، والتي تصدر ب 800 نسخة. برز العديد من دور النشر من خلال عمليات الاستحواذ على شركات الإعلام الكبرى. تمتلك خمس دور نشر في ألمانيا حصة في السوق الاعلامية تبلغ 45%. تقف دار نشر Axel Springer في المقدمة، وتصدر صحف Bild" و Die Welt و ، "Hamburger Abendblatt" و "Berliner Morgenpost" و التابلويد "B. Z." وعدد من الصحف البارزة الأخرى. نمت دار نشر (سودويدا دويتش مدينينينغ)، التي يقع مقرها في شتوتغارت، لتصبح ثاني أكبر دار للصحافة في ألمانيا. وتصدر مجموعة من الصحف الإقليمية هي "Stuttgarter Zeitung" و "Rheinpfalz" و "Südwestpresse" بالإضافة إلى "Süddeutsche Zeitung" التي تم شراؤها. ومن دور النشر الكبيرة الأخرى دار نشر "WAZ" في مدينة إيسن، ودومونت شاوبرغ في كولونيا ، وإيبن في ميونيخ، وهولتسبرينك في شتوتغارت.
في نهاية عام 2009، بلغ مجموع توزيع الصحف اليومية 20 مليون نسخة يتم بيعها في ألمانيا والنمسا وسويسرا. فيما يتعلق بكثافة قراءة الجريدة، تحتل ألمانيا مرتبة وسطى في المقارنة الدولية. يقرأ الاسكندنافيون واليابانيون الكثير من الصحف بينما تقل نسبة القراءة في الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا.
إن سوق المجلات في ألمانيا يقتصر على عدد قليل من دور النشر. على الرغم من وجود أكثر من 2000 مجلة مختلفة من حيث محتوياتها وأحجامها. ومع ذلك، فإن الشركات الأربع هي Bauer و Burda و Springer و Gruner + Jahr ولديها حصة سوقية تزيد عن 60%. تصدر عن دار نشر Gruner 68 مجلة، وأكثر من 300 كتاب.
يجب التمييز بين عناوين المجلات العامة أو المجلات النسائية او المجلات الخاصة التي تهتم بنشر الموضوعات في مجال واحد، ومجلات الاهتمامات الخاصة التي تغطي موضوعًا واحدًا فقط. مجلة التصميم الداخلي "الذين يعيشون في المنزل" تُباع منها نسخ كثيرة في المانيا أكثر من المجلة الإخبارية "دير شبيجل" التي تُباع منها أكثر من مليون نسخة. اكثر مجلة تُباع في أوروبا، مع 13.5 مليون نسخة، هي مجلة "عالم السيارات" الصادرة عن الجمعية الألمانية للسيارات (ADAC). ومع ذلك، لا يتم بيع نسخها في المكتبات ولكن يتم تسليمها إلى كل عضو من أعضاء ADAC مجانًا.
-ما القوة التي تتمتع بها وسائل الإعلام؟
كانت تأثيرات وسائل الإعلام في مجتمعنا رُغم دراستها وقياسها موضع خلافات. كانت الكنيسة واحدة من منتقدي وسائل الإعلام في القرون السابقة. وصف البابا بيوس التاسع في القرن التاسع عشر الصحافة ب "المغرورة والكاذبة والقائمة على إغواء الناس" وحذر من تأثيرهم الشرير وتقويض أسس الدين والمجتمع.
منذ بداية القرن العشرين، تناولت الدراسات الاعلامية الآثار التي تُخلفها وسائل الإعلام. في البداية، كان من المفترض أن يكون للإعلام تأثير قوي وفقاً لنموذج السبب والنتيجة، ولكن سرعان ما أظهرت الدراسات الاعلامية أن هناك عوامل كثيرة جدًا تتعلق بالمستهلك الاعلامي، مثل مستوى التعليم أو الاهتمام.
تم قياس مثل هذه التأثيرات الإعلامية لمعرفة تاثير الافلام الدعائية المحتمل في رأي أو معرفة الجمهور في المواضيع. هنالك آراء تؤكد ان وسائل الإعلام لا تستطيع تغيير موقف الناس، بدلا من ذلك تقوم بتعزيز الآراء الموجودة. إذن، لا يؤثر الإعلام كثيراً على ما يفكر به الجمهور حول مختلف القضايا.
يتمثل مجال آخر من مجالات البحث بالتأثير السياسي للإعلام، والذي لا ينبغي الخلط بينه وبين وظائفه السياسية. إذن هناك نظريات حول كيف أن نشر نتائج الاستطلاع قبل الانتخابات يغير موقف المواطنين ونتائج التصويت. حتى يومنا هذا، ما زالت المناقشة تدور مراراً وتكراراً، حول التأثير في تصوير العنف في وسائل الإعلام على المتلقين. ينصب التركيز الرئيسي على الوسائط المرئية مثل أفلام الخيال أو ألعاب الكمبيوتر. بعد تجاوزات العنف مثل موجة القتل لطالب سابق في صالة غوتنبرغ للألعاب الرياضية في إرفورت في عام 2002 ، هناك جدل دائم حول ما إذا كان يجب حظر الألعاب المزعومة مثل الألعاب التي يمتلكها مرتكب إرفورت. من ناحية ، تنص النظريات على أن تصوير العنف في وسائل الإعلام يخلق القلق، وبالتالي يثبط الرغبة في التصرف بقوة. كما يمكن تخفيف حدة التوتر، وبالتالي تقليل الرغبة في استخدام العنف.
في الآونة الأخيرة، كان لبرنامج تلفزيوني في جورجيا عواقب وخيمة في نشر الذعر بين السكان بتسببها في خلق حالة من الهلع، اذ عرض التلفزيون الذي تسيطر عليه الدولة صورا لجنود روس قادمين في الساعة الثامنة مساء أي في وقت الذروة في منتصف مارس وذكروا أن الرئيس الجورجي قد مات. ركض الناس إلى الشوارع، وكانوا مذعورين، وكانت خدمات الطوارئ في حالة استعداد. ماتت امرأة بسبب قصور في القلب.
في الواقع، كانت الصور من أرشيف حرب القوقاز التي وقعت في أيلول من عام 2008، والتي عرضتها القناة في صورة مجمعة وفي الوقت نفسه أعطت الانطباع بأن كل شيء كان على قيد الحياة. كان من الواضح أن هذا كان يهدف الى استفزاز موسكو. لذلك كان للتجربة تأثير هائل، لأن ذاكرة الهجوم العسكري ما زالت حية بين السكان المحليين وما زال الخوف له وجود في العقل الباطن.
في هذا الصدد، لا يمكن مقارنة هذا الحادث إلا بشكل جزئي فقط ببرنامج "The War of the Worlds" التي كتبه أورسون ويلز ، والذي تم بثه عام 1938 في احدى محطات الاذاعة الأمريكية. كان حول غزو أجنبي للأرض. وفقا لتقارير الصحف، يقال إنه كانت هناك ذعر بين السكان. لكن الذعر الجماعي المزعوم هو أسطورة.

Literaturhinweise:
Roland Burkart: Kommunikationswissenschaft. Grundlagen und Problemfelder. Umrisse einer interdisziplinären Sozialwissenschaft. 4. Aufl. Wien, Köln 2002.
Michael Jäckel: Medienwirkungen. Ein Studienbuch zur Einführung. 3. Aufl. Wiesbaden 2005.
Niklas Luhmann: Die Realität der Massenmedien. 2. Aufl. Opladen 1996.
Gerhard Maletzke: Psychologie der Massenkommunikation. Theorie und Systematik. Hamburg 1963.
Media Perspektiven Basisdaten. Daten zur Mediensituation in Deutschland 2009. Frankfurt (Main) 2009.
Hermann Meyn: Massenmedien in Deutschland. Konstanz 2004.
Heinz Pürer/Johannes Raabe: Presse in Deutschland. 3. Aufl. Konstanz 2007.



#حبيب_مال_الله_ابراهيم (هاشتاغ)       Habeeb_Ibrahim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل وسائل التواصل الاجتماعي سيئة بالنسبة لنا؟
- البيت القديم
- عقدة الذنب الالمانية
- تحالفات الشرق الأوسط الحديدة
- قطرات الندم
- إستقلال إقليم كوردستان .. سيناريوهات ومواقف
- توازن القوى في الشرق الأوسط
- العقول العراقية المهاجرة
- الثقافة العربية في زمن الثورات والحروب
- دولة كوردستان ... من الحلم الى الواقع
- الفكر المتطرف في كوردستان!
- مذكرات د.زهدي الداوودي
- 6 قصص قصيرة جدا
- التشريعات الموروثة من الحقبة السابقة وأثرها في حرية الصحافة
- الإعلام والسياسة
- الاسلام السياسي وأزمة التظرف الفكري!
- قضية اليهود
- مستقبل الصحافة الورقية
- أدب المعارك
- غزو الفضاء


المزيد.....




- كينيا: إعلان الحداد بعد وفاة قائد الجيش وتسعة من كبار الضباط ...
- حملة شعبية لدعم غزة في زليتن الليبية
- بولندا ترفض تزويد أوكرانيا بأنظمة الدفاع الجوي -باتريوت-
- إصابة أبو جبل بقطع في الرباط الصليبي
- كيم يعاقب كوريا الجنوبية بأضواء الشوارع والنشيد الوطني
- جريمة قتل بطقوس غريبة تكررت في جميع أنحاء أوروبا لأكثر من 20 ...
- العراق يوقّع مذكرات تفاهم مع شركات أميركية في مجال الكهرباء ...
- اتفاق عراقي إماراتي على إدارة ميناء الفاو بشكل مشترك
- أيمك.. ممر الشرق الأوسط الجديد
- ابتعاد الناخبين الأميركيين عن التصويت.. لماذا؟


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حبيب مال الله ابراهيم - قوة وتأثير وسائل الاعلام في المانيا