همام قباني
الحوار المتمدن-العدد: 8424 - 2025 / 8 / 4 - 00:29
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
تمرّ علينا اليوم الذكرى الحادية عشرة للإبادة الجماعية التي ارتكبها تنظيم دXعش الإرهــ×ــابي بحقّ شعبنا الإيزيدي الأعزل، في آب عام 2014، حين ارتُكبت واحدة من أبشع الجــ×ـرائم في التاريخ المعاصر، جريمة لا تليق بها إلا مفردات الدم والعار، جريمة حملت طابع التطهير العرقي والديني والجندري، في صمت دولي مخزٍ وتواطؤ إقليمي مفضوح.
لقد تمّت محاصرة آلاف العائلات الإيزيدية، قُتل الرجال بدم بارد، وسُبيت النساء كما لو أننا عدنا إلى عصور النخاسة، وتم بيعهن في أسواق الرقيق، وتعرّضن لأبشع أشكال العنف الجنسي والجسدي والنفسي، واختُطف الأطفال وأُجبروا على اعتناق فكر دXعش المريض، وتم غسل أدمغتهم وسلخهم عن هويتهم.
لقد استُبيح الجسد الإيزيدي لأن الدولة فشلت في حمايته، ولأن الحكومة العراقية كانت غائبة عن سنجار، لا تسأل ولا تبكي، ولم تكن تملك من السيادة إلا الخطابات الفارغة.
بعد أحد عشر عاماً، ما زالت الجراح تنزف، وما زالت المقابر الجماعية تُكتشف بين الحين والآخر، وما زال المئات من النساء والأطفال في عداد المفقودين، دون أن تتحرك آلة الدولة بما يليق بحجم هذه الفاجعة. نطالب اليوم، وبصوت عالٍ لا يحتمل التأجيل، أن تقوم الحكومة العراقية، وبشكل عاجل، بـ:
تعويض الناجين مادياً ومعنوياً، فالإبادة لا يُكتفى معها بصندوق رمزي أو كلمات إنشائية، بل نحتاج إلى عدالة انتقالية حقيقية تُعيد الكرامة والحق.
الكشف عن مصير المفقودين، خصوصاً النساء والفتيات اللائي اختطفن قسراً، ونُحمل الحكومة مسؤولية تقاعسها عن هذه المهمة الأخلاقية والإنسانية . محاسبة المسؤولين عن الإهمال الأمني والسياسي الذي سبق فاجعة سنجار، والضغط على القوى المتصارعة التي تجرّ سنجار إلى حروب نفوذ لا تمتّ بصلة لمعاناة أهلها.
إنّ سنجار اليوم ليست مجرد جغرافيا منسية، بل شاهدة على كل الفشل المركّب للدولة العراقية، وعلى صمتنا جميعاً، وعلى عجزنا الأخلاقي في نصرة الضحايا الحقيقيين .. الإيزيديون ليسوا ملفاً يُفتح فقط في المناسبات، بل هم جرح مفتوح في الجسد العراقي، لا تندمل آلامه إلا بالحقيقة والمحاسبة والعدالة، وكل صمت عن ذلك هو شراكة في الجريمة.
#همام_قباني (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟