أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - همام قباني - لا تُقارنوا المتنبي بمُطبّلي العصر!














المزيد.....

لا تُقارنوا المتنبي بمُطبّلي العصر!


همام قباني

الحوار المتمدن-العدد: 8198 - 2024 / 12 / 21 - 20:47
المحور: الادب والفن
    


يُكثرُ الباحثون عن ذرائع واهية، كمن يبحث عن شيء في الماء العكر، من عقد مقارنات زائفة بين زمن المتنبي وسيف الدولة، وزمن شعراء القصور الفارهة الذين يُطبّلون للأنظمة الاستبدادية في عصرنا الحالي هذه المقارنة تُعدّ مغالطة كبيرة وسطحية يعتمد عليها من يتوهمون وجود تشابه بين العصرين فزمن المتنبي وسيف الدولة يختلف اختلافًا جوهريًا عن زمن شعراء العصر الحالي الذين يُسبّحون بحمد الأنظمة الدموية ويمكن توضيح هذا الاختلاف من عدة جوانب منها طبيعة السلطة كانت سلطة سيف الدولة، على الرغم من كونها سلطة أمير، محدودة نسبيًا مقارنة بالسلطات المطلقة التي تتمتع بها الأنظمة الاستبدادية الحديثة. كان سيف الدولة جزءًا من نظام حكم إقطاعي، تحكمه أعراف وتقاليد تحد من سلطته الفردية أما الأنظمة الاستبدادية الحديثة، فتعتمد على أجهزة قمعية حديثة وأيديولوجيات شمولية تمنحها سيطرة كاملة على المجتمع ، وسائل الإعلام والاتصال: لم تكن وسائل الإعلام والاتصال في زمن المتنبي بالتعقيد والانتشار الذي هي عليه الآن كان الشعر هو الوسيلة الرئيسية للتعبير والتأثير في الرأي العام أما في العصرنا الحديث ، فتسيطر الأنظمة الاستبدادية على وسائل الإعلام المختلفة، من تلفزيون وصحف وإنترنت، لتوجيه الرأي العام ونشر دعايتها.
طبيعة العلاقة بين الشاعر والسلطة
كانت العلاقة بين المتنبي وسيف الدولة علاقة ندية، يشوبها التوتر أحيانًا كان المتنبي شاعرًا فذًا يتمتع بمكانة اجتماعية مرموقة، ولم يكن مجرد مُطبّل للسلطان أما شعراء العصر الحديث، فغالبًا ما يكونون مجرد أدوات في يد السلطة، يُنفذون أوامرها ويُروجون لسياستها دون أي اعتبار لقيمة الشعر أو دوره الحقيقي.

اما عن السياق التاريخي والثقافي

عاش المتنبي في عصر ازدهار الحضارة العربية ، في حين يشهد عصرنا المسمى بالحديث صراعات وتحديات مختلفة تمامًا. هذا الاختلاف في السياق التاريخي والثقافي يؤثر بشكل كبير على طبيعة الشعر ودوره في المجتمع ،و بناءً على هذه الاختلافات الجوهرية، فإن عقد مقارنة بين المتنبي وسيف الدولة وشعراء البلاط في العصر الحديث يُعدّ تزييفًا للتاريخ وتسطيحًا للواقع فالمقارنة الصحيحة يجب أن تأخذ في الاعتبار السياق التاريخي والاجتماعي والثقافي لكل عصر، وأن تُحلل طبيعة السلطة والعلاقة بين الشاعر والسلطة، ووسائل الإعلام والتعبير المتاحة باختصار، من الخطأ الفادح مساواة وضع المتنبي بوضع الشعراء الذين يمجدون الأنظمة القمعية فلكل زمن سياقه وظروفه، والمقارنة بينهما ضرب من العبث وتشويه للتاريخ.



#همام_قباني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشباب العراقي بين مواجهة التغرب في وطنهم والتمييز في نقاط ا ...
- الإجهاض حق من حقوق الإنسان ولا يمكن جريمه
- لست مثليًا ولكن .... ؟
- مشكلة الخطاب الديني
- العنف ضد المرأة العراقية : تفاقم المعاناة وزيادة شبكات المتا ...
- شهر فخر المثلية الجنسية .. رد على التعليقات المعادية
- في شهر الفخر هذا، عار عليكم: فضح الاستراتيجيات الحكومية ضد م ...
- مقاطعة الانتخابات لن تحل المشكلة و شعار إسقاط النظام طموح جد ...
- المتاجِرون والمراؤون في القضيّة الفلسطينيّة
- الشعب يريد إسقاط الشعب . ..؟
- الأدب والفلسفة وأشكالهما الفنية


المزيد.....




- من فلسطين الى العراق..أفلام لعربية تطرق أبواب الأوسكار بقوة ...
- فيلم -صوت هند رجب- يستعد للعرض في 167 دار سينما بالوطن العرب ...
- شوقي عبد الأمير: اللغة العربية هي الحصن الأخير لحماية الوجود ...
- ماذا يعني انتقال بث حفل الأوسكار إلى يوتيوب؟
- جليل إبراهيم المندلاوي: بقايا اعتذار
- مهرجان الرياض للمسرح يقدّم «اللوحة الثالثة» ويقيم أمسية لمحم ...
- -العربية- منذ الصغر، مبادرة إماراتية ورحلة هوية وانتماء
- اللغة العربية.. هل هي في خطر أم تتطور؟
- بعد أكثر من 70 عاما.. الأوسكار يغادر التلفزيون إلى يوتيوب
- رأي.. سامية عايش تكتب لـCNN: بين الأمس واليوم.. عن فيلم -الس ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - همام قباني - لا تُقارنوا المتنبي بمُطبّلي العصر!