أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - همام قباني - الشعب يريد إسقاط الشعب . ..؟














المزيد.....

الشعب يريد إسقاط الشعب . ..؟


همام قباني

الحوار المتمدن-العدد: 6894 - 2021 / 5 / 10 - 12:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


#الشعب_يريد_إسقاط_النظام "، عبارة سهلة تكررت وبكثرة منذ بداية ثورة #أكتوبر تشرين 2019 ، في أكثر من ساحة ،واستمر هذا الشعار حتى تحول من الميادين المكان الأصلي لها الى مواقع التواصل الاجتماعي حتى فقد بريقه وغايته الاصلية .. وبعد اغتيال الناشط الصديق (إيهاب جواد الوزني ) في منزله في محافظة كربلاء ، يعود الشعار ذاته يطرق أبواب صفحات وبيجات النشطاء والمحتجين ليخرج هؤلاء الفتية (الشجعان) مرددين العبارة، من دون دراسة أو فهم لمعناها الحقيقي وآلية تنفيذها. و #ثورة_تشرين خرجت بثورة إصلاحية ظاهرياً ولإسقاط النظام جوهرياً، بسبب فشل القضاء على النظام الممحاصصاتي الطائفي الاستبدادي المتخلف المدعوم بقوة دكتاتورية ( #إيران)، التي تقمع المتظاهرين بقوة وعنف، وأوقع التصدي لها 800 قتيلاً وأكثر من 26 الف جريح.

إسقاط النظام لا يعني فقط إسقاط رئيس الدولة، أو الوزراء أو مجلس النواب، لقد أسقط المتظاهرون رئيس الوزراء وبقي النظام، لأن النظام هو هذا الكل القانوني والتشريعي وتعفّن إدارة مؤسسات الدولة، وهو الدستور والمؤسسات وهيكلية الوزارات، وفي بعض الأحيان، هو النظام الطائفي المدعوم بقوانين وتفاهمات، وحين نقول النظام الطائفي فإن الشعب متورط فيه حتى النخاع، لأنه انتخب على أساس طائفي وقومي وحصل على وظيفة على أساس طائفي وقومي ، بل وظهر في احتجاجات على أساس طائفي وقومي ،
وبالتالي فإن إسقاط نظام كهذا عملية صعبة للغاية، كمن يقتلع شجرة من جذورها. وكذلك الأمر بالنسبة لعراقنا ، النظام متغلغل في كل صغيرة وكبيرة، وإسقاطه يعني إسقاط أنظمة كثيرة في داخله وليس نظاماً واحداً،.

ويبدو أن رافعي الشعارات لا يعلمون تركيبة النظام الذي يريدون إسقاطه، لذلك فإن الوسائل تكون خاطئة أو غير ناجعة، والمظاهرات (المزاجية) ليست الطريقة الأمثل، لنتخيل كيف سيسقط النظام (العقائدي) مثلاً وهو متجذر دستورياً وشعبياً ومؤسساتياً منذ ثمانية عشر سنة ، وتغييره لا يكون بالأمر الهين أو السهل إلاً من خلال قوة وقيادة وطنية (عازمة وحازمة) أن تكون مفعمة بالروح الثورية الوطنية الحقيقية الخالصة ، ومؤهلة للقيادة الثورية – وليس التوافقية – ومؤمنة إيماناً خالصاً وكلياً بما يجب أن تقوم به، وقادرة على حشد الشعب، والمضي به نحو الثورة الكاملة وتنقسم الى قسمان الأول في الشارع والأخر في الداخل، أي مؤسساتياً،

•النظام الذي يريد المتظاهرون إسقاطه في العراق يشملهم أيضاً، لأنهم جزء من النظام، من حيث العقلية والسلوك والتوجهات وتجاوز القانون والفساد والرشاوي وغيرها. الشعب هو الذي جذّر هذه الأنظمة بالتماهي معها، وإيجاد الثغرات في القوانين، وممارسة الرشوة والفساد والطائفية والاستزلام، وهو الذي باع أصواته للسياسيين. وسأطرح فكرة غريبة؛ فلو ظهر المتظاهرون رافعين شعار (الشعب يريد إسقاط الشعب) بما يحمله من إسقاط للسلوكيات الخاطئة، فإن النظام السياسي سيسقط وحده، لأن عوراته ستتضح، وسيشعر السياسي أنه أمام شعب غير فاسد لا يُشترى ولا يُباع.
شعار إسقاط النظام شعار طموح جداً لكنه غير واقعي وآلياته غير ناضجة، لأن من يرفع الشعار هو جزء من النظام سياسياً وأخلاقياً وقيمياً، ولو بدأ الشعب بإسقاط نفسه، بمعنى القضاء على الممارسات الخاطئة التي يمارسها يومياً، فإن ذلك سيؤدي إلى إسقاط النظام، بالقانون والمحاسبة، فهل سيتحلى شعبنا العراقي المنادي بإسقاط نظامه بالجرأة ويطالب بإسقاط نفسه من حيث السلوك والممارسة وعدم ارتهانه للطائفية والحزبية و العشائرية والمناطقية الضيقة والاستزلام ؟!



#همام_قباني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأدب والفلسفة وأشكالهما الفنية


المزيد.....




- هيفاء وهبي وبوسي تغنيّان لـ-أحمد وأحمد-.. وهذا موعد عرض الفي ...
- أول تعليق من روسيا على الضربات الأمريكية في إيران
- الأردن: -إدارة الأزمات- يؤكد محدودية تأثير مفاعل ديمونا حتى ...
- -ضربة قاضية حلم بها رؤساء عدة-.. وزير دفاع أمريكا عن الهجمات ...
- إعلام إيراني: قصف إسرائيلي على مدينة بوشهر الساحلية ووسط الب ...
- صور أقمار صناعية ومعلومات استخباراتية.. إيران نقلت اليورانيو ...
- طلب رد دائرة الإرهاب: المحامي أحمد أبو بركة يطالب بمحاكمته أ ...
- أبرز ردود الفعل الخليجية على قصف إيران.. دعوات للتهدئة وتحذي ...
- مضيق هرمز تحت المجهر.. هل يتحول الرد الإيراني إلى بوابة الحر ...
- أي مستقبل للحرب بعد الضربات الأمريكية على إيران؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - همام قباني - الشعب يريد إسقاط الشعب . ..؟