عبدالكريم إبراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 8421 - 2025 / 8 / 1 - 12:35
المحور:
الادارة و الاقتصاد
عاشت الحضارات الإنسانية مراحل تكوين الدولة من خلال اعتماد التجارب السابقة وإعادة تطويرها بما يواكب المستقبل ويتناسب مع الظروف الراهنة. ومن هنا نشأت الحاجة إلى وضع خطط تنموية تعتمد على استشراف الحاجات المستقبلية ضمن أطر واضحة، كأن تكون خططًا خمسية أو عشرية وما شابه ذلك.
تسعى هذه الخطط دائمًا إلى النهوض بالواقع من خلال الاستفادة من أخطاء الماضي القريب، وعدم التوقف عند الحاضر، بل تتعداه إلى إضافة مكتسبات جديدة تخدم المستقبل. وبذلك، فإن هذه الخطط ترتكز على ثلاثة عناصر أساسية:
الماضي، بما يحمله من خبرات وتجارب تُعد أدوات لتطوير المراحل القادمة.
الحاضر، بما يوفره من أدوات للتنفيذ الفعلي وتجنب الجمود في الرؤية والتطبيق.
المستقبل، باعتباره مجالًا للتطوير والإبداع من خلال تراكم الخبرات السابقة وقطف ثمارها بنتائج واقعية تلبي الطموح.
هذه العناصر الثلاثة تُشكل معًا نواة البناء المتصاعد يوماً بعد آخر. ولكن هذه الخطط لا تكتسب قيمتها إلا من خلال أداة تنفيذ فاعلة، وإلا تحوّلت إلى مجرد أرقام وأفكار على الورق.
ولعلّ من أهم المبادئ في هذه المعادلة هو اختيار الشخص المناسب، القادر على تحويل هذه الأرقام والأفكار إلى واقع ملموس يثمر مشاريع ونتائج مثمرة تعود بالنفع على المجتمع. أما إذا حدث العكس، وتم استنساخ الفشل وإعادة إنتاجه بحجة "اكتساب الخبرة" أو "منح الفرصة" وغيرها من المبررات الجاهزة، فإن ذلك يعني الدوران في حلقة مفرغة دون تحقيق نتائج حقيقية.
إن الدول الناشئة، الساعية إلى بلوغ مصافّ الدول المتقدمة، تعمل جاهدة على البحث عن الكفاءات والقيادات التي تمتلك المؤهلات التي تمكنها من النهوض بواقع البلاد. لأن باب التجريب والمجازفة في مواقع القيادة الحساسة يعني هدرًا للموارد المالية والبشرية، في وقت لم يعد يرحم استنساخ الفشل تحت أي ذريعة، حتى وإن كانت لإرضاء الآخرين.
#عبدالكريم_إبراهيم (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟