سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 8421 - 2025 / 8 / 1 - 10:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
رغم إن مجزرة صيف عام 1988، التي أعدم نظام الملالي خلالها أکثر من 30 ألف سجينا سياسيا من أعضاء منظمة مجاهدي خلق، مرت على النظام بسلام في وقتها مع إن منظمة العفو الدولي أعتبرتها في وقتها بأنها جريمة ضد الانسانية، لکن ظلت هذه المجزرة تحوم ککابوس على رأس النظام وتقض مضجعه ولاسيما وإن أسرار وتفاصيل مختلفة تثار بشأنها بين الفترة والاخرى.
التفاصيل المروعة لمجزرة صيف عام 1988، بحق أکثر من 30 ألف سجين سياسي، والتي بذل نظام الملالي جل جهده من أجل کتمانها والتغطية عليها، کانت من الوحشية بحيث إنها لا يمکن وصفها ومقارنتها بأحداث مشابهة في العصور الوسطى، ومع إنکشاف تلك التفاصيل المروعة فإن النظام ظل يحاول بذل مساعيه من أجل الافلات من العقاب ظنا منه بأن التقادم الزمني سوف يسدل الستار على المجزرة ويضعها فوق رفوف النسيان لکن الذي فات النظام الدموي ولم ينتبه له ويأخذه بنظر الاعتبار والاهمية هو إن هذه المجزرة مرتبطة إرتباطا وثيقا بمنظمة مجاهدي خلق ذلك أن أکثر من 95% من الذين تم إبادتهم في تلك المجزرة هم أعضاء في منظمة مجاهدي خلق ولذلك فإن النظام عندما أقدم على إرتکاب جريمته الجديدة بإعدام السجينين السياسيين بهروز إحساني ومهدي حسني، العضوين في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، فإن إنتشار نبأ هذه الجريمة في وسائل الاعلام العالمية ذکرت العالم من جديد بمجزرة صيف عام 1988.
الملفت للنظر إن إرتکاب نظام الملالي لهذه الجريمة يوم الاحد ال27 من يوليو2025، تزامن مع تنفيذ سلسلة من أحکام الاعدامات الاخرى والتي يحاول النظام تغطيتها وتبريرها بأعذار واهية وبالغة السخف، وهو الامر الذي يبدو إن الاوساط السياسية والحقوقية والاعلامية الدولية بدأت تلاحظ ذلك وتعلم بأن هذه الموجات من الاعدامات تقترن بأسباب وعوامل لها علاقة بالسعي من أجل المحافظة على النظام وترويع الشعب الايراني من الاقدام على إنتفاضة أو إحتجاجات واسعة أخرى ضده، ولذلك فقد إرتفعت الاصوات ضد هذه الجريمة منددة بها بأقسى العبارات ومحذرة في نفس الوقت من إقدام النظام على مجزرة أخرى بعد أن صمت العالم على مجزرة 1988.
الاصداء الکبيرة لردود الفعل الدولية على جريمة إعدام النظام للسجينين السياسيين، أکدت من جديد بأن دماء ضحايا مجزرة صيف عام 1988، لازالت على الارض ولم تجف بعد وفي إنتظار معاقبة مرتکبيها، وقطعا فإن تلك الدماء المراقة من أجل الحرية والديمقراطية في إيران لن تذهب هدرا وإن الامال تتزايد يوما بعد يوم بقرب مجئ ذلك اليوم الذي سيشهد فيه العالم سقوط هذا النظام ومحاکمة مرتکبي تلك المجزرة.
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟