أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد عزيز - نظام الملالي ومأزق التفاوض مع الولايات المتحدة














المزيد.....

نظام الملالي ومأزق التفاوض مع الولايات المتحدة


سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني

(Suaad Aziz)


الحوار المتمدن-العدد: 8402 - 2025 / 7 / 13 - 09:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المرحلة الحالية التي يواجهها نظام الملالي، هي مرحلة صعبة وبالغة التعقيد والحساسية ولاسيما وإنها وبعد التطورات التي جرت خلال الاشهر والاسابيع الاخيرة قد وضعت النظام في وضع وموقف ليس حرج فقط بل وحتى يمکن وصفه بالمترنح على حافة هاوية سحيقة، لکن قادة النظام ولاسيما الملا المهزوم خامنئي يکابرون ويسعون لإظهار النظام وکأنه بکامل قوته وعافيته!
التصعيد غير العادي في الممارسات القمعية ضد الشعب وتحت مسميات بالغة السخف وبشکل خاص بزعم مکافحة التجسس، سعي مکشوف من قبل النظام من أجل مواجهة الاحتمالات الواردة بقرب إنفجار الشارع الايراني وإلحاق هذا النظام بسلفه، خصوصا وإن عين النظام على وحدات الانتفاضة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق والتي من جهة تقوم بتکثيف جهودها التعبوية من أجل الاعداد لمواجهة الحسم ضد النظام ومن جهة أخرى تقوم بعملياتها الثورية التي تستهدف المٶسسات والمراکز الامنية للنظام، ومن دون شك فإن النظام يعلم جيدا بالخطر المحدق به ولذلك فإنه يحاول بکل الطرق العمل من أجل الحيلولة دون سقوطه.
في هکذا وضع ووقت حساس وبالغ الخطورة للنظام، فقد كشف النزاع الداخلي في قمة الدکتاتورية الدينية، لا سيما حول موضوع المفاوضات المحتملة مع الولايات المتحدة، مرة أخرى عن شروخ عميقة وغير قابلة للترميم في بنية السلطة. وفي قلب هذا الصراع، يبرز الجدل الكلامي بين رئيس النظام مسعود بزشكيان وتيار دعاة الحرب الذي يتزعمه الحرسي حسين شريعتمداري. هذا النزاع لا يعكس أزمات النظام في السياسة الخارجية فحسب، بل هو مظهر من مظاهر الاهتزاز الداخلي العميق وتآكل التماسك الأيديولوجي في نظام ولاية الفقيه.
والقصة المذکورة قد بدأت مع مقابلة بزشكيان مع تاكر كارلسون؛ حيث حاول تقديم صورة معتدلة ودبلوماسية وسلمية للنظام. خلال الحوار، وفيما يتعلق بفتوى خامنئي حول اغتيال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو، قال بزشكيان: "الفتوى التي نشرت لا تتعلق تحديدا بالرئيس الأمريكي أو أشخاص آخرين، ولا تحمل أبدا معنى القتل أو التهديد"، لکن تصريحات بزشکيان سرعان ما قوبلت برد فعل عنيف من حسين شريعتمداري، ممثل خامنئي في صحيفة "كيهان"، الذي كتب: "إن معلوماتكم مشوهة وغير واقعية. إن أشخاصا مثل الرئيس الأمريكي ترامب ونتنياهو مشمولون بهذه الفتوى وعقوبتهم هي الإعدام". كان هذا الرد يحمل بوضوح رسالة تحذير واضحة للزمر الأخرى في السلطة: التراجع عن سياسة إثارة الحروب وإرهاب النظام، حتى على مستوى المناورات اللفظية، هو أمر لا يمكن التسامح معه وله عواقب مدمرة على نظام خامنئي المتهالك.
غير إن تناقضات بزشكيان لم تقتصر على مسألة الفتوى. ففي المقابلة ذاتها، أشار إلى المفاوضات السابقة مع أمريكا قائلا: "في الجلسة السادسة للمفاوضات، وبينما كنا على طاولة الحوار، ألقت أمريكا قنبلة على الطاولة ودمرت الدبلوماسية". ثم أضاف: "مما لا شك فيه، نحن مستعدون للدخول في حوار مرة أخرى". قوبلت هذه التصريحات أيضا برد لاذع من الحرسي حسين شريعتمداري: "عندما تلقى قنبلة على طاولة المفاوضات، فما معنى الحديث عن الحوار بعد ذلك؟".
هذه الازدواجية، أكثر من كونها مجرد عدم تنسيق تكتيكي، هي علامة على صراع استراتيجي في قمة النظام: شرخ بين جناح يرى الإصرار على الإرهاب وإثارة الحروب شرطا لبقاء الحكم، وجناح يسعى لإعطاء تنفس اصطناعي لجسد النظام المنهار من خلال التفاوض و"المرونة البطولية". لکن الاهم من ذلك إن النظام الآيل للسقوط لم يعد أمامه وقتا مناسبا لهکذا مهاترات وصراع ينخر في جسده المتهالك ولاسيما وإن مٶشرات المواجهة الحاسمة ضده من جانب الشعب والمقاومة الايرانية باتت تلوح في الافق.



#سعاد_عزيز (هاشتاغ)       Suaad_Aziz#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آخر المطاف لدکتاتورية الملالي في إيران
- عن قدرة نظام الملالي على إعادة بناء قدراته العسکرية
- ماذا يعني تنفيذ 30 عملية ثورية في يوم واحد ضد نظام الملالي؟
- حملة منسقة من تهديد ووعيد منابر الملا خامنئي
- لماذا الخيار الثالث للمعضلة الايرانية؟
- تحذيرات صادقة وأمينة من نوايا نظام الملالي
- نظام الملالي في مواجهة ضد التکنلوجيا والانتفاضة الشعبية
- آن الاوان لإختيار الحل الحاسم في إيران
- المعضلة الايرانية تکمن في بقاء نظام الملالي
- محاولة مفضوحة لتبرير الحملة القمعية القادمة لنظام الملالي
- الطريق لإيران حرة ومسالمة
- حرب عمرها 47 عاما
- هروب الملا خامنئي الى الامام
- في إنتظار الثورة الشعبية ضد نظام الملالي
- الممارسات القمعية والاعدامات من أجل بقاء نظام الملالي
- الاطاحة بالنظام هو الحل الوحيد القابل للتطبيق في إيران
- نظام الملالي وحصاد الذل والخيبة والفشل
- الخيار الثالث هو الحل الوحيد لأزمة إيران
- للشعب الايراني مطلب واحد وهو إسقاط النظام
- حان وقت رحيل خامنئي


المزيد.....




- جهاز تتبع وكمين مسلح.. تفاصيل إحباط مخطط مراهق واتهامه بحياز ...
- -خطاب انتحار-.. الداخلية المصرية تكشف تفاصيل عن وفاة برلماني ...
- ما الذي يُفاقم العواصف الرملية الخطيرة ويجعلها أكثر خطورة؟
- طهران تستبعد محادثات قريبة مع واشنطن.. وعراقجي يسخر من نتنيا ...
- بميزانية تصل إلى 64 مليار يورو بحلول 2027.. ماكرون يعلن مضاع ...
- إسرائيل: مستشار مقرب من نتنياهو يواجه اتهامات بتسريب معلومات ...
- الكاميرون ـ أقدم رئيس في العالم يرشح نفسه لولاية ثامنة
- احتفالات بالعيد الوطني الفرنسي.. متى تم إقرارها؟
- طهران غاضبة بعد قصف منشآتها النووية واغتيال علمائها النوويين ...
- الذكاء الاصطناعي يثير توترات في هيئة تحرير مجلة لوبوان


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد عزيز - نظام الملالي ومأزق التفاوض مع الولايات المتحدة