أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد عزيز - نظام عاجز لا يجيد سوى القمع والحرمان














المزيد.....

نظام عاجز لا يجيد سوى القمع والحرمان


سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني

(Suaad Aziz)


الحوار المتمدن-العدد: 8419 - 2025 / 7 / 30 - 13:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عند النظر في الاوضاع السائدة في إيران، نجد إن نظام الملالي يشق طريقه بصعوبة بالغة بعدما وصل به الحال الى واحد من أکثر المراحل التي واجهها خطورة وحساسية، وعلى الرغم من الاوضاع الدولية الصعبة والمعقدة التي يواجهها والهزائم التي واجهها على صعيد تدخلاته في المنطقة، لکن ليس هناك من مسألة تقلق النظام وتجعله يشعر بالخوف البالغ کما هو الحال في أوضاعه الداخلية المتفاقمة والغضب الذي يعتري الشعب الايراني من جراء ذلك.
الاوضاع السائدة في إيران في مجملها وفي خطها العام بالغة السوء والاخطر من ذلك إنها تنذر بالمزيد والمزيد من السوء خصوصا وإن إحتمال اللجوء الدولي الى تفعيل آلية الزناد قد يفاقم الاوضاع أکثر من أي وقت مضى ولذلك يحاول النظام بشتى الطرق إيجاد وسيلة من شأنها أن تحول دون تطور الامر الى إشعال الشارع، وکما هو معروف عن هذا النظام وفي ظل الظروف الحالية فإنه لا يمتلك أية وسيلة سوى الممارسات القمعية التعسفية والسجون وعمليات التعذيب والاعدامات، ولکن ولأن الشعب الايراني قد طفح به الکيل وإنه يواجه الممارسات القمعية للنظام والاوضاع المعيشية السيئة منذ 46 عاما، فإنه يعلم جيدا لم يبق هناك من شئ يفقده أو يخاف عليه ولذلك فإنه لم يعد يخاف من هذا النظام ومن ممارساته القمعية وصارت إيران کلها تعج بالاحتجاجات ورفض هذا النظام وإجرامه.
بهذا السياق فقد اجتاحت موجة من الاحتجاجات إيران يومي 26 و27 يوليو، كاشفة عن التصدعات العميقة في نظام يرزح تحت وطأة فشل ممنهج. من العاصمة طهران إلى مدن في جميع أنحاء البلاد، نزل مواطنون من جميع فئات المجتمع — متقاعدون ومعلمون ومزارعون ومتقدمون للحصول على مساكن — إلى الشوارع في صرخة موحدة ضد العوز الاقتصادي وفساد الدولة. وفي رشت، تم تلخيص شعور الأمة في هتاف واحد قوي: "ارتفع خط الفقر، وتقلصت موائدنا".
والذي يجب أن يٶخذ بنظر الاعتبار والملاحظة إن هذه ليست أحداثا متفرقة، بل أعراض مترابطة لأزمة مستعصية. فبينما يطالب الشعب الإيراني بحقوقه الأساسية، يرد النظام بالقوة المميتة، حتى أن وسائله الإعلامية التابعة للدولة تحذر الآن علانية من انفجار اجتماعي وشيك تغذيه سياساته الكارثية.
وقد أظهرت احتجاجات أواخر يوليو اتساعا ملحوظا في النطاق الاجتماعي والجغرافي. في طهران ورشت وكرمانشاه، نظم متقاعدو الضمان الاجتماعي والمعلمون تجمعات منسقة، مطالبين بإنهاء الصعوبات الاقتصادية التي سببتها سياسات النظام. شكاواهم محددة وتكشف عن نظام منهار: الفشل في تنفيذ مواءمة المعاشات التقاعدية، والتأخير المزمن في دفع المستحقات، ورفض الحكومة تسوية ديونها الضخمة لمنظمة الضمان الاجتماعي، الأمر الذي من شأنه تحسين الظروف المعيشية المزرية للمتقاعدين.
في الوقت نفسه، عبرت قطاعات أخرى من المجتمع عن غضبها. ففي كرمانشاه، تجمع المزارعون للاحتجاج على فشل النظام في دفع ثمن محصول القمح، وهو وعد آخر من دولة مفلسة لم تفِ به. وفي شاهرود، احتج المتقدمون لمشروع الإسكان الوطني على العملية الغامضة والفاسدة التي تؤخر تسليم منازلهم. وفي سبزوار، تظاهر المواطنون ضد الانقطاع المزمن للكهرباء والمياه، ليواجهوا انتشارا مكثفا لقوات الأمن التي كان هدفها واضحا هو القمع وليس الخدمة العامة.
وتأتي أقوى إدانة للنظام الآن من داخل صفوفه. ففي 27 يوليو، نشر موقع "اقتصاد نيوز” التابع للدولة تقريرا مذعورا، محذرا مسؤوليه من “سماع صوت الأزمة". ووفقا لآخر تقارير البنك المركزي للنظام، أصبحت "الزيادة غير المسبوقة في السيولة"، التي تجاوزت الرقم المذهل البالغ 10 آلاف تريليون تومان بسبب "الفساد الممنهج وسوء الإدارة"، تشكل تهديدا خطيرا على البلاد.
والأكثر كشفا هو أن التقرير حذر صراحة من أنه إذا لم يتخذ النظام إجراءات فورية، فإن البلاد ستواجه عدم استقرار اقتصادي وتضخما "سيؤديان بلا شك إلى احتجاجات معيشية واجتماعية خطيرة، ليس على المدى الطويل، بل ربما في الأشهر المقبلة". هذا اعتراف مباشر من مصدر مقرب من النظام بأنه يدرك تماما أن سياساته الفاسدة تدفع بالبلاد نحو انتفاضة شعبية.



#سعاد_عزيز (هاشتاغ)       Suaad_Aziz#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعب تواق للحرية ولإقامة الجمهورية الديمقراطية
- قبسان آخران ينيران طريق الحرية في إيران
- نظام الملالي يواصل الکذب والخداع لأجل بقائه
- نظام الملالي مرفوض شعبيا ودوليا
- أحداث وتطورات تٶکد بأن نظام الملالي في أيامه الاخيرة
- مواجهة الشعب الايراني لنظام الملالي مستمرة حتى إسقاطه
- إعترافات قادة النظام الايراني بدور وتأثير وحدات المقاومة
- نشاطات دولية من أجل نصرة قضية الشعب الايراني
- لا حسم للمعضلة الايرانية إلا بإسقاط نظام الملالي
- نصر وهمي لا وجود له إلا في مخيلة نظام الملالي
- المهزوم يتحدث عن النصر الملا خامنئي نموذجا
- نظام الملالي لن يتخلى عن نشاطاته الارهابية
- الوعود الفارغة تشعل نار الاحتجاجات ضد نظام الملالي
- إعترافات بدنو أجل نظام الملالي
- التغيير الديمقراطي الطريق الافضل لإيران المستقبل
- عوامل وأسباب التمهيد لسقوط نظام الملالي أکثر من بقائه
- نظام الملالي ومأزق التفاوض مع الولايات المتحدة
- آخر المطاف لدکتاتورية الملالي في إيران
- عن قدرة نظام الملالي على إعادة بناء قدراته العسکرية
- ماذا يعني تنفيذ 30 عملية ثورية في يوم واحد ضد نظام الملالي؟


المزيد.....




- مصر.. هكذا رد علاء مبارك على سؤال عن -سيدة- تدعي أنها ابنة ح ...
- ترامب يستهدف الهند برسوم جمركية نسبتها 25 %
- ترامب يفرض رسوما جمركية بنسبة 25% على الهند بسبب صفقاتها مع ...
- موحا الزياني مغربي أذاق الفرنسيين مرارة الهزيمة
- مجلة أميركية: العنف بغزة ليس حربا بل تطهير عرقي تمهيدا لطرد ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يرفض وقف بيع القنابل والبنادق لإسرائيل ...
- تحطم مقاتلة أمريكية -إف- 35- في كاليفورنيا.. وهذا ما حدث للط ...
- وسط طلقات الرصاص والهروب من الموت.. إليك قصة 3 نساء يكافحن ل ...
- الفلسطينيون، بثلاثة مناصب رئاسية، وحكومة، وبلا دولة
- هآرتس: لا تمنحوا نتنياهو صكّ براءة حيال ما يفعله بغزة


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد عزيز - نظام عاجز لا يجيد سوى القمع والحرمان