أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علاء الدين الظاهر - لورا دالماير والحوادث














المزيد.....

لورا دالماير والحوادث


علاء الدين الظاهر
استاذ رياضيات

(Alaaddin Al-dhahir)


الحوار المتمدن-العدد: 8420 - 2025 / 7 / 31 - 22:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


جلس الى طاولة قريبة من طاولتنا في المطعم هولندي في الثمانين من عمره. بدأ بالدردشة عن جودة المطعم الذي يزوره بإستمرار. أنا حاولت التملص من المحادثة. اخبرني انه عاش لعشرين عام في فرنسا بعد ان باع محله لبيع التلفزيونات وملحقاته في هولندا. والآن قرر العودة الى هولندا بعد ان باع بيته في فرنسا. في بيته الجديد قرر ان يجعل من الكراج ستوديو للموسيقى لأنه يعزف الغيتار كما ان ابنائه الثلاثة يعزفون على الآلات الموسيقية. سألته إن وضع ما يشبه اطباق الكرتون للبيض على الجدران فقال انه اشترى شيئا مماثلا. بالطبع الطريقة المثلى ان تغطي الجدران بأخشاب خاصة فيها اطراف نهايتها دقيقة تشبه الى حد ما (شيف الرقي) كي تحصل على صوت نقي خالٍ من اي وشوشة. احد الذين دخل ستوديو يتم فيه تجربة صوت الراديو في السيارات قال انه كان يسمع جريان الدم في اوردته. قلت للرجل مشجعا نحن نعيش مرة واحدة، لنستمتع بالحياة. وأنا اتحدث معه سألت نفسي كم من العراقيين يعيش لمثل سنه ويقرر ممارسة هوايته او حتى في اي سن.
قبل يومين او ثلاثة سقطت الفائزة بخمس ميداليات اولمبية الالمانية لورا دالماير (عمرها 31 سنة)، سقطت على رأسها عدة حجارات وهي تمارس هوايتها في تسلق الجبال، هذه المرة على جبل (كي 2) في الباكستان ضمن جبال يزيد علوها على ثمانية آلاف متر. بسبب سوء الطقس تم اكتشاف جثتها من الجو بعد يوم. قبل ساعات اذيعت وصيتها بأن تُترك جثتها حيث سقطت كي لا يخاطر احد بحياته من اجل رفعها، عملية خطيرة في العادة. يا له من موقف نبيل. ستترك جثتها للعوامل الطبيعية وللطيور الكاسرة والحيوانات.
بالصدفة رأيت اليوم برنامجا عن جبال يونغفراو السويسرية. وقفت مجموعة من السويسريين على شكل دائرة امام طائرة هيلكوبتر وهم يقرأون الصلاة ثم يؤشرون على الرأس والصدر كعادة الكاثوليكيين. طلبوا الحماية من السيدة (العذراء) كي تحميهم ثم ركبوا الطائرة. سألت نفسي هل تفهم مريم (او الله) اللغة الالمانية باللهجة السويسرية الثقيلة؟
ركبوا الطائرة وكانت الغاية ان يترك كل واحد منهم الطائرة في موقع مختلف على الجبل للبحث عن اغنام يتركوها ترعى طيلة الصيف ثم يقودوها الى اسفل الوادي. نجحوا بعد فترة في هذه المهمة. يبدو ان السيدة (العذراء) فهمت الالمانية السويسرية.
قبل اكثر من ثلاثين عام قررنا الصعود مشيا ( hiking ) على احد الجبال اثناء زيارتنا للنمسا. كانت ملابسنا عادية واحذيتنا عادية ( sneakers ) ولم يكن معنا خرائط للجبل او عصى نتكأ عليها اثناء الصعود. الخرائط مهمة لأن عليها ما يعرف في الرياضيات بمنحنيات الارتفاع وفي الواقع اذا مشيت عليها عموديا فإنك ستصل الى القمة بأسرع وقت (القيمة العليا للدالة) وتهبط بأسرع وقت الى الاسفل (القيمة الادنى للدالة). طبعا هذا ما يحدث في الرياضيات وليس في صعود الجبل لكن الخرائط مهمة مثل اي خريطة توضح لك الطريق.
المحروسة كانت مترددة لعدم ارتداءنا احذية جبلية وأنا اقنعها بالصعود لمئة متر ثم نقرر ما نفعل. الاسوأ كان يهبط الى الاسفل صاعدي الجبل الآخرين بكامل قيافتهم وعندما يرونا يطلبون من العودة لأن احذيتنا لا تصلح وكان معهم حق. الممر الى الاعلى كان إما طينيا او مغطى بالثلج وأنا اقول لهم بأننا سنمضي لمئة متر ونعود. بالطبع استمريت ولعبت نفس الحيلة على المحروسة الى أن وصلنا القمة التي زادت على 2760 متر. الهبوط كان اسوأ لأن التزحلق والسقوط على الارض ثم التدهرج كان اقوى من الصعود لكن يبدو ان السيدة (العذراء) حمتنا من دون صلاة.
بعد اسبوع هطل مطر هائل مما ادى الى انهيارات طينية من نفس الجبل الذي صعدناه وادى الى موت ما لا يقل عن 25 شخص معظمهم كانوا في مخيم اسفل الجبل. السيدة (العذراء) لم تفهم الالمانية باللهجة النمساوية.
الانهيارات الثلجية قد يسببها ثُقل الكتلة الثلجية او شخص يتزلج مما يؤدي الى حلحلة الكتلة الثلجية. قوة الجاذبية تسحبها الى اسفل. الانهيارات الطينية سببها في العادة امطار غزيرة وتحدث ايضا في الباكستان وبنغلادش اثناء ما يعرف بأمطار المونسون. اما تساقط الحجر فسببه الريح والمطر والتغير المستمر في درجة الحرارة التي تؤدي بمرور الوقت الى شروخ في الكتلة الصخرية. في هذه الامور لا تنفع الصلوات الى السيدة (العذراء) او غيرها. عندما تصعد الجبال انت تحت رحمة الطبيعة، بل في كل وقت انت تحت رحمة الطبيعة. كما قلت سابقا، الاعمار بيد الحوادث والامراض والجينات.



#علاء_الدين_الظاهر (هاشتاغ)       Alaaddin_Al-dhahir#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابراهيم عرب الامريكي
- إملك عقلك وفكّر
- الفضائيات والشبكة العنكبوتية والجهل
- ماذا يعني وجود 300 لغة استرالية اصلية؟
- إرادة الله
- ترمب وارهاب الجامعات مع نبذة تاريخية
- عبقريات ترمپ في الاقتصاد والسياسة
- الكاريزما وترمب والانتخابات الاميركية
- من يخلق الاساطير الدينية؟
- الدين والتخويف من العقاب
- تشريع قانوني لنكاح الاطفال
- العراق : ما اضيق العيش لولا فسحة الامل
- نقد قراءة د.غسان العطية لاسباب عدم حل القضية الفلسطينية
- آلة الكذب الصهيونية والحرب على غزة
- الخرافة وصورة مع رونالد ريغان
- العواصف والزلازل والامطار بين المعرفة والعقل الديني
- من اوهام العقل العربي: وهم الحرب الاهلية الاميركية القادمة
- الهوس الديني
- امثلة من الحضارات والمعتقدات، ايضا بين الدين والعلم
- العودة الى التزمت الديني والمتعلمين من المتدينين


المزيد.....




- الإفراج عن خطيب المسجد الأقصى وقاضي قضاة مدينة القدس بعد أن ...
- رئيس تحرير جيروزالم بوست ليهود نيويورك: هذا دليلكم للإطاحة ب ...
- رئيس تحرير جيروزالم بوست: هكذا يمكن ليهود نيويورك إسقاط ممدا ...
- أوليفييه روا: الغرب لا يرى الإسلام مشكلة ثقافية بل كتهديد وج ...
- البيت الأبيض: واشنطن قد تدعم تصنيف جماعة الإخوان -إرهابية-
- المحامي العام يكشف تفاصيل تتعلق بوفاة شاب في الجامع الأموي
- من سوريا إلى ألمانيا .. العنف الطائفي وصل الشتات السوري
- صحيفة سويسرية: الأقليات المسيحية في الشرق الأوسط بين التهديد ...
- حركات يهودية مناهضة للصهيونية تتحدى إسرائيل من أوروبا
- وفاة شاب في الجامع الأموي.. السبب يشعل مواقع التواصل


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علاء الدين الظاهر - لورا دالماير والحوادث