أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الدين الظاهر - الخرافة وصورة مع رونالد ريغان














المزيد.....

الخرافة وصورة مع رونالد ريغان


علاء الدين الظاهر
استاذ رياضيات

(Alaaddin Al-dhahir)


الحوار المتمدن-العدد: 7735 - 2023 / 9 / 15 - 17:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يمض شهران على إقامتي في الغرب حتى بدأت اشكك بالمعتقدات السياسية عن الانظمة الغربية والتي تم شحن ادمغتنا بها من قبل الحزب الشيوعي او الاحزاب القومية. بعد عامين استطعت التخلص منها رغم ان اصدقائي الغربيين كانوا من اليساريين او الشيوعيين.
بداية الثمانينيات كان عندي صديقان فلسطينيان كلاهما على ثقافية سياسية محدودة وينظران الى كل ما يحدث في العالم من خلال الاحتلال الاسرائيلي لوطنهما ومعاناة شعبهم منه. إجادة احدهم للغات الاجنبية كانت محدودة والثاني شبه معدومة. كنت ازور الاخير مرة فطلبت منه ان نستمع الى النشرة الانكليزية لراديو الـ (بي بي سي) كي نستمع الى اخبار الحرب العراقية ـ البريطانية. بدأت الاخبار عن احداث في الضفة الغربية وما ان ذكر المذيع اسرائيل حتى انفجر صاحبنا وإنهال بالشتائم على الـ (بي بي سي) لكونها ضد الفلسطينيين الخ. قلت له ان هذا التقرير ينتقد اسرائيل بشدة ومتعاطف مع الفلسطينيين إلا ان صاحبنا لم يهدأ وبدأ بشتم بريطانيا واميركا والدول العربية التي خانت الفلسطينيين. كان قد مضى على مغادرتي العراق ثمانِ سنوات وكنت احاول دون جدوى ان اجعل هذين الصديقين يفهمان النظام السياسي الغربي اولا، ثم يتعاملان مع قضيتهم بلغة تفهمها الشعوب الغربية. بالطبع، كان ردهما بأني متأثر بالسياسة الغربية ولم ينفع اني كنت انتقد السياسات الغربية اشدا منهما لكن من خلال لغة تفهمها هذه الشعوب.
في تلك الفترة كانت طباعة الصور تتم من خلال تحميض وطبع الصور بإستخدام المواد الكيمياوية ولم اكن سعيدا بألوان الصور التي كانت تعيدها لي شركات الطبع والتحميض. في السابق كان دكّان المصور يقوم بالطبع والتحميض ويعالج كل فيلم لحاله وكل صورة لحالها حسب حساسية الضوء الخ، مما ينتج طباعة افضل. بعد ان اخذت الشركات تلك العملية (مقابل اسعار ارخص)، كانت تأخذ معدلا للمواد الكيمياوية التي يتم خلطها لتحميض وطبع كل الافلام والصور ولم يكن ممكنا للآلة ان تنظر الى كل فيلم كفيلم لحاله وكل صورة كصورة لحالها. لهذا السبب لم اكن سعيدا بألوان الصور التي كانت تطبعها الشركات. كانت دكاكين المصورين قد توقفت عن عملية التحميض والطبع وأصبحت تتقاضى عمولة عن الافلام التي ترسلها للشركات. عندها اقترح صديق فلسطيني ثالث (من اروع الناس في خلقه وأدبه) ان ندخل دورة للتصوير وفي جزء كبير منها كان تعليم التحميض والطبع. كنت آمل بإنشاء غرفة مظلمة لتحميض وطبع صوري.
قبل إنتهاء الدورة كان احد الواجبات التي طلبها منا المدرب ان نقطع جزءاً من صورة ونلصقها على صورة اخرى ونلتقط لهذا الصورة المفبركة صورة نقوم بتحميضها وطعبها. عندها قررت ان اضحك على الصديقين الفلسطينيين. كنت حينها مُشتركا بمجلة (تايم) الاميركية وصادف ان يحتوي العدد الاخير حينها على صورة لرونالد ريغان وعدد من وزارئه واعضاء حزبه. كان احدهم طويلا جدا. قطعت صورة المجلة وقطعت رأسي من احدى الصور ولصقته على رأس هذا الشخص الطويل وإلتقطت صورة لهذه الصورة المفبركة. قمت لاحقا بتحميض الفيلم والصورة. اولا، كان هناك فراغ بحوالي مليمترين بين عنقي وعنق الشخص الطويل مما جعل العنق يبدو وكأنه (عنق زرافة) ولم يكن عنقي طويلا اصلا. كان قصّي لرأسي في الصورة سيئا للغاية وغير دقيق. ورق صورة رأسي كان أسمك من ورق المجلة والفرق كان بحوالي ملميترا. الصمغ الذي استخدمته خرج من تحت صورة رأسي واحاط بها من جميع الجهات واصبح لونه بنيا بعد جفافه. كان المفروض ان التقط الصورة بصورة عمودية لكني التقطت الصورة بزاوية اقل من ذلك. كانت اسوأ صورة مفبركة للمشاركين في الدورة.
اخذت الصورة وأريتها لصديقيَّ الفلسطينيين. كانا مشدوهان بالصورة وقال الشخص الاقل فطنةً لصاحبه (شفت، هو من جماعة ريغان). تركتهما يغرقان في تأويلاتهما للصورة المفبركة تلك. لم يسأل احدهما حتى ابسط سؤال (مالذي جمعك بريغان في البيت الابيض؟ وما هي علاقتك بالرئيس ريغان؟ كيف وصلت الى الى البيت الابيض؟) ولم يسألا اي سؤال عن الصورة رغم كل عيوبها الواضحة. اقتنعت حينها اذا كنت تؤمن بخرافات معينة فستؤمن بأي خرافة تصب في نفس المنحى.
عندما اتذكرهما اضحك وأسأل نفسي لماذا لم ارسل تلك الصورة الى (الپروفسور عفروط) الذي منحه الرفاق السوفيت شهادة كانديدات في كيمياء الدجل والكذب والافتراء. لكان اليوم يلوّح بها في يد ويقول بأني عميل وجاسوس واميركي وبيده الاثبات. في اليد الاخر يلوّح بحبال السحل ويطالب بسحلي.
اما افلامي وصوري التي قمت بتحميضها وطبعها اثناء الدورة فكانت أسوأ من تلك التي تقوم به الشركات.



#علاء_الدين_الظاهر (هاشتاغ)       Alaaddin_Al-dhahir#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العواصف والزلازل والامطار بين المعرفة والعقل الديني
- من اوهام العقل العربي: وهم الحرب الاهلية الاميركية القادمة
- الهوس الديني
- امثلة من الحضارات والمعتقدات، ايضا بين الدين والعلم
- العودة الى التزمت الديني والمتعلمين من المتدينين
- وفي الليلة الظلماء يُفتقد ريمون شكّوري
- حاسوب الكم، عرب وين طنبورة وين
- اللصوصية الادبية
- غياب القدرة على التفكير عند القطيع
- كيف يضحك الدعاة المسلمون على عقولكم؟
- اضافة الى مقالتي عن برنامج (خطى) مع سليم شاكر الامامي: من ال ...
- عن برنامج (خطى) مع سليم شاكر الامامي: من الذي دمّر الجيش الع ...
- من هو اغبى ترامب ام من يصوت له؟
- الاسلام وين، اوربا وين؟
- الفكر الوطني الالماني وتوحيد المانيا ونسخته العروبية وسلوكها
- كارثة بيروت بين الهجمة على حزب الله والحقائق
- مقتل العائلة المالكة العراقية
- دردشة عن بعض الاستخدامات اللغوية
- جريمة قتل جورج فلويد وموقف العراقيين من جماعة ترمب منها والج ...
- جمع (عيدية) للحكومة العراقية


المزيد.....




- -تساقطت أبنية أثناء سيرنا-.. سيدة تروي لـCNN مشاهد في تل أبي ...
- الجيش الإسرائيلي: استهدفنا مقرات قيادة لـ-فيلق القدس- والجيش ...
- فيديوهات متداولة: منظومات الدفاع الإسرائيلية تقصف نفسها!
- شركات تطالب الاتحاد الأوروبي بسياسة مناخية مستدامة وأكثر وضو ...
- انخفاض الرصاص يحسن ضغط الدم وعمل عضلة القلب
- ‌‏هيئة -أمبري- البريطانية: إيران هاجمت البنية التحتية لميناء ...
- Ynet: أحد الصواريخ سقط قرب مكتب السفارة الأمريكية في تل أبيب ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات جوية على مقرات لفيلق القدس في ...
- البيت الأبيض: ترامب سيلتقي زيلينسكي على هامش قمة مجموعة السب ...
- بزشكيان: الولايات المتحدة تمارس البلطجة وتخالف القوانين الدو ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الدين الظاهر - الخرافة وصورة مع رونالد ريغان