أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علاء الدين الظاهر - الاسلام وين، اوربا وين؟














المزيد.....

الاسلام وين، اوربا وين؟


علاء الدين الظاهر
استاذ رياضيات

(Alaaddin Al-dhahir)


الحوار المتمدن-العدد: 6718 - 2020 / 10 / 29 - 14:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اثناء الفترة التي نُشرت فيها كاريكتيرات الصحيفة الدنماركية عن النبي محمد، ظهرت المغنية الاميركية مادونا في فيديو صوّرته في كنيسة في روما وهي تماثل ممارسة العادة السرية للمرأة امام تماثل للسيد المسيح والصليب. كانت مادونا بهذا السلوك تعبّر عن احتجاجها على موقف الكنيسة من الممارسات الجنسية العادية او المثلية. طارت مادونا من روما الى امستردام لتحيي فيها حفلة. امام مبنى الكونسرت الذي اقامت فيها مادونا حفلتها، وقف شاب هولندي يعزف على الغيتار مع شابتين هولنديتين تغنيان الاغاني الدينية. بهذه الاغاني الدينية عبّر الثلاثة عن احتجاجهم الديني على سلوك مادونا في كنيسة روما. ثلاثة افراد لا غير.
طرق الاحتجاج في اوربا عديدة لكن قطع الرؤوس ليس منها. هذا سلوك بربري، وحشي وهمجي. بإمكان الفرد ان يحتج من خلال المظاهرات ومن خلال رفع الدعاوي في المحاكم ومن خلال كتابة المقالات ومن خلال الاعلام والنقاشات المتلفزة ومن خلال العروض الفنية. إذا اختلفت مع شخص ما يدعوك او تدعوه للحوار. عَبَرتْ اوربا مراحل القتل لاسباب دينية قبل ثلاثة قرون على الاقل. الديانة المسيحية والتي تعتمد اوربا في جزء من حضارتها عليها، تسبق الديانة الاسلامية بستة قرون. وهذا هو مربط الفرس. بمعنى آخر، ان الفرق في التطور الفكري والحضاري بين العقلية الاوربية "المسيحية" والعقلية الاسلامية 600 عام وربما اكثر من اذا ما اخذنا في الاعتبار الارتداد الحالي الى الاصول الاسلامية التي عمرها يزيد على 1400 عام والتي بدأت تهيمن على المجتمعات الاسلامية.
مما يزيد الهوة بين العقلية الاسلامية واوربا هو سوء الفهم سواء كان متعمدا ام عن جهل. ماكرون لم يقم بنشر كاريكاتيرات عن النبي محمد ولم تقم الحكومة الفرنسية بهذا. كل هذا الهجوم على فرنسا وهي دولة صديقة للعرب وللمسلمين لا مبرر له من اي وجهة. درَسَ صامويل پاتي القرآن اولا ليفهم العقلية الاسلامية وأراد ان يقوم اثناء درسه لمادة التأريخ ان يوضح لطلابه ومعظمهم من المهاجرين طريقة تفكير الفرنسيين ويساعد بهذا طلابه على الاندماج في المجتمع الفرنسي والتقدم فيه بدلا من التقوقع في غيتوات مثل الغيتوات الشمال ـ افريقية في المدن الفرنسية. كان يريد ان يقول لطلابه نحن نسخر من كل شئ سواء من رموزنا السياسية او الدينية وبهذا نحن نمارس حريتنا في التعبير عن الرأي. لم يكن بوسع ماكرون او حتى مدير المدرسة التي عمل فيها صامويل پاتي منعه من استخدام الكاركاتيرات لأن هذا يقع ضمن (الحرية الاكاديمية) فضلا عن ان هدف صامويل پاتي كان نبيلا. اثناء تدريسي للرياضيات كنت استخدم السخرية من الدين والسياسة لأظهر التناقضات فيها وطريقة التفكير المنطقي والنقدي والعلمي، ولغاية اخرى تجعل من هذه المادة التي يخشاها معظم الطلبة مادة مشيّقة. لم يحتج عليْ طالب او رئيس قسم او عميد او ادارة جامعة ولو وصلت لهم شكوى مثل هذه لرفضوها لأنني كنت امارس حريتي الاكاديمية. لم يقطع احد رأسي لأني اثناء تدريسي سخرت من الديانة المسيحية او ملكة هولندا او روؤساء وزاراتها ولم يحاسبني احد على ذلك.
حرية التعبير عن الرأي في اوربا مقدسة مثل حرية المعتقد. من واجب ماكرون ووظيفته كرئيس ان يدافع عن حرية التعبير عن الرأي وهي من ضمن مواد الدستور التي يحكم بها بلاده والتي اقسم على الدفاع عنها والحفاظ عليها. قطع الرؤوس امر مرفوض في اوربا وفي اي مكان في العالم. ومن واجبه ان يظهر لمواطني بلاده استنكاره لجريمة قطع رأس صامويل پاتي ويكافئه بميدالية تكريما لحقه في حرية التعبير عن الرأي والتي دفع فيها حياته ثمنا وبطريقةٍ بشعة مقززة ومن قبل لاجئ شيشاني. لم يقم ماكرون بهذا كرها للاسلام او المسلمين بل هذه هي الوظيفة التي انتخبه شعبه للقيام بها، وظيفة الدفاع عن مواطنيه وعن حرياتهم.
فرنسا واوربا لا تمنع المسلمين من ممارسة شعائرهم الدينية ولا تعاديهم كما يدعي الاعلام الاسلاموي. الجوامع متوفرة في معظم المدن وحتى القرى الاوربية. تُبنى هذه الجوامع بدعم مالي من الحكومات المحلية. الاسوأ ان معظم ائمة هذه الجوامع يُرسلون من تركيا او المغرب وبدعم مالي سعودية ولغاية واحدة هي نشر الوهابية السلفية. إذا كنت تعرف مدينة اوربية غربية بدون جوامع فأود ان اعرف اين هي. في الواقع اجد مثلا في المدن الالمانية اكشاك لسلفيين يوزعون قرآنا مترجما للالمانية على الالمان وبكل حرية. من يحتج على استعمال تعبير (الغزو الحضاري الاسلامي) لأوربا اطلب منه ان يفسر لي وجود المحجبات حتى في قرى اوربا الغربية. دخل المسلمون اوروبا افواجا وجحافلا وجيوشا عرمرة من ما يسمّون باللاجئين وهم مهاجرين غير شرعيين استغلوا انظمة اللجوء السياسي للولوج الى اوربا. لننظر الى تصرفات معظمهم. اما اقترفوا اعمال ارهابية او جمعوا تبرعات للارهاب في سوريا والعراق وقاموا بتجنيد الارهاببين. او اقترفوا جرائم قتل واغتصاب حتى بالمراهقات او الصبيان. او قاموا بجرائم سرقة للبيوت او المحلات او سرقة حقائب النساء في الشوارع. جنسيات تجار المخدرات وجرائم القتل المرتبطة بها معروفة وكذلك جنسيات المتجارين بالنساء ايضا معروفة. هذه ليست افكار نمطية عن المسلمين والعرب بل احصاءات رسمية لا يُسمح للشرطة بذكرها لأن القانون يعتبر التصنيف حسب الجنسيات عنصريا. نسبة اقتراف الجريمة عند المهاجرين تزيد على 80 بالمئة. ايضا انا شاهد على بعض هذه الجرائم وكنت ضحيتها كما حدثت لزوجتي ولصديقتها ولصديقة لنا و و و... نسبة من يعيش من هؤلاء المهاجرين على انظمة الضمان الاجتماعي تزيد على 96 بالمئة ومصنّفة حسب اصولهم. وفوق كل هذا وذاك اجد عند هؤلاء المهاجرين سواءً القدامى او الجدد كراهية للمجتمعات الغربية ورفضا لقيمها. لماذا جئتوا اليها إذن؟

ملاحظة. العنوان على وزن التعبير العراقي (عربْ وين، طنبورة وين).



#علاء_الدين_الظاهر (هاشتاغ)       Alaaddin_Al-dhahir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفكر الوطني الالماني وتوحيد المانيا ونسخته العروبية وسلوكها
- كارثة بيروت بين الهجمة على حزب الله والحقائق
- مقتل العائلة المالكة العراقية
- دردشة عن بعض الاستخدامات اللغوية
- جريمة قتل جورج فلويد وموقف العراقيين من جماعة ترمب منها والج ...
- جمع (عيدية) للحكومة العراقية
- دردشة عن بعض الزملاء 2
- دردشة عن بعض الزملاء 1
- فايروس كورونا يفضح الاديان
- ناظم كزار مجرم قاتل وسافل
- الازمة التورنغية في المانيا
- رحيل عزيز الحاج
- الله هو الحقيقة والحقيقة هي الله؟
- حرب حزيران في الذاكرة: هزمتنا النسوان
- شر البلية ما لا يجعلك تفكّر
- العرب لا يقرأون والحرب اليمنية
- هل كان نوري السعيد فعلا داهية؟
- انقلاب 17 تموز 1968
- إضافة ل عمالقة الرياضيات في التعليم الثانوي
- بعض عمالقة الرياضيات في التعليم الثانوي


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علاء الدين الظاهر - الاسلام وين، اوربا وين؟