أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مهند طلال الاخرس - صباح الخير يا وطن ، رؤوف مسعد















المزيد.....



صباح الخير يا وطن ، رؤوف مسعد


مهند طلال الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 8416 - 2025 / 7 / 27 - 22:24
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


صباح الخير يا وطن كتاب لرؤف مسعد يقع على متن ١٩٢ صفحة من القطع المتوسط، وهو من اصدارات مطبوعات القاهرة [٦ شارع الشرقاوي/ الملك فيصل/الهرم] وصدر بطبعته الاولى سنة ١٩٨٣.

هذا الكتاب كما جاء على الغلاف هو شهادة لما عاشه الصحفي المصري رؤوف مسعد خلال فترة الحصار الاسرائيلي لبيروت الغربية سنة ١٩٨٢. وبحيث تمثل صفحات هذا الكتاب تجربة صافية نقية بدون رتوش تصل الي ادق المشاعر الانسانية في لحظات المحنة، اذ تنجح صفحات هذا الكتاب باخذ القاريء الى جولة في بيروت الغربية سنة 1982، حيث اجواء الحرب وصور التضامن بين المواطنيين ومقاومتهم المعبرة جليا عنهم وعن امالهم رغم قساوة المشهد وحجم الدمار القادم من الجو والبحر والبر عبر الترسانة العسكرية الاسرائيلية والقوى الداعمة لها.

والكتاب بهذا المعنى عبارة عن يوميات ومذكرات الصحفي رؤوف مسعد أثناء حصار بيروت عام 1982 حيث يتحدث عن يوميات الحرب وعن منظمة التحرير الفلسطينية وجمهورية الفاكهاني وياسر عرفات والحركة الوطنية اللبنانية وبيروت الشرقية والغربية والمنظمات الفلسطينية والكتائب والجنوب والاذاعة والصحافة والمقاتلون والاهالي وصور الناس البسطاء المقيمين في بيروت من ابنائها واحبائها ومن زوارها والعاملين بها والمدافعين عنها .

حيث يبين الكتاب كيف كان سكان بيروت الشرقية ينعمون بالأمن والاستقرار تحت سيطرة الغزاة الإسرائيلين غير عابئين بما يحدث في النصف الغربي من مدينتهم التي كانت تضاء سماءها كل ليلة بالقنابل الفسفورية وقنابل النابالم الإسرائيلية .. كيف سمح الرئيس اللبناني للقوات الإسرائيلية بتوجيه قذائفها بحرًا وبرًا وجوًا إلى الشطر الغربي من عاصمة بلاده ..

في هذا الكتاب صور حية عن تلاحم كافة سكان بيروت الغربية من مواطنين ومقيمين ومدى ارتباطهم بالمدينة الجريحة التي عاشت أيام الحرب والحصار وحدها بعد أن تخلى عنها الجميع .. كذلك يشمل توثيق لحالة التناغم التي حدثت بين المدنيين من سكان بيروت الغربية من جهة والمقاومة الفلسطينية والشعبية من جهة أخرى .. فالمدنيين يشعرون بالأمان مادامت المقاومة ترابض على أرضهم وترد على العدوان الإسرائيلي والكتائبي، والمقاومة تشعر بالأمان مادام المدنيين يبعثون في المدينة الحياة متمسكين بحقهم في البقاء في مدينتهم غير مكترثين بما تخبئه لهم الأيام .. فالمصير واحد .. والجميع توحد خلف المقاومة.

في الكتاب وقائع واحداث عن الثورة الفلسطينية في مرحلة الاجتياح لبيروت، في مرحلة مصورة وموثقة عبر صفحات هذا الكتاب، بدون رتوش، وكأنك امام فيلم سينمائي معاصر بكل مشهديته وتجلياته ووقائعه واحداثه الدرامية والبطولية، بصورة تجلت بأحلى مافيها من افعال البطولة والصمود والعيش الكريم المفعم بتفاصيل بيروت المحاصرة، من ابنائها واحبائها من الأحرار من كل اصقاع العالم .

هذا الكتاب فياض بالمشاعر الانسانية التي تتحدث عن الفدائيين والفدائيات ، عن بيروت الجميلة الوفية لفلسطين وثورتها، بيروت المنقسمة على نفسها في كل شيء، شرقية وغربية، هذا الكتاب ينحاز للغربية ويقاتل معها ويصمد معها ويرحل معها...

هذا الكتاب تحدث عن الجمال والعنفوان والثورة عن الفدائي والانسان والصحافة والاذاعة والثقافة والانسان العربي الثائر والمهجر والمضطهد في بلده، والذي وجد ضالته ببيروت وحريتها التي تستظل بغابة من البنادق التابعة للحركة الوطنية اللبنانية والثورة الفلسطينية...

في هذا الكتاب فيض من غيض عن سيرة ابطالها وابرز قادتها أبو عمار ، سعد صايل وابو اياد وابو جهاد وماجد ابو شرار والحكيم ومحسن ابراهيم وكمال جنبلاط وكل الأحرار من شتى المواقع والبلاد.

هذا الكتاب شهادة حية عن فترة الاجتياح الاسرائيلي للبنان ومحاصرته لبيروت الغربية، بعد حرب اهلية طويلة شهدتها لبنان لم تحقق فيها اسرائيل -عبر ادواتها الوظيفية من القوى الانعزالية- مهمتها فكان لابد من التدخل الاسرائيلي المباشر عبر حرب شاملة وحصار ضاري للقضاء على الثورة الفلسطينية ومنظمة التحرير او على الاقل اخراجها من لبنان وابعادها عن آخر حدود المواجهة الملاصقة لفلسطين المحتلة؛ بعد اخراجها من الاردن وحرمانها من اطول خطوط المواجهة، وهو ماتم قبلا بسناريو معكوس وهدف واحد؛ القضاء على الثورة، او ابعادها عن الحدود وتوزيعها على المنافي على اقل تقدير....

في هذا الكتاب اطلالة بانورامية على التركيبة الفسيفسائية اللبنانية ، واطلالة على علاقة الحركة الوطنية اللبنانية بالثورة الفلسطينية بصورة موجزة ومركزة، وقد اسعف الكاتب اطلاعه على كل تلك التفاصيل وعلمه بدواخلها عمله في صحيفة بيروت المساء ص ١٧٧ حيث يقول الكاتب:" كنت اجلس في شقة فواز طرابلسي [رئيس التحرير] واستمع الى الاحاديث حول اجتياح الجنوب وسقوط قلعة الشقيف، حول موقف الحركة الوطنية والمقاومة،حول المشاكل التي يواجهها هذا التحالف، وعن العقبات التي تواجه تطوير العمل بين الاطراف المتحالفة داخل الحركة الوطنية. كان محسن ابراهبم الامين العام التنفيذي للحركة الوطنية، يلتقي يوميا بياسر عرفات وبالسفراء من الدول الاشتراكية وباعضاء المجلس السياسي المركزي ويتصل بالاطراف الاسلامية وبوليد جنبلاط ويصل اليه مايدور في كواليس الحكم وكواليس جبهة الصمود والتصدي، وكانت مجلة بيروت المساء تحاول ان تعبر عن التحالف الاشمل وتبدي رايها بشجاعة اكثر في موقف جبهة الصمود والتصدي وفي تصريحات الاتحاد السوفياتي. لهذا ، ومنذ الايام الاولى للحرب، كنت اعرف اكثر من غيري اخبار سير الحرب والتوقعات السياسية، ونتائج حصار بيروت، وما يمكن ان ينجم عن خروج المقاومة من بيروت الغربية".

وعن هذا الكتاب وقصته يقول الكاتب:"ثمة كتابٌ آخر أنا مدينٌ به – إن جاز التعبير – لحصار الجيش الإسرائيلي لبيروت الغربية عام 1982 حيث كنت أعيش وأعمل في «بيروت المساء» بعد تركي لعملي في صحيفة «السفير». ذات ليلة أثناء راحة قصيرة بعد قصف مكثّف إسرائيلي على بيروت وأنا أجلس في شرفتي المحطم زجاجها في «نزلة كاراكاس»، عرفت أني يجب أن أغادر. كان ذلك قبيل مغادرة عرفات ورهطه بأيام قلائل. لحظة تنوير مفاجئة أو ما أعتبره إلهاماً قدرياً خاصاً أنار لي طريقي. أن أغادر بأسرع ما يمكن قبل أن تنتهي صلاحية جواز سفري المصري، وكانت بقيت فيه ستة أيام! فقد رفضت عرضاً سخياً من الفلسطينيين بالسفر معهم إلى منافيهم. كنت أريد العودة إلى مصر التي تركتها منذ عام 1970 ولم أعد إليها. أعرف أن مصر في النهاية مرفئي الوحيد والأخير وأعرف أيضاً أن مصر ليست منفاي. استضافني صنع الله ابراهيم في منزله. وبتشجيع منه، وخلال شهر واحد كتبت – بسرعة رغم كسلي – كتاباً عن الحصار والخروج من بيروت، وأعطيته عنواناً أوحى لي به سائق التاكسي اللبناني الذي أقلني إلى دمشق، وكان يصيح «صباح الخير يا وطن»، وهو يُحيّي شباب الحواجز في المنطقة الغربية... ثم يغير تحيته في الشرقية بقوله: «يعطيكو العافية».

الكتاب بصفحاته ١٩١ جاء عبر ١٩ فصل وبحيث حمل كل فصل عنوانا مستقلا ومكثفا ومعبرا بشكل جلي عن محتواه، وبحيث يشي عنوان الفصل المكثف بمضمونه المفصل.

الفصل الاول: في البدء كانت الرصاصة.
الفصل الثاني: جمهورية الفكهاني.
الفصل الثالث: حرب على الهواء.
الفصل الرابع: الشوارع ... المتاريس.
الفصل الخامس: مقاتلون واهالي.
الفصل السادس: عن التخاذل.
الفصل السابع: عن الرجال عن القنابل.
الفصل الثامن: يهود وصهاينة.
الفصل التاسع: المطران والمخبر .
الفصل العاشر: شارون وسركيس في بعبدا.
الفصل الحادي عشر:كل شيء هادئ في الجبهه الغربية.
الفصل الثاني عشر:رقصة الكلاشنكوف.
الفصل الثالث عشر: ليله الراجمات... ليلة القدر.
الفصل الرابع عسر: السيف اصدق انباء.
الفثل الخامس عشر: الدائرة.
الفصل السادس عشر: من قبل الكون كنا هون.
الفصل السابع عشر:.الفلسطينيون والثورة.
الفصل الثامن عشر:صباح الخير يا وطن.
الفصل التاسع عشر: الحاجز الاخير.

واذا قلنا ان كل فصول الكتاب جاءت شيقة ومؤثرة ومعبرة إلاّ اننا يمكن ان نضيف مزيدا من الاشارة والاشادة الخاصة ببعض فصول الكتاب؛ اولها الفصل الثاني من الكتاب والذي جاء تحت عنوان جمهورية الفاكهاني والذي يعتبر من اميز فصول هذا الكتاب واكثرها ثراء معرفي ووطني وذو مشاعر فياضة، هذا عداك عن غناه بذاكرة المكان الباقية وشما على صدر التاربخ.

وثاني فصول الكتاب المميزة الفصل الرابع عشر، والذي جاء تحت عنوان السيف اصدق انباء؛ وثالث الفصول المميزة الفصل الثامن عشر والذي جاء تحت عنوان صباح الخير يا وطن، ورابع الفصول المميزة الفصل التاسع عشر والذي جاء تحت عنوان الحاجز الاخير، وبحيث تمكن الفصلان الاخيران من الكتاب بان اعطى الكتاب صيغة السيرة الروائية، واضفى عليه مسحة ولمسة من التشويق والنهاية الدرامية والتي تمثلت بالخروج من بيروت...

كما يعتبر الفصل الثالث من الكتاب والذي جاء تحت عنوان حرب على الهواء، والذي يتحدث به الكاتب عن دور الاذاعة ومحطات الراديو في الحرب، من خلال تفصيلات وافرة، وباستعراض لجميع المحطات الاذاعية العاملة في وقت الحرب، وتبعيتها ومؤسسيها ودورها في تلك الحرب سواء كانت وطنية ام عميلة.

كما تميز الفصل الرابع الذي جاء تحت عنوان الشوارع والمتاريس بتفصيل مكاني يحفظ ذاكرة المكان والزمان ابان الحرب، فيحفظ لبيروت تاريخها ولمقاومتها سيرتها المشرفة والبطوالية. اذ يشعر القارئ بانه يسير في جولة في شوارع بيروت، ويطل على الامكنة ومواقع الصحف ومنازل الصحفيين والكتاب والمناضلين واهم المواقع والمتاريس والجوامع والملاجئ والشوارع واهم المواقع، بذاكرة فياضة تشي بما في داخلها، وتعيد لك رسم الاحداث من جديد، بحيث يشعر القاري وكأنه يسير تحت زخات الرصاص واصوات القذائف، ويختبئ بجانب جدار او يلوذ الى بيت من بيوت الاصدقاء او الى جامع او الى مستوصف تفاديا لغارة قادمة او اشتباك وشيك.
هذا الفصل بكل سطوره المكثفة احياء لذاكرة المكان وترسيخها لتبقى جزءا من سيرتنا ومن ذاكرة بيروت المحكية ومن ذاكرة الثورة الفلسطينية التي قال عنها عبد الناصر "انها انبل ظاهرة في الوجود...".

*مقتطفات من الكتاب:

كان الراديو المنفذ الوحيد للسكان في بيروت الغربية على لعالم الخارجي: فارق كبير بين أن تسمع عن الحصار في نشرة الأخبار أو تقرأ عنه في الصحف أو تقرأ عنه مشهد قصير في رواية و بين أن تحيا داخله.. أن ترى صورة شبه كاملة تحوي أدق التفاصيل..أن تخطو فوق الأنقاض و ترى بعينيك الجرحى و الدماء المتناثرة أن تسمع ضجيج الطائرات و تفزع من شدة القصف. .أن تحيا في الظلام الإجباري وسط شح المواد وسط ظروف غير آدمية تحيا فقط بغريزة البقاء و كرامة العربي التي تمنعه من الرحيل.

........

"و هذه المنازل المحترقة ، إنها ليست جدران من الطوب و الحجر إنها قطع أثاث اختارها اصحابها في لحظات معينة ، هناك سجادة لها قصة ، و لوحة لها ذكريات و كتاب قضى صاحبه معه ساعات ممتعة. و هناك أوراق مكتوبة في هدأة الليل ، و هناك خطابات حب، و خطابات من الأصدقاء و أوراق من العمل ، و خطط و مشروعات ، و مصباح مكتب لم يعد مجرد مصباح كهربائي. هناك الفراش الذي امتزج برائحة جسدك ، هناك فناجين القهوة ، هناك الدواء ، هناك أنت بأحذيتك القديمة التي ترض أن تتخلص منها ، ببطاقات البريد التي تذكرك بلحظات من الهناءة السرية ، و الهدايا الصغيرة .. هناك " الذاكرة " ، وتاتي القنبلة لتحرق هذا كله ص ١٣٧

....

في الحصار.أول الاعمال وابسطها واول خطوة في طريق الفعل الجماعي.هو ان يفتح بيته للاصدقاء والغرباء لاولئك الذين تهدمت بيوتهم ويتخلى بهذا طوعا عن خصوصيته ,عن فراشه,عن عاداته,عن مكتبه,عن اسلوب حياته المريح,ليندمج واحدا من الكل,متبينا عادات المجتمع وتقاليدها ,وتصبح شقته شارعا,ةوغرفته معبرا,ويمتزج خوفه الفردي بالخوف العام ,ويذوب جبنه في الشجاعة العامة,ويسترد كبريائه في كبرياء الجماعة .

......

انتابني احساس دافق بالحزن والاسى لحالي,واكتشفت اني لم انجز شيئا بعدها هي كتب لم تقرأ,أجلت قراءتها,وقصص لم تكتمل أجلت كتابتها ,واوراق سودتها ,مشاريع حياة بأكملها ,احلام وخطط,كلها ترقد في الردهة محكوم عليها ان تحترق او تمزق او تضيع.وانا؟ فكرت مفزوعا ما الذي سيحدث لي وهل استطيع الاستمرار هكذا تحت القصف اليومي والتوتر,ألن اصاب في ساقي او يدي او وجهي أو عيني ؟ألن اصبح كسيحا أو اعمى أو مبتور الذراع ؟ولم لا ؟ولماذا اظن بأني بناج من هذه الاشياء...وهناك السيارات المفخخة والقنابل الموقوتة والشظايا والطلقات الطائشة والتيفويد وسوء التغذيةواليرقان ؟واذا نفذت من هذا كله..هل سأخرج من الحصار صحيح العقل ؟

.....

حينما تفتح الصنبور لا تنهمر المياه كالمعتاد,وحينما تضغط على مفتاح الكهرباء فلا تضاء الغرفة كالمعتاد, وحينما تفتح الثلاجة فلا تجد فيها طعاما كالمعتاد, وحينما تتجول في الشوارع تبحث عن خبزك اليومي وخضارك اليومي كالمعتاد فلا تجد هذا المعتاد,وحينما تنهار العمارات المجاوة ويدفن تحت انقاضها العشرات ,وحين تنفجر سيارة ملغمة كنت قد تجاوزتها_بالصدفة_ منذ دقلئق ,وحينما تفكر انك قد تصاب فلا تجد سيارة اسعاف تنقلك لانه لا يوجد بنزين_كالمعتاد_ او بلازما او كهرباء او لقاح حيوانات ,او غرفة معقمة للعمليات ص٦٤

......

تحس ايضا ان هناك من ينتظر يجلس بصمت وهدوء منتظرا اللحظة التي لابد آتية لكي يخطف ويعتقل ويذبح وهذا الاحساس بالفجيعة يشترك فيه الجميع...

اكتشفت ان الخوف ليس خطيرا , لكن الاخطر منه ان تعلنه ,لان اعلانه يفتح سراديبا كانت مغلقة فينهمر منها كل ما كان مخزونا و متروكا و مهملا في الظلام . ص٦٨

......

الحصار لا يكون فقط على الغذاء والذخيرة لكن على الروح ايضا وعلى الغرائز البشرية و قنواتها الطبيعية التي لا تجد مساربا لها بشكل تلقائي بل تكبت في اللاوعي .بينما الجسد يطلب حقوقه في الحياة والهواء والتوالد والبقاء ..

......

الخوف ليس هو نقيض الشجاعة بالمعنى الكلاسيكي.وكما ان الشجاعة درجات فان الخوف ايضا درجات .لكن المواجهة اليومية والمستمرة مع الموت والالم تجعل الخوف الجسدي ينزوي في مكان بعيد ويبرز بدلا منه انواع اخرى من الخوف النفسي والمعنوي :الخوف على التاريخ الشخصي من الضياع .الخوف من المهانة .الخوف من حكم الاجيال المقبلة على موقف يتخذه زعيم او قائد او مجموعة مقاتلين ...ص ٦٩

......

الاحساس بالخوف شيء شخصي ومشروع .لكن المجاهرة به تخرجه من حيز الخاص الى العام ويكون من المنطقي ان يتنازل الكثيرون عن خصوصية الاعراب عن مشاعرهم المتعلقة بالخوف ..من حقهم ان يخافوا ..لكن ليس من حقهم ان يعلنوا خوفهم

......

" لقد قاومت طوال حياتي الانزلاق إلى حبائل التعصب الديني أو العرقي، رغم كل المحفزات التي أحاطت بنشأتي، وكنت كما قلت ادقق في التفرقة بين اليهودية كدين والصهيونية كعقيدة سياسية لكن مافعله الاسرائيليون أثناء حصارهم لبيروت، وما يفعلونه مع الأسرى العرب في أنصار (الذين كانوا ينقلونهم إلى اسرائيل بواسطة شبكات الصسد الحديدية التي تعلق في الطائرات الهليكوبتر، والتي كانوا يتساقطون من فتحاتها كما صورهم التلفزيون البريطاني)، وما فعلوه بعد ذلك في حينما دخلوا بيروت الغربية ومذبحة مخيمي صبرا وشاتيلا، وغيرها.. جعلني وجعل الكثيرون غيري يعبرون الخط الواهي بين اليهودية والصهيونية. لقد ارتاح عقلي كثيرا واطمأن إلى حكم غريزتي حينما سمعت مرة، أثناء القصف، امرأة عجوز تقول لامرأة أخرى تبكي هلعا "هؤلاء هم اليهود، وهل كنتِ تنتظرين منهم شيئا أحسن؟".. قلت لنفسي سأتبع غريزتي وسأتبع الذاكرة الجمعية الموغلة الجذور للشعب. فكلهم يهود، وكلهم سواء. فالذي يقتلني لن أستطيع أن أسأله قبل أن أسلّم الروح هل هو يهودي أم صهيوني؟ "ص ٨٣

.....

هناك كتبي وأوراقي وتذكاراتي وكل أشيائي التي جمعتها خلال سنوات وحملتها عبر البلاد، أكتشفت فجاءه ان علي مثل الالاف ان نتخلى عن أشيائنا الشخصيه ,عن الصور وعن التذكارات وأن نتخلى عن ذاكرتنا
.....

ان الثورة الفلسطينية بلغت اوجه تعملقها في ايام الحصار؛ ففي هذه المدينة الصغيرة المحاصرة، في هذه النصف مدينة كانت الثورة الفلسطينية هي المستشفى الذي ظل يعمل، والطبيب والممرضة وسيارات الاسعاف وطباخ المستشفى ، كانت الثورة هي المعونة الاقتصادية التي تقدم لمن يحتاجها في بيروت الغربية لاولئك الذين فقدوا مصادر رزقهم واصروا على البقاء تحت الحصار، الثورة كانت الامان في مدينة محاصرة جائعة لا يوجد بها سلطة او شرطي او سجن، كانت العقاب الحاسم الرادع لمن يحاول ان ياخذوا شيئا ليس من حقهم ص ١٦٦.

..........

اذهب الى المبنى القديم لجريدة السفير ، هناك في الطابق الثاني في شقة صغيرة فتح الهلال الاحمر الفلسطيني فرعا صغيرا لرعاية الاطفال الرضع، ادق الباب وادخل، اعبر ردهات تموج باصوات بكاء الاطفال، الممرضات يتحركن بسرعه يغمغن للاطفال باغنية هادئة، والمصابيح الغازية مدلاة من السقف في الغرفة الثانية وهي غرفة الكشف، تجلس الدكتورة فتحية السعودي التي تعلمت الطب في فرنسا ورجعت الى بيروت لتعمل في مستشفيات الهلال الاحمر الفلسطيني متخصصة في طب الاطفال، وتقضي وقتها معهم ، في الغرفة صحفية فرنسية من مجلة طبية متخصصة تكتب تقريرا عن الوضع الصحي للاطفال في بيروت الغربية، وعن حاجتهم الملحة للامصال واللقاحات والحليب الطبي وبقية الاشياء الضرورية للطفل، جلست على مقعد صغير، كان الاطفال يدخلون الغرفة ينتظرون بهدوء حتى تاتي الطبيبة لهم وتضع السماعة على اذنيها، وتاخذ الطفل الى طاولة الفحص تنتهي الصحفية حديثها وتخرج تسالني فتحية باسمة، شاي، وقبل ان ارد بالاجاب تدخل ممرضة فلسطينية سمراء تتبادل التحية وتطلب منها فتحية بادب ان تصنع لي بعض الشاي صفحة 109.

........

في الحرب تتجمع المدينة حول نفسها ، تلتف على احشائها الداخلية تلفظ اجزائها الهشه، شوارعها ومناطقها المتهافتة، وتتمركز على محورها الداخلي، وتستجمع قدرتها الكامنة لتصبح مثل الصخرة التي لا يمكن اختراقها، هكذا بدت لي بيروت خلال الحصار الطويل، وهكذا استطعت ان اكتشفها من جديد، فالمدن مثل البشر تخفي الكثير خلف اقنعة مزيفة، لكن حينما تاتي ساعة الحقيقة، ينبض الحجر ويتحول المبنى المتجهم الى حضن دافع تختبئ فيه من الغارات، والشارع الضيق الى متراس والحي الشعبي المقتظ والمليء بالتراب والضوضاء الى بيت الاسرة وحضن الام، هكذا تجد المدينة نفسها وتقدم نفسها لمقاتليها، تحميهم باحجارها، وتلعق جراحهم بترابها، وحينما تنتهي حياتهم، تفتح حضنها لتستقبلهم داخلها صفحة 13.

............

اما ساكن المدينة ذلك الذي لا يقاتل، فانه لا يستطيع ان يجد نفسه بسهولة، وخاصهة المثقف، فالانسان البسيط يكتشف دوره بسرعة. انقطعت الكهرباء، فتظهر احجار البطاريات ومصابيح الجيب والراديو ترانزستور والمصباح الكيروسين، يغلق اصحاب المتاجر محلاتهم الكبيرة ويهاجرون، فتظهر البضاعة على الرصيف وبنصف ثمنها، تختفي سيارات جمع النفايات، يشح البنزين، فيجتمع السكان بدون اتفاق ليحرقوا نفاياتهم، يمنع الاسرائيليون عبور اللحم المذبوح من الشرقية للغربية، فيذبح الجزارون ذبائحهم في الشارع ويسلخونها ويبيعونها مباشرة، يغلق الاسرائيليون انابيب المياه النقية عن بيروت الغربية، فيحفر الناس الابار ، وينطلق الاطفال يحملون الصفائح والاوعية البلاستيكية ويسيرون مسافات طويلة ليحصلوا على المياه صفحة 13.

.........

وينظر المثقف فيجد كل شيء يتحرك من جديد وبايقاع جدي. المدينة والسكان الشوارع والبشر فيبدا في اختراع شيء يشغل نفسه به، لكن الحياة تقدم له العمل الذي يشارك به في الحصار، اول الاعمال وابسطها واول خطوة في طريق الفعل الجماعي هو ان يفتح بيته للاصدقاء والغرباء، لاولئك الذين تهدمت بيوتهم، ويتخلى بهذا طوعا عن خصوصيته، عن فراشه عن عاداته، عن مكتبه، عن اسلوب حياته المريح ليندمج واحدا في الكل، متبنيا عادات الجماعة وتقاليدها ، وتصبح شقته شارعا، وغرفته معبرا ، ويمتزج خوف الفرد بالخوف العام، ويذوب جبنه في الشجاعة العامة، ويسترد كبريائه في كبرياء الجماعة صفحة 14.

........

لم يكن هناك في بيروت الغربية من اغلق ابوابه على نفسه، ولم توجد شقة لم يتقاسم الغرباء ارضها مع اصحابها، الجميع يتقاسمون كل شيء؛ الطعام والمياه والنوم والامان والدفء والرعب والموت، ومثل ما يمتزج الفرد في المجموع، يمتزج الجميع في المدينة التي يقف على حدودها مقاتلوها واعدائها، لكن المقاتل يقف مسندا ظهره الى مدينة باكملها باحجارها وبشرها بشوارعها ومتارسها وتضامن سكانها ، بينما يقف العدو امام هذا كله لا يستطيع التقدم او اختراقه، هذا كله يسموه السياسيون والعسكريون الصمود صفحة 14.

........

هذا الكتاب "صباح الخير ياوطن" بالاضافة الى مجموعة الكتب التالية:اه يابيروت لرشاد ابو شاور، حسرة الياقوت في حصار بيروت لشاكر لعبي،ايام الجمر لفتحية السعودي، عن امل لا شفاء منه لفواز طرابلسي، الجراح تشهد مذكرات طبيب في حصار بيروت لفايز رشيد، الناس والحصار لمحجوب عمر، قمر على بيروت لزياد عبد الفتاح، بيروت صغيرة بحجم رائحة اليد يوميات الحصار لامجد ناصر، ذاكرة للنسيان لمحمود درويش، شرفة على الفكهاني لليانة بدر، بيروت ١٩٨٢ لغسان شبارو، مملكة الغرباء لالياس خوري، نشيد الحياة ليحيى يخلف، سماء تحت راية فلسطينية- يوميات (1983) لسعدي يوسف، أفكار بصوت هادئ – مقالات (1987 لسعدي يوسف، أوراق المنفى شهادات عن أحوال زماننا لحيدر حيدر، زمن الاحتلال» للكاتب اللبناني إلياس خوري، بيروت مدينتي» بسام أبو شريف، رواية «أمر فظيع يحصل» للكاتب اللبناني زياد كاج، يوميات حصار بيروت: صيف عام 1982 (الرحيل عن الخيمة الأخيرة)» للكاتب الفلسطيني جميل هلال، 88 يوما خلف متاريس بيروت معين بسيسو، حياة حصار فيصل حوراني، عين المرآة ليانة بدر، الجرمق لمهند الاخرس، الحصار لعلي حسين خلف، ايام الحب والحصار [قصة اذاعة الثورة الفلسطينية في بيروت] لنبيل عمرو، واطول يوم في حياة الزعيم لنبيل عمرو، وكتاب ورق حرير وكتاب صاقل الماس لزياد عبد الفتاح، وبيروت البكاء ليلًا لشوقي عبد الحكيم، بيروت بيروت لصنع الله ابراهيم، الثورة الفلسطينية في لبنان عز الدين المناصرة ، والكلمة والبندقية [قصة اذاعة الثورة الفلسطينية] مجموعة مؤلفين، مجلة الكرمل العدد ٧، اطفال الحصار لبولين كاتنج، في الاسر اليهودي عماليا ارغمان واهرون برينغ، شهادات من المعركة مجموعة من المؤلفين، كُتاب المعركة، حب وموت في بيروت[بشير الجميل وبربارة اليهودية] بربارة نيومان، رسائل من قلب الحصار من ابو عمار للجميع، ، للفجر نغني [صفحات من النضال الفلسطيني] دينا عبدالحميد، كتاب ١٠٠ يوم في معتقل انصار وكتاب انصار ٣٣ لسعدون حسين، القاطع الثالث من زلزال بيروت لابي الطيب الناطور، الحرب الفلسطينية الاسرائيلية في لبنان ٩ اجزاء مجموعة مؤلفين دار الجليل، احاديث الغزاة واطفال الار بي جي لخليل السواحري، وكتاب حرب الاستنزاف [دراسة في التحليل السياسي والتوثيق العسكري للحرب الفلسطينية اللبنانية ضد قوات الاحتلال الاسرائيلي ١٩٨٢ الى ١٩٨٤]، كتاب الصحة والحرب والصمود فتحي عرفات، كتاب العقيد أبو موسى يتكلم عن الحرب الخامسة وصمود بيروت، هكذا صمدت بيروت عام 1982 واصف عريقات، ومجلد اصدارت مجلة المعركة [جميع الاعداد]… والتي راس تحريرها زياد عبد الفتاح، حيث تداعى عدد من الكتاب والمثقفين والصحفيين الفلسطينيين وعقدوا اجتماعاً طارئاً في مقر العلاقات الخارجية التابع لاتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين، وطرحوا تصوراتهم للدور المنوط بهم في مواجهة الغزاة ، وفي النهاية اجمعوا على ضرورة الاسهام الفعلي الجاد في هذه الحرب ، والانتشار بين الجماهير والمقاتلين وحثهم على الصمود ، والقيام بتسيير سيارات تبث شعارات التعبئة وتوضح لكل قطاع دوره في الحرب ، وتجهيز الملصقات الجدارية وتوزيعها في شوارع العاصمة ، وحمل السلاح والتوجه الى محاور القتال ، وتوجيه بيان الى الجماهير في بيروت وخارجها .وعلاوة على ذلك اصدارنشرة يومية تعبوية لادارة المعركة الاعلامية من أجل الصمود ، ورفد الصحف ووكالات الأنباء والاذاعات الوطنية بما يلزمه من كوادر اعلامية واذاعية .

وفي صباح الثلاثاء الثاني والعشرين من حزيران صدر العدد الاول من نشرة "المعركة" عن تجمع الكتاب والصحفيين الفلسطينيين واللبنانيين والعرب في بيروت ، وتصدرتها كلمة شاعر المقاومة الفرنسية اراغون "اللعنة على المحتل ليدو الرصاص دائماً تحت نوافذه ، وليمزق فلبه الرعب " بينما الافتتاحية كانت بعنوان "هكذا نفك الحصار " .

ومما نشرته "المعركة" على صفحتها الثانية بيان تجمع الكتاب والصحفيين الفلسطينيين واللبنانيين والعرب ، جاء فيه :" من متاريس عاصمة الامل العربي ، بيروت . من شظايا الاجساد والقذائف . ومن ساحة الامتحان الاخير للجدارة بالارض والحياة والمستقبل ، يعلن الكتاب والصحفييون الفلسطينييون واللبنانيون والعرب : " ان لا خيار لنا سوى المعركة وان لا لغة للتعامل مع الغزو الصهيوني ، الذي يمثل أحط اشكال العنصرية والصلف، سوى لغة الدم والرصاص . فمن هنا ، من هذا الحائط البشري المرصوف بالسواعد المقاتلة والارادة الحرة ، يتحدد المصير ، وتحدد البدايات بدايتها الدائمة في معركة الانصهار الكامل بالمعركة . لا خيار لنا سوى المعركة . والمعركة في ذروتها في كل مكان . لا ضباب ولا اوهام ولا خداع . هنا تعجن البطولة اليومية ، البطولة العادية من فرط تراكمها . لتحول كل متر من الارض الى مأثرة او معبد".

وبفضل البطولات الفلسطينية اصبحت بيروت في ايام حصارها، جزء من تراث الادب والثقافة العربية الفلسطينية ، وبالتالي اصبحت هذه الكتب بمجموعها التي حفظت سيرة بيروت المقاتلة في الذاكرة الجمعية مرجعا اثيرا ومصدرا موثقا وموثوقا ننهل منه عزا وفخارا كلما ازدادت العتمة واستشرست الهجمة الهادفة الى كي الوعي واشاعة ثقافة الهزيمة والانكسار.

فهذه الكتب شكلت سفر نفيس في سيرة الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية والعربية التي تناولت الحدث "حصار بيروت" بصيغة ادبية او توثيقية علاوة على انها شكلت اضافة نوعية للمكتبة العربية اسهمت بحفظ الذاكرة الجمعية من التحريف والتخريف والتغييب والنسيان، واضافت وردة في اكليل الغار الذي كلل صدر بيروت، وازدان بها فخرا صدر الثورة الفلسطينية حين ضاقت بهما صدور كل العواصم العربية، وعليه لم يكن غريبا بعد الخروج من بيروت ان يمنح قائد الثورة الفلسطينية ياسر عرفات وسام بيروت المقاتلة للمدينة وابنائها وسكانها، والى كل المقاتلين الذين ساهموا بشرف الصمود و الدفاع عنها ابان الاجتياح سنة ١٩٨٢.

بقي ان نعرج قليلا على سيرة الكاتب والمناضل رؤوف مسعد والتي تشير الى انه روائي مصري كبير قرر أن يعيش خارج مصر بعد أن ذاق مرارة السجن بها ومعه القاص عبد الحكيم قاسم والروائي صنع الله إبراهيم بسبب اشتراكه في احد التنظيمات الشيوعية، وداخل السجن تفجرت طاقاته الإبداعية فاخرج عمله المسرحي الأول داخل السجن ومن ثم توالت أعماله التي أنهاها بروايته الرائعة (غواية الوصال). وصاحبنا هو ابن لقسيس بروتستانتي ولكنه تمرد على مذهب أبيه وأصبح لا ديني. وحينما ضاق عليه الخناق بعد خروجه من السجن حزم حقائبه وغادر إلى بولندا لدراسة الإخراج المسرحي. ومن بولندا بدأت رحلته في العواصم العربية والأفريقية التي امتدت بين بغداد وبيروت وعدن وارتيريا والقاهرة إلى أن استقر به المطاف في أمستردام. له عدة روايات وهي : "بيضة النعامة" ، "مزاج التماسيح" ، "في انتظار المخلص - رحلة إلى الأرض المحرمة".

أن تقرأ هذا الكتاب فأنت تحيا تحت الحصار داخل بيروت المحاصرة. .أن تهتف من الأعماق صباح الخير يا وطن. . أن تدرك المعنى الحقيقي لكلمة " وطن ".
فطوبى وطيب لصاحبنا رؤف مسعد وامثاله من الذين يعون تماما قيمة الكلمة والبندقية، ويعرفون كيف تصون الكلمة عري البندقية، وتحميها من الخذلان وآفة النسيان.



#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى جدتي هيجر في ذكراها...
- غسان كنفاني ؛ رمز الحضور المكثف
- دمشق ؛ رائحة الياسمين الذي لم يَغِب
- نجم المتوسط؛ رواية تشبه سيرة صاحبها، علي حسين خلف
- التجربة الثورية بين المثال والواقع، نديم البيطار
- سيرة ومسيرة عابرة للحدود؛ خوسيه ماخيكا نموذجا
- وداعاً خوسيه موخيكا
- قراءة في الفكر السياسي والموقف الوطني عند عثمان ابو غربية، ر ...
- رغوة سوداء ، حجي جابر
- ظل الطريق ، يوسف ابو جيش
- حين يعمى القلب ، وداد البرغوثي
- ممرات هشة ، عاطف ابو سيف
- بين الثورة والنفط ، سعيد المسحال
- ملك كاليفورنيا : شام ، ميساء سميح ادريس
- الصين عودة قوة عالمية، كونراد زايتس
- عين خفشة ، رجاء بكرية
- نواعير الذاكرة ، توفيق فياض
- فرحة الاغاني الشعبية الفلسطينية، نهى قسيس
- النفوذ الصهيوني في العالم بين الحقيقة والوهم [الولايات المتح ...
- مطار الثورة [في ظل غسان كنفاني] عدنان بدر


المزيد.....




- -بلا ولاشي-.. كارمن لبّس تودع زياد الرحباني برسالة مؤثرة
- بيونسيه تستضيف فرقة -Destiny’s Child- في ختام جولتها الموسيق ...
- بعد غارات إسرائيل على سوريا.. كاتب يعلق على تصريح -نتنياهو ي ...
- -تبرع غير مشروط-.. نص اتفاق تحويل الطائرة القطرية إلى -رئاسي ...
- ترامب: لا أعتقد أن هناك مجاعة في غزة ولا أعلم ما الذي قد يحد ...
- اختيار مجلس الشعب السوري الجديد في سبتمبر - فمن يحدد أعضاءه؟ ...
- استقالة نائب رئيس الوزراء الروماني بعد عودة قضية رشوة إلى ال ...
- شاهد.. فرار جماعي من طائرة أميركية اشتعلت بالنار قبل الإقلاع ...
- ماليزيا تستضيف محادثات بين تايلند وكمبوديا لفض نزاع حدودي بي ...
- بالخرائط.. شاهد كيف قطعت -حنظلة- المتوسط نحو غزة قبل أن يعتر ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية في رواية - ورقات من دفاتر ناظم العربي - لبشير ... / رياض الشرايطي
- نظرية التطور الاجتماعي نحو الفعل والحرية بين الوعي الحضاري و ... / زهير الخويلدي
- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مهند طلال الاخرس - صباح الخير يا وطن ، رؤوف مسعد