أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مهند طلال الاخرس - الى جدتي هيجر في ذكراها...














المزيد.....

الى جدتي هيجر في ذكراها...


مهند طلال الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 8410 - 2025 / 7 / 21 - 14:56
المحور: سيرة ذاتية
    


لم يخيّب الله املي واملها بأن تطأ اقدامي الجامعة، كان تنتظرني كل صباح لتمطرني بالدعاء بالنجاح والتوفيق وتغدق علي حنانها ومالها وآمالها كي تراني "أحسن الناس" .
ادمنت عيني رؤيتها وانصتت اذاني دائما لدعوتها الابدية "الله يهدي بالك ويعلي مراتبك".
ورغم ضيق ساعات الصباح إلا انها كانت تحمل كل اوقات الصفا.
ذلك الصباح كعادته بدأ على امل بأن يتجدد اللقاء في صباح اليوم التالي، وان تبدأ سمفونية الدعوات والامنيات على اعتبار اننا في متلازمة ابدية لا تنتهي...
لكن في ذلك الصباح وما ان بدات أعد خطواتي بالابتعاد عنها، شيئا ما في داخلي لم يرضى بألقاء السلام والسلام.
عُدت خطواتي القليلة التي قطعتها حضنتها قبلت راسها ووجنتيها، عُدت وامسكت بيديها وطبعت عليهما قبلة أخرى، حدقت في عينيها، لم اجد ذلك البريق الذي يغازل الشمس ولم اجد تلك اللمعة التي تعانق الحياة والتي كنت قد اعتدتها في كل صباح، وكأن الصباح في ذلك اليوم لم يكن على موعد مع يومها.
حَدقتْ هي في عينيّ وابتسمت، لعلها رأت فيهما ديمومتها على هذه الارض، أسبلت جفونها على عيونها لبرهة وأغمضتها لفترة علّها رأت قادم الايام وإطمأنت ان غراسها في الارض باقيه لم تمت وان حياة الواحد منا فانية وحياة الحَرثِ والهوية هي الباقية.
تعاقبت عليها كل الاجيال والفصول والسنوات وعاشت كل النكبات والنكسات وبقيت تنتظر الفرح.
لم يأتي الفرح ؛ لكنها كانت تتقن فن الانتظار،
كانت تعشق الصبر وتعلمنا إياه...
كان حنينها يوجع، وانينها مولع...
كان لسانها لا يمل من تذّكر ايام البلاد،
وكانت حسرتها الدائمة تختزلها في مقولة واحدة "ساق الله على ايام البلاد".
في يوم تموزي جميل في كل شيء إلا من رحيلها،
صَبّحتُ عليها شربت من يديها شاي الصباح،
ووجدتها كعادتها استفاقت مع اول خيط الفجر تُحمص خبز الصباح وتوزع الرضا لمن صَبّح عليها وتلهج بالدعاء لمن غاب عن عينيها،
كانت دائما تنصف البعيد والمريض ولا تبخل بحبها على القريب.
اخبرني جدي فيما بعد انها "شطفت الحوش وعزّلت الدار" واستراحت هناك تحت الدالية...
جلستْ هناك تنتظر السفر وبقينا نحن هنا نَرقبُ الوداع...
قلت: ماذا بعد؟
قال: لا شيء ، هذا ما حصل!
إنها الايام تأخذ أجمل ما فينا وتذهب...
انه الموت يجيء إلينا حينما يريد، ويأخذ كل ما يريد، ثم يذهب.

جدتي هيجر؛ قمر وضاء تحمل كل اوجاع السنين وتجرع كل آلام النكبة، لم تيأس ولم تستسلم لكن هزمها الحنين الى فلسطين.



#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غسان كنفاني ؛ رمز الحضور المكثف
- دمشق ؛ رائحة الياسمين الذي لم يَغِب
- نجم المتوسط؛ رواية تشبه سيرة صاحبها، علي حسين خلف
- التجربة الثورية بين المثال والواقع، نديم البيطار
- سيرة ومسيرة عابرة للحدود؛ خوسيه ماخيكا نموذجا
- وداعاً خوسيه موخيكا
- قراءة في الفكر السياسي والموقف الوطني عند عثمان ابو غربية، ر ...
- رغوة سوداء ، حجي جابر
- ظل الطريق ، يوسف ابو جيش
- حين يعمى القلب ، وداد البرغوثي
- ممرات هشة ، عاطف ابو سيف
- بين الثورة والنفط ، سعيد المسحال
- ملك كاليفورنيا : شام ، ميساء سميح ادريس
- الصين عودة قوة عالمية، كونراد زايتس
- عين خفشة ، رجاء بكرية
- نواعير الذاكرة ، توفيق فياض
- فرحة الاغاني الشعبية الفلسطينية، نهى قسيس
- النفوذ الصهيوني في العالم بين الحقيقة والوهم [الولايات المتح ...
- مطار الثورة [في ظل غسان كنفاني] عدنان بدر
- اسرائيل من الداخل ، مجموعة مؤلفين


المزيد.....




- اختفت منذ 82 عامًا.. اكتشاف سفينة حربية يابانية من الحرب الع ...
- نظرة على معاناة عائلة للحصول على طبق واحد فقط في غزة
- غزة: مقتل أكثر من 1000 فلسطيني لدى محاولتهم الحصول على مساعد ...
- إردام أوزان يكتب: وهم -الشرق الأوسط الجديد-.. إعادة صياغة ال ...
- جندي يؤدي تحية عسكرية للأنصار في سيطرة ألقوش
- 25 دولة غربية تدعو لإنهاء الحرب في غزة وإسرائيل تحمل حماس ال ...
- -إكس- و-ميتا- تروّجان لبيع الأسلحة في اليمن.. ونشطاء: لا يحذ ...
- عاجل | السيناتور الأميركي ساندرز: الجيش الإسرائيلي أطلق النا ...
- سلاح الهندسة بجيش الاحتلال يعاني أزمة غير مسبوقة في صفوفه
- السويداء وتحدي إسرائيل الوقح لسوريا


المزيد.....

- كتاب طمى الاتبراوى محطات في دروب الحياة / تاج السر عثمان
- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مهند طلال الاخرس - الى جدتي هيجر في ذكراها...