|
( القصّاصون منبع الدين السُنّى ): الكتاب كاملا
أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن-العدد: 8416 - 2025 / 7 / 27 - 15:44
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هذا الكتاب بسبب دوافع سياسية من الفتنة الكبرى وما تلاها تأسّست وظيفة القصص رسميا ، ودخل فيها كثيرون بدوافع سياسية واقتصادية ، وكانوا ينسبون قصصهم وأساطيرهم للنبى محمد عليه السلام وغيرهم ، وتاسست عليها ما يُعرف بالسيرة والسُّنّة والتفسير والحديث . يتكون الكتاب من ستة فصول وخاتمة ، كما مبين في الفهرس . الفهرس ف 1 : لمحة تاريخية عن نشأة وظيفة القصص والقُصّاص ف 2 : ( الأعمش ) رائد القصاصين في العصر العباسى ف 3: الخليفة أبو جعفر المنصور والقصص والقُصّاص ف 4: قصص في الرد على الخليفة أبى جعفر المنصور ف 5: إبن الجوزى قصّاصا ( ثلاثة أجزاء ) ف 6 : عرض لكتاب إين الجوزى ( أخبار الحمقى والمغفلين ) وما جاء فيه عن حمق القصاصين الخاتمة
عرض الكتاب كاملا :
ف 1 : لمحة تاريخية عن نشأة وظيفة القصص والقُصّاص
كتاب ( القصّاصون منبع الدين السُنّى ) الفصل الأول : لمحة تاريخية عن نشأة وظيفة القصص والقُصّاص مقدمة القصص التي أشاعها القصّاصون هي أساطير الأولين التي تتأسّس بها الأديان الأرضية في كل زمان ومكان . وهى التي تحوز على إعجاب المستمعين وتصديقهم وإيمانهم ، وبهذا فهم أعداء الأنبياء في كل زمان ومكان . قال جل وعلا : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ( 112 ) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ ( 113 ) أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ( 114 )وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ( 115 ) وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ ( 116 ) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ( 117 ) ألأنعام )، ونعطى تفصيلا : أولا : عن منكرى القرآن الكريم وحده حديثا في الاسلام قال جل وعلا : 1 :( تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ( 6 ) وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ( 7 ) يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ( 8 ) وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ( 9 ) الجاثية ). الذين ينكرون القرآن الكريم وحده حديثا ، يصفهم رب العزة جل وعلا بالأفّاكين الآثمين الذين يتمسّكون بضلالهم ويستهزئون بكتاب الله جل وعلا . 2 : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ( 6 ) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ( 7) لقمان ). حيث يكون هناك (ناس ) فمن ( الناس ) من يشترى ( لهو الحديث ) أي اساطير الأولين لإضلال الناس بغير علم ، ثم يتمسّك بها ضد القرآن الكريم . ولأن دينهم هو أساطير الأولين المقدسة عندهم ، فما عندهم هو الحق ، وما جاء في القرآن الكريم عندهم باطل . وكانوا يتهمون القرآن الكريم وقت نزوله بأساطير الأولين الباطلة . عن إتهامهم القرآن الكريم قال جل وعلا : 1 ـ ( وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا حَتَّى إِذَا جَاؤُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ ( 25 )( الأنعام ) 2 ـ ( وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُواْ قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاء لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ )( 31 ) الأنفال ) 3 ـ ( وَإِذَا قِيلَ لَهُم مَّاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ ) 24 ) النحل ). 4 ـ ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاؤُوا ظُلْمًا وَزُورًا (4) وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلا (5) الفرقان ) 5 ـ ( إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ (15) القلم ) 6 ـ ( إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ (13) المطففين ) اتهامهم ما جاء في القرآن الكريم عن اليوم الآخر بأساطير الأولين . قال جل وعلا : 1 ـ ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ (67) لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِن قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ (68) النمل ). 2 ـ ( بلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الأَوَّلُونَ (81) قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (82) لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا مِن قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ (83) المؤمنون ). أي هي عادة متأصّلة في الأديان الشيطانية قبل نزول القرآن الكريم ، وبالتالي فلا بد أن تعود . وأساطير الأولين هذه هي منبع الأديان الأرضية لدى المحمديين . ونتوقف مع الدين السُنّى ، لأنه الأشد سطوة . ثانيا : القصص وظيفة رسمية بدأ هذا مع الفتنة الكبرى ، فكان من السهل بعد سفكهم دماء بعضهم أن يتحاربوا بالأحاديث وبالدعاية متمثلة في القصص ، وحيث كان القصص يؤدى دورا إعلاميا في خدمة الفرقاء المتصارعين . ونعطى بعض التفاصيل : 1 ـ قيل إن عليًا بن أبى طالب ( قنت فى صلاته فدعا على قوم من أهل حربه ، فبلغ ذلك معاوية فأمر رجلًا يقص بعد الصبح وبعد المغرب يدعو له ولأهل الشام ، وكان ذلك أول القصص. ). 2 ـ جعل الليث بن سعد نوعين من القصص : قصص العامة وقصص الخاصة ، " فأما قصص العامة فهو الذي يجتمع إليه النفر من الناس يعظهم ويذكرهم .. وأما قصص الخاصة فهو الذي جعله معاوية ولى رجلًا على القصص ، فإذا سلم من صلاة الصبح جلس وذكر الله عز وجل وحمده ومجده وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ودعا للخليفة ولأهل ولايته ولحشمه وجنوده ودعا على أهل حربه وعلى المشركين كافة. ". والمستفاد من هذا أن معاوية هو الذى جعل القصص وظيفة رسمية . 3 ـ إستغل الأمويون خطبة الجمعة فى الدعاية لهم ، ولم يكتفوا بذلك بل أنشأوا إلى جانب وظيفة الوالى والقاضى وصاحب الخراج وقائد العسكر وظيفة أخرى فى كل الولايات هى القصص. وكان أحيانا يتولى القصص والقضاء شخص واحد مما يدل على أهمية وظيفة القصص فى ذلك الوقت . 4 ـ وكان القاصّ يجلس فى المسجد بعد الصلاة يقصّ على الناس أخبار السابقين ويعظهم ويخلط كلامه بأحاديث مخترعة وروايات مختلفة ، ومن خلال السيطرة على السامعين يدعو للسلطة الأموية ، ولا ينسى أن يختم حديثه بلعن أبى تراب ( على بن أبى طالب ) . وكانت الروايات فى معظمها يخترعها الراوى نفسه . بين إختراع القصص وإختراع الأحاديث 1 ـ ولكى يجذب القاص إهتمام العامة كان يكثر من الخرافات وينسب قصصه للنبى محمد عليه السلام والأنبياء السابقين. ولأن العصر الأموى هو عصر الروايات الشفهية فقد تم تداول هذ القصص عبر الأجيال ونما وتكاثر إلى أن أتيح له التدوين فى العصر العباسى على أنه أحاديث نبوية أو قصص الأنبياء ، وعليه قام ما يسمى علوم الحديث والتفسير . ودعاة تنقية التراث فى عصرنا يطلقون على بعض هذه القصص إسم إسرائيليات نظرا لأنهم اكتشفوا أخيرا تشابها بين تلك الروايات وما جاء فى المصادر التراثية السابقة لأهل الكتاب . 2 ـ ومن مشاهير القصاصين فى العصر الأموى أبوهريرة ، وهو أيضا أشهر من إخترع الأحاديث ، وقد إنضم الى الأمويين وكان واليا لهم على المدينة . ومن تلامذته عبد الرحمن ابن حجيزة (ت 83) وقد اجتمعت له فى مصر فى الدولة الأموية ثلاث وظائف هى القضاء و القصص و بيت المال ، وكان يأخذ رزقه من القضاء مائتي دينار ، وعطاؤه مائتا دينار ، وجائزته مائتا دينار .. الخ ( تاريخ المنتظم لابن الجوزي 6/253 : 254) . 3 ـ والسمة الرئيسة التى تجمع كل القصاص هو صناعتهم للأحاديث ، ومثلا يقال عن سلمان بن الأغر ( مولى جهينة ) كان قاصا ، وروى عن أبى سعيد الخدرى وأبى هريرة ( ابن سعد 5/ 210) ويقال عن بى الأحوص (كان يحدث فى المسجد ، وكان ثقة وله أحاديث) (ابن سعد 6/126). ثالثا : القصاصون المعارضون للأمويين 1 ـ وقد قابل المعارضون للدولة الأموية قصصها الرسمي بقصص أخر ، وبذلك تحول القصص الى حرب فكرية اسلحتها الروايات و الحكايات والأحاديث. وأشهر معارضى الدولة الأموية سعيد بن جبير ـ والذى قتله الحجاج سنة 94 ــ كان من أشهر القصاص وأشهر الفقهاء أيضا . كان يقصّ كل يوم لأصحابه فى المسجد مرتين. بعد صلاة الفجر ، وبعد صلاة العصر (الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 180) ورفيقه ابراهيم التيمي كان أيضا من ضحايا الحجاج ، وكان من القصاص أيضا. قيل فيه :" إنى أحسبه يطلب بقصصه وجه الله" ، وحين بدأ ابراهيم التيمي بالقصص أخرجه ابوه من المنزل خوفا من الحجاج (الطبقات الكبرى لابن سعد 6/200). 2 ـ واشتهر المرجئة كطائفة سياسية وفكرية فى العصر الأموي ، توسطوا بين الشيعة والأمويين ، وكان منهم من احترف القصص ، مثل ذر بن عبد الله ، قيل عنه "من أبلغ الناس فى القصص ، وكان مرجئا ، وخرج مع القراء ( الفقهاء) مع ابن الأشعث فى الثورة على الحجاج . وشارك فى هذه الثورة سعيد بن جبير ، وهناك ايضا عمرو بن ذر وكان قاصا مرجئا أيضا ( الطبقات الكبرى لابن سعد 6/205 ، 252). 3 ـ وبسبب الاختلافات المذهبية والسياسية فقد تنوعت المواقف من القصص و القصاص . فيقال فى مدح صالح المرى أنه (كان اذا قص فى المسجد ازدحم الناس للصلاة والجلوس اليه)( ابن سعد 7/2/39). بينما كان سالم مولى عمر بن الخطاب (لا يشهد قاصّ جماعة ولا غيره ..) ( ابن سعد 5/148) هذا فى الوقت الذى استمع فيه عبد الله بن عمر الى أحد القصاص وهو عبيد بن عمير فدمعت عيناه ( ابن سعد 4/119، 124). وبعضهم كان ينصح بمجالسة القصاص غير ابي الأحوص ، ولا تجلسوا شقيقا ، وليس بأبي وائل ولا سعد بن عبيدة) وقد مات السلمى فى خلافة عبد الملك بن مروان (ابن سعد 6/120). رابعا : قصاصون عاشوا العصرين الأموى والعباسى 1 ـ وبعض القصاصين أدرك الدولتين الأموية و العباسية مثل الجعفى الذى كان امام مسجد جعفى مدة ستين عاما . واحترف القصص فيه ، ومات فى خلافة ابي جعفر المنصور ( ابن سعد 6/254). 2 ـ على أن اشهرهم الأوزاعى في العصرين الأموى والعباسى . الأوزاعى ( 88 : 157 ) كان مقربا من الأمويين ونجح بدهائه فى أن يحظى فى عهد العباسيين حين إخترع لهم حديث الردة ليبرر قتلهم الأمويين ، والتفاصيل فى كتابنا عن ( حد الردة ). إشتهر الأوزاعى فقيها وقصّاصا بسبب جرأته الفائقة فى الكذب ، والعوام تصغى الى زخرف القول أو المزخرف بالمبالغات طبقا لقول ربنا جل وعلا : وإشتهر من قصص الأوزاعى ما رواه ابن الجوزى فى المنتظم عنه ، ومنها : 2 / 1 :( رأيت رب العزة في المنام فقال لي: يا عبد الرحمن أنت الذي تأمر بالمعروف تنهى عن المنكر ؟ قلت: بفضلك يا رب. فقلت: يا رب أمتني على الإسلام فقال: وعلى السنة .) 2 / 2 :( .. الأوزاعي قال: أردت بيت المقدس فرافقت يهوديًا فلما صرنا إلى طبرية نزل فاستخرج ضفدعًا فشد في عنقه خيطًا فصار خنزيرًا فقال: حتى أذهب فأبيعه من هؤلاء النصارى فذهب فباعه وجاء بطعام ثم ركبنا فما سرنا غير بعيد حتى جاء القوم في الطلب فقال لي: أحسبه صار في أيديهم ضفدعًا .قال: فحانت مني التفاتة فإذا بدنه بناحية ورأسه بناحية فوقفت وجاء القوم فلما نظروا إليه فزعوا ورجعوا عنه .قال: فقال لي الرأس: رجعوا ؟ قلت: نعم قال: فالتأم الرأس إلى البدن وركب وركبنا فقلت: لا أرافقك أبدًا ..). إلا إن ( الأعمش ) هو الأشهر . نتوقف معه في الفصل التالى . شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور ) https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran
ف 2 : ( الأعمش ) رائد القصاصين في العصر العباسى كتاب ( القصّاصون منبع الدين السُنّى ) الفصل الثانى : الأعمش رائد القصاصين في العصر العباسى مقدمة 1 ـ بدأت الدعوة ل ( الرضى من آل محمد ) في ذرية محمد بن على بن أبى طالب ( ابن الحنفية )، لخليفة مجول الشخصية لتفادى مأساة الحسين . وفى ظروف معقدة إنتقلت الدعوة الى محمد بن على بن العباس ، والذى وضع خطة جديدة لنشر الدعوة في أقصى الشرق في خراسان . وبدأت الدعوة بالقصص جنبا الى جنب مع الاستعداد العسكرى . و إذا كان ( أبو مسلم الخراسانى ) هو القائد العسكرى للعباسيين ، فإن ( الأعمش ) كان القائد الرائد للقصاصين الذين عملوا بين الجماهير يعدونهم بالمهدى المنتظر الذى يملأ الأرض عدلا بعد أن ملأها بنو أمية ظلما وجورا . أحسّ بالخطر الوالى الأموى على خراسان ( نصر بن سيّار ) فأرسل يحذّر بنى أمية ، لكن آخر خليفة أموى وهو ( مروان بن محمد ) كان يواجه انشقاقات ، وحين أفاق منها فوجئ بالمارد العباسى المتحمّس والذى حشده القُصّاص ورائدهم ( الأعمش ). وسقطت الدولة الأموية وتأسّست الدولة العباسية . أولا : ننقل ما جاء عن ( الأعمش ) في تاريخ ( المنتظم ) لابن الجوزى ج 8. بطاقته الشخصية : الميلاد والوفاة ( مولود عام 61 وتوفى عام 148 هجرية . ) ولد يوم قتل الحسين يوم عاشوراء سنة احدى وستين. الإسم : سليمان بن مهران . الكنية : ابو محمد . اللقب : الأعمش . الأصل : من الموالى الفرس . مولى بني كاهل. أصله من طبرستان من قرية يقال لها: دياوند. وسكن الكوفة والتي كانت أول عاصمة للعباسيين قبل أن يؤسس أبو جعفر المنصور ( بغداد ). شخصية الأعمش : كان دميما كريه المنظر سىء الخُلُق ، وصاحب فكاهة ، ومع ذلك كان معتزا بنفسه في تعامله مع أصحاب السلطان من الولاة ، وذلك بسبب علاقته القوية بأبى جعفر المنصور ، وهو الخليفة الذى وطّد الدولة العباسية وجعلها خلافة كهنوتية بالقصص والأحاديث . نستشهد ببعض ما قيل عنه : 1 ـ ( لم نر نحن ولا القرّاء الذين كانوا قبلنا مثل الأعمش، وما رايت الأغنياء والسلاطين عند احد احقر منهم عند الأعمش.) ( القُرّاء ) هم المثقفون المتدينون وقتها . 2 ـ إجتمع الفقهاء ، عند إبن أبى ليلى ، الفقيه المقرّب من الخليفة أبى جعفر المنصور ، فأبطأ الفقيه إبن أبى ليلة ، ثم دخل عليهم ، وجاء الأعمش في زىّ مزر ( في جبة فرو وقد ربط وسطه بشريط ) : فقال لابن أبى ليلة : ( ان اردتم ان تعطونا شيئًا والا فخلوا سبيلنا. ) 3 ـ ( جئنا الأعمش يومًا فوجدناه قاعدًا في ناحية ، فجلسنا في ناحية اخرى ، وفي الموضع خليج من ماء المطر ، فجاء رجل عليه سواد ، فلما بصر بالأعمش عليه فروة حقيرة قال: " قم عبرني هذا الخليج. " وجذب بيده فاقامه وركبه وقال: ( سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ) فمضى به الأعمش حتى توسط به الخليج ثم رمى به وقال: ( وقل ربي انزلني منزلًا مباركًا وانت خير المنزلين ). } ثم خرج وترك المسود يتخبط في الماء. ). هذا الرجل رأى الأعمش في هيئته المزرية فركب ظهره وأمره أن يعبر به الخليج ، وأن يسخر منه ، فكانت سخرية الأعمش أقسى .! 4 ـ ( نشزت على الأعمش امراته ، وكان يأتيه رجل يقال له: ابو البلاد مكفوف فصيح يتكلم بالإعراب يتطلب الحديث منه . فقال له: " يا ابا البلاد ان امراتي قد نشزت علي وضيعت بيتي وغمتني فانا احب ان تدخل عليها فتخبرها بمكاني من الناس وموضعي عندهم" . فدخل عليها فقال: " يا هنياه ان الله قد احسن قسمك ، هذا شيخنا وسيدنا وعنه نأخذ اصل ديننا وحلالنا وحرامنا ، لا يغرنك عموشة عينيه ولا خموشة ساقيه " فغضب الأعمش وقال: " يا اعمى يا خبيث .! . اعمى الله قلبك قد اخبرتها بعيوبي كلها اخرج من بيتي. " فاخرجه من بيته. ) 5 ـ ( لم تكن بالكوفة امراة اجمل من امراة الأعمش، فابتليت بالأعمش، وبقبح وجهه وسوء خلقه. ) ومشهور قولها له : أنا وأنت في الجنة ، لأنى أُبتليت بك فصبرت ، وأنت تنعمت بى فشكرت ، والشاكر والصابر في الجنة ).! ثانيا : الأعمش رائدا للقصص بعض خرافات الأعمش والتي صارت أحاديث ودخلت في ( التفاسير ): 1 ـ ( .. حدثنا الأعمش عن سليمان بن موسى عن القاسم بن مخيمرة عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لما ابرم اللّه عز وجل خلقه فلم يبق غير آدم خلق شمسين من نور عرشه ، فاما ما كان في سابق علمه ان يطمسها ويحولها قمرًا فانه خلقها دون الشمس في الضوء، ولو تركها شمسين لم يعرف الليل من النهار ولكان الصائم لا يدري الى متى يصوم، فارسل جبريل فامر جناحه على وجه القمر ثلاث مرات فمحا عنه الضوء ، وبقي فيه النور ، وخلق للشمس عجلة لها ثلاثمائة وستون عروة ووكل بها ثلاثمائة وستين ملكًا ، قد يعلق كل ملك بعروة ، واذا اراد ان يري العباد آية خرت الشمس عن عجلتها ، فوقعت في بحر وتسجد الشمس تحت العرش بمقدار الليل، ثم تؤمر بالطلوع ، فاذا ما دنت القيامة جعلت الشمس ثم يتبعها القمر ، ثم يطلعان من المغرب ثم يعود الى ما خلق اللّه ". 2 ـ ( اخبرنا هبة الله بن محمد اخبرنا الحسن بن علي اخبرنا احمد بن جعفر حدثنا عبد الله بن احمد قال: حدثني ابي حدثنا ابو معاوية حدثنا الأعمش عن عبد اللّه بن مرة عن مسروق عن عبد اللّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقتل نفس ظلمًا الا كان على ابن ادم الأول كفل من دمها " لانه كان اول من سن القتل. ) اخرجاه في الصحيحين. ). 3 ـ ( وروى الأعمش عن خيثمة قال: كانت مفاتيح كنوز قارون من جلود كل مفتاح مثل الإصبع كل مفتاح على خزانة على حدة ، فاذا ركب حملت المفاتيح على ستين بغلًا. ). هل كان الأعمش هناك ؟ 4 ـ ( حدثنا الأعمش...لما التقم الحوت يونس نبذة الى قرار الأرضين فسمع تسبيح الحصى في الحماة فذلك الذي نابه.) هل كان الأعمش هناك ؟ 5 ـ ( ذكر سبب قتل يحيى بن زكريا روى الأعمش ... بعث عيسى بن مريم يحيى بن زكريا في اثني عشر من الحواريين يعَلِّمُون الناس ، وكان فيما نهوْهم عنه نكاح ابنة الأخ ، وكان لملَكِهِم ابنة اخٍ تُعجبه يريد ان يتزوَجها وكان لها كل يوم حاجة يقضيها ، فبلغ ذلك امها ، فقالت لها: اذا دخلتِ على المَلِك فسالك ما حاجتك فقولي: حاجتي ان تذبح لي يحيى فقالت له: فقال: سَلي غير هذا قالت: ما اسال غَيْره. فدعي يحيى ودعا بطست فذبحه فندرت قطرة من دَمِهِ على الأرض فلم تَزَلْ تغلي حتى بعث اللّه بخت نصّر عليهم ). هل كان الأعمش هناك ؟ 6 ـ ( ومنهم: الكفل: .. اخبرنا الأعمش قال: لقد سمعت عن رسول الله صلى الله علية وسلم حديثًا لم اسمعه لا مرة ولا مرتين حتى عد سبع مرات ، ولكن قد سمعته اكثر من ذلك قال: كان الكفل من بني اسرائيل لا يتورع من ذنب فاتته امراة فاعطاها ستين دينارا على ان يطأها فلما قعد منها مقعد الرجل من امراته ارعدت وبكت فمال: ما يبكيك اكرهتك. قالت: لا ولكن هذا عمل لم اعمله قط وانما حملني على ذلك الحاجة قال: فتفعلين هذا ولم تفعليه قط ثم نزل فقال: اذهبي والدنانير لك ثم قال: والله لا يعصي الله الكفل ابدًا فمات من ليلته فاصبح مكتوبًا على بابه قد غفر اللّه للكفل ") . هل كان الأعمش هناك ؟ اختراعه الأحاديث للعباسيين ( باب ذكر خلافة ابي العباس السفاح : قد روى في الحديث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اعلم العباس ان الخلافة تؤول الى ولده . فلم يزل ولده يتوقعونها ويتحدثون بذلك بينهم... عن الأعمش عن عطية عن ابي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يخرج منا رجل انقطاع من الزمن وظهور من الفتن يسمى السفاح يكون عطاؤه للمال حثيًا. ) باب ذكر خلافة أبى جعفر المنصور : ( عن الأعمش عن الضحاك بن مزاحم عن عبد الله بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال:"منا السفاح والمنصور والمهدي". ) لم يكن النبى محمد عليه السلام يعلم الغيب ، فهل كان يعلمه الأعمش ؟ تقديس خرافات الأعمش بعد موته قالوا : كان هارون الرشيد ( معظمًا للسنة شديد النفور من البدع . ). ( قال محمد بن حازم: كنت اقرا حديث الأعمش عن ابي صالح على امير المؤمنين هارون، فكلما قلت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: صلى الله على سيدي ومولاي ، حتى ذكرت التقاء ادم وموسى فقال عمه: يا محمد اين التقيا ؟ فغضب هارون الرشيد وقال: من طرح اليك هذا وامر به فحبس ، فدخلت اليه في حبسه فقال: يا محمد والله ما هو الا شيئًا خطر ببالي وحلف لي بالعتق وصدقة المال وغير ذلك من معضلات الأيمان ما سمعته من احد ولا يجري ولا جرى بيني وبين احد فيه كلام . قال: فكلمته فيه فامر به فاطلق من الحبس وقال لي: يا محمد ويحك انما توهمت انه طرح اليه بعض الملحدين بهذا الكلام فاردت ان يدلني عليهم فاستفتحهم والا فانا على يقين ان القرشي لا يتزندق . ) أى لأنه تساءل : أين التقى موسى بآدم حبسه الرشيد . هذا لأن القصص كان وظيفة دينية مرتبطة بالصلاة وبالمسجد ، ومنها كان منبع الدين السُّنّى . أخيرا : القصّاصون بعد الأعمش كانوا يخترعون قصصا وأساطير ، ويدعمونها بجعلها أحاديث ، وينسبونها للأعمش كى تكتسب مشروعية دينية سنّيّة . شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور ) https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran
ف 3: الخليفة أبو جعفر المنصور والقصص والقُصّاص كتاب ( القصّاصون منبع الدين السُنّى ) الفصل الثالث : أبو جعفر المنصور والقصص والقُصّاص مقدمة: 1 ـ أبو جعفر المنصور : ( عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس ) هو الذى ُأسُس الكهنوت العباسى توطيدا للدولة العباسية . كانت الدولة الأموية عربية بانتماءات قبلية ( نسبة للقبيلة ) فأصبحت الدولة العباسية دولة دينية كهنوتية ذات ألقاب دينية للخليفة مثل ( المهدى والهادى ..ثم إضافة إسم الله ( المعتز بالله ) مثلا . 2 ـ من المنتظر أن يتضاعف دور القصص الدعائى ، ومن المنتظر أيضا أن يكون أبو جعفر المنصور قاصّا ، يتولى بنفسه أن يقُصّ على الناس ما يفتريه في الدعاية لدولته وأسرته ، خصوصا وقد كان في توطيده لدولته قد حارب كثيرين . 3 ـ يعزّز ذلك أيضا دور أبى جعفر المنصور فى صناعة الأحاديث لتعضيد حكمه الكهنوتي . وبهذا صار ( ابن عباس ) جد الخلفاء العباسيين أشهر رواة الأحاديث ، وأشهر فقهاء الصحابة ــ بأثر رجعى .!! لقد كان ابو جعفر المنصور فى اواخر العصر الأموى من (علماء ) الحديث ورواته ، وكان له ( صحابة ) . ومنهم جد راوى الحديث (حبش بن أبي الورد الزاهد ) المتوفى عام 262 ، طبقا لما رواه ابن الجوزى فى المنتظم ( ج 12 عام 262 ) قال عن جده كان من صحابة المنصور ، قال :( وجده عيسى هو المعروف بأبي الورد .وكان من صحابة المنصور). 4 ـ وهناك نوعان من القصص : النوع الأول : قصص عن أبى جعفر المنصور والنوع الثانى : إفتراه أبو جعفر المنصور . ونعرض لهما : أولا : قصص مفتراة عن أبى جعفر المنصور 1 ـ هناك نوع من القصص أحاطت بأبى جعفر المنصور أشاعه أتباعه عنه ، منها هذه الخرافة التي رواها الخطيب البغدادى في موسوعته ( تاريخ بغداد ) : ( حدثني طيفور مولى امير المؤمنين قال: حدثتني سلامة ام امير المؤمنين قالت: لما حملت بابي جعفر رايت كانه خرج من فرجي اسد فزار ثم اقعى فاجتمعت حوله الأُسُد ، فكلما انتهى اليه أُسد سجد له ). ونقلها عنه ابن الجوزى في المنتظم . 2 ـ وانتشرت قصة من هذا النوع حتى سجلها إبن الجوزى فى القرن السادس الهجرى ـ بعد موت المنصور العباسى بأربعة قرون . يقول ( وكان عند أبي جعفر مرآة يرى بها ما في الأرض جميعًا ، يقال إنها نزلت على آدم وصارت إلى سليمان بن داود ثم ذهبت بها الشياطين وبقيت منها بقية صارت إلى بني إسرائيل ، فأخذها رأس جالوت، فأتى بها مروان بن محمد فكان يحكيها ثم يجعلها على مرآة أخرى فيرى فيها ما يكره ، فرمى بها وضرب عنق رأس جالوت، فلما استخلف أبو جعفر طلبها فأُتي بها ، فكان يرى فيها محمد بن عبد الله بن حسن ) . التعليق : أورد ابن الجوزى هذا التفسير الخرافى لانتصار الخليفة أبى جعفر المنصور على خصمه ( محمد النفس الزكية ). مع إن إنتصار المنصور على ( محمد النفس الزكية ) وأخيه ابراهيم كان أمرا مقررا ومتوقعا لا يحتاج الى هذا التبرير الخرافى. إلا إن الكهنوت العباسى الذى أسّسه أبو جعفر المنصور خلق له هالة أُسطورية استمرت قرونا بعده . 3 ـ ولم يتورع القّصّاص عن صناعة قصص اسندوها لأحبار المجوسية ، جعلوهم فيها يعلمون الغيب الذى لم يكن النبى محمد عليه السلام يعلمه . صنعوا روايات يتنبأ فيها شيخ مجوسى بأن المنصور سيصير خليفة . تقول الرواية : ( أخبرنا ابن ناصر الحافظ قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحيم المازني قال: حدَّثنا أبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي قال: حدثنا أبو سهل بن علي بن نوبخت قال: كان جدنا نوبخت على دين المجوسية وكان في علم النجوم نهاية وكان محبوسًا بسجن الأهواء. فقال: " رأيت أبا جعفر المنصور وقد أدخل السجن فرأيت من هيبته وحالته وسيماه وحسن وجهه وثيابه ما لم أره لأحد قط. قال: فصرت من موضعي إليه فقلت: " يا سيدي ليس وجهك من وجوه هذه البلاد " فقال: " أجل يا مجوسي." قلت: " فمن أي البلاد أنت ؟ " فقال: "من المدينة." فقلت:" أي مدينة ؟ " فقال: " مدينة النبي صلى الله عليه وسلم." فقلت: " وحق الشمس والقمر إنك لمن ولد صاحب المدينة؟ " قال: " لا . ولكنني من عرب المدينة.". قال: فلم أزل أتقرب إليه وأخدمه حتى سألته عن كنيته فقال: " كنيتي أبو جعفر" قلت: " أبشر فوحق المجوسية لتملكن جميع ما في هذه البلدة حتى تملك فارس وخراسان والجبال . " فقال لي: " وما يدريك يا مجوسي؟ " قلت: " هو كما أقول فاذكر لي هذه البشرى. " قال:" إن قضي شيء فسوف يكون". قال: فقلت:" قد قضاه الله من السماء فطب نفسًا . " فطلبت دواة فوجدتها، فكتب لي : " بسم الله الرحمن الرحيم يا نوبخت إذا فتح الله على المسلمين وكفاهم مؤونة الظالمين ورد الحق إلى أهله لم نغفل عما يجب من حق خدمتك إيانا." ....قال نوبخت: فلما ولي الخلافة صرت إليه وأخرجت الكتاب فقال: " أنا له ذاكر ولك متوقع والحمد لله الذي صدق وعده وحقق الظن ورد الأمر إلى أهله."). ثانيا : قصص افتراه أبو جعفر المنصور بنفسه في خلافته ، وبه نعتبره أحد القصّاصين . 1 ـ يروى إبن الجوزى فى تاريخ المنتظم هذه الرواية : ( قال المنصور يومًا ونحن جلوس عنده:" أتذكرون رؤيا كنت رأيتها ونحن بالشراة " ؟ فقالوا: " يا أمير المؤمنين ما نذكرها." فغضب من ذلك وقال: " كان ينبغي لكم أن تثبتوها في ألواح الذهب وتعلقوها في أعناق الصبيان." فقال عيسى بن علي: " إن كنا قصرنا في ذلك فنستغفر الله يا أمير المؤمنين فليحدثنا أمير المؤمنين بها . " قال: " نعم. رأيت كأني في المسجد الحرام وكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكعبة وبابها مفتوح والدرجة موضوعة وما أفقد أحدًا من الهاشميين ولا من القرشيين إذا منادٍ يناد ي: أين عبد الله؟ فقام أخي أبو العباس فتخطى الناس حتى صار على الدرجة فأخذ بيده فأدخل البيت، فما لبث أن خرج علينا ومعه قناة عليه لواء قدر أربعة أذرع وأرجح فرجع حتى خرج من باب المسجد. ثم نودي: أين عبد الله فقمت أنا وعبد الله بن علي نستبق حتى صرنا إلى الدرجة، فجلس فأخذ بيدي ، فأصعدت فأدخلت الكعبة ،وإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وعمر وبلال. فعقد لي وأوصاني بأمته وعمّمني وكان كورها ثلاثة وعشرين كورًا . وقال: خذها إليك أبا الخلفاء إلى يوم القيامة.). 2 ـ هنا يزعم المنصور أن النبى محمدا عهد اليه والى ذريته بحكم أمة محمد ( المسلمين جميعا ) حتى يوم القيامة، ( يعنى حتى يومنا هذا وما بعد يومنا هذا.! ) ولم ينس المنصور أن يحرم من ذلك الشرف عمه عبد الله بن على الذى نازعه من قبل فى الحكم وثار عليه وانتهى بالقتل بعد أن اعطاه المنصور الأمان . ونرى من إستمع لهذا الإفك سارع بالتصديق والتسليم دون تساؤل أو إعتراض . أخيرا الويل لمن يعترض على أقاصيص أبى جعفر المنصور: كان القتل مصير من يعترض على قصص أبى جعفر المنصور . ونعطى مثالين : 1 ـ : في عام 141 : وقف أبو جعفر المنصور يقُصُّ على الناس في مدينة ( الرقة ) منتهزا فرصة إنقشاع الطاعون ، فكان مما قاله : ( احمدوا الله يا اهل الشام فقد رفع عنكم بولايتنا الطاعون )، فهبّ له رجل إسمه منصور بن جعونة فقال له : ( إن الله تعالي اكرم من ان يجمع بين ولايتكم والطاعون ) فأمر المنصور بقتله . 2 : كان أبو جعفر المنصور مندمجا وهو يحكى بعض قصصه ، وكان ممثلا رائعا ، فأخذت دموعه تسيل تأثرا . تقول الرواية : ( بينما المنصور ذات يوم يخطب وقد علا بكاؤه إذ قام رجل فقال : " يا وصّاف تأمرنا بما تجتنبه وتنهى عما ترتكبه ، بنفسك فابدأ ثم بالناس ". فنظر إليه المنصور ثم تأمله مليا ، ثم قطع الخطبة وقال : " يا عبدالجبار خذه إليك "، فأخذه عبدالجبار ، وعاد ( المنصور ) إلى خطبته فأتمها وقضى الصلاة ، ثم دخل ، ودعا بعبدالجبار ثم قال : " ما فعل الرجل ؟" فقال : " محبوس عندنا يا أمير المؤمنين. " . قال ( المنصور ) أمل له ( ثم أعرض له ) بالدنيا فإن عزف عنها فلعمرى أنه لمريد (للأخرة ) وإن كان كلامه ليقع موقعا حسنا ، وإن مال إلى الدنيا ورغب فيها فإن لى فيه أدبا يردعه عن الوثوب على الخلفاء وطلب الدنيا بعمل الآخرة.". ) يعنى أن يختبره ، هل في وعظه يرجو الآخرة ولا مطمح له في الدنيا ، أم هو يتجرأ ويعظ الخليفة علنا ليكسب جاها دنيويا . وفعلا إختبره عبد الجبار ، عرض عليه أن يعمل عند الخليفة في ظلم الناس ، فرضى وصار من خدم الخليفة . وتمتع كما يتمتعون ، فجىء به الى أبى جعفر المنصور فوبّخه وقتله . تقول الرواية : ( فخرج عبدالجبار فدعا بالرجل ودعا بغذائه ، فقال له : " ما حملك على ما صنعت ؟ " قال : " حق الله كان فى عنقى فأديته إلى خليفته "، قال : " إذا فكُل "، قال : " لا حاجة لى فيه "، قال " وما عليك من أكل الطعام إذا كانت نيتك حسنة".! ، فدنا فأكل ، فلما أكل طمع ( عبد الجبار ) فيه، فتركه أياما ثم دعاه فقال : " لهى عنك ( أى نساك )أمير المؤمنين وأنت محبوس فهل لك فى جارية تؤنسك وتسكن إليها ؟ " قال : " ما أكره ذلك . " . فأعطاه جارية ، ثم أرسل إليه(يقول ) : " هذا الطعام قد أكلت ، والجارية قد قبلت ، فهل لك فى ثياب تكتسيها وتكسو عيالك إن كان لك عيال ، ونفقة تستعين بها على أمرك ، إلى أن يدعو بك أمير المؤمنين إن أردت الوسيلة عنده إذا ذكرك؟ " ، قال : " وما هى "، قال : " أوليك الحسبة والمظالم ، فتكون أحد عماله تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر "، قال : " ما أكره ذلك "، فولاه الحسبة والمظالم . فلما أتى عليه شهر قال عبدالجبار للمنصور : " الرجل الذى تكلم بما تكلم به فأمرت بحبسه قد أكل من طعام أمير المؤمنين ، ولبس من ثيابه وعاش من نعمته وصار أحد ولاته فإن أحب أمير المؤمنين أن أدخله عليه فى زى الشيعة( أى أنصار العباسيين فى ذلك الوقت ) فعلت " . قال : فأدخله . فخرج عبدالجبار فقال ( للرجل ) : " قد دعا بك أمير المؤمنين وقد أعلمته أنك أحد عماله على المظالم والحسبة ، فأدخل عليه فى الزى الذى يحب . " . فألبسه قباء وعلق خنجرا فى وسطه وسيفا بمعاليق ....ودخل ، فقال: " السلام عليك يا أمير المؤمنين . " فقال : " وعليك ، ألست القائم بنا والواعظ لنا ومذكرنا بأيام الله على رؤوس الملأ ؟" قال :" نعم "، قال : " فكيف تخليت عن مذهبك؟ " قال : " يا أمير المؤمنين ، فكرت فى أمرى فإذا أنا قد أخطأت فيما تكلمت به ورأيت أنى مصيب فى مشاركة أمير المؤمنين فى أمانته " . قال : " هيهات ، أخطأت إستك ( يعنى مؤخرتك ) الحفرة ، هناك يوم أعلنت فيه الكلام وظننا أنك أردت الله به فكففنا عنك ، فلما تبين لنا أنك أردت الدنيا جعلناك عظة لغيرك حتى لا يجترىء بعدك مجترىء على الخلافة ، أخرجه يا عبدالجبار فاضرب عنقه " . فأخرجه ..فقتله. ) ماذا كان ردّ القُصّاص الخائفون من بطش أبى جعفر المنصور ؟ انتظرونا . شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور ) https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran
ف 4: قصص في الرد على الخليفة أبى جعفر المنصور كتاب ( القصّاصون منبع الدين السُنّى ) الفصل الرابع : قصص في الرد على الخليفة أبى جعفر المنصور مقدمة: زرع أبو جعفر المنصور الرُّعب والخوف ، خصوصا وله ماض في تجنيد العملاء والجواسيس ، إنغمسوا في تجمعات الفقهاء وأصحاب الحديث والقصص . ولكن بعض القصّاصين تجرّأ على نقد المنصور وعظا ، وشاع هذا النقد الوعظى ، في هذه القصة التي عاشت ورددها القصّاصون قرونا حتى ذكرها إبن الجوزى . نذكرها ، ثم نعلق عليها : أولا : * يذكر ابن الجوزي في تاريخه المنتظم هذه القصة عن الخليفة أبى جعفر المنصور ، يقول : ( قدم المنصور مكة ، وكان يخرج من دار الندوة إلى الطواف في آخر الليل ويطوف ويصلي ولا يعلم به أحد ، فإذا طلع الفجر رجع إلى دار الندوة ، وجاء المؤذنون فسلموا عليه وأقيمت الصلاة فيصلي بالناس، فخرج ذات ليلة حين أسحر فبينما هو يطوف إذ سمع رجلاً عند الملتزم وهو يقول: " اللهم إني أشكو إليك ظهور البغي والفساد في الأرض وما يحول بين الحق وأهله من الظلم والطمع" ، فأسرع المنصور في مشيه حتى ملأ مسامعه من قوله ، ثم خرج فجلس ناحية من المسجد ، ثم أرسل إليه فدعاه ، فصلى ركعتين واستلم الركن وأقبل مع الرسول فسلم على المنصور، * فقال له المنصور : ما هذا الذي سمعتك تقوله من ظهور البغى والفساد في الأرض وما يحول بين الحق وأهله من الظلم والطمع؟ فوالله لقد حشوت مسامعي ما أمرضني فأقلقني ؟ فقال : يا أمير المؤمنين ، إن أمنتني على نفسي أخبرتك بالأمور من أصلها ، وإلا احتجبت منك واقتصر على نفسي ، ففيها لي شغل شاغل . فقال : أنت آمن على نفسك، فقال : يا أمير المؤمنين إن الذي دخله الطمع حتى حال بينه وبين الحق واصلاح ما ظهر من البغي والفساد في الأرض لأنت .!، قال: ويحك ، كيف يدخلني الطمع، والصفراء والبيضاء بيدي، والحلو والحامض في قبضتي ، قال : هل دخل أحد من الطمع ما دخلك يا أمير المؤمنين ؟ إن الله عز وجل استرعاك أمور المسلمين وأموالهم فأغفلت أمورهم واهتممت بجمع أموالهم وجعلت بينك وبينهم حجاباً من الآجر والجص وأبواباً من الحديد وجنوداً معهم السلاح، واتخذت أعواناً فجرة ، إن نسيت لم يذكروك وإن أحسنت لم يعينوك ، وقويتهم على ظلم الناس بالرجال والأموال والسلاح ، وأمرت ألا يدخل عليك من الناس إلا فلان وفلان ، ولم تأمر بإيصال المظلوم والملهوف والجائع والعاري، وما أحد إلا وله في المال حق ، فلما رآك هؤلاء النفر الذين استخلفتهم لنفسك وآثرتهم على رعيتك وأمرت ألا يحجبهم أحد عنك لما رأوك تجبي المال ولا تقسمه ، قالوا : هذا قد خان الله، فما لنا لا نخونه ، وهو مسخر لنا ، فتآمروا على أن لا يصل إليك من علم أخبار الناس إلا ما أرادوا ، ولا يخرج لك عامل فيخالف أمرهم إلا أقصوه عنك حتى تسقط منزلته عندك ، فلما انتشر ذلك عنك وعنهم أعظمهم الناس وهابوهم ، وكان أول من صانعهم هم عمالك ، اشتروا رضاهم بالهدايا والأموال ليتقوّوْا بها على ظلم رعيتك ، فظلموا من هم دونهم من الرعية وامتلأت بلاد الله بالطمع بغياً وفساداً ، وصار هؤلاء القوم شركاءك في سلطانك ، وأنت غافل ، وإن جاء متظلم حيل بينه وبين الدخول إلى مدينتك ، وإن أراد رفع شكوى إليك عند ظهورك ، وجدك قد نهيت عن ذلك ، وقد أوقفت للناس رجلا ينظر في مظالمهم، فإن جاء ذلك الرجل بشكواه إلى بطانتك سألوا صاحب المظالم ألا يرفع مظلمته إليك فإن صرخ بين يديك ضربوه ضرباً مبرحاً ليكون نكالاً لغيره وأنت تنظر فلا تنكر ذلك ولا تغيره ، فما بقاء الإسلام وأهله على هذا ، وقد كانت بنو أمية و كانت العرب لا ينتهي إليهم مظلوم إلا رفعت مظلمته ، وقد كان الرجل يأتي من أقصى الأرض حتى يبلغ سلطانهم فينادى : يا أهل الإسلام ، فيبتدرونه : مالك مالك ؟ فيرفعون مظلمته إلى سلطانهم فينتصف له ، وقد كنت يا أمير المؤمنين أسافر إلى أرض الصين وبها ملك ، فقدمتها مرة وقد ذهب سمع ملكهم فجعل يبكي فقال له وزراؤه : مالك تبكي لا بكت عيناك ؟ فقال : أما إني لست أبكي على المصيبة إذ نزلت بي ، ولكن المظلوم بالباب يصرخ فلا أسمع صوته ، وقال: أما إن كان سمعى قد ذهب فإن بصري لم يذهب، نادوا في الناس أن لا يلبس ثوباً أحمر إلا مظلوم ، فكان يركب الفيل في طرفي النهار ، ليرى المظلوم فينصفه ، هذا يا أمير المؤمنين مشرك بالله فقد غلبت رأفته بالمشركين .. وأنت مؤمن بالله عزوجل وابن عم نبيه صلى الله عليه وسلم ، ألا تغلبك رأفتك بالمسلمين على شح نفسك ؟؟!! فإنك لا تجمع الأموال إلا لواحد من ثلاث. إن قلت أجمعها لولدي فقد أراك الله عبراً في الطفل الصغير يسقط من بطن أمه وما له على الأرض مال ، فلايزال الله يلطف بذلك الطفل الصغير حتى تعظم رغبة الناس إليه، ولست بالذي تعطى ، بل الله يعطى من يشاء ما يشاء ، وإن قلت أجمع المال ليشتد سلطاني فقد أراك الله عزوجل عبراً فيمن كان قبلك، ما أغنى عنهم ما جمعوا من الذهب والفضة وما أعدوا من السلاح والعتاد ، وما ضرك أنت وولد أبيك ما كنتم فيه من الضعف حين أراد الله عزوجل بكم ما أراد ، وإن قلت أجمع المال لطلب غاية هى أجسم من الغاية التي أنت فيها ، فوالله ما فوق ما أنت فيه إلا منزلة لا تدرك إلا بالعمل الصالح ، يا أمير المؤمنين هل تعاقب من عصاك بأشد من القتل ؟ قال : لا ، قال : فكيف تصنع بالملك الذي خوّلك ما أنت فيه من ملك الدنيا وهو لا يعاقب من عصاه بالقتل ، ولكن يعاقب من عصاه بالخلود في العذاب الأليم، وهو الذي يرى منك ما عقد عليه قلبك واضمرته جوارحك، فما تقول إذا انتزع ملك الدنيا من يدك ودعاك إلى الحساب ؟ هل يفي عنك ما كنت فيه شيئاً ؟ . فبكى المنصور بكاء شديداً حتى ارتفع صوته ثم قال : يا ليتني لم أخلق ولم أك شيئاً ، ثم قال : كيف احتيالي فيما خُوِلْت ولم أر من الناس إلا خائناً .!قال يا أمير المؤمنين عليك بالأئمة الأعلام المرشدين .قال : ومن هم ؟ قال: العلماء، قال : قد فروا مني !،قال : هربوا منك مخافة أن تحملهم على ما ظهر من طريقتك ، ولكن افتح الأبواب وسهل الحجاب وانتصر للمظلوم وامنع الظالم وخذ الشئ مما حل وطاب واقسمه بالعدل ، وأنا ضامن لك عن من هرب منك أن يأتيك فيعاونك على صلاح أمرك ورعيتك .فقال المنصور : اللهم وفقني أن أعمل بما قال هذا الرجل ." وجاء المؤذنون فسلموا عليه ، وأقيمت الصلاة ، فخرج فصلى بهم، ثم قال للحارث ، عليك بالرجل فإن لم تأتني به ضربت عنقك ، واغتاظ عليه غيظاً عظيماً . فخرج الحارث يطلب الرجل ، فبينما هو يطوف إذا هو بالرجل قائم يصلي ، فقعد حتى صلى ، ثم قال يا هذا الرجل أما تتقي الله ؟ قال : بلى قال: أما تعرفه قال: بلى، قال : فانطلق معي فقد أقسم أمير المؤمنين أن يقتلني إن لم آته بك . قال : ليس إلى ذلك سبيل ، قال إنه سيقتلني إن لم آت بك ، قال ولن يقتلك أيضاً ، قال : كيف ؟ قال تحسن أن تقرأ ؟ قال لا ، فأخرج من مزود كان معه رقاع فيها شئ مكتوب ، فقال خذه فاجعله في جيبك فإن فيه دعاء الفرج ، قال : وما دعاء الفرج ؟ قال : لا يرزقه إلا السعداء ، قال رحمك الله فقد أحسنت إلىّ فإن رأيت أن تخبرني ما هذا الدعاء وما فضله . قال : من دعا به صباحاً ومساءاً هدمت ذنوبه، ودام سروره ومحيت خطاياه واستجيب دعاؤه وبسط له في رزقه، وأُعطى أمله وأُعين على عدوه وكُتِبَ عند الله صديقاً ولا يموت إلا شهيداً ، تقول : " اللهم كما لطفت فيّ بعظمتك دون اللطفاء ، وعلوت بعظمتك على العظماء وعلمت ما تحت أرضك كعلمك بما فوق عرشك وكانت وساوس الصدر كالعلانية عنك ، وعلانية القول كالسر في علمك ، فانقاد كل شئ لعظمتك وخضع كل ذي سلطان لسلطانك ، وصار أمر الدنيا والآخرة كله بيدك ، اجعل لي من كل هم أمسيت فيه فرجاً ومخرجاً ، اللهم إن عفوك عن ذنوبي وتجاوزك عن خطيئتي وسترك علىّ قبيح عملي أطمعني أن أسألك مالا أستوجبه منك ، فصرت أدعوك آمناً وأسألك مستأنساً وإنك المحسن إلىّ وإني المسئ إلى نفسي ولكن الثقة بك حملتني على الجرأة عليك ، فعُد بفضلك عليّ ، إنك أنت التواب الرحيم " .. قال الحارس : فأخذته فوضعته في جيبي ، ثم لم يكن لي همٌ غير أمير المؤمنين ، فدخلت فسلمت عليه فرفع رأسه ينظر إلىّ ويبتسم، ثم قال لي: ويلك، تحسن السحر ؟ فقلت لا والله يا أمير المؤمنين، ثم قصصت عليه أمري مع الشيخ ، فقال هات الورق ، ثم جعل يبكي ، ثم قال: به نجوت ، وأمر بنسخه، وأعطاني عشرة آلاف درهم ) ثانيا : التعليق 1 القصة السابقة التي رواها ابن الجوزي يذكرها في تاريخه ضمن أحداث 148 هـ . بعد أن ذكر ما وقع من أبي جعفر المنصور من مظالم ، قتله لبني أعمامه من بنى على بن أبى طالب الثائرين عليه ، ثم حج إلى مكة في نفس العام بعد إخماد ثورة محمد النفس الزكية، ويروي ابن الجوزي أن المنصور في تلك الحجة قد قابل الخضر وجرى بينهم ما سبق . هذا مع أن سياق القصة لا يبدو منه تحديد واضح أو حتى ضمني للعام الذي حج فيه أبو جعفر ، والقصة في بدايتها تتحدث عن المنصور وهو يخلو بنفسه بعيداً عن الناس فكيف يتثنى للراوي أن يقترب منه ، ثم هو يعترف بوجود حراس وحجاب للمنصور يجعل من الإقتراب منه شيئاً عسيراً، فكيف يتثنى له أن يقتحم خلوة المنصور ويسجل ما دار بينه وبين ذلك الواعظ ، والراوي لم يقل أنه تسلل إلى المنصور ، ولم يدع ذلك ، وإنما حكى الواقعة فقط،، مما يدل على أنه حكاها من الذاكرة ولا شأن للمنصور ، وإنما هى قصة رائعة من نسج الخيال . 2 ـ والقصّاص الماهر الذى حاك هذه القصة الخيالية وضع فيها رأيه في صراحة مذهلة ، عن مسئولية الحاكم إذا انتشر الظلم والبغي والفساد في الأرض ، وهو تطور هام في التفكير السياسي يسبق التفكير العادي للعصور الوسطى ـ وفى كوكب المحمديين حتى عصرنا ـ والذي يحاول دائماً تبرئة الحاكم وتحميل الأتباع للمسئولية من دونه ، ولكن القاصّ هنا يضع المسئولية مباشرة فوق رأس الخليفة أو الحاكم ويرتب هذه القضية ترتيباً منطقياً ، فالخليفة ينشغل عن مهمته في رعاية الناس ويتفرغ لأكل أموال الناس ثم ينفصل عن الناس ليعيش في برج عاجي تحيطه الأسوار والحصون والحراس ، ولا يحيط به إلا أعونه الذين يكونون سمعه وبصره وقنوات الإتصال بينه وبين الناس ، ولكنهم لا يطلعونه إلا على ما يزيده عتواً وطغياناً . ويقوم أولئك الأعوان بمطاردة العناصر الشريفة فلا تبقى إلا العملة الرديئة فينتشر الظلم ويحال بين المظلوم وبين الشكوى ، وحينئذ يظهر البغي والفساد والظلم والطمع ..وكأنه يصف السيسى فرعون مصر الحالي . 3 ـ ولا يكتفي القاصّ بذلك بل يضرب على وتر حساس لدى الخليفة العباسي حين يزعم أن بني أمية كانوا أكثر عدلاً منه وكانوا يسرعون لنصرة المظلوم ، بل يضرب له مثل آخر اخترعه اختراعاً عن عدل ملك الصين . وكيف أنه ينبغي أن يكون هو الأولى من أولئك بالانحياز للعدل ، ثم يلجأ في النهاية إلى تخويفه من غضب الله وعذاب الآخرة الأبدي .ولابد أن يسأل الخليفة ـ في تلك القصة ـ عن الحل وتأتيه النصيحة بأن يستبدل بأعوان السوء الخونة صنفاً آخر هم العلماء الذين فروا منه ومن ظلمه ،فإذا أراد أن يسير بالعدل فعليه أن يبدأ بنفسه بالاتصال بالشعب وإزالة الحواجز بينه وبين الناس ومنع الظلم وأكل الحلال والحكم بالعدل ، وحينئذ يأتى إلى بابه العلماء والمصلحون . ولأن القاصّ عاش الرعب من أبى جعفر المنصور فقد دفعه خوفه إلى تملقه فيجعل الخليفة المنصور يبكى مع شدة قسوته ومع انه فضح ظلمه ومسئوليته المباشرة عن الفساد. 4 ـ ومع ذلك فالقاص متأثر بما شاع في عصره عن ( المستبد العادل ). وهى اسطورة تخالف الشورى الإسلامية والتي تعنى الديمقراطية المباشرة ، ولا يمكن لأى مستبد أن يكون عادلا . شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور ) https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran
ف 5: إبن الجوزى قصّاصا ( 1 من 3 ) كتاب ( القصّاصون منبع الدين السُنّى ) الفصل الخامس : إبن الجوزى قصّاصا مقدمة: إشتهر عبد الرحمن بن الجوزى ( 510 : 597 ه ) بكثرة مؤلفاته ، وبتعصبه لمذهبه الحنبلى خصوصا في تاريخه ( المنتظم ) و ( مناقب أحمد بن حنبل )، وبالتالي هجومه على خصوم مذهبه . وكان أيضا أشهر القصاصين ليس فقط في عصره في القرن السادس الهجرى بل في كل العصور . وإنه صنع أسانيد للقصص التي يخترعها ، أي جعلها ( أحاديث ) أو تشبه ( الأحاديث ) أي جعلها دينا ، وإنه يخلط أكاذيبه في القصص بكتاباته في تاريخه ( المنتظم ) في نقل تاريخ السابقين ، بما يحتاج الى بحث متعمق لتبيين ما هو التاريخ وما هو الذى إخترعه من قصص . وقد قمنا بذلك في مؤلفات منشورة هنا . وفيما يخص موضوعنا عنه ( قصّاصا ) فقد حشا الجزء الأول من تاريخ ( المنتظم ) بأقاصيص صارت عمادا لما يسمى ب ( التفسير )، وهى خرافات يضحك منها الحزين . نعرض لبعضها هنا في ثلاثة أجزاء . وهذا هو الجزء الأول . يقول : 1 ـ ( وروى طاووس عن ابن عباس انه قال: قال الله عز وجل للسماء: اخرجي شمسك وقمرك ونجومك " وقال للارض: شققي انهارك واخرجي ثمارك " فقالتا: اتينا طائعين. ).
2 ـ ( اخبرنا ابو منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز اخبرنا ابو بكر احمد بن علي بن ثابت اخبرنا الأزهري اخبرنا علي بن عمر الحافظ. حدثنا اسماعيل بن العباس الوراق حدثنا ابو البختري عبد اللّه محمد بن شاكر قال: حدثني احمد بن محمد المخرمي عن عبد العزيزبن الرياح عن سفيان بن عيينة عن ابن ابي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال: لما قتل ابن ادم اخاه قال ادم عليه السلام: تَغَّيرَتِ البِلاد ُوَمَنْ عَلَيْهَا ** فَوَجْهُ الأرْض مُغْبرٌّ قَبيحُ تَغَيَّركُلُّ ذِي طَعْم وَلَوْنٍ ** وَقلَّ بَشَاشَةُ الوجه الصبيح قتل قابيل هابيلا اخاه ** فواحزنًا مضى الوجه المليح فاجابه ابليس لعنه الله: تنحَ عن البلاد وساكنيها بنى ** في الخلد ضاق لك الفسيح وكنت بها وزوجك في رخاء ** وقلبك من اذى الدنيا مريح فما انفكت مكايدتي ومكري ** الى ان فاتك الثمن الربيح فلولا رحمة الجبّار اضحى ** بكفِّك من جنان الخلد ريح )
3 ـ ( باب: ذكر نوح عليه السلام وهو نوح بن لمك بن متوشلخ بن ادريس. وقال الزبير بن بكار: نوح بن ملكان بن مثوب بن ادريس وكان بين ادم ونوح الف سنة وولد نوح عليه السلام بعد وفاة ادم بثمانمائة وست وعشرين سنة فلما بلغ قال له ابوه: قد علمت انه لم يبق في هذا الموضع غيرنا فلا تستوحش ولا تتبع الأمة الخاطئة فما زال على حاله حتى بعثه اللهّ تعالى بعد ان تكامل له خمسون سنة وقيل: ثلاثمائة وخمسون وقيل: كان ابن اربعمائة وثمانين سنة فبعث وليس في الزمان من يامر بالمعروف وكانوا يعبدون الأوثان فدعاهم وكانوا يضربونه حتى يغشى عليه. اخبرنا محمد بن عبد الباقي البزار اخبرنا الجوهري اخبرنا ابوعمر بن حيوية اخبرنا احمد بن معروف اخبرنا الحارث بن ابي اسامة حدثنا محمد بن سعد اخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن ابيه عن ابن عباس قال: كان للمك يوم ولد نوحًا اثنتان وثمانون سنة ولم يكن احد في ذلك الزمان ينهى عن منكر فبعث الله نوحًا اليهم وهو ابن اربعمائة وثمانين سنة ودعاهم مائة وعشرون سنة وركب السفينة وهو ابن ستمائة سنة ثم مكث بعد ذلك ثلاثمائة وخمسين سنة. اخبرنا ابو المعمر الأنصاري اخبرنا يحيى بن عبد الوهاب بن منده اخبرنا ابو طاهر بن عبد الرحيم اخبرنا ابو محمد بن حبان حدثنا محمد بن احمد بن معدان حدثنا ابو عمير حدثنا ابو ضمرة عن سعيد بن حسن قال: كان قوم نوح يزرعون في الشهر مرتين وكانت المراة تلد اول النهار فيتبعها ولدها في اخره. قال علماء السير: فرض الله على نوح الصلاة والحلال والحرام وامره الله عز وجل بصنعه السفينة فغرس شجرة فعظمت ثم قطعها وجعل يعمل سفينة فيمرون عليه فيسخرون منه. قال سلمان الفارسي: انبت الساج اربعين سنة وعملها في اربعمائة سنة. قال قتادة: ذكر لنا ان طولها ثلاثمائة ذراع وعرضها خمسون وارتفاعها في السماء ثلاثون. وقيل: طولها الف ذراع وكانت ثلاث طبقات فطبقة فيها الدواب والوحش وطبقة فيها الإنس وطبقة فيها الطير فلما كثرت ارواث الدواب اوحى الله تعالى الى نوح ان اغمز ذنَب الفيل فغمزه فوقع منه خنزير وخنزيرة فاقبلا على الروث فلما وقع الفار بخرز السفينة يقرضه اوحى الله الى نوح ان اضرب بين عيني الأسد فخرج من منخره سنور وسنورة فاقبلا على وروى يوسف بن مِهْران عن ابن عباس قال: اول ما حمل في الفلك من الدواب الذرة واخر ما حمل الحمار. قال ابن عباس: كانوا ثمانين رجلًا منهم سام وحام ويافث. وكنائنه نساء بنيه هؤلاء وثلاثة وسبعون من ولد شيث. وقال قتادة: كانوا ثمانية: نوح وامراته وبنوه الثلاثة ونساؤهم. وقال الأعمش: كانوا سبعة ولم يذكر امراة نوح. وقال ابن اسحاق: كانوا عشرة. قال ابن جريج: حدثت ان حامًا اصاب امراته في السفينة فدعا عليه نوح فتغير نطفته فجاء بالسودان. وقال الحسن: كان التنور الذي فار منه الماء حجارة. واختلفوا اين فار التنور فروى عكرمة عن ابن عباس انه فار بالهند. وقال الشعبي ومجاهد بالكوفة. انبانا عبد الوهاب بن المبارك حدثنا ابو الحسين بن علي الطناجيري اخبرنا عمرو بن احمد بن شاهين حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن ابيه عن انس قال: لما ركب نوح السفينة جاء ابليس فتعلق بالسفينة وقال: من انت قال: ابليس قال: ما جاء بك قال: جئت لتسال لي ربك هل لي من توبة قال: فاوحى الله اليه ان توبته ان ياتي قبرا فيسجد له فقال: انا لم اسجد له حيّاُ واسجد له ميتًا فذلك قوله تعالى: " ابَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الكَافِرِينَ ". قال علماء السير: فلما استقر نوح بمن معه فتحت ابواب السماء بماء منهمر فغطى السفينة وكان بين ان ارسل الله الماء وبين ان احتمل السفينة اربعون يومًا ثم ارتفع الماء فوق الجبال فهلك كل ما على وجه الأرض من في روح وشجر فلم يبق سوى نوح ومن معه. )
4 ـ ( وذكر ان صالحًا اقام في قومه عشرين سنة وتوفي بمكة وهو ابن ثمان وخمسين سنة. وقيل: بل عاثس مائتي سنة وسبعين ثم بعث الله تعالى بعده ابراهيم الخليل. ) ( اخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري اخبرنا المبارك بن عبد الجبار اخبرنا محمد بن علي بن الفتح اخبرنا علي بن الحسين بن سكينة حدثنا محمد بن ابي القاسم بن مهدي حدثنا علي بن احمد بن ابي قيس حدثنا عبد الله بن محمد القرشي حدثنا علي بن الجعد حدثنا معاوية عن الأعمش عن سالم بن ابي الجعد قال: كان رجل في قوم صالح قد اذاهم فقالوا: يا بني الله ادع الله عليه فقال: اذهبوا فقد كفيتموه. وكان يخرج كل يوم فيحتطب فخرج يومئذٍ ومعه رغيفان فاكل احدهما وتصدق بالآخرة فاحتطب ثم جاء بحطبه سالمًا فجاؤا الى صالح فقالوا: لقد جاء بحطبة سالمًا لم يصبه شيء فدعاه صالح فقال: اي شيء صنعت اليوم قال: خرجت ومعي قرصتان فتصدفَ باحديهما واكلت الأخرى فقال له صالح: حل حطبك فحله فاذا فيه اسود مثل الجذع عاض على جزل من الحطب فقال له صالح: فهذا دفع عنك. يعني بصدقتك عن الرغيف. )
5 ـ ( وكان بين نوح وابراهيم دانيال الأكبر فاما دانيال الأصغر فكان في زمان بخت نصر. اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا ابو بكر احمد بن علي بن ثابت قال: اخبرنا علي بن عبد الله المعدل اخبرنا عثمان بن احمد الدقاق حدثنا محمد بن احمد ابن البراء قال: اخبرنا الفضل بن غانم قال: حدثنا الهيثم بن عمي عن الكلبي عن ابي صالح عن ابن عباس قال: اوحى الله عز وجل الى دانيال الأكبران يجري لعبادي نهرين واجعل مفيضهما البحر فقد امرت الأرض ان تعطيك قال: فاخذ قناة او قصبة فجعل يخد في الأرض ويتبعه الماء واذا مر بارض شيخ كبير او يتيم ناشده الله فيحيد عن ارضه فعواقيل دجلة والفرات من ذلك. )
6 ـ ( قتل موسى عليه السلام عوج بن عناق حكى ابوجعفر الطبري ان عوجًا عاش الف سنة وانه التقى بموسى فضرب موسى كعب عوج فقتله. وعناق اسم ابيه وقال وهب بن منبه: بل اسم امه وكانت من بنات ادم. قال: وولد عوج في زمن ادم وكان جبارًا لا يوصف عظمًا وعمره ثلاثة الاف سنة وستمائة سنة حتى ادرك موسى وكان الماء في زمان الغرق الى حجزته وكان يتناول الحوت من البحر فيرفعه بيده في الهواء فيفور في حر الشمس ثم ياكله. وكان سبب هلاكه انه قطع حجرًا من جبل فجاء به على راسه ليقلبه على عسكر موسى فبعث الله طائرًا فنقر الحجر فنزل في عنقه فجاء موسى فضربه بالعصى في كعبه فقتله. ومن الحوادث ما جرى لبلعام من دعائه على موسى روى محمد بن اسحاق عن سالم بن ابي النضر انه حدث: ان موسى لما نزل في ارض كنعان من ارض الشام وكان بلعام بقرية من قرى البلقاء فاتى قوم بلعم الى بلعم فقالوا له: هذا موسى بن عمران في بني اسرائيل قد جاء يخرجنا من بلادنا ا ويقتلنا ويُحلُّها بني اسرائيل ويسكنها وانا قومك وليس لنا منزل وانت رجل مجاب الدعوة فادع اللهّ عليهم. فقال: ويلكم نبي اللّه معه الملائكة والمؤمنون فكيف ادعو عليهم وانا اعلم من اللّه ما اعلم. قالوا: ما لنا من منزل فلم يزالوا به يرققونه ويتضرعون اليه حتى فتنوه فافتتن فركب حماره متوجهًا الى الجبل الذي يطلعه على عسكر بني اسرائيل فما سار عليها غير قليل حتى ربضت به فنزل عنها فضربها حتى اذلقها واذن الله لها فكلمته فقالت: ويحك يا بلعم! اين تذهب! الا ترى الملائكة امامي تردني عن وجهي هذا اتذهب الى نبي الله والمؤمنين تدعوعليهم! فلم ينزع عنها يضربها فخلى اللهّ سبيلها حين فعل بها ذلك. فانطلقت حتى اذا اشرفت به على عسكر موسى وبني اسرائيل جعل لا يدعو لقومه بخير الا صرف لسانه الى بني اسرائيل. قال: فقال قومه: اتدري يا بلعم ما تصنع انما تدعو لهم وتدعو علينا قال: فهذا ما لا املك هذا شيء قد غلب اللهّ عليه فاندلع لسانه فوقع على صدره فقال لهم: قد ذهبت الآن مني الدنيا والآخرة فلم يبق الا المكر والحيلة فساحتال لكم. جملوا النساء واعطوهن السلع ثم ارسلوهن الى العسكر يبعنها فيه وامروهن ان لا تمنع امراة نفسها من رجل ارادها فانه ان زنى ففعلوا فوقع رجل منهم على امراة فارسل اللهّ الطاعون على بني اسرائيل حينئذ فهلك منهم سبعون الفًا في ساعة وكان فنحاص بن العيزار بن هارون صاحب امر موسى وكان قد اعطي بسطة في الخلق وقوة في البطش فاخبر خبر الرجل والمراة فاخذ حربته ثم دخل عليهما القبة وهما مضطجعان شاتمهما بحربته ثم خرج بهما رافعهما الى السماء والحربة قد اخذها بذراعه واعتمد بمرفقه على خاصرته وهو يقول: اللهم هكذا نفعل بمن يعصيك. وقد قيل: ان بلعام لما دعى على قوم موسى تاهوا وان موسى دعا عليه ثم حارب اهل بلده بعد خروجه من التيه فاسره وقتله وحارب الكنعانيين وقتل عوج وحارب موسى اليونانيين والمديانيين والأمم الكافرة. وقد حكى احمد بن جعفر المنادي: ان موسى بعد هلاك فرعون وطىء الشامِ فاهلك ما بها من الكفار وبعث بعثًا الى الحجاز وامرهم ان لا يستبقوا منهم احداَ فقدموها فرزقهم اللّه الظفر فقتلوا العمالقة وكانوا بيثرب حتى انتهوا الى ملكهم الذي كان يقال له: الأرقم قيما فقتلوه واصابوا ابنًا له شابَاَ لم ير احسن منه فضنوا به عن القتل واجمع رايهم على ان يسحبوه حتى يقدموا به على موسى فيرى فيه رايه. فاقبلوا قاعدين به وقبض موسى قبل قدومهم فتلقاهم الناس فاخبروهم الخبر فقالت بنو اسرائيل: خالفتم نبيكم حين استبقيتم هذا لا تدخلوا علينا فحالوا بينهم وبين الشام فرجعوا الى الحجاز فكان ذلك اول سكنى يهود الحجاز فنزلوا المدينة واتخذوا فيها المزراع فمنهم بنو قريظة وبنو النضير الكاهنان نسبة الى جدهم الكاهن بن هارون بن عمران.) شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور ) https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran
ف 5: إبن الجوزى قصّاصا ( 2 من 3 ) كتاب ( القصّاصون منبع الدين السُنّى ) الفصل الخامس : إبن الجوزى قصّاصا الجزء الثانى : نتابع أساطير ابن الجوزى وأقاصيصه في الجزء الأول من تاريخه ( المنتظم ) 1 ـ عن قارون : قال لعنه الله جل وعلا : ( واختلفوا في قوله تعالى: " فَبَغَى عَلَيْهِمْ ": فقال ابن عباس: جعل لبغية جعلًا على ان تقذف موسى بنفسها ففعلت فاستحلفها موسى ما على ما قالت فاخبرته الحال. وقال الضحاك: بغى بالكفر وقال قتادة بالكبر. وقال عطاء الخراساني: زاد في طول ثيابه شبرًا. فوعظه قومه فكان جوابه " انَّمَا اوتِيتُهُ علَى عِلْمٍ عِنْدِي ". قال قتادة: على خير عندي وقال غيره لولا رضى الله عنَي ما اعطاني هذا فقال تعالى: " اولَمْ يَعْلَمْ انَ اللّهَ قَدْ اهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَاشَدُّ مِنْهُ قوَةً وَاكْثَرُ جَمْعا " للامو ال. والمعنى: لو كان اللهّ انما يعطي الأموال من يعطيه لرضاه عنه وفضله عنده لم يهلك ارباب الأموال الكثيرة. فوعظه قومه فلم تزده العظة الا بغيًا حتى خرِج على قومه في زينته وكان راكب برذون ابيض مسرج بسرج الأرجوان قد لبس ثيابًا معصفرة وحمل معه ثلاثمائة جارية بمثل هيئته وزينته واربعة الاف من اصحابه. وقيل: حمل معه ثلاثمائة جارية بمثل هيئته وتسعين الفًا من اصحابه. قال مجاهد: فخرجوا على براذين بيض عليها سروج الأرجوان عليهم المعصفر. قال ابن عباس: لما نزلت الزكاة اتى قارون موسى فصالحه على كل الف دينار دينارًا وعن كل الف درهم درهمًا وعن كل الف شاة شاة وعن كل الف شيء شيئًا. ثم اتى الى منزله فحسبه فوجده كثيرًا فجمع بني اسرائيل وقال: ان موسى قد امركم بكل شيء فاطعتموه وهو الان يريد ان ياخذ من اموالكم فقالوا: انت كبيرنا فمرنا بما شئت فقال: امركم ان تجيئوا بفلانة البغيّ فتجعلوا لها جعلًا فتقذفه بنفسها. ففعلوا ثم اتاه قارون فقال: ان قومك قد اجتمعوا لتامرهم وتنهاهم فخرج فقال: يا بني اسرائيل من سرق قطعنا يده ومن افترى جلدناه ثمانين ومن زنا وليست له امراة جلدناه مائة فان كانت له امراة جلدناه حتى يموت فقال له قارون: وان كنت انت قال: وان كنت انا قال: فان بني اسرائيل يزعمون انك فجرت بفلانة قال: ادعوها فلما جاءت قال موسى: يا فلانة انا فعلت ما يقول هؤلاء قالت: لا كذبوا ولكن جعلوا اليَّ جعلًا على اني قد اقذفك بنفسي فسجد فاوحى اللّه اليه: مُر الأرض بما شئت قال: يا ارض خذيهم فاخذتهم هكذا. روي عن ابن عباس انه قال: فاخذتهم وقال غيره: اخذت قارون واصحابه. وروى علي بن زيد بن جدعان عن عبد اللّه بن الحارث قال: جاء موسى الى قارون فدخل عليه فقال: يا موسى ارحمني فقال: يا ارض خذيهم فاضطربت داره وساخت وخسف بقارون واصحابه. قال قتادة: ذكر لنا انه يخسف به كل يوم قدر قامة وانه يتجلجل فيها الى يوم القيامة. ) نلاحظ مما سبق أنه : 1 ـ انتهاك لغيب الماضى . 2 ـ أختلافات في الروايات . 3 ـ أسند أكاذيبه لأشخاص ماتوا ولا علم لهم بما إفتراه ابن الجوزى بعدهم بقرون . 4 ـ إفترى وحيا إلاهيا جرى بين موسى وربه جل وعلا القائل : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُون(113)الأنعام ) 5 ـ بهذه الأكاذيب أصبح ابن الجوزى أشهر القصّاصين . كانوا يجتمعون حوله يعجبهم زخرف قوله ، ثم سجّل أكاذيبه في تاريخه وجعل لها إسنادا ، أي صيّرها دينا . وهناك مواشى بشرية تصدقه وتؤمن بأكاذيبه .
2 / 1 ـ ( فصل: في ذكر قتيل بني إسرائيل: روى السدي عن اشياخه قال: كان رجل من بني اسرائيل مكثرًا من المال وكانت له بنت وكان له ابن اخ محتاج فخاطب اليه ابن اخيه ابنته فابى ان يزوجه فغضب الصبي وقال: واللهّ لاقتلن عمي ولاخذن ماله ولانكحن ابنته ولاكلن ديته. فاتاه الفتى فقال له: يا عم قد قدم تجار في بعض اسباط بني اسرائيل فانطلق معي فخذ لي من تجارة هؤلاء القوم لعلِّي اصيب فيها فانهم اذا راوك معي اعطوني. فخرج العم مع الفتى ليلًا فلما بلغ ذلك السبط قتله الفتى ثم رجع الى اهله فلما اصبح جاء كانه يطلب عمه لا يدري اين هو واذا هو بذلك السبط مجتمعين عليه فاخذهم وقال: قتلتم عمي فادوا الي ديته وجعل يبكي ويحثو التراب على راسه وينادي: واعمّاه. قال ابو العالية: واتى القاتل الى موسى فقال: ان قريبي قتل ولا اجد من يبيِّن لىِ من قتله غيرك. فنادى موسى في الناس: انشدكم اللّه من كان عنده من هذا القتيل علم الا بينه لنا فلم يكن عندهم علم فاقبل القاتل على موسى وقال: انت نبي اللهّ فاسال الله ان يبين لنا. فسال ربه فامره بذبح البقرة. ). نلاحظ أن : جاءت القصة واضحة بلا لبس وبلا غموض في قوله جل وعلا : ( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67) قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرُونَ (68) قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69) قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاء اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70) قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ (71) وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (72) فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73) البقرة ). إبن الجوزى لم يعجبه هذا فقام بتشويه القصة القرآنية صدّا عن سبيل الله جل وعلا . نتذكر قول ربنا جل وعلا : 1 ـ ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّواْ ضَلالاً بَعِيدًا (167) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَظَلَمُواْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا (168) إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (169) النساء ) 2 ـ ( الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يُفْسِدُونَ (88) النحل ) 3 ـ ( الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (1) محمد ) 4 ـ ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ (32) محمد ) 5 ـ ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ (34) محمد ) 2 / 2 : قصة أخرى مفتراة عن البقرة : ( اخبرنا ابو بكر محمد بن عبد اللّه بن حبيب قال: اخبرنا علي بن الفضل قال: اخبرنا محمد بن عبد الصمد قال اخبرنا عبد اللّه بن احمد بن حمويه قال: اخبرنا احمد بن حمويه قال: اخبرنا ابراهيم بن خريم قال: حدثنا عبد الحميد بن حميد قال: اخبرنا اسماعيل بن عبد الكريم قال: حدثني عبد الصمد بن معقل انه سمع وهبًا يقول: ان فتى من بني اسرائيل كان برًا بوالدته وكان يقوم ثلث الليل يصلي ويجلس عند راس والدته ثلث الليل فيذكرها التسبيح والتكبير والتهليل والتحميد ويقول: يا اماه ان كنت ضعفت عن قيام الليل فكبري اللهّ وسبحيه وهلليه وكان ذلك عملهما الدهر كله فاذا اصبح اتى الجبل فاحتطب على ظهره فياتي به السوق فيبيعه بما شاء اللهّ ان يبيعه فيتصدق بثلثه ويبقي لعبادته ثلثًا ويعطي الثلث امه فكانت امه تاكل النصف وتتصدق بالنصف فكان ذلك عملهما الدهر. فلما طال ذلك عليهما قالت: يا بني اعلم اني ورثت من ابيك بقرة وختمت عنقها وتركتها في البقر على اسم اللهّ اله ابراهيم واسحاق ويعقوب وسابين لك ما لونها وهيئتها فادعها باسم اله ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب وان علامتها انها ليست بهرمة ولا فتية غير انها بينهما وهي صفراء فاقع لونها تسر الناظرين اذا نظرت الى جلدها خيل اليك ان شعاع الشمس يخرج من جلدها وليست بالذلول لونها واحد فاذا رايتها فخذ عنقها فازلها تتبعك باذن اله اسرائيل. فانطلق الفتى وحفظ وصية والدته وسار في البرية يومين اوثلاثة ثم صاح بها وقال: باله ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعَقوب الا ما اتيتيني فاقبلت البقرة اليه وتركت الرعي وقامت بين يدي الفتى. فاخذ بعنقها فتكلمت البقرة وقالت: يا ايها الفتى البر بوالدته اركبني فقال الفتى: لم تامرني والدتي ان اركب عليك ولكنها امرتني ان اسوقك فاحب ان اتبع قولها قالت: واله اسرائيل لو ركبتني ما كنت لتقدر علي فانطلق ايها الفتى البر بوالدته فانك لو امرت هذا الجبل ان ينقلع من اصله لاقتلع لبرك بوالدتك وطاعتك الهك. فانطلق فطار طائر من بين يديه فاختلس البقرة فدعاها باله ابراهيم فاقبلت وقالت: ان الطائر ابليس اختلسني فلما ناديتني جاء ملك من الملائكة فانتزعني منه فردني اليك لبرك بوالدتك وطاعتك الهك. فدخل الفتى الى امه فاخبرها بالخبر فقالت: يا بني اني اراك تحتطب على ظهرك فاذهب بهذه البقرة فبعها وخذ ثمنها وتقوبه فقال: بكم ابيعها. قالت: بثلاثة دنانير على رضى مني. فانطلق الى السوق فبعث اللهّ ملكًا من الملائكة فقال للفتى: بكم تبيعها. قال: بثلاثة دنانير على رضى من والدتي قال: لك ستة دنانير ولا تستامر والدتك قال: لو اعطيتني زنتها لم ابيعها حتى استامرها. فخرج الفتى فاخبر والدته الخبر فقالت: بعها بستة دنانير على رضى مني. فانطلق فاتاه الملك وقال: ما فعلت. فقال: ابيعها بستة دنانير على رضى من والدتي فقال: فخذ اثني عشر دينارًا ولا تستامرها قال: لا. فانطلق الى امه فقالت: يا بني ان الذي ياتيك ملك من الملائكة في صورة ادمي فاذا اتاك فقل له: ان والدتي تقرا عليك السلام وتقول: بكم تامرني ان ابيع هذه البقرة. فقال له الملك: ايها الفتى يشتري بقرتك هذه موسى بن عمران لقتيل يقتل في بني اسرائيل فاشتروها منه على ان يملاوا له جلدها دنانير فعمدوا الى جلدها فملاوه دنانير ثم دفعوه الى الفتى. فعمد الفتى فتصدق بالثلثين على الفقراء من بني اسرائيل وتقوّى بالثلث. ). نلاحظ : هنا قصة اختلقها ابن الجوزى مختلفة عن القصة التي إفتراها من قبل . وفيها أنطق البقرة ، وأضاف ابليس الى قصته . بل وافترى على الله جل وعلا كذبا في قوله : ( فانطلق الى السوق فبعث اللهّ ملكًا من الملائكة فقال للفتى: بكم تبيعها. ). نتذكر قول ربنا جل وعلا : ( وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ (60)الزمر )
شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور ) https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran
ف 5: إبن الجوزى قصّاصا ( 3 من 3 ) كتاب ( القصّاصون منبع الدين السُنّى ) الفصل الخامس : إبن الجوزى قصّاصا الجزء الثالث : قال ابن الجوزى مفتريا كعادته : 1 ـ ( ذكر يونس عليه السلام كان يونس بعد سليمان. وبعض العلماء تجعل بينهما ايوب وتقديم ايوب على ما اخترنا اوضح. وكان قبل النبوة من عُبّاد بني اسرائيل ، هرب بدينه فنزل شاطىء دجله فبعثه الله نبيًا الى اهل نينوي من ارض الموصل وهو ابن اربعين سنة وكانوا جبارين. قال وهب بن منبه: فضاق بالرسالة ذرعًا وشكى الى الملك الذي اتاه ضيق ذرعه فاعلمه انه ان ابلغتهم الرسالة فلم يستجيبوا له عذبهم الله وان لم يبلغهم اصابه ما يصيبهم من العذاب وان الأجل اربعون يومًا فانذرهم واعلمهم بهذا الأجل فقالوا له: ان راينا اسباب العذاب اصابك. ثم انصرفوا عنه على ذلك فلما مضى من الميقات خمسة وثلاثون يوما غامت السماء غيمًا اسود يدخن واسودت سطوحهم فايقنوا بالعذاب وبرزوا من القرية باهليهم وبهائمهم وفرقوا بين كل ذات ولد وولدها ثم تضرعوا الى ربهم فرحمهم الله تعالى وقبل توبتهم. ثم ان يونس ساح فراى راعيًا في فلاة فسقاه لبنًا وهو مستند الى صخرة فاعلمه انه يونس وامره ان يقرا على قومه السلام فقال: يا نبي الله لا استطيع لان من كذب منا قتل. قال: فان كذبوك فالشاة التي سقيتني من لبنها وعصاك والصخرة يشهدون لك. فاتاهم الراعي فاخبرهم ، فانكروا قوله فانطق الشاة والعصى والصخرة فشهموا له فقالوا له: انت خيرنا حين نظرت الى نبينا فملكوه عليهم اربعين سنة. وروى عمرو بن ميمون عن ابن مسعود قال: كان يونس قد وعد قومه العذاب واخبرهم انه ياتيهم الى ثلاثة ايام ففرقوا بين كل والدة وولدها يجاورون الى الله فكف الله عنهم العذاب فلم يرشيئًا وكان من كذب ولم تكن له بينة قتل. فانطلق مغاضبًا فركب سفينة فركدت والسفن تسير يمينًا وشمالًا فقالوا: ما لسفينتكم. قالوا: ما ندري فقال يونس: ان فيها عبدًا ابق من ربه وانها لا تسير بكم حتى تلقونه قالوا: اما انت يا نبي الله فلا والله لا نلقيك فقال: اقترعوا فغلب ثلاث مرات. فوقع فابتلعه الحوت واهوى به الى قرار الأرض فسمع يونس تسبيح الحصى فنادى في الظلمات ظلمة بطن الحوت وظلمة الليل وظلمة البحر فنبذ بالعراء وهو سقيم كهيئة الطائر الممعوط الذي ليس عليه ريش فانبت الله عليه شجرة من يقطين فكان يستظل تحتها ويصيب منها فيبس فبكى فاوحى اليه: اتبكي على شجرة ان يبست ولا تبكي على مائة الف اويزيدون ان تهلكهم. فنادى {لاَ اِلَهَ الأَ انْتَ سُبْحَانَكَ اني كُنْتُ منَ الظالمين}. وفي قدرمكثه فىِ بطن الحوت خمسة اقوال: احدها: اربعون يومًا. قاله انس بن مالك وابن جريج والسدي. والثاني: سبعة ايام. قاله عطاء وابن جبير. والثالث: ثلاثة ايام. قاله مجاهد وقتادة. والرابع: عشرون يومًا. قاله الضحاك. والخامس: بعض يوم. قاله الشعبي.) نلاحظ : مع الاختلافات في الغيبيات التي إفتراها إبن الجوزى ونسبها للسابقين فإن ما ذكره يخالف كثيرا ما جاء عن النبى يونس عليه السلام في القرآن الكريم ولكن أصبح دينا . 2 ـ ( باب ذكر يحيى عليه السلام قال مؤلف الكتاب: ولد يحيى قبل عيسى عليه السلام بستة اشهر. وقيل: قبل ان يرفع عيسى عليه السلام وكان يحيى قد رزق الفطنة والفهم في زمن الصبا من الصغر. قال قتادة في قوله: {واتيناه الحكم صبيًا}. قال: ابن ثلاث سنين. قال علماء السير: نبىء يحيى صغيرًا. فساح ثم دخل الشام يدعو الناس وكان طعامه الجراد وقلوب الشجر. وكان يحيى كثير العبادة غزير الدمعة. اخبرنا المحمدان: ابن ناصر وابن عبد الباقي قالا: اخبرنا احمد بن احمد قال: اخبرنا ابو نعيم الأصفهاني قال: عبد اللّه بن محمد قال: اخبرنا احمد بن الحسين قال: حدًثني سعيد بن شرحبيل قال: حدَّثنا سعيد بن عطارد عن وهيب بن الورد قال: كان ليحيى بن زكريا خطان في خديه من البكاء فقال له ابوه زكريا: اني انما سالت الله عز وجل ولدًا تَقرُّ به عيني فقال: يا ابت ان جبريل عليه السلام اخبرني ان بين الجنة والنار مفازة لا يقطعها الأ كل بكَاء. قال الربيع بن انس: كانت للملك ابنة شابة فكانت تاتي اباها فتغني عنده حتى اذا ارادت الرجوع قال لها: سلي حاجتك وان امها رات يحيى قد اعطي حُسنًا وجمالا فارادته على نفسه فابى عليها فقالت له: اني قاتلتك او تاتي حاجتي فقال: معاذ الله. فقالت لابنتها: اذا فلما جاءت وقال: سلي حاجتك قالت: راس يحيى فقال: ارجعي الى امك فتامرك بما هو خير لك من هذا. فرجعت الى امها فحدثتها فقالت لا تساليه الا راس يحيى. فلما جاءت فيِ الليلة الثانية فغنته قال: سلي حاجتك قالت: راس يحيى. فقال: ارجعي الى امك فتامرك بما هو انفع لك من هذا فرجعت اليها فقالت: لا تساليه الا راس يحيى. فلما جاءت في الليلة الثالثة فغنته قال: سلي حاجتك قالت: راس يحيى فقال: ارجعي الى امك فتامرك بما هو انفع لك من هذا. فرجعت اليها فقالت: لا تساليه الا راس يحيى. فقال: لك ما سالت فرجعت الى امها فَرِحَة فاخبرتها. فارسلت الى يحيى فقالت اني قد اعطيت راسك ان لم تاتِ حاجَتي فابى عليها فقالت له اني ذابحتك. فذبحته ثم ندمت وجعلت تنادي: ويل لها ويل لها. حتى ماتت ، فهي اول امراة تدخل النار وان الدم صار يغلي ولا يسكن وان بخت نصّر جاز عليه فسال عنه فقالوا: هذا دم يحيى بن زكريا قتلته امراة خيارهم. وكان عبد الله بن الزبير يقول: من انكر الباقلاني لا انكره لقد ذكر لي انه انما قتل يحيى بن زكريا في زانية كانت جارة له. وروى يزيد بن هارون عن سليمان التميمة عن اسلم العجلي عن ابي هريرة وابن عمر رضي الله عنهما: ان امراة يقال لها " ربة " قتلت يحيى بن زكريا فاتت براسه في طست فامرت الأرض فاخذتها. وقال عبد اللّه بن عمر: وقتلت تلك المراة في يوم سبعين نبيًا ، وهي مكتوبة في التوراة: مقتلة الأنبياء وانها على منبر في النار يَسمع صراخها اقصى اهل النار. انبانا محمد بن ناصر قال: انبانا جعفر بن احمد السراج قال: اخبرنا ابو القاسم: عبد الله بن عمر بن شاهين قال: حدَّثنا ابي قال: اخبرنا الحسين بن محمد بن عقبة الانصاري قال: حدَّثنا ابو تمام قال: حدَّثنا عبد الله بن وهب قال: اخبرني ابن لهيِعة عن عمارة بن غزية عن عروة بن الزبير قال: اسم المراة التي قتلت يحيى بن زكريا لا " ازبيل " وانها قتلت سبعين نبيًا اخرهم يحيى بن زكريا. وروت فاطمة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ان يحيى بن زكريا عليهما السلام مكث في بني اسرائيل اربعين سنة ". قال قتادة: قتل بدمشق. ذكر ما عوقب به بنو اسرائيل لقتلهم يحيى بن زكريا اقال النبي صلي الله عليه وسلم: " من هوان الدنيا على اللّه تعالى ان يحيى بن زكريا قتلته امراة. زعم السدي عن اشياخه: ان رجلًا راى في المنام ان خراب بيت المقدس وهلاك بني اسرائيل على يدي غلام يتيم ابن ارملةٍ من اهل بابل يدعى " بخت نصر " فاقبل يسال عنه حتى نزل على امّه وهي تحتطب فلما جاء على راسه حزمَة حطبِ القاها ثم قعد في البيت فكلمه ثم اعطاه ثلاثة دراهم فاشترى بها طعامًا وشرابًا فلَما كان في اليوم الثاني فعل به ذلك وكذلك في اليوم الثالث ثم قال له: اني احب ان تكتب لي امانًا ان انت ملكت يومًا من الدهر. قال: تسخر بي!. قال: لا ولكن ما عليك ان تتخذ عندي بها يدًا. قالت له امه: وما عليك ان كان والا لم ينقصك شيئًا. فكتب له امانًا فقال: ارايت ان جئت والناس حولك قد حالوا بيني وبينك فاجعل لي اية تعرفني بها. قال: ترفع صحيفتك على قَصَبة فاعْرِفُك بها فكساه واعطاه. فلما قتل يحيى اصبح دمه يغلي فلم يزل يُلْقَى عليه التراب ويغلي الى ان بلغ سور المدينة وخرج بخت نصر من قبل صيحائين الملك فتحصن القوم منه في مدائنهم فلما اشتدَ عليه المقام هَم بالرجوع فخرجت اليه عجوز من عجائز بني اسرائيل فقالت: ان فتحت لك المدينة اتعطيني ما اسالك فتقتل مَنْ امرك بقتله وتكف اذا امرتك. قال: نعم. قالت: اذا اصبحت فاقسم جندك اربعة ارباع ثم اقم على كل زاوية ربعًا ثم ارفعوا ايديكم الى السماء فنادوا: انا نستفتحكِ باللّه بدم يحيى ابن زكريا فانها سوفَ تتَساقط. ففعلوا فتساقطت المدينة ودخلوا من جوانبها فقالت: اقتل على هذا الدم حتى يسكن فقتل سبعين الفًا فلما سكن الدم قالت: كف يدك فانه اذا قُتل نبيّ لم يرض اللّه حتى يُقتل مَنْ قتله ومَنْ رضيَ قتله. فاتاه صاحبُ الصحيفة بصحيفة فكفّ عنه وعن اهل بيته وخَرب بيت المقدس وامر ان يطرح فيه الجِيف وقال: مَنْ طرح فيه جيفة فله جزْيُته تلك السنة واعانه على اخرابه الروم من اجل بني اسرائيل اذ قتلوا يحيى. فلما خربه بخت نصَر ذهب معه بوجوه بني اسرائيل منهم: دانيال فلما قدم ارض بابل وجد صيحائين قد مات فَمَلك مكانه فقال له المجوس: ان الذين قدمت بهم دانيال واصحابه لا يعبدون الهك ولا ياكلون من ذبيحتك فدعاهم فسالهم فقالوا: اجلْ ان لنا ربًا نعبده ولا ناكل من ذبحتكم ا فامر بخَد فخُد لهم فالقوا فيه وهم ستة والقِيَ معهم سَبُع ضارٍ ليأكلهم فلما راحوا اليهم وجدوهم جلوسا والسبعُ مفترش ذراعيه ووجدوا معهم رجلًا فعدوهم فوجدوهم سبعة فقالوا: انما كانوا ستة فخرج السابع وكان ملكًا فلطم بخت نصر لطمة فصار في الوحش فكان فيهم سبع سنين. قال ابو جعفر ابن جرير الطبري: وقول مَنْ قال ان بخت نضر هو الذي غزا بني اسرائيل عند قتلهم يحيى غَلَط عند اهل العلم بامور الماضين لانهم اجمعوا على ان بخت نصر انما غزا بني اسرائيل عند قتلهم نبيهم شعياء في عهد ارمياء وبين ارمياء وتخريب بخت نصر بيت المقدس الى مولد يحيى اربعمائة سنة واحدى وستون سنة وهذا مما يتفق عليه اليهود والنصارى ويذكرون ان ذلك في اسفارهم مبين وذلك انهم يَعدون من لدن تخريب بخت نصر بيت المقدس الى حين عُمرانها في عهد كيرش اصبهبذ بابل من قِبل بهمن ثم من قِبَل خماني سبعين سنة ثم من بعد عمرانه الى ظهور الإسكندر عليها وحيازَة مملكها الى مملكته ثمانيًا وثمانين سنة ثم من بعد مملكة الإسكندر الى مولد يحيى ثلثمائة وثلاث سنين فذلك على قولهم اربعمائة واحدى وستون سنة. واما المجوس: فانها توافق اليهود والنصارى في مدة خراب بيت المقدس وامر بختنصر وما كان من امره وامر بني اسرائيل الى غلبة الإسكندر على بيت المقدس والشام وهلاك دارا وتخالفهم في مدة ما بين ملك الإسكندر ومولد يحيى فتزعم ان مدة ذلك احدى وخمسون سنة. وقال محمد بن اسحاق: لما رجع بنو اسرائيل من بابل الى بيت المقدس ما زالوا تحدِثون الأحداثَ ويُبعث اليهم الرسل فريقًا يكذبون وفريقًا يقتلون حتى كان من اخر مَنْ بُعِثَ اليهم زكريا ويحيى وعيسى وكانوا من بيت ال داود فلما رفع اللّه عز وجل عيسى وقتلوا يحيى وبعض الناس يقول: وقتلوا زكريا ابتعث الله اليهم ملِكًا من ملوك بابل يقال له: خردوس فسار اليهم باهل بابل حتى دخل عليهم الشام فقال لصاحب شرطته: اني كنت حلفت بالهي: لئن انا ظهرت على اهل بيت المقدس لاقتلنَهم حتى تسيل دماؤهم في وسط عسكري الى الأ اجد احدًا اقتله فدخل بيت المقدس فوجد دمًا يغلي فقال: ما بال هذا الدم يغلي. فقالوا: هذا دم قربان قربناه فلم يُقْبَل مِنا. فقال: ما صدقتموني. فقتل منهم خلقَاَ كثيرًا على ذلك الدم فلم يسكن. فقال: ويلكم اصدقُوني قبل الأَ اترك منكم احدًا فقالوا: هذا دم نبي منَا قتلناه فقال: لهذا ينتقم منكم ربكم فامر وذبح من الخيل والبقر والبغال والغنم حتى سال الدم الى خردوس فارسل اليه: حسبك. وهذه الوقعة الأخيرة التي قال اللّه تعالى فيها: {فاذا جاء وعد الآخرة لِيَسُئُوُاْ وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة}. فكانت الوقعة الأولى بخت نصر وجنوده ثم ردّ الله له الكرة عليهم ثم كانت الوقعة الأخيرة خردوس وجنوده وهي كانت اعظم الوقعتين فيها كان خراب بلادهم وقتل رجالهم وسبيُ ذراريهم ونسائهم يقول الله تعالى: {وَلِيُتَبرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرا}. نلاحظ : 1 ـ نقل ابن الجوزى عن التراث اليهودى والمسيحى ، كما نقل عن الطبرى في تاريخه ، وإفترى من عنده الكثير . ومعظم ما إفتراه يخالف القرآن الكريم . ولكن أصبح دينا . أخيرا 1 ـ قد يدافع بعضهم أنه ربما تاب إبن الجوزى عن إفتراءاته . ونؤكد أنه ظل يفتخر بكونه قصّاصا حتى في أواخر تاريخه ( المنتظم ) ، وإفترى في كتابه عن مناقب إبن حنبل فظائع ، منها ما يرفعه فوق رب العزة جل وعلا . 2 ـ هناك فرصة للتوبة لمن يكتم الحق القرآنى ، عليه أن يعترف بذنبه ويصحّح خطأه ، وإن لم يفعل فهو مستحق اللعنة من الله جل وعلا والملائكة والناس أجمعين . قال جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ (159) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161) خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ (162) البقرة ).. وفى يوم القيامة سيكونون خصوما لرب العزة جل وعلا ، لن يكلمهم ولن يزكيهم ، وسيلقون عذابا يكون صبرهم عليه أُعجوبة من العجائب . قال جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ (175) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (176) البقرة ). 3 ـ ودائما : صدق الله العظيم ، وكذب إبن الجوزى اللعين .! شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور ) https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran
ف 6 : عرض لكتاب إين الجوزى ( أخبار الحمقى والمغفلين ) وما جاء فيه عن حمق القصاصين كتاب ( القصّاصون منبع الدين السُنّى ) الفصل السادس : عرض لكتاب إبن الجوزى ( أخبار الحمقى والمغفلين ) وما جاء فيه عن حمق القصاصين مقدمة : لابن الجوزى كتاب في أخبار الحمقى والمغفلين ، بدأ بأحاديث مفتراة ، وابن الجوزى متناقض مع نفسه ، يفترى الأحاديث ثم يؤلف في الأحاديث الموضوعة ، يكتب في أخبار الحمقى والمغفلين ، ومنهم القصاصون ، وهو نفسه نموذج للحٌمق فيما يفتريه من قصص عن السابقين ، ومنها قوله ( وقد تعرضنا له من قبل ) . قال : ( لما قتل ابن ادم اخاه قال ادم عليه السلام: تَغَّيرَتِ البِلاد ُوَمَنْ عَلَيْهَا ** فَوَجْهُ الأرْض مُغْبرٌّ قَبيحُ تَغَيَّركُلُّ ذِي طَعْم وَلَوْنٍ ** وَقلَّ بَشَاشَةُ الوجه الصبيح قتل قابيل هابيلا اخاه ** فواحزنًا مضى الوجه المليح فاجابه ابليس لعنه الله: تنحَ عن البلاد وساكنيها بنى ** في الخلد ضاق لك الفسيح وكنت بها وزوجك في رخاء ** وقلبك من اذى الدنيا مريح فما انفكت مكايدتي ومكري ** الى ان فاتك الثمن الربيح فلولا رحمة الجبّار اضحى ** بكفِّك من جنان الخلد ريح ) تخيل أن أبانا آدم يقول شعرا عربيا ، ثم يرد عليه إبليس بشعر عربى . فهل كان إبن الجوزى حاضرا هذا المهرجان الشعرى ؟ وأين حدث حفل العزاء هذا ؟ ننقل بعض ما جاء فيه : ( الباب العشرون في ذكر المغفلين من القصاص القصاص سيفويه: فمنهم سيفويه القاص كان يضرب به المثل في التغفيل: عن محمد بن العباس بن حيويه قال: قيل لسيفويه قد أدركت الناس فلم لم تحدث قال: اكتبوا حدثنا شريك عن مغيرة عن إبراهيم بن عبد الله مثله سواء قالوا له: مثل إيش قال: كذا سمعنا وكذا نحدث. عن ابن خلف قال: جاء يوماً رجل من عرس فسأله سيفويه: ما أكل فأقبل يصف له فقال: تمنيات قصاص: وقال ابن خلف: قال عبد العزيز القاص: ليت أن الله لم يكن خلقني وأني الساعة أعور فحكيت ذلك لابن غياث فقال: بئس ما قال ووددت والله الذي لا إله إلا هو أن الله لم يكن خلقني وإني الساعة أعمى مقطوع اليدين والرجلين. من غفلات سيفويه: وروى أبو العباس بن مشروح قال: كان سيفويه اشترى لمنزله دقيقاً بالغداة وراح عشاء يطلب الطعام فقالوا: لم نخبز لم يكن عندنا حطباً قال: كنتم تخبزونه فطيراً. وحكى أبو منصور الثعالبي: أن رجلاً سأل سيفويه عن الغسلين في كتاب الله تعالى فقال: على الخبير سقطت سألت عنه شيخاً فقيهاً من أهل الحجاز فما كان عنده قليل ولا كثير. وقف سيفويه راكباً على حمار في المقابر فنفر حماره عند قبر منها فقال: ينبغي أن يكون صاحب هذا القبر بيطاراً. وقرأ سيفويه ثم في سلسلة ذرعها تسعون ذراعاً فقيل له قد زدت عشرين فقال: هذه خلقت لبغاء ووصيف فأما أنتم فيكفيكم شريط بدانق ونصف. وقرأ قارىء بين يديه " كأنما أغشيت وقرأ القارىء: " كأنهن الياقوت والمرجان " فقال: هؤلاء خلاف نسائكم الفجار. قيل لسيفويه إن اشتهى أهل الجنة عصيدة كيف يعملون قال: يبعث الله لهم أنها دبس ودقيق وأرز. ويقال: اعملوا وكلوا واعذرونا. القصاص أبو أحمد التمار: وعن محمد بن خلف قال أبو أحمد التمار في قصصه: لقد عظم رسول الله صلى الله عليه وسلم حق الجار حتى قال فيه قولاً أستحي والله أن أذكره. يروي العلم ولا يعمل به: قال ابن خلف: قص قاص بالمدينة فقال: رأى أبو هريرة على ابنته خاتم ذهب فقال: يا بنية لا تتخمي بالذهب فإنه لهب فبينا هو يحدثهم إذ بدت كفه فإذا فيها خاتم ذهب فقالوا له: تنهانا عن لبس الذهب وتلبسه فقال: لم أكن ابنة أبي هريرة. يفسر القرآن برأيه: عن محمد بن الجهم أنه قال: سمعت الفراء يقول: كان عندنا رجل يفسر القرآن برأيه فقيل له: " أرأيت الذي يكذب بالدين " فقال: رجل سوء الله فقيل: " فذلك الذي يدع اليتيم " فسئل عن اسم الذئب الذي لم يأكل يوسف: وعن عبد الرحمن بن محمد الحنفي قال: قال أبو كعب القاص في قصصه: كان اسم الذئب الذي أكل يوسف كذا وكذا فقالوا له: فإن يوسف لم يأكله الذئب قال: فهو اسم الذئب الذي لم يأكل يوسف. قال: حكاها الجاحظ عن أبي علقمة القاص قال: كان اسم الذئب حجوناً. سورة الإخلاص تحتاج إلى مجلسين: عن العلاء بن صالح قال: كان عبد الأعلى بن عمر قاصاً فقص يوماً فلما كاد مجلسه ينقضي قال: إن ناساً يزعمون أني لا أقرأ من القرآن شيئاً وأني لا أقرأ منه الكثير بحمد الله ثم قال: بسم الله الرحمن الرحيم " قل هو الله أحد " فارتج عليه فقال: من أحب أن يشهد خاتمة السورة فليحضرنا إلى مجلس فلان. غفلة الواعظ: حكى أبو محمد التميمي أن أبا الحسن السماك الواعظ دخل عليهم يوماً وهم يتكلمون في أبابيل فقال: في أي شيء أنتم فقالوا: نحن في ألف أبابيل هل هو ترون أنه بلبل عليهم عيشهم! دعاء غريب: جاء رجل إلى قاص وهو يقرأ: " يتجرعه ولا يكاد يسيغه " فقال: اللهم اجعلنا ممن يتجرعه ويسيغه. القصاص الأحمق: قال الجاحظ: سمعت قاصاً أحمق وهو يقص حديث موسى وفرعون وهو يقول: لما صار فرعون في وسط البحر في الطريق اليابس فقال الله للبحر: انطبق فما زال حتى علاه الماء فجعل فرعون يضرط مثل الجاموس نعوذ بالله من ذلك الضراط. قال: وسمعت قاصاً بالكوفة يقول: والله لو أن يهودياً مات وهو يحب علياً ثم دخل النار ما ضره حرها. كيف يقضي الأحمق على الشيطان: قال بعض القصاص: يا معشر الناس إن الشيطان إذا سمي على الطعام والشراب لم يقربه فكلوا خبز الأرز المالح ولا تسموا فيأكل معكم ثم اشربوا الماء وسموا حتى تقتلوه عطشاً. القصاص أبو سالم: كان أبو سالم القاص يقص يوماً قال: يابن آدم يابن الزانية أما تستحي من الملك الجليل حتى تقدم على العمل القبيح وسرق باب أبي سالم القاص جاء إلى باب المسجد وقلعه قالوا: ما تصنع قال: اقلع هذا الباب فإن صاحبه يعلم من قلع بابي. لا تسألوا عن أشياء: سئل بعض الوعاظ: لم لم تنصرف أشياء فلم يفهم ما قيل له ثم سكت ساعة فقال: تسأل سؤال الملحدين لأن الله يقول: " لا تسألوا عن أشياء ". دعاؤه يشمل كل شيء: قال بعض الأشياخ: إنه كتب في رقعة إلى بعض القصاص يسأله الدعاء لامرأة حامل فقرأ الرقعة ثم قلبها وفي ظهرها صفة دواء قد كتبه طبيب وفيه قنبيل وخشيرك وافتيمون ونحو هذا فظنها كلمات يسأل بها فدعا وجعل يقول: يا رب قنبيل يا رب خشيرك ويا رب افتيمون إلى أن أنهى ما ذكر. الباب الحادي والعشرون أبو عبد الله المزابلي: عن علي بن المحسن التنوخي قال: كان عندنا بجبل اللكام رجل يسمى أبو عبد الله المزابلي يدخل البلد بالليل فيتتبع المزابل فيأخذ ما يجده ويغسله ويقتاته ولا يعرف قوتاً غيره أو يتوغل في الجبل فيأكل من الثمرات المباحات وكان صالحاً مجتهداً إلا أنه كان قليل العقل وكان بأنطاكية موسى الزكوري صاحب المجون وكان له جار يغشى المزابل فجرى بين موسى الزكوري وجاره شر فشكاه إلى المزابلي فلعنه في دعائه فكان الناس يقصدونه في كل جمعة فيتكلم عليهم ويدعو فلما سمعوه يلعن ابن الزكوري جاء الناس إلى داره لقتله فهرب ونهبت داره فطلبه العامة فاستتر فلما طال استتاره قال: إني سأحتال على المزابلي بحيلة أتخلص بها فأعينوني فقالوا له: ما تريد قال: أعطوني ثوباً جديداً وشيئاً من مسك وناراً وغلماناً يؤنسوني الليلة في هذا الجبل قال: فأعطيته ذلك فلما كان نصف الليل صعد فوق الكهف الذي يأوي فيه المزابلي فبخر بالند ونفخ المسك فدخلت الرائحة إلى كهف أبي عبد الله المزابلي فلما اشتم المزابلي تلك الرائحة وسمع الصوت قال: ما لك عافاك الله ومن أنت قال: أنا جبرائيل أرسلني ربي فلم يشك المزابلي في صدق القول وأجهش بالبكاء والدعاء فقال: يا جبرائيل ومن أنا حتى يرسلك الله إلي فقال: الرحمن يقرئك السلام ويقول لك: موسى الزكوري غداً رفيقك في الجنة. فصعق أبو عبد الله فتركه موسى فرجع فلما كان من الغد كان يوم الجمعة أقبل المزابلي يخبر الناس برسالة جبرائيل ويقول: تمسوا بابن الزكوري واسألوه أن يجعلني في حل واطلبوه لي فأقبل العامة إلى دار ابن الوكوري يطلبونه ويستحلونه. ضرس الكافر مثل أحد: عن أبي النقاش عن شيخ له قال: كنت في جامع واسط ورجلان يحدثان في حديث جهنم فقال أحدهما: بلغني أن الله عز وجل يعظم خلق الكافر حتى يكون ضرسه مثل أحد فقال له الآخر: ليس هذا أمره. وإلى جانبهما شيخ متأله كثير الصلاة فالتفت إليهما فقال: لا تنكروا هذا إن الله على كل شيء قدير وتصديق ما كنتما فيه كتاب الله قال: وما ذاك يا عم قال: قوله تعالى: فأولئك يبدل الله سنانهم خشبات فهو ما يبدل السن خشبة إلا وهو قادر على أن يجعله مثل أحد. كيف استراح من الشك: عن الزهري قال: بلغني عن حجاج الشاعر أنه مر يوماً في درب وفي آخره ميزاب قال: أصابني الزاهد المغفل: عن أبي علي الطائي قال: قرأ رجل عند بعض المتزهدين وكان مغفلاً: " وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه " فقال: دعنا من آيات الفجار. تواضع عجيب غريب: عن محمد المخرمي قال: كنا في مجلس فشممت رائحة أنكرتها فنظرت فإذا رجل قد وضع في شاربه عذرة ( أي خراء ) فقلت له: ما هذا قال: تواضعاً لربي عز وجل. التقي العاقل لا يتباهى بتقواه: قال طاهر بن الحسين للمروزي: منذ كم دخلت العراق قال: منذ عشرين سنة وإني أصوم الدهر منذ ثلاثين سنة قال طاهر: سألتك عن مسألة فأجبتني عن مسألتين. آية سببت له الخشوع والوجد: عن أبي عثمان الجاحظ قال: أخبرني يحيى بن جعفر قال: كان لي جار من أهل فارس وكان بلحية ما رأيت أطول منها قط وكان طول الليل يبكي فأنبهني ذات ليلة بكاؤه ونحيبه وهو يشهق ويضرب على رأسه وصدره ويردد آية من كتاب الله تعالى فلما رأيت ما نزل به قلت لأسمعن هذه الآية التي قتلت هذا وأذهب نومي فتسمعت عليه فإذا الآية " يسألونك عن المحيض قل هو أذى " فعلمت أن طول اللحية لا يخلف. لا أترك تسبيحاً تعلمته: وعنه قال: أخبرني النظام قال: مررت بناحية باب الشام فرأيت شيخاً قاعداً على باب داره وبين يديه حصى ونوى وهو يسبح ويعد بهما ويقول: حسبي الله حسبي الله فقلت: يا عم ليس هذا هو التسبيح قال: كيف هو التسبيح عندك قلت: سبحان الله قال: يا أحمق هذا تسبيح تعلمته بعبادان منذ ستين سنة أسبح به فاتركه لقولك يا جهل. دعاء المغفل: وقال: رأيت أبا محمد السيرافي وكان طويل اللحية يدعو ربه وقد رفع يديه إلى السماء وهو يقول: يا منقذ الموتى ومنجي الغرقى وقابل التوبات وراحم العثرات أنت تجد من ترحمه غيري وأنا لا أجد من يعذبني سواك. دعاء الله والملائكة والناس: قال: رأيت أبا سعيدي البصري يدعو ربه وكان طويل اللحية أحمق وهو يقول: يا رباه يا سيداه يا مولاه يا جبرائيل يا إسرافيل يا ميكائيل يا كعب الأحبار يا أويس القرني بحق محمد وجرجيس عليك ارخص أمتك على الدقيق. خشوع الحمقى: عن بشر بن عبد الوهاب قال: كان يجلس إلى عمود في دمشق رجل جميل الهيئة فرأيته يوماً وقد سجد ويقول في سجوده: سجد لك خضرتي وحمرتي وصفرتي وبياضي وسوادي خاشعاً ضارعاً خاضعاً ماصاً لبظر أمه ومن أنا عندك! الزاني ابن الزانية حتى لا تغفر له . النظر إلى الدنيا بعينين إسراف: كان لأبي العتاهية تلميذ تصوف وتزهد وقير إحدى عينيه وقال: النظر إلى الدنيا بعينين إسراف. قال بعضهم: كان لي عم له سبعون سنة فسمعته يقول في دعائه: بمن كان بين محمد وآله من النبيين والمرسلين فقلت له: يا عم اسمعك تدعو بهذا الدعاء فمن كان بين محمد وآله من كان بين محمد وآله ؟ من قصة متزهد لا يعرف من هم الأنبياء: قال بعض معارفنا: إنه حضر في بعض البلاد عند متزهد وحضر جماعة يتبركون به منهم قاضي البلاد فجرى ذكر لوط عليه السلام فقال المتزهد: عليه لعنة الله فقيل له: ويحك هذا نبي فقال: ما علمت ثم التفت إلى القاضي فقال: خذ علي التوبة مما قلت فتاب ثم أفاضوا في الحديث فجرى ذكر فرعون فقالوا له: ما تقول فيه فقال: أنا الآن تبت فلا أدخل بين الأنبياء . التعليق بانتشار القصص والقُصّاص حمل بعضهم لقب الواعظ ، المهم أن يجتمع حوله الناس ، وأن يقول أمامهم ما يبهرهم حتى لو كان حُمقا . أي إن الحمق هو أساس الدين السُّنّى .!! شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور ) https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran
خاتمة كتاب ( القصّاص والقصاصون ) أولا : الأحاديث التي إفتروها في السيرة والسنة ونسبوها للنبى محمد بعد موته في العصر العباسى تنقسم الى ثلاثة إتجاهات : التشريع والوعظ والغيبيات . قرآنيا فالنبى محمد عليه السلام لا يملك حق التشريع . كانوا يسألونه فينتظر الى أن يأتيه الوحى بالاجابة ( يسألونك ... قل ) ( يستفتونك .. قل ). أما عن الوعظ والأخلاق فقد تركّز في التنزيل المكى ، ويكفى الوصايا العشر في سورة ( الأنعام 151 : 153)وصفات عباد الرحمن في أواخر سورة الفرقان ( 63 ـ ) ووصايا سورة الاسراء ( 23 : 39 ). ثم الغيبيات . ونتوقف معها ببعض التفصيل الغيبيات : 1 ـ الغيبيات هي أخطر ما في الأديان الأرضية الشيطانية للمحمديين وغيرهم . لأنها تفسح المجال لتغييب العقل وتضع امامه متاريس تعوق انطلاقه ، وتفتح المجال لكل من هبّ ودبّ ليزعم الغيبيات ، بل صار هذا من لوازم الولاية لمن يتخذونهم أولياء يقدسونهم في حياتهم وفى قبورهم . وصار من المعلوم عندهم بالضرورة ما يسمى ب ( العلم اللدنى ) و ( المكشوف عنه الحجاب ). 2 ـ عاش العالم في ظلام القرون الوسطى تحت سيطرة مؤسساته الدينية وتحالفها مع الاستبداد ، وفى أوربا سيطرت الكنيسة بأساطيرها على كافة تفاصيل الحياة ، ثم ما لبث ان تحررت اوربا ، وفرضت حظر التجول على تدخل الكنيسة في حياتها الدنيوية وحصرتها داخل جدرانها ، وفى الأعمال الخيرية ، وأباحت نقد ثوابتها التي كانت مقدسة ، فانطلقت اوربا تسير في الأرض تكتشف وتخترع وتستعمر وخلفها معظم العالم ما عدا كوكب المحمديين ، والذى إستعمرته أوربا وأذلّته . وكوكب المحمديين ـ هذا ـ لا يزال غارقا في خزعبلات أديانه الأرضية ، حيث التحالف بين الفرعون وشيوخ الضلال ، وهما معا أكابر المجرمين . 3 ـ الأساس هنا هو القصص الذى جعلوه دينا ، بنسبته للنيى محمد عليه السلام وشخصيات ماتت دون أن تعرف ما نسبوه اليها . وهم في ذلك ساروا في نفس الطريق الشيطانى من أساطير الأولين ، والتي كان يفتريها الجاهليون . كانوا ينسبون لأوليائهم المقدسة المقبورة علم الغيب ، مع إنها لا تدرى موعد بعثها . وفى سبيل هذا الإفك أنكروا القرآن الكريم إستكبارا . قال جل وعلا : 3 / 1 ـ ( وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ( 19 ) وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ ( 20 ) أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ( 21 ) إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ ( 22 ) النحل ). 3 / 2 ـ ( قُل لّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (65) بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا بَلْ هُم مِّنْهَا عَمُونَ (66) النمل ). 3 / 3 : وتطرف بعضهم فزعم لنفسه علم الغيب في حياته الدنيا ، فتوعّده الله جل وعلا بالعذاب ، أي أنه سيموت كافرا دون توبة . قال جل وعلا للنبى محمد عليه السلام : ( أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالا وَوَلَدًا (77) أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (78) كَلاَّ سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا (79) وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا (80) مريم ). ثانيا : النبى محمد عليه السلام لم يكن يعلم الغيب لقد تكرر وتأكّد قرآنيا أن النبى محمدا عليه السلام لم يكن يعلم الغيب ، ولم يكن له أن يتكلم فيه ، سواء غيب الماضى أو غيب الحاضر أو غيب المستقبل في الدنيا أو في الآخرة . 1 ـ عن غيب الماضى نرجو تدبر الآيات الكريمة الآتية : 1 / 1 : ( وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الأَمْرَ وَمَا كُنتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ (44) وَلَكِنَّا أَنشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (45) وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (46) القصص ). أي لم يكن موجودا وشاهدا لهذا . بينما يفترى كفار القصص أقاصيص تجعلهم حاضرين في أزمنة خلت . 1 / 2 : ( تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (49) هود ). لم يكن النبى محمد عليه السلام ولم يكن قومه يعلمون تفاصيل قصة نوح والطوفان ، بينما يفترى كفار القصص أقاصيص تجعلهم حاضرين لما دار في قصة نوح . 1 / 3 : ( ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُون(102) يوسف ). جاء هذا في ختام قصة يوسف . ما كان النبى محمد عليه السلام مع أخوة يوسف وهم يتآمرون عليه سرا . بينما يفترى كفار القصص أقاصيص تجعلهم حاضرين لما دار في قصة يوسف واخوته وأبيهم. 1 / 4 : ( ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (44) آل عمران ). ما كان النبى محمد عليه السلام حاضرا لتخاصمهم وتنافسهم فيمن يكفل مريم . بينما يفترى كفار القصص أقاصيص تجعلهم حاضرين لما دار في قصة مريم . 2 ـ عن غيب المستقبل الذى سيحدث فيما بعد ، ومنه علامات الساعة وموعدها وأحداثها ، وكان هذا ـ ولا يزال ـ مجال الاستفهام والجدل والافتراء ، وحسمه رب العزة جل وعلا بأن النبى محمدا لا يعلمه وليس له ان يتكلم فيه، فقال له في خطاب مباشر: 2 / 1 : ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ( 187 ) الأعراف ). 2 / 2 : ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42) فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا (44) إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا (45) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46)النازعات ). وهناك آلاف الأحاديث الضالة في علامات الساعة ومفتريات الشفاعة .! 3 ـ كان لا يعلم غيب الحاضر الذى يحدث حوله . قال جل وعلا : 3 / 1 : ( وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ (101) التوبة ) الذين مردوا على النفاق كانوا أقرب الناس اليه، وهم مشاهير صحابة الفتوحات ؛ ( أبو بكر وعمر وعثمان وعلى والزبير وسعد بن أبى وقاص وطلحة ..الخ )، وهم في حقيقتهم جواسيس للملأ القرشى ، وهم الذين إستولوا على السلطة بموته عليه السلام ، وإرتكبوا جرائم الفتوحات بالاعتداء على أُمم ودول لم تعتد عليهم ، وقتل جنودهم المدافعين عن أوطانهم ، واسترقاق نسائهم واطفالهم واحتلال بلادهم وسلب ثرواتهم وفرض الجزية عليهم مع إحتقارهم وإذلاله ، ثم يجعلون هذا دينا وجهادا إسلاميا ، فظلموا رب العزة جل وعلا قبل أن يظلموا ملايين الناس . وتحولوا الى آلهة في أديان المحمديين الشيطانية . بدليل ملامح الدهشة التي تنتاب القارىء لهذا ، وقد عاش وأسلافه قرونا على تقديس أولئك الكفرة المجرمين . هذا عن الذين مردوا على النفاق ، فماذا عن الصحابة المنافقين الصًُّرحاء ؟ 3 / 2 ـ قال جل وعلا : ( وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (107) لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108) أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (109) لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (110) التوبة ). أقاموا مسجدا للتآمر ، وكرا يجتمعون فيه ، وخدعوا النبى محمدا عليه السلام ، فكان يقيم فيه يصلى . وظل هذا حتى فضحهم الله جل وعلا ، ونهاه عن الصلاة والإقامة فيه . 3 / 3 : ( إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (105) وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (106) وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا (107) يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا (108) هَاأَنتُمْ هَؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً (109) وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا (110) وَمَن يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (111) وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا (112) وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاُّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (113) النساء ). خدعوه إذا لفقوا تهمة السرقة لبرىء ، ليبرأوا إبنهم السارق ، وجعلوا النبى يدافع عن ابنهم فالنبى محمد عليه السلام لم يكن يعلم الغيب . ونزلت الآيات تكشف تلاعبهم ، وقد علّمه الله جل وعلا ما لم يكن يعلم !. 4 ـ هناك بعض الأنبياء أوتى العلم ببعض الغيب ، قال جل وعلا : 1 ـ ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاء ) (179) آل عمران ) 2 ـ وكان منهم : 2 / 1 : يوسف عليه السلام . قال عنه جل وعلا : (وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (36) قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37) يوسف ). تأمل : ( لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي ) 2 / 2 : عيسى عليه السلام ، قال لقومه : ( وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (49) آل عمران ). تدبّر (وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ) 3 / 1 ـ لم يكن منهم نوح عليه السلام . قال لقومه : ( وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ (31) هود ). تدبر قوله : ( وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ ). 3 / 2 : ثم محمد عليه السلام قال نفس المقالة تقريبا : ( قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ (50) الانعام ). قالها أيضا ( وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ ).! 4 ـ كان النبى محمد عليه السلام مأمورا أن يعلن أنه لا يعلم الغيب مطلقا وأبدا . نتدبر قول الله جل وعلا له في خطاب مباشر : 4 / 1 : ( قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا (25) عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27) لِيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا (28)الجن ) 4 / 2 : ( قلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ (9) الاحقاف ). لا يعرف ماذا سيحدث له او لغيره في الدنيا وفى الآخرة .! 4 / 3 : ( فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنتُكُمْ عَلَى سَوَاء وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَم بَعِيدٌ مَّا تُوعَدُونَ (109) إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ (110) وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَّكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (111) الأنبياء ) 4 / 4 : ( قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (188)الأعراف ). لو كان يعلم الغيب ما انهزم في معركة ( أُحُد ) ، وما كان إستشار أحدا . أخيرا : هل نؤمن بالقرآن الكريم وحده حديثا في الإسلام أم نؤمن بمفتريات القُصّاص وأديانهم الشيطانية ؟ . أحسن الحديث : قال جل وعلا : ( كَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ (113) الأنعام ). ودائما : صدق الله العظيم .! شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور ) https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran
#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عن ( بيت الطاعة الزوجية / قارون والنصيحة )
-
خاتمة كتاب ( القصّاصون منبع الدين السُنّى )
-
عن ( الحيوان والحياة / إهلاك المسيح / الإلحاد في الأسماء الح
...
-
ف 6 : عرض لكتاب إين الجوزى ( أخبار الحمقى والمغفلين )
-
عن ( هون ووهن / صعاليك الانترنت )
-
ف 5: إبن الجوزى قصّاصا ( 3 من 3 )
-
عن ( أحمد الشرع والخوارج وإسرائيل / الوفد الحزين / إحفظ لسان
...
-
ف 5: إبن الجوزى قصّاصا ( 2 من 3 )
-
عن : ( لأنهم بشر مثلهم )
-
ف 5: إبن الجوزى قصّاصا ( 1 من 3 )
-
عن ( الهرب المشروع / مجرم سفاح ولكن يستحق الشفقة )
-
ف 4: قصص في الرد على الخليفة أبى جعفر المنصور
-
عن ( النشوز والنشور / باحث عن الحق يقول وجهات نظر )
-
ف 3: الخليفة أبو جعفر المنصور والقصص والقُصّاص
-
عن ( وَلا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ / شيعة العراق )
-
ف 2 : الأعمش رائد القصاصين في العصر العباسى
-
ف 1 : لمحة تاريخية عن نشأة وظيفة القصص والقُصّاص
-
عن ( الآية 36 من سورة النساء / الأشراف الأنجاس / أغانى القهر
...
-
عن ( الزور / جاه النبى )
-
كتاب الخوارج كاملا
المزيد.....
-
مئات الحاخامات اليهود يطالبون إسرائيل بوقف التجويع وقتل المد
...
-
طهران وكابول تطالبان بعقد اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الاسلام
...
-
اقــــرأ: ثلاثية الفساد.. الإرهاب.. الطائفية
-
طهران وكابول تطالبان بعقد اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الاسلام
...
-
إسرائيل تجدد إبعاد مفتي القدس والديار الفلسطينية عن المسجد ا
...
-
الاحتلال يُسلّم مفتي القدس قرارا بالإبعاد عن المسجد الأقصى ل
...
-
غارديان: أرقام صادمة عن كراهية الإسلام في بريطانيا
-
حين تتسلق الروح جسدها المنكوب... قراءة في رواية -أرواح كليمن
...
-
مصر.. التحقيق مع أستاذة جامعية بعد فتوى -إباحة الحشيش-
-
إتحاد علماء المسلمين يطالب شيخ الأزهر بإصدار فتوى نصرة غزة
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|