|
خاتمة كتاب ( القصّاصون منبع الدين السُنّى )
أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن-العدد: 8414 - 2025 / 7 / 25 - 16:14
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أولا : الأحاديث التي إفتروها في السيرة والسنة ونسبوها للنبى محمد بعد موته في العصر العباسى تنقسم الى ثلاثة إتجاهات : التشريع والوعظ والغيبيات . قرآنيا فالنبى محمد عليه السلام لا يملك حق التشريع . كانوا يسألونه فينتظر الى أن يأتيه الوحى بالاجابة ( يسألونك ... قل ) ( يستفتونك .. قل ). أما عن الوعظ والأخلاق فقد تركّز في التنزيل المكى ، ويكفى الوصايا العشر في سورة ( الأنعام 151 : 153)وصفات عباد الرحمن في أواخر سورة الفرقان ( 63 ـ ) ووصايا سورة الاسراء ( 23 : 39 ). ثم الغيبيات: ولم يكن النبى محمد عليه السلام يعلم الغيب . إذن لا مجال في الإسلام لغير القرآن الكريم حديثا ، وإذن فتلك الأحاديث ليست جزءا من الإسلام ، بل هي وحى شيطانى يصُدُّ عن دين الله جل وعلا ويتخذه عوجا . ولأن الغيبيات هي المجال الأكبر في مفتريات القصاصين فإننا نتوقف معها ببعض التفصيل : الغيبيات : 1 ـ الغيبيات هي أخطر ما في الأديان الأرضية الشيطانية للمحمديين وغيرهم . لأنها تفسح المجال لتغييب العقل وتضع امامه متاريس تعوق انطلاقه ، وتفتح المجال لكل من هبّ ودبّ ليزعم الغيبيات ، بل صار هذا من لوازم الولاية لمن يتخذونهم أولياء يقدسونهم في حياتهم وفى قبورهم . وصار من المعلوم عندهم بالضرورة ما يسمى ب ( العلم اللدنى ) و ( المكشوف عنه الحجاب ). 2 ـ عاش العالم في ظلام القرون الوسطى تحت سيطرة مؤسساته الدينية وتحالفها مع الاستبداد ، وفى أوربا سيطرت الكنيسة بأساطيرها على كافة تفاصيل الحياة ، ثم ما لبث ان تحررت اوربا ، وفرضت حظر التجول على تدخل الكنيسة في حياتها الدنيوية وحصرتها داخل جدرانها ، وفى الأعمال الخيرية ، وأباحت نقد ثوابتها التي كانت مقدسة ، فانطلقت اوربا تسير في الأرض تكتشف وتخترع وتستعمر وخلفها معظم العالم ما عدا كوكب المحمديين ، والذى إستعمرته أوربا وأذلّته . وكوكب المحمديين ـ هذا ـ لا يزال غارقا في خزعبلات أديانه الأرضية ، حيث التحالف بين الفرعون وشيوخ الضلال ، وهما معا أكابر المجرمين . 3 ـ الأساس هنا هو القصص الذى جعلوه دينا ، بنسبته للنيى محمد عليه السلام وشخصيات ماتت دون أن تعرف ما نسبوه اليها . وهم في ذلك ساروا في نفس الطريق الشيطانى من أساطير الأولين ، والتي كان يفتريها الجاهليون . كانوا ينسبون لأوليائهم المقدسة المقبورة علم الغيب ، مع إنها لا تدرى موعد بعثها . وفى سبيل هذا الإفك أنكروا القرآن الكريم إستكبارا . قال جل وعلا : 3 / 1 ـ ( وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ( 19 ) وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ ( 20 ) أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ( 21 ) إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ ( 22 ) النحل ). 3 / 2 ـ ( قُل لّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (65) بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا بَلْ هُم مِّنْهَا عَمُونَ (66) النمل ). 3 / 3 : وتطرف بعضهم فزعم لنفسه علم الغيب في حياته الدنيا ، فتوعّده الله جل وعلا بالعذاب ، أي أنه سيموت كافرا دون توبة . قال جل وعلا للنبى محمد عليه السلام : ( أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالا وَوَلَدًا (77) أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (78) كَلاَّ سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا (79) وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا (80) مريم ). ثانيا : النبى محمد عليه السلام لم يكن يعلم الغيب لقد تكرر وتأكّد قرآنيا أن النبى محمدا عليه السلام لم يكن يعلم الغيب ، ولم يكن له أن يتكلم فيه ، سواء غيب الماضى أو غيب الحاضر أو غيب المستقبل في الدنيا أو في الآخرة . 1 ـ عن غيب الماضى نرجو تدبر الآيات الكريمة الآتية : 1 / 1 : ( وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الأَمْرَ وَمَا كُنتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ (44) وَلَكِنَّا أَنشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (45) وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (46) القصص ). أي لم يكن موجودا وشاهدا لهذا . بينما يفترى كفار القصص أقاصيص تجعلهم حاضرين في أزمنة خلت . 1 / 2 : ( تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (49) هود ). لم يكن النبى محمد عليه السلام ولم يكن قومه يعلمون تفاصيل قصة نوح والطوفان وما دار بين نوح وابنه قبل غرقه ، بينما يفترى كفار القصص أقاصيص تجعلهم حاضرين لما دار في قصة نوح . 1 / 3 : ( ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُون(102) يوسف ). جاء هذا في ختام قصة يوسف . ما كان النبى محمد عليه السلام مع أخوة يوسف وهم يتآمرون عليه سرا . بينما يفترى كفار القصص أقاصيص تجعلهم حاضرين لما دار في قصة يوسف واخوته وأبيهم. 1 / 4 : ( ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (44) آل عمران ). ما كان النبى محمد عليه السلام حاضرا لتخاصمهم وتنافسهم فيمن يكفل مريم . بينما يفترى كفار القصص أقاصيص تجعلهم حاضرين لما دار في قصة مريم . 2 ـ عن غيب المستقبل الذى سيحدث فيما بعد ، ومنه علامات الساعة وموعدها وأحداثها ، وكان هذا ـ ولا يزال ـ مجال الاستفهام والجدل والافتراء ، وحسمه رب العزة جل وعلا بأن النبى محمدا لا يعلمه وليس له ان يتكلم فيه، فقال له في خطاب مباشر: 2 / 1 : ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ( 187 ) الأعراف ). 2 / 2 : ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42) فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا (44) إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا (45) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46)النازعات ). وهناك آلاف الأحاديث الضالة في علامات الساعة ومفتريات الشفاعة .! 3 ـ كان لا يعلم غيب الحاضر الذى يحدث حوله . قال جل وعلا : 3 / 1 : ( وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ (101) التوبة ) الذين مردوا على النفاق كانوا أقرب الناس اليه، وهم مشاهير صحابة الفتوحات ؛ ( أبو بكر وعمر وعثمان وعلى والزبير وسعد بن أبى وقاص وطلحة ..الخ )، وهم في حقيقتهم جواسيس للملأ القرشى ، وهم الذين إستولوا على السلطة بموته عليه السلام ، وإرتكبوا جرائم الفتوحات بالاعتداء على أُمم ودول لم تعتد عليهم ، وقتل جنودهم المدافعين عن أوطانهم ، واسترقاق نسائهم واطفالهم واحتلال بلادهم وسلب ثرواتهم وفرض الجزية عليهم مع إحتقارهم وإذلالهم ، ثم يجعلون هذا دينا وجهادا إسلاميا ، فظلموا رب العزة جل وعلا قبل أن يظلموا ملايين الناس . وتحولوا الى آلهة في أديان المحمديين الشيطانية . بدليل ملامح الدهشة التي تنتاب القارىء لهذا ، وقد عاش وأسلافه قرونا على تقديس أولئك الكفرة المجرمين . هذا عن الذين مردوا على النفاق ، فماذا عن الصحابة المنافقين الصًُّرحاء ؟ 3 / 2 ـ قال جل وعلا : ( وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (107) لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108) أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (109) لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (110) التوبة ). أقاموا مسجدا للتآمر ، وكرا يجتمعون فيه ، وخدعوا النبى محمدا عليه السلام ، فكان يقيم فيه يصلى دون أن يعلم حقيقته . وظل هذا حتى فضحهم الله جل وعلا ، ونهاه عن الصلاة والإقامة فيه . 3 / 3 : ( إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (105) وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (106) وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا (107) يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا (108) هَاأَنتُمْ هَؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً (109) وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا (110) وَمَن يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (111) وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا (112) وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاُّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (113) النساء ). خدعوا النبى محمدا الذى لا يعلم الغيب، إذ لفقوا تهمة السرقة لبرىء ، ليبرأوا إبنهم السارق ، وجعلوا النبى يدافع عن ابنهم . ونزلت الآيات تكشف تلاعبهم ، وقد علّمه الله جل وعلا ما لم يكن يعلم !. 4 ـ هناك بعض الأنبياء أوتى العلم ببعض الغيب ، قال جل وعلا : 1 ـ ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاء ) (179) آل عمران ) 2 ـ وكان منهم : 2 / 1 : يوسف عليه السلام . قال عنه جل وعلا : (وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (36) قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37) يوسف ). تأمل : ( لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي ) 2 / 2 : عيسى عليه السلام ، قال لقومه : ( وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (49) آل عمران ). تدبّر (وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ) 3 / 1 ـ لم يكن منهم نوح عليه السلام . قال لقومه : ( وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ (31) هود ). تدبر قوله : ( وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ ). 3 / 2 : ثم محمد عليه السلام قال نفس المقالة تقريبا : ( قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ (50) الانعام ). قالها أيضا ( وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ ).! 4 ـ كان النبى محمد عليه السلام مأمورا أن يعلن أنه لا يعلم الغيب مطلقا وأبدا . نتدبر قول الله جل وعلا له في خطاب مباشر : 4 / 1 : ( قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا (25) عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27) لِيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا (28)الجن ) 4 / 2 : ( قلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ (9) الاحقاف ). لا يعرف ماذا سيحدث له او لغيره في الدنيا وفى الآخرة .! 4 / 3 : ( فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنتُكُمْ عَلَى سَوَاء وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَم بَعِيدٌ مَّا تُوعَدُونَ (109) إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ (110) وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَّكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (111) الأنبياء ) 4 / 4 : ( قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (188)الأعراف ). لو كان يعلم الغيب ما انهزم في معركة ( أُحُد ) ، وما كان مفروضا عليه أن يشاورهم في الأمر.! أخيرا : هل نؤمن بالقرآن الكريم وحده حديثا في الإسلام أم نؤمن بمفتريات القُصّاص وأديانهم الشيطانية ؟ . أحسن الحديث : قال جل وعلا : ( كَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ (113) الأنعام ). ودائما : صدق الله العظيم .! شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور ) https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran
#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عن ( الحيوان والحياة / إهلاك المسيح / الإلحاد في الأسماء الح
...
-
ف 6 : عرض لكتاب إين الجوزى ( أخبار الحمقى والمغفلين )
-
عن ( هون ووهن / صعاليك الانترنت )
-
ف 5: إبن الجوزى قصّاصا ( 3 من 3 )
-
عن ( أحمد الشرع والخوارج وإسرائيل / الوفد الحزين / إحفظ لسان
...
-
ف 5: إبن الجوزى قصّاصا ( 2 من 3 )
-
عن : ( لأنهم بشر مثلهم )
-
ف 5: إبن الجوزى قصّاصا ( 1 من 3 )
-
عن ( الهرب المشروع / مجرم سفاح ولكن يستحق الشفقة )
-
ف 4: قصص في الرد على الخليفة أبى جعفر المنصور
-
عن ( النشوز والنشور / باحث عن الحق يقول وجهات نظر )
-
ف 3: الخليفة أبو جعفر المنصور والقصص والقُصّاص
-
عن ( وَلا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ / شيعة العراق )
-
ف 2 : الأعمش رائد القصاصين في العصر العباسى
-
ف 1 : لمحة تاريخية عن نشأة وظيفة القصص والقُصّاص
-
عن ( الآية 36 من سورة النساء / الأشراف الأنجاس / أغانى القهر
...
-
عن ( الزور / جاه النبى )
-
كتاب الخوارج كاملا
-
عن ( الصلاة والذكر )
-
الخاتمة : من الخوارج الى داعش .. إحزن يا قلبى !!
المزيد.....
-
حين تتسلق الروح جسدها المنكوب... قراءة في رواية -أرواح كليمن
...
-
مصر.. التحقيق مع أستاذة جامعية بعد فتوى -إباحة الحشيش-
-
إتحاد علماء المسلمين يطالب شيخ الأزهر بإصدار فتوى نصرة غزة
-
قبة الخضر إحدى قباب المسجد الأقصى
-
مصدر قضائي لبناني: تفكيك مخيم تدريبي لحركة حماس والجماعة الإ
...
-
مصر.. علاء مبارك يشعل تفاعلا برده ساخرا على مصطفى بكري عن نف
...
-
حاخام يهودي يقر بتأخره في وصف جرائم الاحتلال في غزة بالإبادة
...
-
رويترز: إسلاميو السودان يتطلعون للعودة بعد الحرب عبر دعم الج
...
-
الجهاد الاسلامي: تصريحات ويتكوف تعكس نوايا مبيتة لاستمرار ال
...
-
أحمد هارون: الحركة الإسلامية في السودان قد تعود إلى السلطة
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|