الطاهر كردلاس
الحوار المتمدن-العدد: 8413 - 2025 / 7 / 24 - 08:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
رؤية نقدية للمقال
"لنتخيل شرقا اوسط بدون إسرائيل"
للكاتب الطاهر كردلاس
بقلم العربي مسعود
تحية نضالية أيها المثقف الملتزم المشاكس، الذي يحاول عقله وفكره أن يلامس بالنقد و التحليل و بعد النظر مختلف القضايا و المواضيع المطروحة على الساحة ، و التي مهما كتب عنها من مقالات و كتب وقدمت في شأنها برامج مصورة وتحليلية في مختلف الفضائيات الإعلامية تبقى غير مجذية في تغيير العقل العربي ، الذي يظل عقلا مسلوب التفكير مقيد الإرادة لا يقدم ولا يؤخر في أزمات قائمة تسكن الشعوب العربية .
إن مقالكم المبني على افتراض محو الكيان الصهيوني من منطقة الشرق الأوسط يبقى افتراضا يصعب تحققه في زمان باتت فيه دول عربية مطبعة وباتت فيه الشعوب العربية مشغولة بواقعها المعيشي المتدهور نتيجة القمع المسلط و الجهل المتفشى في أرجاء المعمور.
صحيح أن التساؤلات التي طرحتموها هي تساؤلات منطقية و منسجمة مع تحليل ورؤية المناضل الثوري ، وصحيح أن ربطكم الإجابة على التساؤلات بأزمة العقل العربي و تخلي الشعوب العربية عن مواجهة انظمتها المستبدة ، لكن يبقى ما قلتم وأكدتم من أفكار و تحليل للمعطيات فرصة سانحة للتفكير و الغوص بنظرة نقدية في واقع ملموس لهزيمة كبرى تعكس تساؤلاتكم المطروحة إلى تساؤل جوهري مفاده : هل من الممكن تصور الشرق الأوسط بدون دول عربية وبسيطرة امبريالية ؟
سيطرة امبريالية باتت تتجاوز القانون الدولي الإنساني و للقانون الدولي لحقوق الإنسان و تحمي مرتكبي جرائم الحرب، الذين يؤدون مهاما قذرة و لا تمت للإنسانية و للمجتمع الدولي بصلة.
إن هذا التساؤل الجوهري يفتح الباب أمام قراءة جديدة للواقع العربي، قراءة تتجاوز مجرد نقد الأنظمة أو رصد خيبات الشعوب، لتضع الإصبع على جرح الاستلاب التاريخي الذي حوّل المنطقة إلى ساحة صراع بين القوى الإمبريالية. إن الحلم بشرق أوسط متحرر من الكيان الصهيوني لا يمكن أن يتحقق إلا عبر ثورة فكرية عميقة تكسر قيود التبعية وتعيد تشكيل الوعي الجمعي للأمة. فالهزيمة ليست فقط في ضياع الأرض، بل في ضياع الإرادة التي استسلمت للخوف والتجزئة والارتهان للقوى الكبرى. هنا تتبدى خطورة اللحظة التاريخية، إذ يصبح الصراع على الوعي أكثر إلحاحًا من الصراع على الجغرافيا، لأن من لا يملك وعيًا حرًا لا يمكن أن يمتلك مصيرًا حرًا، ولن يستطيع أن يكتب للتاريخ صفحة جديدة دون أن يتخلص من استعباد العقل والروح.
بقلم الأستاذ العربي مسعود
العيون
#الطاهر_كردلاس (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟