أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حسن إدريسي - مجازر الخبز في غزة؛ حين يتحوّل الجوع إلى مصيدة للموت














المزيد.....

مجازر الخبز في غزة؛ حين يتحوّل الجوع إلى مصيدة للموت


حسن إدريسي
كاتب وباحث من المغرب

(Hassan Idrissi)


الحوار المتمدن-العدد: 8410 - 2025 / 7 / 21 - 20:44
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


جرت العادة أن تكون المساعدات الإنسانية ملاذًا للمنكوبين في زمن الحروب والكوارث، لكن وبفعل خبيث تحوّلت نقاط توزيع الغذاء في غزة إلى مسارح للموت، حيث يُستدرج الجوعى الفلسطينيون إلى ما بات يعرف بمصائد الموت، ليُقصفون ويُقتلون بالرصاص وهم يتزاحمون على فتات الخبز.
في مشهد يُجسد أبشع صور السادية والاستهتار بالحياة البشرية والتلذذ بدماء العزل. وخرقًا صريحًا لكل المواثيق الدولية، تتكرّر الجرائم الصهيوأمريكية بحق المدنيين في القطاع، وسط صمت عالمي مشين.

- بمصائد الموت والطعم فتات خبز
منذ أشهر أطلقت إسرائيل بتزكية أمريكية، ما سمّته "صندوق غزة الإنساني" ، ليحل محل قنوات الأمم المتحدة في توزيع المساعدات غير أن هذا البرنامج لم يكن سوى غطاء جديد لتحكّم عسكري في الغذاء، مما حوّل عمليات التوزيع إلى فخاخ مميتة لاصطياد الجوعى

فبحسب صحيفة وول ستريت جورنال (WSJ)، شهدت نقاط التوزيع حالة من الفوضى والإرباك، إذ وُضعت في مناطق خاضعة للسيطرة الإسرائيلية وتفتقر لأي ضمانات أمنية، مما أدى إلى سقوط مئات الضحايا. وفي تقارير لوكالة رويترز، قُتل ما لا يقل عن 798 فلسطينيًا خلال الأسابيع الستة الأخيرة فقط أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات، منهم 615 في محيط نقاط التوزيع التابعة للصندوق المذكور.

- مجزرة زكيم: نموذج من القتل بالجوع
في واحدة من أبشع المجازر الأخيرة، قُتل يوم 20 يوليوز ما لا يقل عن 93 مدنيًا بالرصاص الحيّ، وفق تقرير واشنطن بوست. أما وزارة الصحة في غزة، فأكّدت أن عدد الضحايا بلغ 85 قتيلًا في منطقة زكيم وحدها، بينهم نساء وأطفال.

وبحسب تقرير للجزيرة، ارتفع العدد في ذات اليوم إلى 115 شهيدًا، منهم من قُتلوا في زكيم، ومنهم من سقطوا في رفح وخان يونس، حيث تزامنت قوافل الإغاثة مع إطلاق نار عشوائي من قبل جيش الاحتلال.

- تبريرات صهيونية تناقض الوقائع
نفى جيش الاحتلال كعادته مسؤوليته المباشرة عن القتل، مدّعيًا أنه أطلق "طلقات تحذيرية" لتفريق الحشود، غير أن شهادات الأطباء وشهود العيان تنفي ذلك تمامًا، مؤكدين أن الرصاص استهدف الرؤوس والصدور، ما يدل على نية القتل لا المباشر للجوعى.

وبينما يصرّ برنامج GHF على براءته، محمّلًا "حماس" مسؤولية الفوضى، توثّق منظمات دولية، منها Forensic Architecture، أكثر من 40 حادثة مشابهة، تشير إلى نسق منهجي في استهداف المدنيين الجوعى أثناء تسلّم المساعدات.

- مأساة إنسانية بوزن جريمة حرب
الأمم المتحدة اعتبرت هذه الممارسات "غير آمنة جوهريًا"، بل ذهبت المفوضية السامية لحقوق الإنسان إلى اعتبارها جرائم ترقى إلى جرائم حرب إن ثبت تعمُّد إطلاق النار على مدنيين لا يشكلون أي تهديد.

ويأتي ذلك في سياق حصار محكم يخنق قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، حيث تمنع إسرائيل دخول الغذاء والدواء والماء والكهرباء، في سياسة توصف بـ"العقاب الجماعي"، المحظور بموجب اتفاقيات جنيف.

- صمت عالمي وتواطؤ مخزٍ
رغم وفرة الأدلة، يكتفي المجتمع الدولي بالتنديد الخجول، دون اتخاذ أي خطوات عملية لوقف المأساة، في وقت يتفاقم فيه الوضع الإنساني حتى تجاوز حد المجاعة، وفق تقييم برنامج الأغذية العالمي.

إن صور القتل المنهجي للجوعى، وتحويل نقاط توزيع المساعدات إلى منصّات إعدام، قصد تنفيذ عمليةاغتيال صهيونية ممنهجة بشكل بطيء لشعب بأكمله، وسط مرأى ومسمع من العالم. ليمثل عارا على جبين البشرية ستحاسب عليه أمام ربها يوم تبعث الخلائق.
إن السكوت عن هذه الفظائع هو تواطؤ، وغضّ الطرف عن استهداف الجائعين هو سقوط أخلاقيٌ لا يقلّ جرمًا عن القتل نفسه.



#حسن_إدريسي (هاشتاغ)       Hassan_Idrissi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الشهادة العلمية إلى السلعة السوقية
- ترامب ونهب خيرات الخليج في ثوب استثمار وصفقات
- قانون تنظيم الفضاء الرقمي المغربي، أبعاده وتحدياته
- الآلهة الجدد.. !
- أي مستقبل للشغّيلة والعمل النقابي بالمغرب في ظل التشتت؟
- تغير بتغير الواقع من حولك -من الذي حرك قطعة الجبن الخاصة بي؟ ...
- مرت سنتان على تلقيحنا ضد الوباء ولم نمت!
- أوكرانيا.. بين مطرقة بوتين الغاضب وسندان الغرب الانتهازي
- الحقد الثقافي
- الفكر اللغوي عند دي سوسير


المزيد.....




- رقابة وسيطرة ناعمة، عبر الذكاء الاصطناعي كأداة قمع سياسي متد ...
- قبل ثلاثين سنة رحل عنا إرنست ماندل
- -انعطف يمينا ثم يسارا-.. طيار بشركة دلتا يعتذر للركاب بعد -م ...
- ثلاثون عامًا بعد وفاته، البناء مع إرنست ماندل
- إرنست ماندل، قبل رحيله: ينبغي أن نمنح التاريخ الوقت لإنجاز ع ...
- م.م.ن.ص// -لن يمروا!- -لن يمروا!-....شعلة تتجدد في صرخة الثو ...
- في ذكرى تأسيس الحزب: العراق بحاجة إلى الشيوعية أكثر من أي وق ...
- حول قرار ما يسمى “بالعباءة الزينبية” زياً رسمياً في بغداد، ا ...
- حول قرار ما يسمى “بالعباءة الزينبية” زياً رسمياً في بغداد، ا ...
- صفحات من التأريخ: الحزب الشيوعي العراقي ، 14 / تموز /1958 و ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حسن إدريسي - مجازر الخبز في غزة؛ حين يتحوّل الجوع إلى مصيدة للموت