أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن إدريسي - أوكرانيا.. بين مطرقة بوتين الغاضب وسندان الغرب الانتهازي















المزيد.....

أوكرانيا.. بين مطرقة بوتين الغاضب وسندان الغرب الانتهازي


حسن إدريسي
كاتب وباحث من المغرب

(Hassan Idrissi)


الحوار المتمدن-العدد: 7185 - 2022 / 3 / 9 - 15:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يمكن لأحد أن ينكر أن العلاقة بين روسيا وأوكرانيا قديمة جدا رغم التذبذب الذي عرفته، وكانت قد بدأت تقريبا بشكل رسمي مع الحرب العالمية الأولى، في شكل علاقات يسودها الود، والاحترام، والتعاون.
إلا أن علاقات الود هذه سرعان ما تغيرت عام 1920، بعدما قرر الجيش الأحمر الروسي احتلال أوكرانيا. وفي تسعينيات القرن الماضي بعد انهيار الاتحاد السوفييتي عادت العلاقات بين الدولتين للدفء مرة أخرى. ولكن سرعان ما انهارت علاقات الصداقة بين البلدين مرة أخرى بعد الثورة التي عرفتها أوكرانية عام 2014، حيث استغلت روسيا الوضع وتدخلت عسكريا في أوكرانيا لضم شبه جزيرة القرم لأراضيها، ثم بعد ذلك دعم المقاتلين الانفصاليين في كل من دونيتسك و لوهانسك في الحرب التي خلفت أكثر من 13000 قتيل أوائل عام 2020، وهو ما دفع الدول الغربية داخل حلف الناتو إلى فرض مجموعة من العقوبات على روسيا.
هذه العقوبات بطبيعة الحال لم تكن لتثني دولة عظمى مثل روسيا للتخلي عن أطماعها في أوكرانيا، خصوصا وأن روسيا وحسب معادلة قديمة ترى بأن أمنها مرتبط بأوكرانيا. فهي تمثل حزام الأمان وخط الدفاع الأول الذي يفصلها عن عدوها التقليدي الغرب والمتمثل أساسا في حلف الناتو. إذا ما حصل ودخلت معه في أي حرب على الأرض وهو أمر وارد جدا.
وتأتي أهمية أوكرانيا أيضا بالنسبة لروسيا في ما تحتوي عليه من تضاريس ومياه عذبة. وبالتالي ترى روسيا أنه من الضروري السيطرة على أوكرانيا والاستفادة من مكانتها الاستراتيجية بأي ثمن حتى ولو اقتضى ذلك الانتحار. - وفي هذه النقطة نقدِّر أن عقلية بوتين لا تختلف كثيرا عن عقلية هتلر- وهو ما جعل الرئيس الروسي بوتين يتحدى القوى الغربية ويأمر جيشه باجتياح أوكرانيا معلنا أن الهدف هو جعلها منطقة محايدة، ومنزوعة السلاح حفظا للأمن القومي الروسي، وإن كانت الرغبة الحقيقية على ما يبدو تسير في اتجاه أبعد من ذلك وهو السيطرة على كامل أوكرانيا حتى تكون حديقة خلفية تفصله عن عدوه الأول حلف الناتو، وتذويب جميع الأخطار إذا ما اقتربت هناك بعيدا عن العمق الروسي.
يدعى الرئيس الروسي بوتين أن الهدف من هجوم جيشه على أوكرانيا ، ليلة الخميس هو حماية المتحدثين باللغة الروسية على الأراضي الأوكرانية، وهو يقصد الموالين لروسيا في منطقتي دونتيسك ولوهانسك؛ وهما منطقتان أعلنتا انفصالهما عن كييف كجمهوريتين مستقلتين في 2014. ومن مبررات هجومه هذا أيضا السعي للحيلولة دون انضمام أوكرانيا للناتو،
وكان بوتين قد قدم قائمة ضمنها مجموعة من المطالب نهاية العام الماضي للناتو تتضمن مخاوفه الأمنية، كان يسعى من خلالها إلى الحصول على ضمانات، كإغلاق باب الحلف في وجه كييف، و تقليص نفوده وتمدده، إلا أنه لم يحصل على إجابات مقنعة. ومنذ ذلك الحين حسب محللين وهو يخطط للخطوة التي أقدم عليها ليلة الخميس.
فالرئيس الروسي بوتين لا يرى حقا لأوكرانيا في التغريد إلا داخل السرب الروسي، لأن البلدين حسب زعمه يجمعهما تاريخ مشترك.
من الناحية التاريخية كما سبق وذكرت تطورت العلاقات بين روسيا وأوكرانيا رسميا منذ القرن السابع عشر ، لكنها توقفت عام 1764عندما تم إفراغ اتفاقية استقلال هتمانات القوزاق من محتواها.
ثم عادت هذه العلاقات للدفء بعد الثورة البلشفية عام 1917، لكن لفترة قصيرة جدا. ذلك أنه في عام 1920 اجتاحت القوات الروسية السوفيتية أوكرانيا لتتحول العلاقات بين الدولتين من علاقات دولية بين دولة ودولة إلى علاقات داخلية ضمن الاتحاد السوفياتي الذي تأسس في العام 1922. وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي في العام 1991، أصبحت العلاقة بين أوكرانيا وروسيا تتراوح بين العلاقات الطيبة، والمتوترة، إلا أن روسيا كانت تعلن العداء الصريح لأوكرانيا.
ورغم ذلك فإلى حدود سنة 2014 كانت هذه العلاقات ذات طابع تعاوني، حيث كانت أوكرانيا ترتبط بروسيا عبر عدة اتفاقيات تجارية وعسكرية. إلا أن نقطة التحول حصلت في 1 مارس 2014، بعدما صوت مجلس الاتحاد في الجمعية الاتحادية الروسية بالإجماع على السماح للرئيس الروسي بإعطاء أمر دخول القوات المسلحة الروسية إلى أراضي أوكرانيا.
و في 3 مارس 2014، عرض فيتالي تشوركين الممثل الروسي لدى الأمم المتحدة رسالة موقعة من الرئيس الأوكراني السابق يانوكوفيتش موجهة إلى رئيس الاتحاد الروسي فلاديمير بوتين يطلب منه فيها دخول القوات المسلحة الروسية إلى أراضي أوكرانيا، وهو الرئيس الذي تم عزله قبل ذلك في 22 فبراير 2014.
وهو ما تم استغلاله من قبل روسيا خلال أزمة القرم في فبراير ومارس 2014، وتسبب في فقدان أوكرانيا سلطتها على برلمان شبه جزيرة القرم ومطاراتها وقواعدها العسكرية هناك لصالح جنود ومليشيا موالية لروسيا. وبالتالي إعلان حكومة جديدة موالية لروسيا في القرم في 27 من فبراير، وهي الحكومة التي نظمت استفتاء في 14 مارس 2014، صوت فيه الناخبون لصالح الانضمام إلى روسيا.
بعدها مباشرة في 18 مارس 2014، تم إبرام معاهدة في موسكو تقضي بضم شبه جزيرة القرم وسيفاستوبول إلى روسيا. وتم إعلان جمهورية القرم ومدينة سيفاستوبول ككيانين داخل الاتحاد الروسي بتوقيع من الرئيس الروسي في 19 مارس 2014، وبالتالي انسحاب جميع القوات المسلحة الأوكرانية من شبه جزيرة القرم.
الأمر لم يقف عند هذا الحد ولكنه عرف إعلان الجماعات الموالية لروسيا في ولايتي دونيتسك ولوهانسك، استقلالهما كجمهوريتين عن أوكرانيا ابتداء من عام 2017. فلم يكن حينها أمام أكرانيا إلا أن رفعت عدة دعاوى قضائية دولية ضد روسيا، وعلقت تعاونها العسكري مع الروس، واستجاب لها الغرب بأن فرض عدة عقوبات على الاتحاد الروسي، وضد الأوكرانيين المتورطين في العملية. وتم توقيع اتفاقية لوقف اطلاق النار بين الحكومة الأكرانية والمتمردين الموالين لروسيا، إلا أنها سرعان ما انهارت واشتد الاقتتال بين الفرقاء، و في يناير 2018، أصدر البرلمان الأوكراني قانونًا يحدد المناطق التي استولى عليها المتمردون في دونيتسك و لوهانسك مناطق محتلة مؤقتًا من قبل روسيا. وقد عرفت هذه السنة وتحديدا في في 25 نونبر، حادث إطلاق نارعلى ثلاث سفن أوكرانية من سفن حربية روسية بالقرب من مضيق كيرتش الذي تسيطر عليه روسيا. وتم اتهام روسيا حينها من قبل أوكرانيا وحلف الناتو بالضلوع في نشر الفوضى داخل أوكرانيا سعيا لتقسيمها، الأمر الذي رفضته روسيا حينها لكنها اعترفت به فيما بعد.
وساد التوتر والاتهامات والاتهامات المضادة، وتم منع الأشخاص والفنانين والقنوات الروسية من ولوج أوكرانيا، إلا ما تعلق بالحالات الإنسانية بدعوى التحريض على الانفصال ونشر الفوضى داخل البلاد، واستمر المد والجزر حتى رأت أمواج بوتين غمر واجتياح أوكرانيا في تحد صارخ للقوى الغربية بمن فيهم الولايات المتحدة ليلة الخميس الماضي.
يقول بوتين في رسالة وجهها إلى الروس " أوجه الآن بعض الكلمات المهمة جدا إلى الذين قد تسول لهم نفسهم التدخل في الأحداث الجارية: أيا كان من سيحاول الحيلولة دون إجراءاتنا، ناهيك عن تشكيل خطر عن دولتنا وشعبنا، يجب عليه أن يعلم أن رد روسيا سيكون فوريا وسوف يؤدي إلى نتائج لم تواجهوها أبدا في تاريخكم"
فمن من المفترض أن يكون قادرا على الوقوف في وجه روسيا غير أمريكا والغرب؟ ومن غيرهم يقصد بوتين؟
إلى حدود الساعة حُسمت المعركة لصالح روسيا وتناثرت هيبة الغرب كأوراق التوت. وبقيت أوكرانيا قشة بين مطرقة الروس وسندان الغرب، لا هي محمية من طرف الناتو الذي أدار لها ظهره ساعة الحقيقة، ولاهي أَمِنت سخط العم بوتين وغضبه.



#حسن_إدريسي (هاشتاغ)       Hassan_Idrissi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحقد الثقافي
- الفكر اللغوي عند دي سوسير


المزيد.....




- لماذا تهدد الضربة الإسرائيلية داخل إيران بدفع الشرق الأوسط إ ...
- تحديث مباشر.. إسرائيل تنفذ ضربة ضد إيران
- السعودية.. مدير الهيئة السابق في مكة يذكّر بحديث -لا يصح مرف ...
- توقيت الضربة الإسرائيلية ضد إيران بعد ساعات على تصريحات وزير ...
- بلدات شمال شرق نيجيريا تشكل وحدات حماية من الأهالي ضد العصاب ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود- على أهداف في العمق الإيراني و ...
- قنوات تلفزيونية تتحدث عن طبيعة دور الولايات المتحدة بالهجوم ...
- مقطع فيديو يوثق حال القاعدة الجوية والمنشأة النووية في أصفها ...
- الدفاع الروسية: تدمير 3 صواريخ ATACMS وعدد من القذائف والمسي ...
- ممثل البيت الأبيض يناقش مع شميغال ضرورة الإصلاحات في أوكراني ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن إدريسي - أوكرانيا.. بين مطرقة بوتين الغاضب وسندان الغرب الانتهازي