أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - حسن إدريسي - أي مستقبل للشغّيلة والعمل النقابي بالمغرب في ظل التشتت؟














المزيد.....

أي مستقبل للشغّيلة والعمل النقابي بالمغرب في ظل التشتت؟


حسن إدريسي
كاتب وباحث من المغرب

(Hassan Idrissi)


الحوار المتمدن-العدد: 7492 - 2023 / 1 / 15 - 10:21
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


تعد النقابة في أبسط تعريفاتها إطارا يدافع عن الحقوق المادية والمعنوية لشريحة معينة داخل المجتمع. تجمع بينها في الغالب نفس الظروف الاجتماعية مما يجعل مصالحها مشتركة أو متقاربة و يدفعها إلى التضامن الجماعي دفاعا عن حقوقها المادية والمعنوية بدون طمع أو شروط. وعليه فالعمل النقابي يعد ضرورة ملحة لضمان كرامة الشريحة المستهدفة. وبتحديد أدق إنها بمثابة جمعية تشكل للتفاوض بشأن مصالح أعضائها الاقتصادية والاجتماعية والمعنوية. وللضغط على الهيئات المسؤولة - وهو ما لا يمنع من التجائها للعمل السياسي أحيانا- وقد تزامن ظهور النقابات مع تطور الحركات الاشتراكية التي اهتمت بظروف العامل ودافعت عن حقوقه في وجه التسلط والاستغلال. وتعد بريطانيا أول من اعترف بالنقابات العمالية .
هنا تستوقفنا الحالة التي صار عليها الجسم النقابي بالمغرب لنتساءل عن مدى قيامه بالأدوار المنوطة به وعن رضا الطبقة العاملة بخدمات نقاباتها وزعمائها؟
أول ما يلحظه المتأمل في واقع العمل النقابي في المغرب هو ذلك التشتت والانشقاق الذي تعيشه النقابات الناتج أساسا عن تغليب الصراع السياسي والحزبي عن حماية الحقوق المشروعة للعمال، بل والتكالب عليهم أحيانا وتجاهل مآسيهم انسجاما مع تناوب اليمين واليسار على الحكومة. وكأني بالنقابة ملحقة للحزب أو شبيبة له، تخدم مصالحه وتوفر له طبقة جماهرية مناصرة لبرنامجه الانتخابي.
ويتأكد ذلك من خلال الموقف المتخاذل للنقابات من الحملة الغير بريئة التي تقودها الحكومة ضد الأجراء بشكل عام وقطاع التعليم على وجه الخصوص في السنوات الأخيرة. مما سهل تمرير مجموعة من القرارات كالتضييق على حق الإضراب عن طريق الاقتطاع من الأجور.
كلها عوامل وأخرى أفقدت النقابات مصداقيتها وجعلتها محط الشك وعدم الثقة عند العمال، وهو ما يبرر عزوف شريحة مهمة عن الانخراط النقابي، وظهور التنسيقيات كتجاوز صريح للنقابات وإن كانت هي الأخرى لا تخل من مشاكل.
وتزداد الوضعية تعقيدا عندما نرى المأجورين أنفسهم يعيشون هذا التشتت رغم انتمائهم لطبقة واحدة ذات مصالح مشتركة. وهو ما يسعد المسؤولين الذين لا يرغبون في طبقة عمالية قوية. وهكذا برزت المقاطعات الاجتماعية و الخصومات بين العمال والمهنيين -الإخوة/الأعداء- لا لشيء إلا لانتمائهم لنقابتين مختلفتين أو نقابات مختلفة " مخالفك في النقابة عودك".
صحيح أن البرامج والظرفيات التي تؤطر العمل النقابي ببلادنا مختلفة. لكن لا ينبغي أن يُسمح لتلك الاختلافات بأن تعصف بحقوق العمال وأحلامهم. نحن لا نطالب بخط نقابي أحادي يجمع كل النقابات لأنه شبه مستحيل -على الأقل حاليا- ولكن بأرضية تنصهر فيها الخلافات وتضمن تكتل المركزيات النقابية في إطار اتحاد خماسي أو... يضمن حل الملفات المطلبية المشروعة العالقة بعيدا عن القرارات التعسفية التي تتغيى كبح صوت الشغيلة المغربية وإخضاعها لشروطها الغير العادلة. فمتى يتحقق نداء الشاعر حيث قال: "إن العود محمي بحزمته ضعيف حين ينفرد".



#حسن_إدريسي (هاشتاغ)       Hassan_Idrissi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تغير بتغير الواقع من حولك -من الذي حرك قطعة الجبن الخاصة بي؟ ...
- مرت سنتان على تلقيحنا ضد الوباء ولم نمت!
- أوكرانيا.. بين مطرقة بوتين الغاضب وسندان الغرب الانتهازي
- الحقد الثقافي
- الفكر اللغوي عند دي سوسير


المزيد.....




- استقالة المتحدثة الناطقة بالعربية في الخارجية الأمريكية احتج ...
- النسخة الألكترونية من العدد 1794 من جريدة الشعب ليوم الخميس ...
- الطلاب المؤيدون للفلسطينيين يواصلون اعتصامهم في جامعة كولومب ...
- لو الفلوس مش بتكمل معاك اعرف موعد زيادة المرتبات الجديدة 202 ...
- المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية للصحة ببني ملال يندد بالتجاو ...
- استقالة المتحدثة الناطقة بالعربية في الخارجية الأمريكية احتج ...
- استقالة متحدثة من الخارجية الأميركية احتجاجا على حرب غزة
- سلم رواتب المتقاعدين في الجزائر بعد التعديل 2024 | كم هي زيا ...
- الصين تفرض حياة تقشف على الموظفين العموميين
- “زيادة 2 مليون و400 ألف دينار”.. “وزارة المالية” تُعلن بُشرى ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - حسن إدريسي - أي مستقبل للشغّيلة والعمل النقابي بالمغرب في ظل التشتت؟