أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن احمد عبدالله - الدول العربية وفشلها المستمر... سوريا مثالاً














المزيد.....

الدول العربية وفشلها المستمر... سوريا مثالاً


حسن احمد عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 8408 - 2025 / 7 / 19 - 18:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين تكون 68 في المئة من الدول العربية، إما دول فاشلة وإما على شفير التحول إلى هشة، فهذا يعني ان النخب والمؤسسات فشلت في ادارة الدولة، وحين لا تستفيد شعوبنا من دورس الماضي، لا سيما ما جرى خلال ثلاثة ارباع القرن الماضي، فهذا يدل على عدم القدرة على صياغة مشروع دولة، وأن كل الافكار التي كتبت في العالم العربي كانت مجرد صدى لا اكثر لمقاربات فكرية اوروبية، وغربية، ولم تؤسس لمشروع عربي، هذا من جانب.
من جانب اخر، فإن مشاريع الاحزاب العربية لم تعمل على ما يمكن أن يؤسس لدولة، لا سيما انها كانت تتمظهر في صورة تقدمية، لكنها تستخدم افكارا رجعية، غير قابلة للتحقق، فإلى ماذا قادنا ذلك؟
اليوم يواجهة العرب معضلة الحفاظ على الكيان، او بالحد الادنى عدم انفراطه، وهذا ايضا يؤدي إلى تأكل سيادة الدولة على النحو الذي يضعها تحت الوصاية غير المباشرة، وما يجعل الحكومات تعمل بحالة ضعف.
في هذا الشأن ممكن ان نأخذ امثالة من الواقع، فلبنان مثلا، يعاني من أزمة اقتصادية وسياسية خانقة وضعف مؤسساتي، وهذا موروث منذ العام 1958، وليس وليد اليوم، وعلى هذا الاساس فإن الحرب الاهلية بين عامي 1975- 1991، كانت احدى محصلات ذلك العجز، واليوم مع التأكل المستمر للسيادة فإن المعضلة باتت اكبر، وما يجري مجرد ادارة ازمة لا اكثر.
ليبيا، إذا اخذنا بعين الاعتبار ان المحاولات الجارية لتأسيس مشروع دولة فيها بعض الملامح لقوة فاعلة، ايا كانت هذه القوة، فإنها تصطدم باطراف تعمل لمصلحة للخارج، وهذا يزيد من تأكل السيادة، التي هي اليوم محصورة في مؤسسات يمكن اعتبارها مجرد ديكور لفرض هيبة ما لدولة نظرية ليست موجودة في الواقع.
أما السودان، فمنذ اعلانه كدولة مركزية يعاني من ضعف المؤسسات، ويواجه التقسيم دائما، لا سيما بعد انفصال الجنوب، واليوم من الصراع الدموي، ورغبة دارفور بالانفصال، فهو يواجه صراعات داخلية وأزمات اقتصادية وبنيوية، وتحوله كياناً فاشلاً، لن يستطيع التغلب على مشاكلاته، إلا اذا كانت هناك قوة داخلية واعية، تدرك أن الحل لا يكون إلا بالتخلي عن الخارج والتركيز على الداخل، وأن ما يمكن تحقيقه بالحرب يمكن ان يكون بالحوار، الطويل، البعيد عن الانصياع إلى الخارج.
الصومال، بالاساس، ومنذ بزوغ الدولة كان هناك ما يشبه التهميش للفئات لاخرى، بينما كان الحكم يقوم على نزعة فردية، ولهذا حين سقط نظام سياد بري اضمحلت الدولة، وبدأ الصراع يتشكل بوجوه متعددة، فيما التقسيم اصبح امراً واقعا.
العراق، منذ تأسيس الدولة في العام 1921، يعاني من اشكالية الهوية ومشروع الدولة، وهو اول بلد شهد محاولات انقلابية منذ العام 1938، ولا يزال يواجه تحديات أمنية وسياسية واقتصادية، وكيانية، بينما باتت وحدته مجرد شعار، لا سيما ان مع الحكم الذاتي لكردستان، ومطالبات شيعية وسنية بالانفصال.
اليمن، هذه الدولة قصة اخرى، فهي منذ وجودها ككيان تعاني من عدم وجود مؤسسات يمكنها تأسيس مشروع دولة، وهي تعاني منذ ماقبل الاستقلال، من الحرب المباشرة او غير المباشرة، ما جلب اليها حروب أهلية طويلة الأمد، وأزمات إنسانية كارثية، وانعدام السيادة، والقرار المستقل، وفراغ في السلطة.
هذه الامثلة تدل على أن تأكل السيادة ليس وليد المرحلة الحالية، بل هو موجود منذ زمن طويل، وعلى هذا الاساس فإن ما يجري في سوريا حاليا، مثال على ما يمكن ان تؤول اليه الكيانات العربية من تغيير في الجغرافيا السياسية، وليس بالضرورة الطبيعية، ويمكن أن يتخذ أشكالاً متعددة، منها، ظهور كيانات انفصالية، مع الضعف الواضح للدولة المركزية، إذ تظهر جماعات مسلحة أو إثنية أو طائفية تسيطر على مناطق معينة، وتفرض سلطتها الخاصة.
ما يجري في سوريا اليوم اقرب مثال على ذلك، إذ رغم عدم وجود تغيير رسمي للحدود، لكن هناك خطوط تماس بدأت تتشكل، وما جري في السويداء، وقبلها في الساحل السوري مع الاقلية العلوية، مؤشر على اضمحلال الدولة المركزية، وتقسيم نفوذ.
هذا يشير إلى أن التغيير لن يقف عند حدود من يمسك بالقرار المركزي للدولة، بل إلى عدم قابليته على ادارة دولة بكل معنى الكلمة، وأن التدخل الخارجي اصبح امراً واقعا، لا يمكن لا احد نفيه، وكذلك لن تستطيع قوة محلية الامساك بالقرار.
إن سوريا تحديدا مع الفسيفساء الانثية والطائفية، تمثل نموذجاً عربياً صارخاً لما ستؤول اليه المنطقة، وكيف تنشأ خطوط تماس فعلية تفصل بين مناطق السيطرة المختلفة، وإلى نزوح جماعي للسكان، هذا يغير التركيبة الديموغرافية للمناطق المتأثرة ويخلق جغرافيا بشرية جديدة، كما حصل في لبنان إبان الحرب الاهلية، ولا يزال مستمرا، في وقت اخذت فيها بعض البلديات بمنع تملك ابناء طوائف اخرى في مناطق نطاقها الجغرافي في لبنان، ما إلى تغيير التوازن الديموغرافي التاريخي.
ضعف الحكومة المركزية في سوريا يفتح الباب أمام تدخلات القوى الإقليمية والدولية، التي تدعم أطرافًا مختلفة، وتعمل على تحقيق مصالحها الخاصة.
وهذا يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على السيطرة على الأرض، والموارد، وفي بعض الحالات، على المطالبات الإقليمية، كما انها تشكل مناطق نفوذ لقوى خارجية داخل أراضي الدولة الضعيفة، مما يقوض سيادتها ويسهم في عدم استقرار حدودها.
إن كل هذا يجعل الخطوط الوهمية اليوم تتطور بمرور الوقت لتصبح حدوداً شبه دائمة في حال استمرار ضعف الدولة، فيما العرب يعيشون على رد الفعل، وهذا افظع نكباتهم، لا سيما أن ما يكتب بالدم اليوم، يصبح لاحقا واقعاً، واذا اخذنا بعين الاعتبار تساقط احجار الدومينو، فلن تكون هناك دولة عربية بمأمن بعد 15 او عشرين عاما.
كاتب، صحافي لبناني



#حسن_احمد_عبدالله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسرائيل تدرك ان وظيفتها انتهت ...وتشتري الوقت بالمفاوضات
- محاولة اغتيال ترامب... خلفيات اجتماعية وتاريخية
- اليمين اللبناني... الحماقة اعيت من يداويها
- لبنان والانعزاليون الجدد...ما يكتب للمنطقة اكبر من احلامهم
- استعادة الحرب الاهلية اللبنانية بايدي غبية
- الولايات المتحدة و-فوبيا- الضعف
- فساد الدولة ...الولايات المتحدة نموذجا
- انكار الاسرائيليين للوجود الفلسطيني مبرر للابادة الجماعية
- وجه اسرائيل الحقيقي انكشف في محكمة العدل الدولية
- اليوم التالي في اسرائيل بعد الحرب
- ماذا يعني استحضار القرار 1701 في العدوان على غزة؟
- ابواق اسرائيلية ... بلسان عربي
- هل يعود هرتزل من قبره لتنفيذ مخطط التهجير الكبير؟
- محمد ضيف يقول لنابيلون: بضاعتكم ها هي ترد اليكم
- طوفان الاقصى... والاهتراء الاسرائيلي
- كلنا فاسدون... بارادتنا او رغما عنا
- عندما يتفق العرب على -ظل الحمار- تحل مشكلاتهم
- بين الكحالة والمصرف المركزي... ضاع الشعب اللبناني
- عندما غاب مفهوم المواطنة سادت الفوضى في لبنان
- الشعب اللبناني... يداوي وجعه بثرارة السياسيين


المزيد.....




- مفاجأة غير متوقعة.. العثور على ضعف ما أبُلغ عنه من عدد حيوان ...
- جان نويل بارو يزور كييف بعد وابل من القصف الروسي
- سرعتها تفوق 700 كيلومتر في الساعة..كييف تعثر على حُطام المُس ...
- إيران تكشف عن موعد ومكان محادثاتها مع -الترويكا- الأوروبية.. ...
- ترقب بشأن تطور هجوم برشلونة بعد التحاق النجم الانجليزي راشفو ...
- استئناف المحادثات النووية بين إيران والقوى الأوروبية في إسطن ...
- عشائر بدو سوريا.. جذور عميقة في التاريخ وامتداد في الجغرافيا ...
- السجن ثلاث سنوات لطالب في كوت ديفوار بتهمة الإساءة للرئيس
- المحتوى المضلل يجد طريقه إلى -شات جي بي تي- بفضل المحتالين
- ما المواد -المتطرفة- التي أقرت روسيا تغريم الباحثين عنها؟


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن احمد عبدالله - الدول العربية وفشلها المستمر... سوريا مثالاً