رضي السماك
الحوار المتمدن-العدد: 8408 - 2025 / 7 / 19 - 17:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ما يقرب من ثمانية شهور مضت على انهيار نظام الأسد الابن في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، واستلام السلطة الحالية الحكم ممثلة في هيئة تحرير الشام بزعامة أبو محمد الجولاني ( الشرع حاليا)، ولا يكاد شهر يمضي إلا وثمة أزمة مع مكون من مكونات النسيج الوطني، وعلى وجه الخصوص “العلويون” في الساحل الشمالي، والدروز مؤخراً في مدينة السويداء، والشيعة أحياناً . ورغم وعوده بإجراء تحقيقات في حوادث التصفيات بالجملة التي ارتكبتها عناصر من قوات النظام على الهوية بحق العلويين المدنيين في شهر مارس/ آذار الماضي، لكن حتى الساعة لم تعلن دمشق السياسية نتائج تلك التحقيقات، بل يبدو أن القتلة مازالوا طلقاء دون قيد المحاسبة أو التوقيف. وأخيراً هاهي محافظة السويداء التي تقطنها غالبية عظمى من طائفة الدروز تشهد أعنف مجزرة بحق أبنائها قدرتهم بي بي سي بما لايقل عن 700 قتيل درزي راحوا ضحية قوات الأمن الداخلي، ما دفع دروز مجدل شمس في الجولان المحتل للنفرة نحو عبور السياج الحدودي بغية نصرة أشقائهم في السويداء. وفي ظل هذه الأجواء المحتقنة وجدت القوات الإسرائيلية ضالتها لقصف القصر الجمهوري ومجمع الأركان!
وأنت لا تعرف ما شأن القوات الإسرائيلية بدروز سوريا في الداخل. مهما يكن فإن دولة النظام السوري الحالية وفي ضوء الإدانات الدولية والقلق الذي تبديه الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية، مطالبة بأن تثبت بأنها دولة لكل شعبها بمختلف مكونات نسيجه الاجتماعي، فقد آن الأوان لهذا الشعب أن يستريح بعد عقد ونصف العقد من الحروب المتواصلة والتدخلات الإقليمية والدولية بجيوشها.
ويُفترض أن تكون السلطة الحالية سلطة انتقالية تتيح لقوى المعارضة المدنية السلمية وبكل أحزابها الفرصة للمشاركة مع الشعب السوري في تقرير مصيره بنفسه وصولاً لإقامة نظام دستوري ديمقراطي تعددي بعيداً عن التدخلات الإقليمية والدولية، وبما يحفظ وحدة تراب الوطن السوري بإقليمه الجغرافي الأصلي، وإعادة بناء الجيش الوطني على أسس وطنية ليكون جيش الوطن كله لا جيش فئة ضد فئة وصولاً لتطهير البلاد من كل العصابات الاجرامية الارهابية أياً تكن مسمياتها الدينية.
#رضي_السماك (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟