أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - إيران و الأتحاد السوفييتي.. الدولة والثورة














المزيد.....

إيران و الأتحاد السوفييتي.. الدولة والثورة


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 8223 - 2025 / 1 / 15 - 19:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن الأتحاد السوفييتي منذ تأسيسه على يد البلاشفة 1917 حتى نهاية الحرب العالمية الثانية 1945 دولةً جبارة، كما أضحى بعد هذه الحرب التي انتصر فيها مع الحلفاء انتصاراً ساحقاً على ألمانيا النازية، وفي حين كانت سياسته الخارجية قبل الحرب تخضع لمقتضيات أيديولوجية الحزب الحاكم الماركسية الثورية المتشددة، ما أفقده الكثير من مراكز النفوذ في العالم والعلاقات الطبيعية مع دول عديدة، فإنه بعد الحرب وبعد أن أصبح دولة عظمى تحسب لها الدول الكبرى الغربية ألف حساب، فقد استفاد الحزب الحاكم من أخطاء سياسة الدولة الخارجية المتصلبة قبل الحرب وأخذ يحرص على إقامة شيء من التوازن بين الاعتبارات الأيديولوجية ومصالح الدولة، وعلى وجه الخصوص منذ وفاة ستالين 1953 قائد الحزب والدولة وحلول خروشوف محله، لا بل أن الأتحاد السوفييتي لطالما غلّب مصالح الدولة على الشعارات والمباديء الأيديولوجية حال ما عصي عليه الأمر تحقيق التوازن بينهما، والأمثلة على ذلك عديدة، يكفي أن نشير إلى حرصه على أن لا تمس علاقاته مع الدول العربية التي تربطه بها علاقات حميمة بأي سوء إذا ما اصطدمت واحدة منها بالأحزاب الشيوعية واليسارية العاملة على أراضيها. وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي انتقد بعض من تلك الأحزاب وقوفه إلى جانب الأنظمة الديكتاتورية الحليفة له التي كانت تضطهدها وتقمعها كالنظام العراقي البعثي .وحتى في ذروة الحرب الباردة بين القوتين العظميين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي تمكنت قيادتيهما من خلال تغليب الحكمة والعقلانية من تجنيب العالم شرور حرب نووية عالمية خلال أزمة نصب الصواريخ النووية السوفييتية 1962 .
على النقيض من الأتحاد السوفييتي فإن نظام الدولة الإيرانية الحالية "الجمهورية الإسلامية" الذي أُقيم في أعقاب ثورة 1979 الجماهيرية والتي شاركت فيها مختلف الحركات وألوان الطيف السياسي فإنها أثمرت عن اختطاف الإسلام السياسي لمنجزات الثورة وإقصاء كل القوى التي شاركت فيها، بل هو لم يكتف بمحاربتها وزج الآلاف من رجالاتها في المعتقلات وإعدام العديد منهم فحسب، بل قام بتصفية المئات من كبار مراجع الآيات ممن اختلفوا مع قيادتها السياسية أو "مع نظرية ولاية الفقيه" التي نظّرها الإمام الخميني، كما تم سن دستور مفصل أو متوافق مع هذه النظرية.وتم تشييد نظام جمهوري إسلاموي متطرف في تطبيقه لشعارات "الثورة" في مجال السياسة الخارجية، دون أدنى مرونة، بما في ذلك التدخل في شؤون دول الأقليم الداخلية. وهكذا فمنذ قرابة خمسين عاماً على قيام نظام " الجمهورية الإسلامية " أضحى خطاب السياسة الخارجية يتسم بالتشدد الثوري إزاء دول المنطقة العربية وإزاء الدول الكبرى هو السمة الطاغية في معظم الأحوال، باستثناء سنوات قليلة خلال عهد الرئيسين علي رفسنجاني ومحمد خاتمي حيث جرى خلالها إرخاء هذا التشدد إلى حدما وسرعان ما جرى التضييق على الإصلاحيين والوسطيين . وهكذا ظلت السياسة الخارجية على حالها لم تخضع لأي مراجعة باتجاه تخفيف غلواء الخطاب الثوري الديني أو إقامة شيء من التوازن بين مقتضيات مصالح الدولة ومقتضيات الوفاء للأيديولوجية التي يتبناها النظام، هذا على الرغم مما تتكبده الدولة من خسائر كبيرة فادحة جراء العقوبات الغربية والحصار المفروض عليها، وكذلك من جراء الإنفاق الجنوني الهائل على التسلح وتمويل الحركات والأحزاب الموالية له في دول الأقليم كأدوات للتدخل في شؤونها الداخلية.
وغني عن القول بأن تبني سياسة خارجية ثورية متشددة في عالم العلاقات الدولية القائم اليوم على أهمية إبداء قدر معقول من المجاملات الدبلوماسية والحنكة لضمان ترسيخ مبدأ التعايش السلمي بين الدول ذات الأنظمة الاجتماعية المختلفة وتحقيق الاستقرار الدائم، وبخاصة في أوقات النزاعات الأقليمية والدولية-كما هو الوضع الدولي حالياً- لمن شأنه أن يعرض مصالح الدولة لمزيد من الكوارث الاقتصادية والدولية يدفع أثمانها الشعب في المقام الأول ما يدفعه للثورة على النظام، سواء على المدى القريب أو على المدى المتوسط الأجل على الأبعد.



#رضي_السماك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هكذا كسب ترامب الأوليغارشية الفاسدة
- يا طالعين عالجبل
- فيندلي وبعبع معاداة السامية(1-2)
- غسان كنفاني في عيني نوتو هارا
- ثلاث رسائل وراء التصعيد الإسرائيلي
- القوى الوطنية العربية والخطاب الطائفي
- عبد الناصر ما قبل النكسة.. وما بعدها
- مكاسب سياسية في ذكرى النكبة
- عراقة الحركة الطلابية بجامعة كولومبيا
- طه حسين وحرية الصحافة العربية
- محمود درويش وميلاد الكلمات
- فيلم -إبادة غزة- الحائز على الأوسكار
- غزة والنكبة المستمرة
- ثلاث حالات غضب مُهدرة
- محمود درويش وغسان كنفاني
- الفلسطينيون بين قنبلتين
- المراسلون الفلسطينيون.. رسالة وصمود
- الصهيونية والإرهاب الفكري الأمريكي
- سيناريو اليوم التالي منذ حرب النكبة
- قصة أغنية فلسطينية تحولت إلى عالمية


المزيد.....




- ابن فضل شاكر يقول إن والده بُرئ من تهمة قتال الجيش اللبناني ...
- تحت الراية الأوروبية... ميلوني تزور واشنطن لمناقشة الرسوم ال ...
- بجانب بوتين.. أمير قطر يتحدث عما ناقشه مع الشرع حول علاقات س ...
- اللجنة الدولية للصليب الأحمر تدين تعرض أحد مقرّاتها في غزة ل ...
- نتنياهو: عملياتنا -العلنية والسرية- أخرت برنامج إيران النووي ...
- وزير الخارجية المصري يسلم الرئيس الجزائري رسالة من السيسي.. ...
- شاهد.. أولى الفيديوهات من مكان إطلاق النار في جامعة ولاية فل ...
- برلين.. احتجاجات طلابية تنديدا بالحرب على غزة
- غزة.. تدمير مبان سكنية في رفح بقطاع غزة
- تميم يشكر بوتين بالروسية وبوتين يرد بالعربية


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - إيران و الأتحاد السوفييتي.. الدولة والثورة