رضي السماك
الحوار المتمدن-العدد: 7999 - 2024 / 6 / 5 - 20:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
خلال أقل من أسبوعين بين عشية ذكرى نكبة 48 والأيام القليلة التي تلتها حقق الفلسطينيون مكاسب سياسية تاريخية بالجملة.ولن ندرك مدى دلالاتها الرمزية، مالم نتذكر بأن الفلسطينيين والعرب وعلى مدى أكثر من ثلاثة أرباع القرن ظلوا يذكّرون العالم بنكبة الشعب الفلسطيني وتشريده على أيدي قوات الأحتلال الصهيوني،لكن صرخاتهم السنوية بدت وكأنها تُطلق في البرية دون مستجيب.الأوقح من ذلك ورغم أن كل المآسي التي عانى ويعاني منها هذا الشعب مصدرها الأول يتمثل في "وعد بلفور"،فإن رئيسة وزراء الحكومة البريطانية تيريزا ماي دشنت قبل سنوات قليلة الاحتفال بمرور قرن على هذا الوعد المشؤوم، دون أن يرف لها جفن.أما الولايات المتحدة التي تدعم إسرائيل بمختلف أشكال الدعم بلا حدود، بما في ذلك في استمرار حربها الإبادية الحالية على غزة، فإلى ما قبل شهور قليلة كان رئيسها جو بايدن لا يخجل من أن يردد اسطوانته البالغة الإستفزاز للفلسطينيين والعرب:" لو لم تُخلق إسرائيل لخلقناها". لكن لننظر اليوم إلى حجم المكتسبات المذهلة، منذ هجوم " الطوفان"، في ترجمة عملية لمقولة الإمام علي: "ما ضاع حق وراءه مطالب"،ونضيف عليه: ما ضاع حق وراءه قضية عادلة ونضال عنيد طويل النفس، وصمود اسطوري لشعب مقاوم:
1-العاصمة البريطانية تجتاحها المظاهرات المنددة بالإبادة والمطالبة بالحرية للشعب الفلسطيني.وقبلها كانت وما زالت المظاهرات الطلابية والشعبية في مختلف المدن الأميركية.
2- جنوب أفريقيا تطلب من محكمة العدل الدولية استخدام سلطاتها لمنع إسرائيل من اجتياح رفح.
2- تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية كبيرة للاعتراف بعضوية دولة فلسطينية الكاملة في الأمم المتحدة.
3- محكمة الجنايات الدولية تصدر مذكرات ملاحقة أمنية واستدعاء للمثول أمامها بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ووزير حربه يو آف غالانت وثلاثة من قادة حماس.
4-إعلان كل من أسبانيا وايرلندا والنرويج في وقت متزامن الاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967.
فطوبى اوألف طوبى للشعب الفلسطيني المقاوم الصامد لانتزاعه هذه المكاسب، والتي حققها، رغم ما تمر به قياداته من أسوأ انشقاق في تاريخها النضالي، وفساد وشيخوخة قيادته الرسمية، ناهيك عن أسوأ حالة تخاذل وانقسام يمر به النظام الرسمي العربي.
#رضي_السماك (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟