أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امال قرامي - امرأة بمائة/بألف رجل: ما وراء الثناء؟














المزيد.....

امرأة بمائة/بألف رجل: ما وراء الثناء؟


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 8408 - 2025 / 7 / 19 - 12:22
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



كلّما أراد الرجل تعظيم امرأة بدت له استثنائية أو مدح خصالها استعمل هذه العبارات: "امرأة بألف رجل"، "نساء، والواحدة بألف رجل ، "امرأة في جوفها قلب رجل"، امرأة أرجل من مائة رجل ، "أنا ربيت بنت بألف راجل"،...

ويكفي أن نقلّب صفحات كتب التراث أو بعض المقالات التي تُشيد ببطولة فئة من النساء كأمّ سلمة ونسيبة بنت كعب الخزرجية، وصفية عمّة النبيّ، وغزالة الحرورية، أو زينب بنت عليّ أو مريم الحرّة أو النساء الفلسطينيات وغيرهنّ حتّى ننتبه إلى أنّ المعيار الذي تُقيّم المرأة من خلاله هو الرجل: فهو القويّ، والشجاع والجريء، والمقدام و... ومتى فارقت المرأة الصفات التي يُعتقد أنّها طبيعية" و"فطرية كالضعف والجبن والرقّة وغيرها، تمّ الاعتراف بفضائلها قياسًا على الرجل من جهة، وطمس كلّ جهد بذلته من أجل اكتساب صفات تخوّلها إثبات الذات، من جهة أخرى.

تغيّرت أحوال النساء والرجال على جميع الصعد، ولكن ظلّت طرائق التفكير هي ذاتها. فقصص نجاح النساء في عدّة مجالات تُثير التعجّب وتُتداول وتُحقّق المرئية المطلوبة لأنّها تخالف المتوقّع اجتماعيًّا من حيث الأداء والفعل والإبداع... فأنّى لكائن ضعيف وفي منزلة دونيّة أن يتجاوز الصعاب والقيود الاجتماعية ويتحدّى المعايير الاجتماعية والتقاليد والعادات...؟ أمّا قصص نجاح الشبّان أو بطولات الرجال فإنّها لا تحظى، غالبًا، بالاهتمام نفسه. فما الغريب في تفوّق الرجال ونبوغهم ما دام الرجل هو المثل الأعلى للمثابرة والتحدّي والنجاح والتفوّق والبطولة وهو رمز القوّة وعنوان الإبداع... ولا يمكن بأي حال، أن يُقال للرجل الذي أثبت تفوّقه: "أنت رجل بمائة/ألف امرأة" فتلك إهانة كبرى.

تغيّرت أحوال النساء والرجال على جميع الصعد، ولكن ظلّت طرائق التفكير هي ذاتها

وليس من الصعب التكهّن بأنّ وراء خطاب التعجّب/الإعجاب، الدهشة/الاعتراف، شعور ينتاب الرجال وأغلب النساء بعسر الخروج من بنية ذهنيّة تأسّست على مركزيّة الرجل ودونيّة المرأة التي يُطلب منها أن تبقى في الهامش حفاظًا على التراتبية الهرميّة والنظام الاجتماعيّ. إنّه تذكير رمزيّ يرى أن لا مفرّ من التماهي مع الأنموذج، أي الرجل باعتباره الأصل. وما دامت المرأة تمثّل الفرع/الضلع الأعوج، يبقى التمييز/التبعية/الهيمنة/الاستغلال ممارسات مفروضة عليها حتى وإن حقّقت ذاتها وكتبت وأبدعت.

تُدخِلن فئة من النساء ذات التوجّه النسويّ هذه الأفكار فيحفّزن غيرهنّ إلى التنافس مع الرجال والتفوّق عليهم في كل المجالات فيختزلن التحرّر وتجسيد المساواة في محاكاة الرجال، مُثبتات لاشعوريًّا، تكيّفًا مع الأفكار السائدة وعجزًا عن التزحزح عن المعيار/الرجل، وعن الخروج من عباءة الذكوريّة.


بنية ذهنيّة تأسّست على مركزيّة الرجل ودونيّة المرأة

أن تقاس كفاءة المرأة وتميّزها بمجموعة من الفضائل وفاعليتها بعدد من الرجال (100-1000)، معناه الإقرار بوجود تراتبية هرمية داخل "مجتمع الرجال" تجعل "الرجل الكامل" أو صاحب الذكورة المهيمنة في الصدارة، بينما تُصنّف أنماط أخرى من الذكورة (المسحوقة/ المتواطئة...) في درجات أقلّ. وهذا يطرح إشكالًا بشأن المعيار: فهل المرأة أفضل من مائة أو ألف رجل عجزوا عن الارتقاء إلى أعلى الترتيب وتمثيل الذكورة المُهيمنة؟ وهل المطلوب من المرأة أن تتماهى مع الرجل المُمثّل للذكورة المُهيمنة، وأن تصبح، وهي المُتصدية للهيمنة الذكورية، "مفتونة" بالمُهيمن ومقتدية به؟

إنّ المرأة التي توصف بالجرأة والشجاعة وقوّة الشكيمة وغيرها من الصفات والقادرة على التميّز في كل المجالات هي امرأة، وليست في حاجة إلى أن تتماهى مع الرجل، لأنّ ما يكسبها قيمة هو قدرتها على ممارسة حقّها في الاختيار والدفاع عن طموحاتها وأحلامها وتحقيق ذاتها، والمحافظة على هُويّتها وفق تصوّراتها، وهذا يعني أنّ الرجل ليس معيارًا، وأنّه من الإجحاف أن تُقارن المرأة المتميّزة به أو أن تتحوّل إلى سُبّة تستعمل لتجريد الرجل من هويته متى جبن وضعف... فيشبّه بالنساء.

لسنا في حاجة إلى إجراء المقارنات على أساس التفاضل، فالمعيار الحقيقي هو الإنسانية التي تتجاوز الحدود: الجنس، الطبقة، السنّ، الإثنية... والمهمّ أن يسعى الواحد منّا إلى أن يكون إنسانًا في زمن التوحّش.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهالي السجناء السياسيين وسياسات امتلاك الصوت
- نساء البهجة
- صمتُ النسويّة البيضاء المؤيّدة للاستعمار على إبادة الفلسطيني ...
- التحولات الهادئة واللامرئية : من النشطاء إلى الفاعلين العادي ...
- كيف تتحوّل النساء إلى أشياء؟
- تشكّلُ خطابات جديدة حول الأمومة
- الرجل لا يعيبه شيء!
- من الأدوار الجندرية إلى التشاركية.. هل ينجح الرجال؟
- اعتذار للفلسطينيات ....وهل ينفع الاعتذار؟
- النار في جسدهAaron Bushnellإضرام في التعاطي الإعلامي الأمريك ...
- المتقاعدون يحتجّون: -الحماية والرعاية من البداية للنهاية-
- المؤسسات الجامعية وإبادة الفلسطينيين
- موقع التونسيات في مسار الانتخابات 2023/2024
- الحرب على غزّة والمنعرج الجديد
- جنوب أفريقيا ودرس في إيطيقا المرافعة
- بعض من الأسئلة التي أثارتها حرب الإبادة على غزّة
- نداء إلى الحركات النسوية: -حياة الفلسطينيات مهمّة-
- المجتمع المدني والتعديل الذاتي
- ماذا بعد عنهجية الدولة المارقة وإبادة الفلسطينيين؟
- أزمة الرعاية المجتمعية


المزيد.....




- وفاة امرأة تبلغ 82 عاما في إيطاليا نتيجة إصابتها بعدوى فيروس ...
- دعم نسائي جزائري.. منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 بقيمة 8 ...
- وفاة الأمير النائم بعد 20 عاما في الغيبوبة.. مآسي الشباب الر ...
- المرأة بين وعي الواقع ولاوعي السلطة الذكورية
- باكستان: مشروع قانون لإلغاء الإعدام بجرائم الخطف وتعرية النس ...
- ألمانيا تلقي القبض على ليبي متهم باغتصاب وتعذيب معتقلات في س ...
- رصدتهما الكاميرا متعانقين.. امرأة تغطي وجهها والرجل يختبئ في ...
- كاميرا في حفل كولد بلاي تضع رجلا وامرأة في ورطة
- حصان يتسبب بمقتل امرأة اثناء عملها
- رئيس تجمع العشائر يتحدث عن مجازر وقطع رؤوس واغتصاب بالسويداء ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امال قرامي - امرأة بمائة/بألف رجل: ما وراء الثناء؟