أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محمد السيد محسن - الكاظمية في ذاكرة نزار باقر الحسني














المزيد.....

الكاظمية في ذاكرة نزار باقر الحسني


محمد السيد محسن

الحوار المتمدن-العدد: 8408 - 2025 / 7 / 19 - 06:14
المحور: قضايا ثقافية
    


الشفافية التأريخية
كتب محمد السيد محسن
-------------
في جلسة ود اخوية أهداني الدكتور حسنين معلة رئيس مجلس الادارة في نادي الصيد , أهداني كتابا كتبه خاله السيد باقر السيد أحمد الحسني اطال الله في عمره والذي كان بعنوان " ذكريات من مسيرة الحكم الوطني الملكي في العراق" . وأول ما لفت انتباهي هو استخدام مصطلح "الوطني" كرديف لمصطلح الملكي على اعتبار ان الثقافة العراقية السائدة تستخدم مصطلح الوطني قبالة الحكم الملكي.
تلك كانت نقطة يفترض ان اقف عندها لحاجة عند المؤلف.
يستعرض الكتاب لمحات من سيرة جغرافية لمناطق العراق , معززا بشواهد تاريخية لم يطلع عليها الكثير من العراقيين .
في هذا المقال اود ان اركز على مدينة الكاظمية لتي افرد لها المؤلف فصلا خاصا بها , استعرض تاريخها المسكوت عنه.
في سرده لتأريخ منطقة الكاظمية , أستنتج -كقارئ- ان المناطق في العراق كانت لها خصوصية محلية وكان هذه الخصوصية قادرة على تنفيذ ما يود المحليون التابعون لتلك المنطقة أن ينجزوه لمناطقتهم حصرا.
فتاتيك المعلومة التي لم اكن اعرفها انا , ان سوق الاسترابادي مثلا والذي اسسه عبد الهادي الاستر ابادي وجعل السقف من الجينكو , حرص عبد الهادي على تأسيس فتحات للتهوية تبدأ من باب القبلة وتنتهي بمحطة الكاري " كاري الكاظم" وكذلك نتعرف على ان مناطق معينة من الكاظمية كانت ملجأ للأفغان المقيمين في العراق , حيث خان "الكابولي" والذي كان نزلا للزائرين وفي عام 1904 تحول الى خستخانة اي مستشفى عسكري , وفي عام 1921 اتخذ مقرا لفوج الامام موسى الكاظم ,أول تشكيلات الجيش العراقي , ثم هدم الخان واستخدم دار استراحة " نقاهت خانة" ثم لاحقا مرابا لحافلات نقل زائري الكاظمية.
يعتقد السيد الحسني ان افتتاح معمل "فتاح باشا" عام 1926 من قبل اللواء سلمان فتاح باشا , كان بمثابة فتح اقتصادي شجع الكثر من اهالي بغداد للاستثمار في مجالات شتى مثل معمل الدبس لصاحبه الدكتور يوسف عبود , في محلة الانباريين , ومعامل الجلود والدباغة ومشاغل الحياكة ومعامل الطحين والكاشي والفخار والطابوق , وشجع هذا الفتح العظيم في الكاظمية حتى أن الوصي عبد الاله ساهم بنسبة بسيطة , يقول عنها الحسني انها ما زالت قائمة , في معمل للأنسجة القطنية في محلة النواب , الامر الذي دفع عامة التاس لتعريف معمل الغزل بمعمل الوصي , رغم ان نسبته كانت ضئيلة جدا.
وفي استعراضه لمدارس الكاظمية يقول السيد الحسني : تأسست في العهد التركي مدرسة الشرافة الإيرانية عام 1909 ومدرسة الاميرية بجوار سراي الحكومة عام 1911 .
وفي الحكم الوطني ويقصد به الحكم الملكي للعراق , تأسست 4 مدارس احداها وأهمها كانت مدرسة الأنباريين , وكان فيها مدرستان الاولى للذكور والاخرى كانت للابتدائية للبنات وتديرها السيدة نجاة عسيران زوجة هاشم علاوي والد رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي, وكانت تتحرك على الاهالي لتشجيعهم لانخراط بناتهم في المدرسة.
بعد هذه المقدمة الوصفية التي أوردها السيد باقر الحسني حول مدينة الكاظمية , نستنتج الشفافية في نقل التأريخ , دون انحياز فئوي أو قومي أو طائفي , وهذا ما أود التركيز عليه في المقال , الكاظمية منطقة لا تختلف عن غيرها من المناطق في العراق , بيد أنها كانت مادة للشهادة العينية لرجل عبر الثمانين , واستغرق في العلاقات الاجتماعية والمجتمعية بينه وبين المهتمين وأصحاب القرار.
الحسني لم يهمل في تناوله التاريخي والجغرافي لمنطقة الكاظمية حتى صغائر الامور من قبيل الشارع الاول في الكاظمية والحمام الاول والمقهى الاولى , ووصف الحياة الاجتماعية , قبل المذياع وبعدها , وقبل فتح الاذاعة العراقية وبعدها.
يتحدث الحسني عن "دكة البريد" وهي حادثة أدت الى استشهاد بعض من أهالي الكاظمية الذين اعترضوا على تحويل مقبرة الكاظمية الاثرية الى دائرة للبريد في ايام رئيس الوزراء ياسين الهاشمي.
كما ان الحسني المؤلف لم يترك الفرصة ليخلد اسماء سكان بسطاء من الكاظمية , من قبيل عبدعلي الكاظمي صاحب مكتبة النجاح في شارع المرتضى , وعبد النبي الدهوي صاحب علوة الحبوب , والاخرى لصاحبها علي الراعي , هؤلاء لم يتخيلوا أن يخلدهم التأريخ , وأنهم سيتم تخليد ذكراهم كجزء من تأريخ منطقة الكاظمية رغم بساطة الدور التاريخي الي قاموا فيه , سواء هم او الرجال الذين انجبتهم المنطقة في مجالات عدة منها السياسة او الثقافة او الدين وما غيرها من المجالات التي وثقها السيد الحسني بشكل يعتمد على الانسيابية في الطرح , تدفع القارئ لاكمال "الحدوثة" التاريخية بمحتواها الجغرافي.
لقد تعامل السيد الحسني مع تاريخ الكاظمية بمنتهى الشفافية حيث لم يهمل "المطهرجي" والطبيب بعد حين, فضلا عن الرسامين والفنانين والبقالين والحلاقين والرياضيين واصحاب الحسينيات وميادين الادب وبيوتات النخب والصالونات الثقافية , انها فعلا قدرة متميزة لترتيب المعلومات وتقديمها في اطار جغرافي وتاريخي يجذب القارئ.
وفي النهاية استوقفني السيد الحسني في توثيقه لبيوتات الكاظمية ورجالاتها ومكان اقامتهم , وتتبع تلك الاماكن وما اصبحت , فمنها من تحول الى مشاريع جديدة ومنها من اندثر ليصبح عينا من بعد اثر, لكن الفضل للسيد الحسني ليثبت للتاريخ ما كان وما اصبح في تلك المناطق.
انا في الحقيقة أمام تجربة ثرية للتوثيق , وطريقة جذابة للتعرف على الاماكن والجغرافية والتحولات الزمنية للمكان.



#محمد_السيد_محسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعونا نتعلم كيف انتصرت الصين على فيروس كورونا
- حسقيل قوجمان
- وطني ... الى الوراء در
- نحتاج الى -رفيق اللحريري- عراقي
- بيان صادر عن منتدى إعمار العراق
- هل العراق دولة؟
- من المستفيد من استهداف المرشحين الجدد؟
- مشكلة في حزب الدعوة قد تؤجل الانتخابات
- الناجحون.. أولئك هم المنقذون
- ترامب ومحاولات استعداء الاعلام الامريكي
- مكاشفات محمد السيد محسن مع غانم حميد
- موت عبد الرزاق عبد الواحد ... وسيلة للشهرة
- تعيش تعيش سايكس بيكو
- أيامهم عاقر
- العراق.... معركة عمائم
- السيستاني يطيح بالإسلام السياسي ورجالاته في العراق
- قصيدة أي كهربا تكهربي
- لماذا مشعان الجبوري يا بغدادية؟
- دويد وفطيم ... حكاية عراقية من سجون الأسر الإيرانية
- إنحناءات المهنة


المزيد.....




- ظبي بأنف غريب.. ما حكاية السايغا الذي نجا بأعجوبة من الانقرا ...
- مصدر إسرائيلي يكشف لـCNN تطورات مفاوضات وقف إطلاق النار في غ ...
- حسام أبو صفية لمحاميته: هل ما زال أحد يذكرني؟
- -إكس- و-واتساب- في قلب جدل جديد: تحقيق يرصد حسابات يمنية ترو ...
- الوحدة الشعبية: استهداف سورية العربية حلقة لاستكمال مشروع ال ...
- مبادرة -صنع في ألمانيا-: أكثر من 60 شركة ألمانية تتعهد باستث ...
- لماذا لم تكشف بغداد عن هوية المتورطين بهجمات المسيرات؟
- بدء خروج العائلات المحتجزة من السويداء -حتى ضمان عودتها-
- عاجل| وسائل إعلام إسرائيلية: سلاح الجو يهاجم أهدافا للحوثيين ...
- شاهد.. مطاردة مثيرة وثقتها كاميرا من داخل دورية الشرطة تعبر ...


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محمد السيد محسن - الكاظمية في ذاكرة نزار باقر الحسني