أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السيد محسن - إنحناءات المهنة














المزيد.....

إنحناءات المهنة


محمد السيد محسن

الحوار المتمدن-العدد: 4809 - 2015 / 5 / 17 - 17:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كل امرء يعاني في حياته من انحناءات كي يستمر بحياته او كي تستمر الحياة وقالت العرب من أراد الصقر وجب عليه الانحناء ، لكن الشعراء والمذيعين هم اكثر من يعاني من الانحناءات ومن تداعياتها
فحينما تنقلب الأنظمة في بلداننا كما تنقلب ساعة الرمل يجد الشاعر والمذيع نفسه بمواجهة لغة جديدة تفرض على الثاني ويستدعى لها الاول ، وحسب الشاعر انه لا يجب ان يستعدي نظاما سيطر على مقاليد السلطة بالقوة ولا يرعوي من تصفية خصومه ، كما ان الجميع الذين ياتون بالنظام الانقلابي يسعون لايصال رسالة أولى الى الجميع مفادها ماقاله ستالين بعد ان تمركزت السلطة السوفيتية بيديه : من لم يكن معي فهو ضدي
وحسب المذيع انه موظف يجب ان يمارس مهنته وان يبقى في نطاق البقاء في هذه الحياة فتراه يقرأ ما تراه الآلة الإعلامية الحكومية سواء كان مؤمنا بما يقرأ او لم يكن مؤمنا
واما الشاعر فكان يعرف ان الموروث العربي للسلطة لا ينفك يقتسمه كل الثوار الذين يصلون الى بيت الحكم ، حيث يبحث كل حاكم عن شعراء للبلاط
وفي مجال الاعلام المرئي اليوم - وهو ما أود التركيز عليه- ولو انني احمل المهنتين فأنا شاعر ومذيع ولكني أودّ ان انقل من خلال هذا المقال معاناتي كمذيع
في مجال الاعلام المرئي تعددت القنوات ومشاربها لكنها - بأجمعها - تعاني من التبعية وعدم الاستقلالية بالقرار وهذه هي اشكالية الخطاب ، فلا وجود لقناة تلفزيونية في العالم العربي مستقلة بل ان الخط البياني للإنتماءات الإعلامية يمكن ان يختصر بدولتين لا اكثر وهما ايران والسعودية
فالقناة اما تكون مع حزب الله او لا تكون. وأما تكون مع البرنامج النووي الإيراني او لا تكون، وأما ان تكون مع بشار الأسد او لاتكون، وأما تكون مع الحوثيين في اخر صيحة او لاتكون وكل القنوات يمكن إخضاعها للمشروعين الإيراني والسعودي في المنطقة بغض النظر عن ممولي هذه القنوات وأماكن بثها ، وأكاد اجزم ان هذا التصنيف الثنائي يخضع له مجموع القنوات المصرية وقنوات المغرب العربي
ومن نافلة القول ان هناك خطوط رمادية مابين الأسود والابيض المفروض على الخطاب الإعلامي العربي بشكل عام
فمن الممكن ان تكون ضد النظام السوري الذي يقوده بشار الأسد لكنك لايمكن ان تغامر وتكون مع معارضته من تنظيمات الاسلام المتطرف - داعش والنصرة ومن لف لفها.... كما انك تتحفظ على شرعية بقاء نظام بشار الأسد بيد انك لايمكن ان ترضى بمشروع تدويل المعارضة السورية على سبيل المثال ما بين قطر وتركيا ودعمهم للمعارضين بشروط
هذه المنطقة الرمادية باتت ايضا غير مجزية في هوية الاعلام العربي على الرغم من الشعارات البراقة التي ترفعها بعض القنوات
حتى جاءت الطامة الكبرى في ان يفرض على المذيع ان يعرف عن نفسه اذا كان شيعيا او سنيا . بل في اكثر الأحيان لا يتم سؤاله وان كان هو المعني وإنما تستوفى هذه المعلومة من اي معرف له ، وبذلك اغلقت بعض القنوات باب التقديم حصرا الا لمن كان سنيا ، وإن كان بدون تصريح او قرار رسميين ، لكن الامر بات نافذا عند بعض القنوات .. وعندما يتم الاستفسار تأتي الإجابة ان المذيع هو هوية القناة وبذلك فإن الاخيرة هي المعنية بمن يمثلها على الشاشة .
لقد تناسى هؤلاء - المبررون - ان المقياس العام لكل مذيع عند قبوله واكتمال الشروط الوظيفية للقبول وهي : حسن الخبرة وحسن السيرة واكتمال اللغة وحسن المظهر.. وأما المقياس الاخر للقبول هو التزام المذيع بالخطاب الإعلامي وبسياسة المحطة التحريرية
وحسبنا ان يسأل صاحب القرار نفسه كيف ينتقل المذيع من تلفزيون العراق الرسمي ايام حكم صدام حسين الى تلفزيون العراق الرسمي ايام المالكي ؟ وكيف ينتقل المذيع او المراسل من قناة العربية الى الجزيرة قبل ان يتوحد خطاب القناتين باتجاه الحرب على اليمن !!!
بل كيف تم قبول مذيع مصري كان يعمل في قناة العالم الإيرانية في قناة العربية السعودية وسياسة المحطتين يختلفان مائة وثمانين درجة في اغلب القضايا !!!!
إعلام اليوم اختصر قبوله للوجوه الجديدة فيه على عائلة المتقدم فإذا كان من عائلة سنية رحب به وان كان من عائلة شيعية رفضه.. فيما بقيت بعض القنوات التي تلتزم الخطاب الاخر - اي خطاب ايران والشيعة والمعسكر الاخر - حرصت على استقطاب اكبر عدد من السنة لتحقق اختراقا للجمهور الاخر من خلالهم وهي السياسة التي يُتهم فيها الشيعة بأنهم يبشرون بمذهبهم بين الاخر



#محمد_السيد_محسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق ... بين اذارين
- عن رفيق اسمه منقذ الشريدة
- البغدادية عودة بطعم العتب
- البعث العراقي. اثبات وجود ام تزلف؟
- جهاد التخريب
- فأراد معرفة اليقين فذاقه
- داعش العراق وحرب الفتاوى
- البطاقة التموينية بين السيستاني والمالكي ومحمد مهدي صالح
- اللاعب الثالث في سوريا
- السعودية والبحرين , اعلان موت اتحاد
- شكسبير يدعو العراقيين للمحبة
- دمشق ... اخر العواصم
- القرضاوي وصناعة الفتوى
- لحية جيفارا ولحية الاخوان
- هل سيقلب رفعت الأسد الطاولة
- جمهوريات الاخوان
- جلباب الدكتاتورية
- المظلومة حنان الفتلاوي
- رسالة الى اياد علاوي
- الفاعل والمفعول به في تجديد البقاء للامريكان


المزيد.....




- واشنطن بوست: الاستخبارات اخترقت اتصالات بين مسؤولين إيرانيين ...
- مخاوف دولية حول مصير السجناء الأجانب.. إيران تعترف بمقتل 71 ...
- القضاء التركي على موعد مع قرار حاسم: هل يطيح بزعيم المعارضة؟ ...
- نتنياهو: -النصر- على إيران يوفر -فرصا- للإفراج عن الرهائن في ...
- من أجل سوسيولوجيا معادية للصهوينة
- مستشار كوفي أنان: إدارة ترامب تفكك الحكومة الفدرالية وتقوض ا ...
- رئيس صربيا يرفض الرضوخ لمظاهرات المعارضة
- غسان سلامة: الشعوب العربية تخاذلت عن نصرة غزة
- التحقيق بتحطم الطائرة الهندية يطرح جميع الفرضيات
- تسريب جديد يقلل من أضرار البرنامج النووي الإيراني


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السيد محسن - إنحناءات المهنة