أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد السيد محسن - هل سيقلب رفعت الأسد الطاولة















المزيد.....

هل سيقلب رفعت الأسد الطاولة


محمد السيد محسن

الحوار المتمدن-العدد: 3606 - 2012 / 1 / 13 - 23:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



المتابع للشان السوري يكاد يدرك تماما ما تعاني منه الازمة من ركود وتكرار وعدم وضوح رؤية جميع الاطراف , فلا معارضي الداخل استطاعوا ان يحسموا الامر على الارض ولا الحكومة مضت بشكل جاد باصلاحات وعدت بها وهي تعاني من حالة سلحفاتية من خلال تسويف التطبيق والتغيير وتطوير بعض الفقرات الدستورية التي كانت سببا في تأليب الشارع ضد النظام , ومن جانب اخر لم يستطع السوريون المقيمون بالخارج والذين بدأوا يظهرون على انهم معارضين للنظام وقد نقلوا مقرات عملهم الى فنادق مخملية من عواصم دول الجوار السوري ويتحدثون وفق اجندات من جندوهم واغدقوا عليهم كي يكونوا معارضين للنظام السوري في هذه المرحلة من الاستهداف التي تعاني منها الدولة بسوريا بشكل عام لم يستطع هؤلاء ايضا ان يكونوا عهد ثقة الشعب في التغيير او التاثير من اجل التغيير واتهموا من قبل شريحة واسعة من الشعب على انهم يتاجرون بدماء السوريين الذين باتوا لائحة رقمية في الضحايا
مع تشابك الاوضاع وعدم وضوح رؤية جلية في المشهد السوري اطل عميد المعارضين السوريين رفعت الاسد نائب الرئيس السوري سابقا وعم الرئيس الحالي بشار الاسد بمجموعة خطوات اسماها بالمبادرة وهي ان صح تطبيقها فانها بلا شك ستكون مغيرا جديدا ومؤثرا لحال سوريا وتعد كذلك منقذا للبلاد من دمار وخراب وحرب اهلية وطائفية ربما ستدفع ضريبتها كل الاقليات السورية وليس بمأمن عنها سنة سوريا ايضا وان كانوا هم الكثرة
مبادرة عميد اسرة الاسد تركز على دبلوماسية عائلية اولا قطعت شوطا يسعى من خلالها اقناع ابن اخيه الرئيس التنحي واعادة السلطة للشعب ومن ثم تاسيس مجلس انتقالي او مؤتمر وطني يقود مرحلة انتقالية اشار في مبادرته انه سيكون احد رجال هذا المؤتمر او المجلس وبضمانات دولية وعربية يقود هذا المؤتمر او المجلس مرحلة انتقالية خالية من العنف على اساس ان التغيير مع العنف يؤثر على صحة الاختيار ويعجز عن تاسيس مرحلة صحية لمستقبل اي بلاد
ونوه رفعت الاسد في مبادرته الى ان المعارضة السورية غير قادرة على التغيير في هذه المرحلة وانها غير قادرة بعد ذلك على اسقاط النظام ومن الافضل حسب رأي الاسد ان يعطوا فرصة لاخرين كي يغيروا ما يمكن تغييره , سهام الاسد هنا لايبعد مرماها عن المعارضة الغليونية التي اشارت كل المؤشرات الى انها تسير وفق اجندات دولية واقليمية وهي غير متماسكة وانما هي معارضة ممسوكة حيث انها وبزوال الممون الخارجي تسقط في حبائل الطائفية والمناطقية وهو ينطلق من تقييمه لهؤلاء الذين تأسسوا في اسطنبول من خلال عدم فاعليتهم وعدم قدرتهم على صياغة قرارات فاعلة في الوضع السوري
وليس ادل على ما نقول هو ما طرحه برهان غليون من مشروع توافق واتحاد مع هيثم المناع الامر الذي رفضه الاخوان واتهموه بالتفرد بالقرارات فما كان منه الا ان ذهب الى معقل الاخوان المسلمين السوريين في انقرة وهناك ادى الولاء من جديد وتعهد بعدم الخروج عن السياقات التركية التي تبحث عن عودة الفرمان التركي الى الاراضي السورية وتبحث عن كسر للهلال الشيعي الذي تأسس بعد سقوط نظام صدام حسين والممتد من باكستان الى لبنان مرورا بايران والعراق وسوريا
رفعت الاسد هو المعارض الاكثر تأثيرا في المشهد السوري ولكننا نرى ان هناك من يسعى الى غض النظر عنه وبات تغافله في الشان السوري امرا مقصودا منذ عشرة اشهر مرت على محنة الوضع في سوريا ولكن مكامن القوة ما زالت بيده فهو الوحيد الذي تقصده الاقليات السورية على انه الضامن من عنجهية الاخوان المسلمين والقوى الاسلامية المتطرفة فيما اذا سقط نظام بشار الاسد على طريقة سقوط من سبقوه في الدول التي خضعت لرياح التغيير في تونس ومصر وليبيا حيث تسعى القيادة التركية الاسلامية الى تقويض مشروعية كل الاحزاب المدنية على حساب الاحزاب الدينية السنية وخصوصا الاخوان كي يقيموا علاقاتهم مع حكومة تحكم بظرف استثنائي في زمن استثنائي وفي مكان معقد كسوريا فيتم الاملاء وفق ما يشتهي الفرمان التركي
وما نود الاشارة اليه هنا ان يحاول رفعت الاسد الاستفادة من علاقاته السابقة مع الجناح العسكري المسلكي السوري في صنع التغيير حيث ان الملاحظ ان الوضع في سورية لن يخرج من قمقمه الا باستخدام الطريقة الموريتانية والتي تتأسس على سيناريو الانقلاب العادل لتسليم السلطة الى حكم انتقالي يفضي الى حكم الشعب والديمقراطية , وعليه – اي الاسد – ان يدرك ان التفاوض مع مجموعة المعارضات لن يجدي نفعا ان لم يكن التفاوض مع الرؤوس التي تحركها وتمولها لان الايغال بالدم يجعل من لعبة السلطة والتغيير اشبه بالقدرة على الوصول الى سدة القرار عبر انقلاب ابيض يحسم الامور وهذا الامر لن يتعدى عائلة الاسد في كل الاحوال وهذا ما قصده بالفعل رفعت الاسد بقوله استخدام الدبلوماسية العائلية , لكن الامر لن يكون بهذه السهولة حيث ان هناك دائما من يضع العصا في عجلة التغيير لان التغيير لن يأتي على مرام ما يشتهي وخصوصا الاخوان المسلمون الذين لم يعملوا لحد الان بشكل واضح وما زالوا يعملون بالخفاء على الرغم من ان الجميع قد رفع رأسه عاليا على انه معارض . فالاخوان ومن ينطوي تحت عباءتهم ممن يوصفون دائما بغير المنظبطين من الحركات المتشددة والتي تنشط دائما في الظروف الهزيلة والاراضي الرخوة , هؤلاء يسعون لتركيع واخافة الاخرين عبر الاستخدام المفرط للقوة وهم اليوم يحرضون الشارع بشكل طائفي ويعنونون التغيير بعناوين طائفية ويحملون بعض الاقليات ما فعل السياسيون على الرغم من ان حافظ الاسد قاد سوريا ليس لانه علوي وليس لانه من بقعة ما من سوريا وانما قادها لانه قيادي في حزب قومي كان السوريون ينبضون قومية يومها حتى قال عبد الناصر ان سوريا هي قلب العروبة النابض
ان مبادرة رفعت الاسد من الممكن ان تقلب الطاولة اذا استطاع ان يؤثر عائليا اولا ثم ستكون عليه مهام الحفاظ على السلم الاهلي في مرحلة ما بعد التغيير وهو ما اشار اليه في الضمانات العربية والدولية وكذلك بالمؤتمر الوطني او المجلس الذي تناط اليه مهمة قيادة مرحلة انتقالية وعليه هنا في هذه المرحلة ان يمد خيوطه الى اصحاب القرار كي يصل السوريون الى شاطئ امان ربما هو مؤقت كي يستريحوا بعدها على اعتبار ان السلطة في نهاية هذه التضحيات يجب ان تسلم الى الشعب ومن الممكن ان تكون المبادرة ضامنة للسوريين اذا كلنوا قادرين على استيعاب الدرس العراقي ومن بعده الدروس القريبة في العالم العربي وان يحافظوا على ثورتهم من الضياع كما ضاعت تضحيات الشبان اليساريين في مصر فاستلم الاسلاميون المتشددون السلطة وفق الديمقراطية التي لم يكن الشعبان التونسي ولا المصري مهيآن اليها بشكل صحيح , والامر هنا لايختلف عن الشعب السوري الذي عاش فترة عقود تحت نير دكتاتورية الحزب الواحد والحكم الشمولي وعليه فان خياراته ستاتي بشكل عاطفي ان لم يفعل العقل ويستعين بالنخب السورية المتنورة وليست تلك التي سترتدي اللحى بعد التغيير مباشرة كما حصل في العراق ومصر وليبيا وتونس
وفي معرض مبادرته ايضا اشار رفعت الأسد الى انه لن يرفض التعاون مع كل السوريين وان كانوا من رفاق الامس في النظام السابق مثل عبد الحليم خدام لكنه اشار ولاول مرة الى علاقة عبد الحليم خدام باختفاء موسى الصدر وقال ان على خدام ان يقول لنا كيف اختفى موسى الصدر وما هو دوره في عملية الاختفاء
الامر هنا لايتعدى التحذير والعودة الى المكانة التي يحتازها رفعت الاسد من معرفة ما يلايجول بخاطر الاخرين ومن الممكن ان يدلي بمعلومات قد تقلب الطاولة اذا استدرك مرة بعد اخرى ونوه الى بعض التلميحات التي من الممكن ان تغير التاريخ السوري الذي ما زال ملكا للاقوياء فقط



#محمد_السيد_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمهوريات الاخوان
- جلباب الدكتاتورية
- المظلومة حنان الفتلاوي
- رسالة الى اياد علاوي
- الفاعل والمفعول به في تجديد البقاء للامريكان
- السعودية وايران الحرب الخامسة
- جمعة البحرين في العراق والخلط بين الزعامة السياسية والطائفية
- باسل انت ومغوار ايها الملك
- هل اخطا المالكي ؟


المزيد.....




- مدير CIA يعلق على رفض -حماس- لمقترح اتفاق وقف إطلاق النار
- تراجع إيرادات قناة السويس بنسبة 60 %
- بايدن يتابع مسلسل زلات لسانه.. -لأن هذه هي أمريكا-!
- السفير الروسي ورئيس مجلس النواب الليبي يبحثان آخر المستجدات ...
- سي إن إن: تشاد تهدد واشنطن بفسخ الاتفاقية العسكرية معها
- سوريا تتحسب لرد إسرائيلي على أراضيها
- صحيفة: ضغط أمريكي على نتنياهو لقبول إقامة دولة فلسطينية مقاب ...
- استخباراتي أمريكي سابق: ستولتنبرغ ينافق بزعمه أن روسيا تشكل ...
- تصوير جوي يظهر اجتياح الفيضانات مقاطعة كورغان الروسية
- بعد الاتحاد الأوروبي.. عقوبات أمريكية بريطانية على إيران بسب ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد السيد محسن - هل سيقلب رفعت الأسد الطاولة